Transcription
انه امام دار الهجرة مالك بن انس هذا الاسم الذي اذا ذكر توارد الى الدهن معنى العلم والجلالة فهذا والسنة وغير ذلك من المعاني الشريفة. انه شيخ الاسلام. شيخ الاسلام حجة الامة امام دار الهجرة - 00:00:04ضَ
ابو عبد الله ما لك بن انس بن مالك بن ابي عامر الحميري الاصبحي المدني ولد الامام مالك رحمه الله سنة ثلاث وتسعين للهجرة. وهذا العام هو العام الذي يوافق - 00:00:24ضَ
وفاة انس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بين الرجلين صلة النسب وانما هو تقارب في الاسم وحسب. وقد نشأ رحمه الله كما قال الامام الذهبي في - 00:00:44ضَ
كون ورفاهية وتعفف. اذ كان من اسرة آآ ثرية. فكان رحمه الله تعالى منذ اظفاره وهو يتقلب في نعم الله تعالى. وفي خلق كريم وسمت ودل وهدي. فنشأ هذه النشأة وطلب العلم - 00:01:04ضَ
وهو حدث صغير السن وذلك بعيد موت القاسم ابن محمد وسالم رحمهم الله فاخذ العلم عن نافع مولى ابن عمر وسعيد المقبري وعامر ابن عبد الله ابن الزبير وابن المنكدر والزهري محمد ابن شهاب - 00:01:24ضَ
وعبدالله بن دينار وخلق يقول مالك رحمه الله كنت اتي نافعا وانا غلام حديث السن مع غلام لي فينزل من درجه فيقف معي ويحدثني. وكان يجلس يعني نافعا. بعد الصبح في - 00:01:44ضَ
فلا يكاد يأتيه احد يعني انه كان يظفر به ويمظي معه وقتا طويلا. ولهذا قيل ان السلسلة الذهبية في الاسناد هي ما لك عن عن ابن عمر فهذا الاسناد من اجود الاسانيد واقواها. طلب ما لك رحمه الله العلم وهو - 00:02:04ضَ
ابن بضعة عشرة سنة وتأهل للفتية وجلس للافادة وله احدى وعشرون سنة تأملوا معشر طلبة العلم كيف بركة المبادرة في طلب العلم اذا وجدت المؤهلات الاخرى العلم وهو ابن بضع عشرة سنة فلم يكد يبلغ احدى وعشرين سنة الا وقد تأهل رحمه الله للفتية والافادة كما قال ذلك الذهبي - 00:02:24ضَ
وحدث عنه جماعة وهو بذلك السن ولا يزال آآ شابا طريا وقصده طلبة العلم من الافاق في اخر دولة ابي جعفر المنصور آآ ولم يزالوا بعد ذلك حتى ازدحموا عليه في في خلافة رشيد فمر - 00:02:54ضَ
به وعاصر جمعا من خلفاء بني العباس ابو جعفر المنصور والمهدي وابنه هارون الرشيد رحمهم الله. وآآ يحمل جمع من السلف الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابو هريرة يبلغ به رسول الله صلى الله عليه - 00:03:14ضَ
عليه وسلم ليضربن الناس اكباد الابل في طلب العلم. فلا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة. حملوا وهذا الحديث على مالك ابن انس. ورأوا انه احق الناس به. وان وصفه منطبق عليه. فلم يكن - 00:03:34ضَ
بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكا في العلم والفقه والجلالة. فكان هو المقدم فيهم على الاطلاق الذي تضرب اليه اباط الابل من الافاق. والحديث الذي ذكرت انفا قد رواه الامام احمد والترمذي وابن حبان والحاكم - 00:03:54ضَ
والبيهقي آآ واسناده رجاله ثقات الا ان فيه ابن جريج وابا الزبير وابو الزبير وهما مدلسان وقد عنعنا. ورغم ذلك فقد حسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي للامام مالك رحمه الله ونحن بين يدي آآ نبذ من آآ عقيدته فضائل شتى منها ما حدث به - 00:04:14ضَ
ابن عمر قال سمعت مالكا يقول ما اجبت في الفتوى حتى سئلت حتى سألت من هو واعلم مني هل تراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة يعني ربيعة بن فروخ الملقب بربيعة الرأي وسألت يحيى بن - 00:04:44ضَ
احنا بن سعيد القطان فامراني بذلك اي انه رحمه الله لم يتصدر للفتية حتى سأل من هو اعلم منه واستشار اهو اهل لذلك ام لا؟ قال فامراني بذلك فقلت القائل هو خلف ابن عمر فلا - 00:05:04ضَ
يعني ما كنت تصنع؟ قال كنت انتهي. قال كنت انتهي. لا ينبغي للرجل ان نفسه حتى يسأل من هو اعلم منه. وفي هذا درس لطلبة العلم الا يتعجلوا في التصدر والفتيا بل عليهم ان - 00:05:24ضَ
يتعنوا ويستوثقوا من انفسهم ويسألوا من يخبر حالهم حتى يطمئنوا الى اهليتهم قال خلف ودخلت عليه فقال اي انه دخل عليه مرة فقال ما ترى؟ فاذا رؤي بعثه بعض اخوانه بعض اخوان مالك بعث له برؤية رآها بعث بها اليه مكتوبة رؤيا منامية يقول فيها - 00:05:44ضَ
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في مسجد قد اجتمع الناس عليه فقال لهم اي النبي صلى الله عليه وسلم اني قد خبأت تحت منبري طيبا. اني قد خبأت تحت منبري طيبا. وامرت مالكا ان يفرقه على الناس - 00:06:14ضَ
فانصرف الناس وهم يقولون اذا ينفذ ما لك ما امره به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم جعل ما لك يبكي قال فقمت عليه لانه استشعر ثقل المسؤولية. ومما جرى له رحمه الله تعالى آآ في ايام المهد ان - 00:06:34ضَ
مهدي الخليفة العباسي آآ الصالح آآ قدم المدينة فبعث الى مالك بالفي دينار او ثلاثة الاف دينار ثم اتاه الربيع بعد ذلك والربيع آآ هو وزير المهدي. فقال ان امير المؤمنين يحب ان - 00:06:54ضَ
ابي له الى مدينة السلام. يعني تكون رفيقا له الى بغداد. يعني يشعره بذلك ان المهدي يرغب في ان انتقل من المدينة الى بغداد. وتلطف معه في في العرض قال ان تعادله كما يكون الرجل عدل الرجل على ظهر البعير - 00:07:14ضَ
فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. والمال عندي على حال يعني ان كان هذا المال الذي بعثتم به الي توطئة لهذا الطلب فالمال عندي على حاله. اني يعني مستعد ان ارده - 00:07:34ضَ
ولا ادع المدينة. وقدم المهدي المدينة مرة فبعث الى مالك. فاتى فقال لي هارون وموسى ابن ابني هارون الملقب بالرشيد وموسى قال اسمعا منه فبعث اليه فلم يجبهما فلم تجبهما. فاعلما المهدي اي ان المهدي رحمه الله رغب ان يسمع ابناء هارون وموسى - 00:07:54ضَ
من هذا الامام المبجل وان يكون لهما سماع متصل بمالك. وفي هذا شرف عظيم. فبعث اليه يعني ان الينا لنسمع منك فلن يجبهما. فاعلما اباهما فكلما فقال يا امير المؤمنين العلم يؤتى العلم - 00:08:24ضَ
يؤتى اهله فقال صدق مالك. سيرا اليه. فلما صارا اليه قال مؤدبهما اقرأ عليه يعني اقرأ علينا من حديثك فقال ان اهل المدينة يقرأون على العالم كما يقرأ الصبيان على المعلم فاذا اخطأوا - 00:08:44ضَ
فرجعوا الى المهد فبعث الى مالك فكلمه. كان حريصا رحمه الله على ان ابناؤه عنه فكلمه فقال قال مالك مجيبا للمهدي سمعت ابن شهاب يعني رحمه الله يقول جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال وهم يا امير المؤمنين سعيد بن المسيب وابو سلمة وعروة والقاسم - 00:09:04ضَ
وسالم وخارجه ابن زيد وسليمان ابن يسار ونافع وعبدالرحمن بن هرمز ومن بعدهم ابو الزناد وربيعة ويحيى بن سعيد وابن شهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرأون. يقرأ عليهم ولا يقرؤون. فقال في هؤلاء قدوة سيروا الي - 00:09:34ضَ
اقرأ عليه ففعلوا. وكل هذا يدل على عزة العالم. وتقديره للعلم. كما قال القائل ولو ان اهل اهل العلم صانوه صانهم. ولو عظموه في النفوس لعظم. ولكن اهانوه فهانوا ودنسوا. محياه بالاطماع حتى تجهما - 00:09:54ضَ
ومن المنثورات التي قيلت في مالك رحمه الله اه ما قاله اه القعنبي يقول سمعت مالكا يقول كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه. وقال ابن وهب لو شئت ان - 00:10:14ضَ
الوحي من قول مالك لا ادري لفعلت. لبعده عن التكلف. حتى انه جاءه مرة وقد بعثه قومه بنحو اربعين مسألة. فالقاها على مالك فقال في ست وثلاثين منها لا ادري - 00:10:34ضَ
فقال الرجل ما اقول لقومي؟ قال قل لهم اني سألت مالكا عن اربعين مسألة فقالت لي ست وثلاثين لا ادري هكذا كان رحمه الله متضعا للعلم لا يتشبع بما لم يعطى. وقال حرملة حدثنا ابن وهب قال سمعت مالكا يقول - 00:10:54ضَ
ليس هذا الجدل من الدين بشيء وسمعته يقول قلت لامير المؤمنين فيمن يتكلم في هذه المسائل المعضلة الكلام فيها يا امير المؤمنين يورث البغضاء. وسيأتي ان شاء الله تعالى في ذكر عقيدته ما يدل على هذا المعنى وهو آآ البعد عن الاشتغال - 00:11:14ضَ
والرأي والكلام الذي لا يبنى على دليل وبرهان وكان من شأنه رحمه الله انه يجل العلم فلا يلقيه الا بابهى صورة. يقول قتيبة كنا اذا على مالك خرج الينا مزينا مكحلا مطيبا. قد لبس من احسن ثيابه وتصدر الحلقة - 00:11:34ضَ
ودعا بالمراوح ودعا بالمراوح فاعطى لكل منا مروحة وكان مجلسه مجلسا وقارن وحلم قال وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع وصوت ومن من الحوادث التي جرت له رحمه الله التي تدل على وفور عقله. وتجرده واخلاصه - 00:12:00ضَ
انه لما حج المنصور لما حج ابو جعفر المنصور وكان مهيبا. دعاني يقول فدخلت عليه فحادثته وسألني فاجبته. فقال عزمت ان امر بكتبك هذه. يعني الموطأ. فتنسخ ثم ابعث الى كل مصر من انصار المسلمين بنسخة. وامرهم ان يعملوا بما فيها ويدعوا ما - 00:12:30ضَ
وذلك من العلم المحدث. فاني رأيت اصل العلم رواية اهل المدينة وعلمهم. اي ان ابو جعفر اي ان ابا جعفر المنصور عرض عليه ان يلزم الناس بمذهبه. ومقالته وفتياه ويمنع ما سواها - 00:13:00ضَ
فانظر كيف كان جوابه رحمه الله. قلت يا امير المؤمنين لا تفعل. لا تفعل. فان الناس قد اليهم اقاويل وسمعوا احاديث ورووا روايات واخذ كل قوم بما سيق اليهم وعملوا به - 00:13:20ضَ
من اختلاف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم. وان ردهم عما اعتقدوه شديد. فدع سواء وما هم عليه وما اختار اهل كل بلد لانفسهم. يا له من جواب يدل على حكمته واخلاصه - 00:13:40ضَ
وتأملوا في حال غيره ممن يتعالم يريد ان تقبل مقالته. ويحز في نفسه ان يقدم قول غيره عليه اما هذا الامام الجهبد فانه يرى ان يترك الناس وما صاروا اليه من العلم لان اصحاب النبي صلى الله عليه - 00:14:00ضَ
عليه وسلم تفرقوا في البلدان واخذ الناس عنهم والفوا مقالات آآ درجوا عليها فلم يرى في حملهم على مقالته اه صوابع ورأى ان ذلك يمكن ان يحدث فسادا فلم يجب ابا جعفر المنصور الى طلبته حتى قال له - 00:14:20ضَ
وابو جعفر لعمري لو طاوعتني لامرت بذلك. يقول الشافعي رحمه الله وهو مما من الائمة الذين سنأتي ان شاء الله تعالى ايضا الى ذكر عقيدتهم. العلم يدور على ثلاثة. مالك والليث - 00:14:40ضَ
وابن عيينة. وروي عن الاوزاعي انه كان اذا ذكر مالكا يقول عالم العلماء ومفتي الحرمين. وعن انه قال ما بقي على وجه الارض اعلم بسنة ماضية منك يا مالك. وقال ابو يوسف صاحب ابي حنيفة - 00:15:00ضَ
ما رأيت اعلم من ابي حنيفة هو مالك وابن ابي ليلى. وذكر احمد بن حنبل رحمه الله مالكا فقدمه على الاوزاعي والثوري والليث وحماد والحكم في العلم. وقال هو امام في الحديث وفي الفقه. يعني انه جمع بين الرواية - 00:15:20ضَ
والدراية. وقال القطان هو امام يقتدى به. وقال ابن معين ما لك من حجج الله على خلقه وقال اسد بن الفرات اذا اردت الله والدار الاخرة فعليك بمالك. وعن ابن مهدي قال ما رأيت احدا اهيب ولا - 00:15:40ضَ
اتم عقلا من مالك ولا اشد تقوى. وقال ابن وهب ما نقلنا من ادب ما لك اكثر مما تعلمنا من علمه. لانهم كانوا يطلبون العلم والحلم هكذا كان السلف كانوا يطلبون العلم والحلم لا يستكثرون من المقالات بل يأخذون من السمت - 00:16:00ضَ
والدل والتواضع والادب والتقوى. ايها الطالب علما ائت حماد بن زيد. فاكتسب علما حلما ثم قيده بقيدي. فكانوا يأخذون عنهم العلم والادب معا. ويقول مصعب بن عبدالله في ما لك شعرا يقول - 00:16:20ضَ
الجواب فلا يراجع هيبة والسائلون نواكس الاذقان عز الوقار ونور سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطاني. وقال القاضي عياض رحمه الله اه في وفاته الصحيح في وفاته انه كان في ربيع الاول يوم - 00:16:40ضَ
احد وكان ذلك وقد توفي عن تسع وثمانين سنة سنة تسع وسبعين ومئة. سنة تسع وسبعين ومئة ودفن بالبقيع بالاتفاق وقبره مشهور معروف الى يومنا هذا رحمه الله رحمة واسعة. واختم هذه النبذ بما - 00:17:00ضَ
الذهبي في ختام ترجمته. يقول قد كان هذا الامام من الكبراء السعداء والسادة العلماء ذا حشمة وتجمل وعبيد ودار فاخرة ونعمة ظاهرة ورفعة في الدنيا والاخرة. وكان يقبل الهدية ويأكل طيبا ويعمل صالحا. وما احسن قول ابن المبارك فيه صموت اذا ما الصمت زين اهله - 00:17:20ضَ
وفتاق ابكار الكلام المختم وعى ما وعى القرآن من كل حكمة وسيطت له الاداب لحمي والدم. رحم الله مالكا رحمة واسعة. فلقد كان من منارات الهدى ومن الائمة المجددين مصابيح - 00:17:50ضَ
وعلمه لا يزال باقيا فيما اودعه في الموطأ الذي هو محل عناية المسلمين في كل مكان. رحم الله ما لك بما ذب عن السنة ودافع بها اهل الاهواء. فلقد كان اهل الاهواء قد ظهروا في زمنه ووجدت - 00:18:10ضَ
تكن شتى فلذلك انتصب هو وما قبله ومن بعده من ائمة الدين في الذب عن السنة وحياضها - 00:18:30ضَ