آيات الأحكام في سورة البقرة-معالي الشيخ أ.د .سعد بن ناصر اشثري
تفسير آيات الأحكام من سورة البقرة معالي الشيخ أ د سعد بن ناصر الشثري 29
Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد هذا لقاء جديد تدارسوا فيه شيئا من ايات الاحكام في سورة البقرة يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم - 00:00:00ضَ
ومما اخرجنا لكم من الارظ قيل بان المراد الزكاة الواجبة قيل بانها تشمل المستحبة وقوله انفقوا من طيبات ما كسبتم. استدل به الجمهور على وجوب الزكاة في عروض التجارة وهذا هو مذهب الائمة الاربعة - 00:00:41ضَ
وعليه وحكي عليه اجماع الصحابة الى فل الظاهرية في قوله جل وعلا ومما اخرجنا لكم من الارض فيه ايجاب الزكاة الخارج من الارظ ويشمل الزروع والثمار والركاز ما يستخرج من - 00:01:09ضَ
الارظ استدل الحنفية بهذه الاية على ان زكاة الثمار والحدود والحبوب تجب في القليل والكثير والجمهور قالوا لا تجب الزكاة الا اذا بلغ الخارج النصاب ومقداره خمسة اوسك بحديث ليس فيما دون خمسة اوسق - 00:01:43ضَ
صدقة واستدل به بعضهم على ايجاب الزكاة في كل خارج من الارض قد جاء في النصوص ان الزكاة لا تجب الا فيما يقتات فيما يقتات ويكال لما قال ليس فيما دون خمسة اوسق صدقة معناها ان الكيل معتبر - 00:02:10ضَ
ومن ثم ما لا يكال فلا زكاة فيه بالتالي لا زكاة في البطيخ لانه لا يكال ولا في البرتقال لانه لا يكاد ويشترط فيه ان يكون مما يدخر واما ما لا يدخر فانه لا تجب - 00:02:39ضَ
الزكاة فيه وفي قوله جل وعلا ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون به ان الزكاة لا تكون الا من الاوسط او الطيب. واما الرديء فلا يجوز ان تخرج فيه الزكاة وفي قوله - 00:03:01ضَ
جل وعلا واعلموا ان الله غني حميد اي انه سبحانه غني عن زكاتكم بطيبها ورديئها لكن المستفيد من هذه الزكاة هو العباد بقوله جل وعلا الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء - 00:03:31ضَ
اي انه يخيف الناس عند تطبيق الاحكام من ان الفقر سيأتي اليهم ووعد الله بان من طبق الشرع فسينال خيري الدنيا والاخرة والعقلاء يقدمون وعد الله على غيره من الوعود - 00:03:55ضَ
في هذه الاية في قوله ولا تيمموا الخبيث رد على الاشاعرة الذين يقولون لا يكون الشيء خبيثا الا اذا كان محرما المراد هنا ما يكون اقل في الرتبة من غيره - 00:04:22ضَ
وفي قوله جل وعلا والله يعدكم مغفرة منه وفضلا اي سعة عندما تعملون بمقتضى الشرع بقوله يؤتي الحكمة يدخل في الحكمة العلم و اعطاء الامور ما يتناسبها من ما يناسبها من الاحكام - 00:04:44ضَ
فيه ان هذا من فضل الله ومن الحكمة ان يصدق الانسان وعد الله ولا يغتر بوعد الشيطان وفي قوله جل وعلا وما انفقتم من شيء او نذرتم من نذر فيه وجوب الوفاة بالنذور - 00:05:10ضَ
وان العبد اذا ادى النفقة فان الله يعلمها وهكذا اذا ادى النذر وبالتالي يثيبه عليها ثم قال جل وعلا ان تبدوا الصدقات اي تظهروها فنعمة هي اي فهذا عمل صالح قد قدمتموه - 00:05:37ضَ
يفضلون به غيركم وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم اي افضل من الاول لانه ابعد من الرياء وقد قال طائفة بان قوله الصدقات المراد بها صدقة التطوع. لان الاخفاء بها افضل - 00:06:05ضَ
اما الزكاة الواجبة فتدفع للامام فتكون ظاهرة وقال اخرون بل الجميع الا ان يكون هناك ثمرة كما لو حصل اقتداء او كان هناك حملة عامة فيظهرها الانسان يظهر صدقته ونفقته - 00:06:28ضَ
ثم قال جل وعلا ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم فيه التأكيد على ان الهداية بيد الله سبحانه والمراد بها هداية التوفيق واما البيان والتوظيح - 00:06:56ضَ
فانه للنبي صلى الله عليه وسلم وللدعاة كما في قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم وقوله وما تنفقوا من خير فلينفسكم في هذه الاية بيان ان الصدقة لا تدفع للكفار الصدقة الواجبة الزكاة لا تدفع الى الكفار - 00:07:22ضَ
ومن ذلك صدقة الفطر يعني قال فلانفسكم وفي هذه الايات وجوب ان ينوي الانسان بصدقته وجه الله ثم قال جل وعلا للفقراء الذين احصروا في سبيل الله احصروا يعني لا يستطيعون السفر - 00:07:56ضَ
قيل هذا يشمل فقراء المهاجرين هذه الايات في الصدقة الواجبة واما صدقة الفطر واما الصدقة المستحبة فالجمهور على جواز دفعها لغير المسلمين لما ورد في حديث اسماء قالت يا رسول الله ان امي قدمت راغبة وهي مشركة - 00:08:27ضَ
افأعطيها فاجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقوله للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف فيه استحباب التعفف عن المسألة - 00:08:59ضَ
من الافضل بالانسان الا يسأل غيره قصور واما اذا كان المرء غنيا فالسؤال من المحرمات قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال لا تزال المسألة باحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة - 00:09:20ضَ
لحم وفي قوله جل وعلا تعرفهم بسيماهم اي بصفاتهم. لا يسألون الناس الحافا اي لا يكررون في الطلب ولا يعجزون الناس وقد ورد ان من الالحاف ان يسأل الانسان مال غيره وهو - 00:09:47ضَ
غني ثم قال جل وعلا الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم بايه الترغيب في كثرة النفقة سواء كانت باصرار او باعلان ثم قال جل وعلا الذين يأكلون الربا - 00:10:20ضَ
لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس في تحريم الربا وانه من الذنوب والمعاصي التي تأتي عقوبتها في الدنيا والاخرة وقوله لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس - 00:10:50ضَ
الى المراد به يوم القيامة وقيل المراد به في الدنيا انهم لا يوفقون للعمل الصالح الذي ينفعهم والربا قد جاءت النصوص ببيان تحريمه وذكر انواعه وهو على ثلاثة انواع منها - 00:11:15ضَ
ربا القروص اعطي الف على ان يعطيك الفا ومئتين وهذا من انواع الربا ويشتد اثمه اذا كان مضاعفا كلما تأخرت زاد قد سمي ما كان كذلك ربا الجاهلية والثاني الربا ربا النسيئة - 00:11:46ضَ
وهو بيع ربوي بربوي يشاركه في العلة احدهما مؤجل اعطيك خمسين دينار وتعطيني ست مئة ريال بعد اسبوع وهنا ربوي دينار لان النقود من الربويات بست مئة ريال هذا ايش؟ جنس اخر - 00:12:14ضَ
لكنه يشاركه في نفس العلة وهي الثمنية وبالتالي يكون من انواع الربا ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا اختلفت الاصناف فبيعوا كيف شئتم اذا كان يدا بيد ومثله لو باع شعير - 00:12:47ضَ
بيبر احدهما مؤجل فهذا لا يجوز لماذا؟ لان الشعير والبر كلاهما من علة واحدة وهي الطعم والكي بالتالي يكون ربا نسيئة لابد فيه من التقابظ لكن لو باع بر بنقود هنا اختلفت العلة - 00:13:10ضَ
الاول كيل وطعم والثاني الثمن فلما اختلفت العلة جاز التأخير في التسليم والنوع الثالث من انواع الربا ربا الفضل وهو بيع ربوي بربوي من جنسه هنا جنس واحد احدهما فاضل - 00:13:34ضَ
كما لو باع صاع بر بصاعين من البر هذا ربا فضل ولو كان هناك تسليم في الحال ولو كان هناك تسليم في الحال وفي قوله جل وعلا ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا - 00:14:00ضَ
فيه ان الاقيس الباطل من اسباب ظلال الخلق قد يأتي الانسان بما يظن انه حجة صحيحة فيكون هذا من اسباب ظلاله ولذلك لابد ان يعلم ان الاستدلالات لا بد ان تتوفر فيها الشروط - 00:14:24ضَ
بهذه الاستدلالات لان الدليل له شروط اذا لم يكن الدليل مشتملا على هذه الشروط كان استدلالا خاطئا. مؤديا الى خلاف الحق ولا شك ان البيع يخالف الربا في صفات كثيرة وامور متعددة - 00:14:48ضَ
وفي هذه الايات ان الاصل في البيوع الحل والجواز كما قال الحنابلة خلافا للجمهور لانه قال واحل الله البيع البيعي اسم جنس معرف باهل الاستغراقية فيفيد العموم والجمهور قالوا لا نجيز من العقود والبيوع الا ما ورد - 00:15:14ضَ
مثله في الشرع والحنابلة قالوا الاصل فيها الحل ولا نمنع الا ما منعه الشرع وقول الحنابلة في هذا ارجح وقوله وحرم الربا في تحريم الربا قوله جل وعلا فمن جاءه موعظة من ربه - 00:15:42ضَ
فانتهى فلهما سلف اي من كان يتعامل بمعاملات مالية محرمة وهو يجهل تحريمها لا لتفريط منه فانه يعفى عنه ما سبق متى علم بالحكم الشرعي سواء في الربا او في غيره - 00:16:04ضَ
بشرط الا يتعلق بها حقوق الاخرين ولذا قال فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله ومن عاد اي من رجع الى الربا بعد ان علم بحكم الله فيه وانه محرم في شرع الله فاولئك - 00:16:26ضَ
اصحاب النار هم فيها خالدون وفي قوله جل وعلا يمحق الله الربا ويربي الصدقات بان المعاملات الربوية من اسباب محق البركة ومن اسباب الازمات الاقتصادية ومن اسباب الفقر الذي يحل بالناس - 00:16:49ضَ
ويماثل الربا بقية المعاملات المحرمة كبيع السلع المحرمة والنشاطات المحرمة فانها من اسباب الفقر بخلاف الصدقات فانها من اسباب نماء الاموال وزيادة المال فاذا قال ويربي الصدقات وفي قوله جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:17:20ضَ
استدل المرجئة بهذه الاية على ان العمل خارج مسمى الايمان قالوا لان العطف يقتضي المغايرة وهذا الاستدلال استدلال خاطئ لانه بالاتفاق ان اقامة الصلاة جزء من العمل وايتاء الزكاة جزء من العمل ومع ذلك عطفها عليها - 00:17:56ضَ
ولذلك نقول العطف يقتضي عدم المطابقة ومن ثم قد يعطى في الخاص على العام ومن هذا قول الله عز وجل فيهما فاكهة ونخل ورمان والرمان من الفاكهة تقدم معنا في قول الله جل وعلا من كان عدوا لله وملائكته - 00:18:22ضَ
ورسله وجبريل وميكال وجبريل وميكال من الملائكة فدل هذا على ان هذه الاية لا يصح الاستدلال بها على ان العمل لا يدخل في مسمى الايمان قد تقدم في في قوله جل وعلا وما كان الله ليضيع ايمانكم - 00:18:49ضَ
ان المراد به الصلاة مما يدل على دخول الصلاة وهي عمل في مسمى الايمان وفي قوله وعملوا الصالحات دلالة على ان العبرة ليست بالعمل انما العبرة بكون العمل صالحا وصلاح العمل يكون بشيئين - 00:19:13ضَ
اولهما بموافقته للشرع وثانيهما باخلاص النية فيه فاما العمل غير الموافق للشرع فهذا ليس بعمل صالح وهكذا من ادى العمل لغير الله فانه ليس عملا صالحا بقوله واقاموا الصلاة اي ادوها على كمال وجوهها - 00:19:36ضَ
بوجود شروطها واركانها وواجباتها وانتفاء مع موانعيها وقوله واتوا الزكاة اي دفعوها لمستحقيها فان ايتاء الزكاة لابد ان يكون لمن امر الله عز وجل بايتاء الزكاة لهم وقوله ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون اي لا خوف عليهم مما سيأتيهم في مستقبل ايامهم - 00:20:06ضَ
ولا هم يحزنون اي على ما مضى من احوالهم اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:40ضَ
- 00:21:06ضَ