تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 1- سورة الشمس| من الأية 1 إلى 10

عبدالرحمن العجلان

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها. والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها ونفسي وما سواها فالهمها فجورها وتقواها - 00:00:00ضَ

قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها هذه الايات الكريمة هي فاتحة سورة الشمس وسورة الشمس من السور المكية يعني من اوائل ما نزل من القرآن وقد اصطلح علماء التفسير - 00:00:36ضَ

رحمة الله عليهم ان ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته من مكة الى المدينة يسمى مكي وما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته الى المدينة يسمى - 00:01:09ضَ

حتى لو نزل بمكة يقال له مدني او نزل في عرفات او نزل في منى يقال له مدني ما كان بعد الهجرة مدني وما كان قبل الهجرة فهو فهذه السورة مما نزل - 00:01:37ضَ

قبل هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة ومن المعلوم انه عليه الصلاة والسلام بقي في مكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة يدعو الى التوحيد ولم يفرض عليه سوى الصلاة - 00:01:58ضَ

ثم لما هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة بعد ثلاث عشرة سنة من نبوته بقي عليه الصلاة والسلام في المدينة عشر سنوات ثم لحق بربه صلوات الله وسلامه عليه - 00:02:21ضَ

نزل عليه من القرآن الشيء الكثير. ونزلت الشرائع والاحكام والتعاليم وذلك ان التوحيد هو اهم المهمات وهو اكد الاركان لان التوحيد شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:02:43ضَ

وهو اكد اركان الاسلام واهمها وهي الفارق بين المسلم والكافر من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حقا هذا المسلم ومن ابى فهو الكافر يقول ابن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الامة وترجمان القرآن - 00:03:06ضَ

نزلت بمكة وعن ابن الزبير مثله وعن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العشاء والشمس وضحاها واشباهها من السور اخرجه احمد والترمذي وحسنه النسائي - 00:03:31ضَ

وقد تقدم حديث جابر رضي الله عنهما في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه هلا صليت بسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل اذا يغشى - 00:03:58ضَ

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يقرأ في صلاة الصبح بالليل اذا يغشى والشمس وضحاها اخرجه الطبراني وعن عقبة ابن عامر رضي الله عنه - 00:04:18ضَ

قال امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نصلي ركعتي الضحى بسورتيهما في الشمس وضحاها والضحى اخرجه البيهقي في الشعب قوله جل وعلا والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها الايات - 00:04:38ضَ

الواو يسميها العلماء يقولون حرف قسم وجر الواو حرف قسم تقول والله الرحمن والرحيم وجر يعني انها تجر الكلمة الاسمية التي تدخل عليها والشمس ولا يصح ان تقول والشمس ان الواو حرف جر - 00:05:08ضَ

والشمس وضحاها اقسم الله جل وعلا بالشمس يلفت نظر العباد الى هذا المخلوق العظيم وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق جل وعلا اذا كان هذا المخلوق فالخالق اعظم واجل والله جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه - 00:05:40ضَ

وخاصة ما له اثر العباد ما له اثر على الناس اقسم بالشمس واقسم بالقمر واقسم بالنهار واقسم بالليل واقسم بالسماء واقسم بالارظ ويقسم جل وعلا بما شاء من خلقه لينبه العباد - 00:06:11ضَ

الى هذا المخلوق العظيم الذي خلقه الله جل وعلا رحمة بكم ونفعا لكم فعظموا ربكم جل وعلا واما المخلوق الانسان فلا يجوز ان يقسم الا بالله او بصفة من صفاته - 00:06:38ضَ

لان المخلوق اذا اقسم بشيء ما فقد اعطاه منتهى التعظيم وهل يجوز للمخلوق ان يعطي منتهى التعظيم الا لمن يستحقه وهو الله جل وعلا لا يجوز لمخلوق ان يعظم مخلوق - 00:07:07ضَ

تعظيما لا يستحقه الا الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك وقد كفر او اشرك بغير الله كائنا من كان لا يجوز ان نحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو اكرم الخلق - 00:07:31ضَ

لكنه مخلوق ولا نقسم بمخلوق لا يجوز لنا ان نقسم بالكعبة شرفها الله. والله جل وعلا عظمها لكن نحن ما نعطي منتهى التعظيم الا للخالق جل وعلا الكعبة معظمة لكنها مخلوقة - 00:07:58ضَ

لا يجوز ان نقسم بها ولا ان نعبدها ولا ان نناديها وانما نعبد الله جل وعلا بما امرنا به نحوها امرنا جل وعلا بالطواف بالبيت شرفه الله فنطوف طاعة لله - 00:08:23ضَ

يا عبادة للبيت لا العبادة لا تكون الا لله وكما قال عمر رضي الله عنه لما قبل الحجر الاسود قال والله اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك - 00:08:41ضَ

ما قبلتك وقبله رضي الله عنه طاعة لله ولرسوله لا عبادة للحجر لا والله جل وعلا يقسم بما شاء انه هو العظيم جل وعلا ويمنح العظمة لمن شاء من خلقه عظم بعض مخلوقاته على بعض - 00:09:07ضَ

تفظل محمدا صلى الله عليه وسلم على الثقلين الجن والانس وفضل الكعبة على سائر البقاع وفضل مكة على سائر البقاع وهو الذي يفضل جل وعلا ويمنح الفضل ويعظم ما شاء - 00:09:35ضَ

ويهين ما شاء جل وعلا وهو قال جل وعلا بالكعبة وما عظمه جل وعلا ما جاء في تعظيمها وقال جل وعلا تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما كسب - 00:09:58ضَ

سيصلى نارا ذات لهب لانه عصى الله وعصى رسوله صلى الله عليه وسلم فخسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله ولما جاءت امرأته الحمقى نبحث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول انه هجاني فمعها فهر حجر كبير تريد ان - 00:10:20ضَ

تضرب النبي صلى الله عليه وسلم به فجاءت وهو جالس عليه الصلاة والسلام مع ابي بكر نظرت الى ابي بكر ولم تنظر الى الرسول عليه الصلاة والسلام قالت يا ابا بكر اين صاحبك - 00:10:44ضَ

يقال انه هجاني انا جئت لاظربه بهذا الفهر الحجر فقال لها ابو بكر الصديق رضي الله عنه ما هجاكي صادق رظي الله عنه وانما الذي سبك وذمك الله جل وعلا - 00:11:02ضَ

قالت انت صدوق يا ابا بكر ما جرب عليك كذب انصرفت والرسول بجوار ابي بكر الله جل وعلا يعظم من شاء من خلقه فيستحق التعظيم ويهين من شاء من خلقه بسبب فعله السيء فيستحق الاهانة - 00:11:20ضَ

فهو جل وعلا اقسم بما شاء من خلقه اما المخلوق فلا يقسم بمخلوق مثله وانما يقسم للخالق جل وعلا لان المخلوق مربوب له رب كما سمعنا في الحديث السابق ربي وربك الله هلال خير ورشد - 00:11:43ضَ

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام انت يا هلال ربي وربك الله. انت مربوب لله. انت عبد لله خلقك الله وانا كذلك انا وانت كلنا عبيد لله عكس ما يعمله ويفعله عباد الكواكب - 00:12:06ضَ

يسجدون للشمس يسجدون للقمر يعبدون الكواكب يسجدون للمريخ يسجدون للزهرة يسجدون لكذا لكذا كل هذه هذا شرك اكبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول للهلال ربي وربك الله يقسم الله جل وعلا بالشمس - 00:12:26ضَ

لما فيها من المنافع العظيمة للخلق فيها منافع عظيمة فلو لم تطلع وقت طويل لتضرر الناس وتضررت الحيوانات وتضرر النبات ولو طلعت واستمرت طالعة تضرر الناس وتضررت الحيوانات وتضرر النبات - 00:12:50ضَ

الله جل وعلا يلفت نظر العباد. انظروا الى هذا المخلوق الذي خلقه الله وكيف طلوعه؟ وكيف غيابها؟ بانتظام ودقيق وما فيها من الفوائد والمصالح العظيمة والشمس وضحاها قيل اول النهار - 00:13:15ضَ

وقيل النهار كله والشمس وضحاها ضحى الشمس اليوم الذي هو النهار او اول النهار واين جواب القسم الشمس وما عطف عليه كله مقسم به والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها - 00:13:42ضَ

ونفس وما سواها سبعة اقسم بها وجواب القسم قد افلح من زكاها هذا جواب القسم يعني المقسم عليه المقسم به الشمس وما عطف عليها والمقسم عليه الذي هو جواب القسم قد افلح من زكاها - 00:14:14ضَ

وقيل جواب القسم محذوف يفهم من سياق الايات لتبعثن انها في تقرير البعث وقيل غير هذا ليدمدمنها عليكم كما دمدمها على من قبلكم ممن عصى الله والاول اولى والله اعلم - 00:14:45ضَ

لان كون المقسم عليه ظاهر وبين اولى من كونه مقدر والقمر اذا تلاها. الواو حرف عاطف عطفت مقسما به على مقسم به سابق والقمر اذا تلاها اقسم جل وعلا بالقمر - 00:15:18ضَ

لما فيه من المصالح العظيمة للعباد وليلفت الله جل وعلا نظر العباد الى هذا المخلوق الذي فيه الفوائد العظيمة يعرف الناس بها الشهور ويستضيئون به في الليل ويعرفون الطرق التي يريدونها والجهات التي يقصدونها - 00:15:44ضَ

وفيه مصالح النبات والحيوانات وغير ذلك والقمر اذا تلاها تلاها بمعنى تبعها يتبع الشمس وخاصة في اول الشهر يعني اذا غابت الشمس خرج القمر والقمر اذا تلاها فهو مقسم به - 00:16:17ضَ

والنهار اذا جلاها اقسم الله جل وعلا بالنهار والله جل وعلا جعل في النهار مصالح للعباد عظيمة لو كان الزمن كله ليل لتأثر الناس ولو كان الزمن كله نهار لتأثر الناس - 00:16:48ضَ

فجعلهم الله جل وعلا متعاقبين والنهار اذا جلاها يعني اظهرها ما هي الى الشمس يعني لان الشمس تكون خفية شيئا فشيئا فاذا كانت في وسط النهار كانت الشمس جلية واظحة ظاهرة - 00:17:16ضَ

وان كان النهار كذلك تجلى واسفر بالشمس وكل واحد ظهر وبان في الاخر والنهار اذا جلاها يقول ابن عباس رضي الله عنهما اضاءها يعني ابرزها وبينها وذلك ان الشمس عند انبساط النهار تنجلي تمام الانجلاء - 00:17:48ضَ

وكأنه جلاها مع انها هي التي تبسطه وقيل الظمير جلاها عائد الى الظلمة والظلمة ما لها ذكر سابق لكنها مفهومة من المعنى وقيل الضمير عائد الى الظلمة اي جلى الظلمة. وان لم يجري للظلمة ذكر لان المعنى معروف - 00:18:19ضَ

يقول العرب قال الفر تقول العرب اصبحت باردة يقولون فيما بين يعني من كلام العرب اصبحت باردة. ما هي ما ذكرت يعني يصح ان يقول اصبحت باردة اي اصبحت غداتنا باردة - 00:18:48ضَ

او امست باردة يعني امست ليلتنا باردة وقيل المعنى جلا ما في الارض من الحيوانات وغيرها يعني كانت الحيوانات في الليل مستترة وخفية ما ترى فاذا طلعت الشمس وتبين النهار - 00:19:10ضَ

يلى كل شيء. يعني كل شيء على سطح الارض يظهر ويبين والليل اذا يغشاها. اقسم الله جل وعلا بالليل ليلفت نظر العباد الى هذا المخلوق وما فيه من الفوائد العظيمة للناس - 00:19:39ضَ

في فوائد عظيمة لو كان الزمن كله نهار لتضرر الناس يغشاها يغشى الشمس يغطيها فيذهب بضوئها فتغيب فتكون الظلمة وقيل يغشى الافاق او يغشى الارض والمعاني متقاربة والليل اذا يغشاها - 00:20:02ضَ

يقول بعض العلماء رحمهم الله وهذه الاقسام الاربعة والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها ليست الا للشمس في الحقيقة لكن بحسب اربعة اوصاف اولها بضوئها الحاصل عند ارتفاع النهار - 00:20:37ضَ

وذلك هو الوقت الذي يكمن فيه انتشار الحيوان وتتحرك ويتحرك الانسان للمعاش ومنها تلو القمر للشمس باخذه الظوء منه عنها ومنها تكامل طلوعها وبروزها بمجيء النهار ومنها وجود خلاف ذلك بمجيء الليل - 00:21:11ضَ

ومن تأمل قليلا في عظمة الشمس انتقل منها الى عظمة خالقها جل وعلا وسبحانه اعظم واجل والسماء وما بناها. الاربعة الاقسام الاولة تتعلق بالشمس والنهار والليل ثم قال والسماء وما بناها - 00:21:35ضَ

ما هذه يصح ان تكون مصدرية يعني مصدرية تشبك هي وما بعدها بمصدر ويصح ان تكون ماء بمعنى الذي بمعنى الذي وبمعنى من يعني اسم موصول فاذا كانت المعنى حينئذ - 00:22:09ضَ

والسماء وبنيانها بنيان مصدر وما بناها بنيان واذا كانت موصولة والسماء والذي بناها او والسماء ومن بناها الذي هو خالقها الله جل وعلا فاقسم بالسماء والذي بناها الذي هو ذاته جل وعلا - 00:22:37ضَ

والسماء وما بناها. قد يقول قائل اذا كان المراد الاسم الموصول لما جاء بما ولم يأت بمن والسماء ومن بناها قيل للتعظيم لان ما يؤتى بها للشمول والتعظيم اكثر والسماء - 00:23:15ضَ

وما بناها والذي بناها اول السماء وبنيانها والارض وما طحاها بمعنى دحاها وملأها او بمعنى مدها وسواها وما مثل ما السابقة والارض وما طحاها والارض والطحيانها اول ارض والذي وطحاها بمعنى دحاها - 00:23:41ضَ

او بمعنى مدها او بمعنى قسمها او بمعنى ذهبت يعني امتدت طولا يقال صاح فلان فلا ادري اين طحى. يعني اين ذهب لان كلمة طحى في لغة العرب تأتي من معانيها الذهاب - 00:24:29ضَ

ونفس وما سواها ونفس وما سواها ما هذه مثل ما السابقة؟ يصح ان تكون مصدرية ونفس وتسويتها او ونفس ومن سواها او والذي سواها وهو الله جل وعلا ونفس وما سواها - 00:24:55ضَ

يعني جعلها مستوية جل وعلا. جعلها متناسقة نفس يصح ان يراد بها النفس مطلقا. نفس كل حي وما فيها من الشيء العجيب هذه الروح تكون في البدن يعمل ويتحرك ويشتغل ويفكر ويخترع ويوجد - 00:25:32ضَ

ويتصرف التصرف الكامل فاذا خرجت منه هذه النفس صار جثة حامدة قلق مرمي وما هي هذه النفس لا يدركها الا الله ليست شيء يرى ولا يمسك ولا يحجر في البدن فلا يخرج - 00:26:00ضَ

ويسألونك عن الروح الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا وحالها وعلاقتها بالبدن تخرج من البدن وهي حوله وعند اقل حركة ارجع اليه وتخرج من البدن وتبعد عنه - 00:26:25ضَ

وهي على علاقة به وتخرج عن البدن فلا تعود اليه ابدا النوم تخرج الروح من البدن عندما تلمسه او تغمزه تعود اليه الروح بسرعة المغمى عليه ومن كان في غيبوبة - 00:26:53ضَ

نفسه لها علاقة به ما خرجت لكن ما تعود اليه بسهولة ويسر تحركه تناديه تنعط له باعلى صوتك ما ما يستجيب تخرج منه في حال الموت فلا تعود اليه. لو اجتمع من باقطارها ليعيدوا اليه روحه ما استطاعوا - 00:27:19ضَ

فلفت الله جل وعلا نظر العباد الى هذه النفس الحيوان مطلقا وقيل المراد بالنفس هنا ادم وذريته والعموم اولى والله اعلم ثم هذه التسوية التي سوي عليها الجسم والبدن لكل - 00:27:47ضَ

مخلوق ما يناسبه قامة الانسان ومشيه على قدميه وحركته ليديه ولبقية اعضاء جسمه وما فيه من المنافع والمصالح التي يعين بعضها بعضا. كما قال الله جل وعلا وفي هم افلا تبصرون - 00:28:13ضَ

لو تأمل الانسان ما في نفسه من العجائب لا امن حق الايمان بالله جل وعلا ونفس وما سواها يعني وتسويتها بهذا الشكل والحيوانات متفاوتة في شكلها وقوتها واكلها وشربها ورظاعها - 00:28:38ضَ

ونفس وما سواها وهذه المنافع التي في الانسان تبدأ من الاصابع والاظفار والمفاصل ومفاصل اليد ومفاصل الجسم عموما هذا الطول ثم يجتمع ويجلس ثم يمتد ويستلقي ويرفع عضوا ويخفض عضوا - 00:29:06ضَ

ويتحرك بهذه الحركة العظيمة وينوي يديه يمينا وشمالا ويحركها من الخالق لها؟ الله جل وعلا ونفس وما سواها مقسم به كذلك فالهمها فجورها وتقواها الهمها الالهام غير الخلق الهمها دلها الهمها وفقها - 00:29:37ضَ

الهمها جعلها تتقي الله او جعلها شقية ونفسي وما سواها فالهمها فجورها وتقواها وفق من شاء من عباده للتقوى بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وحرم من شاء من عباده بعدله - 00:30:18ضَ

فظل والله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا لان الله جل وعلا اعطاه العقل والادراك وارسل الرسل وانزل الكتب واقام الحجة على العباد ومن اهتدى فبتوفيق الله جل وعلا ومن ظل فبحرمان الله جل وعلا له وقد قامت عليه الحجة - 00:30:48ضَ

والله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون وكان كثير من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير منزل زكاها انت وليها ومولاها - 00:31:16ضَ

واخرج الامام احمد وعبد ابن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وغيرهم عن عمران بن حسين رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ارأيت ما يعمل الناس اليوم - 00:31:44ضَ

ويكدحون فيه شيء قد قضي عليهم ومضى في قدر قد سبق او فيما يستقبلون مما اتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة. قال عليه الصلاة والسلام بل شيء قد قضي عليهم - 00:32:01ضَ

يعني شيء قدره قدره الله وقضاه الله جل وعلا قال فلما يعملون؟ قال من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين هيأه لعملها وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجور - 00:32:22ضَ

برهاء وتقواها واخرج الامام احمد والنسائي وابن ابي شيبة عن زيد ابن ارقم رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها - 00:32:51ضَ

وزاد كان اذا تلا هذه الاية ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قال فذكره يعني اذا تلا هذه الاية وقف عليه الصلاة والسلام واتى بهذا الدعاء. وكان من عادته صلى الله عليه - 00:33:18ضَ

وسلم اذا مر باية فيها تسبيح سبح واذا مر باية فيها ذكر ذكر واذا مر باية فيها ذكرى الجنة سأل الله من فضله. واذا مر باية فيها النار والعذاب استعاذ بالله من عذاب - 00:33:45ضَ

وكان عليه الصلاة والسلام يتدبر القرآن ولا يسرع في القراءة يتفاعل مع ما يمر عليه من الايات الكريمة صلوات الله وسلامه عليه قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها - 00:34:03ضَ

هذا جواب القسم اقسم الله جل وعلا بهذه المقسمة بها لانه قد افلح من زكاها. قالوا والاصل ان تذكر اللام لقد افلح لكن لطول الفصل اغنى عن الاتيان باللام التي يعبر عنها العلماء رحمهم الله يقولون اللام واقعة في - 00:34:31ضَ

في جواب القسم فاذا طال الفصل ما احتيج الى اللام. قال قد افلح من زكاها. يقسم الله جل وعلا بهذه الاشياء بانه قد افلح من زكى نفسه كيف يزكي نفسه بطاعة الله جل وعلا - 00:34:56ضَ

وقد خاب وخسر من دساها نساها يعني اخفاها وغالبا يكون الاخفاء في المعصية صاحب الطاعة يطيع الله جل وعلا ظاهرا بينا وصاحب المعصية يخفي معصيته وغالبا الامور المحمودة تظهر ويحرص الناس على ظهورها - 00:35:18ضَ

والامور المذمومة تخفى قالوا الكرم في العربي اذا كان كريم تجده ينزل في مرافع الاماكن حتى يراه الناس في تكاثر عليه الظيفان الرجل اللعيم ينزل في المخافض في المطامن حتى يمر به المار وهو لا يراه - 00:35:50ضَ

يعني اي شيء يستره عنه يسلم من مرور الظيفان عليه المؤمن بطاعته ظاهر الفاجر بمعصيته يخفيها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها والله جل وعلا يقسم بهذه الامور وهذه المخلوقات العظيمة بانه قد افلح - 00:36:18ضَ

من زكى نفسه والتزكية تطهير النفس تطهيرها من المعصية وتطهيرها من الشرك ومن الامور المذمومة والتزكية النمو وزيادة وفلاح لان الزكاة سميت زكاة لانها تزكي المال وتزكي النفس. وسميت صدقة لانها تدل على صدق - 00:36:48ضَ

ايمان المتصدق قد افلح من زكاها يعني زكى نفسه وقد خاب وخسر وسيندم من دساها. من اخفاها في المعصية. ولم يتقدم لطاعة الله جل وعلا. فهو في الدنيا والاخرة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:37:15ضَ

اجمعين - 00:37:45ضَ