Transcription
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله - 00:00:00ضَ
والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم - 00:00:36ضَ
وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم هذه السورة العظيمة سورة المنافقون من السور المدنية نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:13ضَ
من مكة الى المدينة والنفاق ما وجد الا في المدينة بعد الهجرة وقبل الهجرة كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ولم يكن في مكة منافقون لان المسلم اذا اسلم بمكة - 00:01:53ضَ
قد يخفي اسلامه لانه ليس للمسلمين شوكة وليس لهم دولة وانما هم اعداد مستضعفون بمكة فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة باذن ربه تبارك وتعالى - 00:02:28ضَ
وانتشر الاسلام في المدينة وصار للاسلام شوكة وله دولة وللمسلمين قوة ومنعه اظهر بعض الكفار من المشركين الاسلام وابطن الكفر والشرك هذا هو النفاق اظهروا الاسلام لماذا الغلبة للمسلمين والدولة للمسلمين - 00:02:57ضَ
ومن لم يظهر الاسلام قتل وهو مغلوب فاظهروا الاسلام لا عن قناعة ولا عن ايمان ولكن لحقن دمائهم لحقن دمائهم ولصيانة اموالهم ولحفظ مراكزهم في المجتمع لان لهم في المدينة مراكز ولهم قيمة - 00:03:37ضَ
لو لم يسلموا لفقدوا هذا واسلموا واظهروا الاسلام نفاقا والمنافق هو من يظهر الاسلام ويبطل الكفر واحكام المنافقين في الدنيا حكمهم حكم المسلمين لانهم يصلون ويصومون ويحجون ويعطون زكاة اموالهم - 00:04:13ضَ
ويخرجون للجهاد كل هذا ظاهر وفي الباطن لا ايمان ولا تصديق وهذه الامور تجعلهم في الدنيا كالمسلمين كالمؤمنين لانه لا يعلم ما في القلوب ان الله تبارك وتعالى وقد اطلع الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم - 00:04:52ضَ
على بعض المنافقين فعرفهم عليه الصلاة والسلام وبعضهم لم يطلع عليهم عليه الصلاة والسلام ولذا لا يجوز للمرء ان يحكم على هذا الذي يصلي ويصوم ويقوم بالشعائر الظاهرة لانه منافق - 00:05:33ضَ
لانه لا يدرى عما في قلبه والذي يعلم ما في القلوب هو الله وحده وهم في الاخرة والعياذ بالله في الدرك الاسفل من النار هم اسوأ حالا من الكفار لانهم اشد ظررا - 00:06:02ضَ
على المسلمين من الكفار وان صلوا وصاموا وحجوا واعتمروا ودفعوا زكاة اموالهم وخرجوا للجهاد هم ضررهم على المسلمين اعظم من الكفار ولهذا جعلهم الله جل وعلا في الدرك الاسفل من النار - 00:06:27ضَ
لان المسلمين حقا يحذرون الكفار ولا يوالونهم ولا يطمئنون اليهم ويخونونهم ويبغضونهم ولا يقبلون منهم رأيا ولا مشورة ويغترون بالمنافقين فيظنون انهم مسلمون حقا وقد يقبلون منهم المشورة والرأي وهم يطلعون على اسرار المسلمين - 00:06:53ضَ
يظهرونها لمن يوالونه من الكفار لان مودتهم ومحبتهم للكفار لا للمؤمنين وضررهم على المؤمنين ضرر عظيم اشد من ضرر الكفار وليلة عاقبهم الله جل وعلا في الدار الاخرة فجعلهم اسفل - 00:07:32ضَ
من الكفار في النار ونبه الله جل وعلا على اوصافهم في ايات كثيرة من كتابه لان لا يغتر بهم المسلمون والنفاق نوعان نفاق اعتقادي ونفاق عملي النفاق الاعتقادي كفر ومخرج من الملة - 00:08:04ضَ
وهو الذي قال الله جل وعلا عنه ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهم قد يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون ويجاهدون ويدفعون زكاة اموالهم لكنهم عن غير ايمان ومن غير اخلاص وصدق مع الله - 00:08:40ضَ
وانما لغرض دنيوي يفعلون هذا وهم كفار وهم نوع من الكافرين ونفاق عملي يعني يعمل عمل المنافقين بعض الصفات يكذب والكذب من صفات المنافقين يقول والخيانة من صفات المنافقين ويغدر والغدر من صفات المنافقين - 00:09:08ضَ
وهذا النفاق اذا لم يتوغل فيه المرء فهو ليس بمخرج من الملة هو نفاق ويضر المرء في دينه ودنياه ولكن لا يقال عن صاحبه انه كافر لان النفاق العمل اخف - 00:09:43ضَ
مرر من النفاق الاعتقادي ومن النفاق العملي كذلك الرياء لان صفات المنافقين المراءات والمؤمن يعمل عمله لله تبارك وتعالى. خالصا لوجه الله. يريد الثواب من الله يعمل ليمدح ويثنى عليه - 00:10:09ضَ
وهذه الاية نزلت في المنافقين والله جل وعلا فضحهم في ايات كثيرة من القرآن وهذه السورة سميت باسمهم كما ان الله جل وعلا اه فظحهم في سورة التوبة سورة براءة - 00:10:37ضَ
في ايات كثيرة منها في صفات المنافقين وكانت من اشد الايات والسور على المنافقين لانها فظحتهم حتى خاف بعضهم ان يذكر باسمه لان الله جل وعلا ذكر صفاتهم فعرف الكثير منهم بهذه الصفات - 00:11:03ضَ
وهذه السورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها في في الركعة الثانية من سورة ممن صلاة الجمعة غالبا صلاة الجمعة يقرأ في الركعة الاولى سورة الجمعة ويقرأ عليه الصلاة والسلام في الركعة الثانية سورة المنافقين - 00:11:29ضَ
واحيانا يقرأهما صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء ليلة الجمعة يقرأ السورتين كل سورة في ركعة. عليه الصلاة والسلام ويقول زيد ابن ارقم كما ثبت في الصحيح وابن غيرهما وبغيره - 00:11:59ضَ
يقول انني كنت مع عمي في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت بعض المنافقين يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ويقول لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. يقصدون العزة لهم - 00:12:23ضَ
والذلة يريدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين وهو شاب صغير رضي الله عنه لكنه تأثر من هذا الكلام تأثرا بليغا واستحيا من النبي صلى الله عليه - 00:12:52ضَ
وسلم فذهب الى عمه واخبره وقال سمعت فلانا وفلانا يقولون كذا وعمه رضي الله عنه ذهب بها الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا عبد الله بن ابي بن سلول ومن معه من المنافقين وقررهم قال لهم قلتم - 00:13:09ضَ
وكذا قالوا لا والله وحلفوا ايمانا مغلظة بانهم لم يقولوا وانما كذب علينا الغلام يقول عبد الله يقول زيد بن ارقم رضي الله عنه فاهتم فاهتممت لذلك هما شديدا حيث صدقهم - 00:13:36ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم كذبني حتى انني بقيت في بيتي ما استطعت الخروج فاذا بي مرة قد حول النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ باذن وعركها وضحك في وجهي - 00:13:57ضَ
يقول فكانت هذه تساوي عندي الدنيا وما فيها لاني خشيت ان الرسول غضب علي من نقل الكلام الذي نقلته فلحقني ابو بكر وقال له فقال لي هل قال لك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا - 00:14:19ضَ
وقلت عرق اذني وضحك في وجهي فسكت ابو بكر ومشى ثم لحقني عمر فقال هل قال لك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقلت ارك اذني وضحك في وجهي ومشى - 00:14:44ضَ
فلما صلينا الفجر قرأ النبي صلى الله عليه وسلم السورة وكانت فيها بشارة عظيمة له رضي الله عنه. وفي بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم دعاه قال ان الله قد صدقك وكلمهم - 00:15:05ضَ
وهو رضي الله عنه وارضاه صادق فيما يقوله لان الصحابة رضي الله عنهم يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم اشد التعظيم من ان يكذبوا عليه او ينقل اليه كلاما غير صحيح. وما نقله الا غيرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم - 00:15:27ضَ
وللمؤمنين رضي الله عنهم فانزل الله جل وعلا تصديق جيد ابن ارقم رضي الله عنه في هذه السورة العظيمة يقول الله جل وعلا اذا جاءك المنافقون اذا جاءك المنافقون اذا - 00:15:54ضَ
اسمه شرط لما يستقبل انهم سيأتونك قالوا هذا جواب الشرط على رأي كثير من ائمة اللغة وقيل جواب الشرط اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله وهذا بعيد. لانه في - 00:16:24ضَ
وسط السورة وهذا اقرب اذا جاءك المنافقون قالوا وفعل الشرط جاءك يعني اذا وصلوا اليك لو حضروا مجلسك قالوا نشهد انك لرسول الله يعني نحلف بان الشهادة يمين واتوا من مؤكدات ان المؤكدة - 00:16:47ضَ
واللام الداخلة على الخبر على خبر ان لرسول الله واتوا بلفظ الرسالة الذي هو اعظم من لفظ النبوة واقوى فجاءوا بالمؤكدات قالوا نشهد والشهادة يمين انك لرسول الله يقولون هذا بالسنتهم فقط - 00:17:16ضَ
والا فهم كذبة ما يشهدون بهذا وما صدقوا بهذا قال الله جل وعلا والله يعلم انك لرسوله. هذه الجملة معترظة بين القول الصادر منهم وما اخبر الله جل وعلا عنهم - 00:17:44ضَ
قالوا نشهد انك لرسول الله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون توهم قد يحصل لان الله جل وعلا لو لم يأتي بقوله تعالى والله يعلم انك لرسوله قد يتوهم متوهم بان الله جل وعلا يشهد ان المنافقين لكاذبون يعني في هذا القول - 00:18:09ضَ
فرفع جل وعلا هذا التوهم الذي قد يحصل بقوله والله يعلم انك لرسوله هذا حق والله جل وعلا يعلم الحقائق على ما هي عليه لا تخفى عليه خافية بخلاف البشر - 00:18:42ضَ
فقد يظن شيئا حقيقة بينما هو ليس بحقيقة فليسمع بعض الناس شهادة المنافقين بان محمدا رسول الله ايظنون انهم على حق يعني علاء صدق وعلى ايمان وربما ودوهم واحبوهم لهذا - 00:19:09ضَ
لكن الله جل وعلا يعلم الحقائق على ما هي عليه لا تخفى عليه خافية كما قال تعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه قبل ان يتكلم الشيء الذي يخطر على باله وفي قلبه يعلمه الله جل وعلا - 00:19:37ضَ
يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. القلوب فعلم الله جل وعلا محيط والمؤمن يؤمن بعلم الله جل وعلا وان علمه سبحانه محيط بكل شيء ما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين - 00:20:01ضَ
يعلم ما تحمله انثى. كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار كل انثى حملها معلوم عند الله جل وعلا وليس المراد بالاناث بنات ادم لا كل انثى - 00:20:36ضَ
قال تعالى والله يعلم انك لرسوله. هذا صحيح ولا اشكال فيه والله يشهد ان المنافقين لكاذبون يعني قولهم هذا حق من ناحية وكذب من ناحية حق في انه موافق للواقع انك رسول الله. والله يعلم انك لرسوله. لا تخفى عليه خافية - 00:20:56ضَ
هذا يعلمه لكنهم كذبة في قولهم نشهد هم لا يشهدون بنسبتهم الايمان الى انفسهم هذا هم في كاذبون ويعترفون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ولا يصدقون والله يشهد ان المنافقين - 00:21:30ضَ
اتى جل وعلا بالمؤكدات لانه يشهد شهادة الحق جل وعلا ان المنافقين ان مؤكدة واللام الداخل على الخبر مؤكدة اي انهم يقولون هذا القول باللسان فقط من غير ايمان وصدق في القلب - 00:21:58ضَ
والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. ونبه جل وعلا بهذا لان لا يغتر بهم المؤمنون اذا قالوا هذه الشهادة وهم خونة وهم اهل فصاحة ومناغة وحلق ولهذا خافه عمر خاف بصاحتهم هذه وحلقهم رضي الله عنه - 00:22:30ضَ
قال اخوف ما اخاف عليكم الائمة المضلين وجدال المنافق بالقرآن ان المنافق كثيرا ما يكون ذا فصاحة وبلاغة. اذا اخذ يجادل كانه يريد الحق وهو يريد دحظ الحق ورده ويبحث عن النقاط التي فيها ايهام والا ما في الشريعة ولله الحمد شيء فيه ضعف - 00:23:01ضَ
ابد ولا يمكن ان تتناقض ولا تختلف ولا تتعارظ ولله الحمد. وانما في شيء قد يوهم من لا علم عنده يظن شيء من التعارف ويلقون الشبهة على قليل العلم فيضللونهم - 00:23:32ضَ
والله يشهد ان المنافقين لكاذبون في اعتقادهم وقولهم عن انفسهم انهم يشهدون انك لرسول الله يقول تعالى مخبرا عن المنافقين انهم انما يتفوهون بالاسلام اذا جاءوا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:23:55ضَ
فاما في باطن الامر فليسوا كذلك بل على الضد من ذلك ولهذا قال الله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله اي اذا حضروا عندك واجهوك بذلك واظهروا لك ذلك وليس كما يقولون - 00:24:21ضَ
ولهذا اعتراض بجملة مخبرة انه رسول الله وقال والله يعلم انك لرسوله ثم قال تعالى والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اي فيما اخبروا به وان كان مطابقا للخارج لانهم لم يكونوا يعتقدون صحة ما يقولون ولا - 00:24:45ضَ
ولهذا كذبهم بالنسبة الى اعتقادهم وكان الصحابة رضي الله عنهم يخافون الخوف الشديد على انفسهم النفاق قال احد التابعين رحمة الله عليهم ادركت سبعين من الصحابة كل واحد يخاف على نفسه النفاق - 00:25:12ضَ
واقوى الامة ايمانا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه خاف على نفسه النفاق يأخذ بيد حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه الذي اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اسماء بعض المنافقين - 00:25:37ضَ
قال له اسألك بحقي عليك لانه ولي الامر. وحقه الطاعة رضي الله عنه وارضاه. اسألك بحق عليك هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين ومن يأمن على نفسه النفاق بعد تخوف عمر رضي الله عنه الذي ما سلك طريقا الا سلك الشيطان طريقا غير طريقه - 00:26:00ضَ
عمر يخاف من عمر في الطريق ما يسلك الطريق الذي فيه عمر رضي الله عنه بقوة ايمانه وصلابته بالحق ومع هذا كان يخاف على نفسه النفاق يقول الله جل وعلا - 00:26:26ضَ
والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله. قد يقول قائل يا ربي يا رسول الله لم يحلفون هذه الايمان المغلظة ما الفائدة من هذه الايمان - 00:26:44ضَ
يبين جل وعلا فرضهم من هذه الايمان. قال اتخذوا ايمانهم ايمان جمع يمين لا ايمان وفي قراءة ايمانهم اتخذوا ايمانهم جنة معنى جنة يعني سترة. وسميت الجنة جنة. لانها تستر ما تحتها بالتفاف الاشجار - 00:27:03ضَ
وسمي الجن جن لانهم مستترون ما يظهرون اتخذوا ايمانهم جنة يعني ستر حلفوا هذه الايمان ليجعلوها وقاية لهم من ان يقاتلوا لأنه كفار مثل اليهود والنصارى يستحقون القتال لكنهم ستروا كفرهم بهذه الايمان - 00:27:32ضَ
وهذه الاعمال التي يعملونها ظاهرا اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا منعوا عن سبيل الله يعني صرفوا الناس عن قتالهم تقربا الى الله او شدوا عن سبيل الله يعني يصدون عن سبيل الله باسم المؤمنين باسم الايمان - 00:28:05ضَ
اذا عزم المؤمنون مثلا على قتال الكفار قالوا لا لا تقاتلوهم لكذا وكذا وكذا ويأتون بتعليمات واشياء لا حقيقة لها. ولكن من باب التثبيت للمؤمنين عن القتال والجهاد في سبيل الله - 00:28:42ضَ
حلفوا انهم من المؤمنين وكأنهم يقولون ما يقولونه على سبيل المشورة وعلى سبيل ان في ذلك مصلحة ونحو هذا تصدوا بايمانهم هذه وباقولهم عن سبيل الله انهم شاء ما كانوا يعملون - 00:29:04ضَ
يعني عملهم هذا سيء وهم اسوأ حالا من الكفار لان الكافر يظهر كفره ويقاتل ويجاهد ولا يقبل منهم شورى ولا رأي انه شاء ما كانوا يعملون. هذا عمل سيء في الدنيا - 00:29:31ضَ
ينالون عقوبته في الدار الاخرة انه في الترك الاسفل من النار. يعني تحت الكفار اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله اي اتقوا الناس بالايمان الكاذبة والحلف الاثم. ليصدقوا بما يقولون - 00:29:57ضَ
فاغتر بي فاغتر بهم من لا يعرفهم واعتقدوا انهم مسلمون. فربما اقتضى بهم فيما يفعلون به وصدقوا فيما يقولون. وهم من شأنهم انهم كانوا في الباطل لا يألون الاسلام واهله خبالا - 00:30:23ضَ
وحصل بهذا القدر ضرر كبير ضرر كبير على كثير من الناس ولهذا قال تعالى فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون ذلك لانهم امنوا ثم كفروا ذلك يعني هذا السوء الذي حصل منهم - 00:30:44ضَ
وصرف الناس عن الجهاد في سبيل الله انما ذلك بانهم بسبب انهم امنوا هل امنوا ايمانا حقيقي او ايمان بالقول فقط ذلك بانهم امنوا بالسنتهم امنوا بالسنتهم. اظهروا الايمان بالسنتهم - 00:31:11ضَ
ثم كفروا يعني هل جد لهم الكفر جديد بعد الايمان كما يفهم من ثم بان ثم للترتيب والتعقيب والتراخي انه وجد الايمان ثم وجد الكفر قال العلماء لا هؤلاء من اصلهم كفار - 00:31:38ضَ
لكن ثم هذه للترتيب اللفظي يعني وجد الايمان بالسنتهم والكفر في قلوبهم وقيل هذه الاية في اناس اظهروا الايمان حقيقة ثم ارتدوا واظهروا الكفر وابطنوا الكفر واستمروا على اظهار الايمان - 00:32:04ضَ
ذلك بانهم امنوا ثم كفروا والجمهور على ان المعنى امنوا بالسنتهم وكفروا بقلوبهم وثم للترتيب الذكري يعني لا انه جاء الكفر بعد الايمان وانما هو للذكر انهم ذكرهم الله جل وعلا بالايمان بالسنتهم والكفر في قلوبهم - 00:32:31ضَ
وطوبع على قلوبهم طبع ابذل المجهول والطابع على قلوبهم هو الله. وفي قراءة فطبع اي طبع الله على قلوبهم يعني ختم عليها فلا يدخلها الخير ولا تقبل والا يرون ويشاهدون الانوار الالهية والانتصارات للمؤمنين من - 00:33:02ضَ
الله جل وعلا لو كان عندهم ادنى شيء من العقل والبصيرة لا امنوا لمصلحتهم. الدينية والدنيوية والاخروية وسعادة في الدنيا بالايمان وسعادتهم في الاخرة بالايمان لكن والعياذ بالله بما قدموا من الاعمال السيئة - 00:33:34ضَ
عاقبهم الله بان ختم على قلوبهم والكيس اذا ختمته يمكن تدخل فيه شيء ما يدخل الاناء المختوم كذلك ما يدخل فيه شيء وهم مختوم على قلوبهم والعياذ بالله لا يدخلها الخير. ما عنده قابلية للخير - 00:33:57ضَ
تسمع الخير وتستهزئ به. كما هو حال المنافقين في كل زمان ومكان يسمعون الخير الايات والبراهين الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى ان الايمان حق مع ذلك يستهزئون ويسخرون - 00:34:22ضَ
لان الله جل وعلا حرمهم من الانتفاع وطبع على قلوبهم فلا يدخلها شيء من الخير فهم لا يفقهون لا فقه عندهم والا لو كان عندهم شيء من الفقه تسارعوا الى الايمان - 00:34:45ضَ
وخاصة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ما تركوا شيئا من الاعمال الظاهرة يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون ويخرجون للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن كل هذا بدون تصديق اذا خلع بعظهم البعظ استهزأوا - 00:35:08ضَ
وسخروا كما قال بعضهم لبعض وهم يمشون في الجهاد خارجين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في احدى الغزوات قال بعضهم لبعض ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء - 00:35:35ضَ
يعنون افضل الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنه والذين هم افظل الامة هو عليه الصلاة والسلام افضل الخلق وصحابته رضي الله عنهم افضل الامة ومع ذلك يتهكمون بهم هذا التهكم يقول ما رأينا مثل هؤلاء القرا يقصدون خيار الصحابة رضي الله عنهم ارغب - 00:35:56ضَ
يعني يكثرون الاكل ولا اكذب السن يعني يكذبون ولا اجبن عند اللقاء يعني عند ملاقاة الاعداء يجبنون وهم القادة المتقدمون في المعركة رضي الله عنهم وارضاهم لكنهم ما يرون الحق والعياذ بالله - 00:36:25ضَ
وانما يرون الحق باطلا. ويرون الباطل هو الحق. يرون ان ما هم عليه من السخرية والكذب استهزأ والصفات التي وصفهم الله جل وعلا بها يرون انها هي الحسنة من باب الذكاء والتحيل وحسن - 00:36:50ضَ
ونحو ذلك واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء يعنون ابا بكر وعمر واخويال الصحابة يقولون هؤلاء السفهاء فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون. عاقبهم الله جل وعلا بالطبع على قلوبهم - 00:37:11ضَ
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر امته من الوقوع في المعاصي وخاصة الكبائر لانها قد تكون سببا لعقوبة المرء فيطبع على قلبه قد تكونوا سببا في ان يكون سيء الخاتمة والعياذ بالله - 00:37:40ضَ
وشؤم المعاصي على العباد عظيم ويتقرب العبد الى ربه جل وعلا بطاعته والبعد عن معصيته تعالى نعم اقرأ ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون اي انما قدر عليهم النفاق لرجوعهم عن الايمان الى الكفر. واستبدالهم الضلالة بالهدى - 00:38:02ضَ
وطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ولا يصل الى قلوبهم هدى ولا يخلص اليها خير. فلا تعي ولا تهتدي ولهذا احذر النبي صلى الله عليه وسلم الامة من ان يقول المرء كلمة تسخط الله جل وعلا - 00:38:34ضَ
وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب وفي حديث اخر يكتب الله عليه بها سخطه الى يوم يلقاه - 00:38:58ضَ
فليحذر المسلم ان يقول كلمة تكون سببا لهلاكه وخسارة في الدنيا والاخرة. ولما قال له معاذ ابن جبل رضي الله عنه وانا لمؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله. قال ثكلتك امك يا معاذ. وهل يكب الناس - 00:39:17ضَ
في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم يعني ما تحصده الالسنة من الكلام السيء فليحذر المسلم ان يقول كلمة تكون سببا لسخط الله جل وعلا عليه الى يوم يلقاه - 00:39:40ضَ
قال تعالى واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم يعني لا تغتر بمظاهرهم جمال اجسامهم وطولها وعرضها ونظارتها واذا تكلموا فصحاء بلغاء لا تغتر بهذا لان الامور ليست بالظواهر وانما هي بما في القلوب - 00:40:03ضَ
من مخافة الله جل وعلا والايمان به المدار على القلب لا على الظاهر واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم قال ابن عباس رضي الله عنهما كان عبدالله بن ابي بن سلول جميل وسيم طويل - 00:40:41ضَ
يعني ذا هيئة حسنة مظهره واذا تكلم فصيح بليغ قال الله جل وعلا واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم ويروى عن الحسن البصري رحمه الله انه قال ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني - 00:41:06ضَ
ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. هذا الايمان هو الايمان ان يكون الانسان شكله شكل آآ الاخيار وباطنه وقلبه خبيث يتظاهر بالخير وهو بخلاف ذلك حال بعض المنافقين يتظاهر بالصلاح والاستقامة والخوف من الله - 00:41:33ضَ
والحرص على الخير ونحو ذلك. وهو يكذب في هذا ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل واذا رأيتهم يقول الله تعجبك اجسامهم اجسامهم جميلة ونظيرة - 00:41:58ضَ
لهم مظهر وان يقولوا اذا تكلموا اسمع لقولهم يعني كلام فصيح ملفت للنظر من يجتمع كلامهم لا ينصرف عنهم كلامهم قوي كأنهم خشب مسندة يعني ما تراه وتسمعه هذا ظاهر فقط - 00:42:27ضَ
مثل الخشبة الطويلة العريظة المسندة على الجدار اقولها ومتانتها وكذا وكذا هل يفيد شيئا؟ لا يفيد يعني هم خلو من الايمان انخلوا من الخير يعني انهم اجسام فقط والمرء اصغريه قلبه ولسانه - 00:43:01ضَ
اذا كان القلب طيب نظيف صادق ولسانه كذلك ظهر اثار هذا على عمله وقد يزعم المرء ان قلبه حسن ونظيف ومؤمن لكن ما يظهر على عمله يكون كاذب في هذا - 00:43:32ضَ
ما هو بصادق لابد من التصديق بالعمل وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب جمع خشبة مسندة على الجدار يعني ما هي واقفة بنفسها خشبة لا روح فيها ولا حياة يحسبون كل صيحة عليهم - 00:43:56ضَ
قلوبهم خائفة مذعورة اذا سمعوا اي صوت اظهروا الخوف والتأثر يتوقعون ان هذا عليهم لانهم يعرفون ما في قلوبهم من النفاق وهم دائما في خوف والمؤمن الصادق مع الله جل وعلا ما يخاف الا من الله في عمل العمل الصالح - 00:44:25ضَ
ولا يخاف من غير الله. لان ما اصابه من غير الله ان كان خيرا فهو نعمة من الله وان كان شر فصبر عليه فهو مأجور عليه عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير - 00:44:57ضَ
ان اصابته مره فصبر كان خيرا له وان اصابته سرا فشكر كان خيرا له وفي حال السر يشكر وفي حال الظراء يصبر والمنافق في حال السراء يبطر يقول بطر متكبر متعاظم - 00:45:17ضَ
وفي حال يكون يأس قنط انه يأس وقنوت وعنده تسخط على قضاء الله وقدره يحسبون كل صيحة عليهم يعني اذا سمعوا صوت عالي حد يسأل عن شيء او يرفع صوته او يبحث عن شيء او نحو ذلك قالوا هذا قالوا هذا يقصدنا - 00:45:39ضَ
هذا يريدنا نزل القرآن بفضيحتنا نزل بقتلنا لانهم غير مطمئنين يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو تقديم الظمير المنفصل للاختصاص يعني كأنهم العداوة الحقيقية فيهم ليست اليهود او النصارى يعني هم اشد من اليهود والنصارى هم العدو فاحذرهم - 00:46:05ضَ
العدو حقيقة لانهم بين صفوف المؤمنين ويعيشون مع المؤمنين فاحذرهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله ابعدهم الله وقاتلهم ولعنهم واخزاهم انى يؤفكون كيف يصرفون على الحق وهو واضح جلي قاتلهم الله اما يؤفكون كيف يصرفون عن الحق - 00:46:39ضَ
فيبتعدون عن الحق وهو واضح جلي والرسول عليه الصلاة والسلام كل ما يأتي به صدق وحق ولا يعرف الكذب عليه الصلاة والسلام لا في صغره ولا بعد نبوته ما عرف الكذب وهو صغير عليه الصلاة والسلام حتى يكونوا يشكوا فيما يقوله بعد كبره عليه الصلاة والسلام - 00:47:13ضَ
علامات صدقه صلى الله عليه وسلم واضحة جلية وعلامات صدقه فيما يدعو اليه من الايمان بالله جل وعلا واضحة جلية لكن هؤلاء صرفوا عن الحق والعياذ بالله بسبب بسبب ما صدر منهم من الاعمال الصالحة. قاتلهم الله لعنهم - 00:47:44ضَ
وطردهم وابعدهم اما يؤفكون كيف يصرفون عن الحق وهو واظح جلي واضح لا غبار عليه. الحق بين واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم اي وكانوا اشكالا حسنة وذو فصاحة السن - 00:48:14ضَ
واذا سمعهم السامع يصغي الى قولهم لبلاغتهم وهم مع ذلك في غاية الضعف والخور والهلع والجزع ولهذا قال تعالى يحسبون كل صيحة عليهم اي كلما وقع امر كما يقال كاد المريب ان يقول - 00:48:42ضَ
خذوني يعني يدل على نفسه مثل السارق الشارق يسرق الشيء ثم يطل على نفسه بكثرة التفاته وتخوفه يظن انه لحق يظن انه ادرك وهكذا فالمريب يفضح نفسه والعياذ بالله بما يصدر منه - 00:49:05ضَ
نعم اي كلما وقع امر او كائنة او خوف يعتقدون لجبنهم انه نازل بهم كما قال تعالى اشحة عليكم فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم الذي يغشى عليه من الموت فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد اشحة على الخير - 00:49:27ضَ
اولئك لم يؤمنوا فاحبط الله اعمالهم. وكان ذلك على الله يسيرا يعني يعملون الاعمال الظاهرة اعمال المسلمين لكن الله جل وعلا احبطها لانه لم يصدقه ما فعلوها عن ايمان وانما فعلوها لاجل حفظ اموالهم وحقن دمائهم وآآ آآ - 00:49:55ضَ
بين الناس وهكذا فهم فعلوا هذا بمصلحة دنيوية فقط والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:50:23ضَ