تفسير ابن كثير | سورة الصافات

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 10- سورة الصافات | من الأية 99 إلى 102

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين. ربي هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم - 00:00:00ضَ

فلما بلغ معه السعي قال يا بني قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين هذه الايات الكريمة - 00:00:31ضَ

من سورة الصافات جاءت في سياق قصتي ابراهيم على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام مع قومه ومحاجته لهم وامتناعه عن الخروج معهم الى عيدهم بما يريده من الفتك والقضاء على اصنامهم - 00:01:04ضَ

التي يعبدونها من دون الله وقد قال الله جل وعلا فراغ عليهم ضربا باليمين فاقبلوا اليه يزفون قال اتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون غلبهم عليه الصلاة والسلام بالحجة - 00:01:49ضَ

والاستدلال والبيان فعند ذلك توعدوه وارادوا الانتقام منه ولكن الله جل وعلا سلمه من كيدهم وعاد كيدهم في نحورهم قالوا بنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم وارادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين - 00:02:23ضَ

هذه الايات السابقة وقال جل وعلا وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين لما رأى ان قومه لن يستجيبوا له وبدأنا معهم ما يستطيعه من ترغيب وترهيب - 00:03:02ضَ

وتخويف ونذارة وبشارة لمن امن ما استجابوا له عند ذلك قال اني ذاهب الى ربي اني ذاهب الى ربي مهاجر لدين الى مكان لعله اخصب من هذا المكان والى قوم - 00:03:34ضَ

لعلهم اسرعوا استجابة من هؤلاء وهذه الاية اصل في الهجرة هجرة المرء من بلاد الكفر الى بلاد لعلها تكون افضل واطيب من بلاده وورد ان اول من هاجر ابراهيم الخليل - 00:04:09ضَ

عليه الصلاة والسلام وكما هاجر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة حينما كانت بلد الكفر الى المدينة بلد الاسلام والايمان وقال اني ذاهب الى ربي مهاجر من مولد وبلد قومي - 00:04:43ضَ

الذين فعلوا ما فعلوا تعصبا للالهة وكفرا بالله وتكذيبا لرسله الى حيث امرني بالمهاجرة اليه الى مكان اتمكن فيه من العبادة ومن تبليغ الرسالة فهاجر من بلده التي كانت كما يقال - 00:05:14ضَ

بين الكوفة والبصرة بلدة في العراق بين الكوفة والبصرة تركها وذهب الى بلاد الشام المقدسة التي فيها بيت المقدس وفوض امره الى الله جل وعلا في قوله سيهدين وذهابه صلى الله عليه وسلم - 00:05:49ضَ

لا لطيب الارض ولا لطيب الهوى وانما ذهب الى الله ومن اجل الله هاجر لا لدنيا وانما هاجر لاعزاز دين الله والدعوة الى سبيل الله اني ذاهب الى ربي سيهدين - 00:06:21ضَ

سيدلني ويرشدني الى الطريق الاقوم والاصوب والى ما ينفع ذاهب الى ربي سيهدين ببدل الهجرة من بلد مولده الى بلاد الشام البلاد المقدسة سيهدين الله قال بعض المفسرين ذاهب الى ربي - 00:06:47ضَ

في قلبي وبعملي متوجه الى الله والقول الاول اقرب الى الصواب والله اعلم لانه ترك موطنه وبلد ابيه واهله وخرج بزوجته سارة وابن اخيه لوط عليهم السلام ثم انه لما ترك الانيس - 00:07:21ضَ

والقريب والمعارف توجه الى الله جل وعلا بطلب التعويض فاستجاب الله جل وعلا له دعاءه قائلا رب هب لي من الصالحين ربي هب لي قال المفسرون الهبة اذا اطلقت وسكت عنها - 00:08:00ضَ

فيراد بها الولد واذا اريد بها غير الولد بينت ووضحت كما في قوله جل وعلا عن موسى على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا - 00:08:31ضَ

وهنا قال رب هب لي من الصالحين ولم يذكر الهبة ما هي وانما وصفها لان الصفة مهمة لان الولد اما نعمة واما نقمة الولد يبتلى به الوالد ويمتحن قد يكون نعمة - 00:09:03ضَ

عونا على طاعة الله ومعينا لابيه وقد يكون والعياذ بالله شقى وبؤس ونكد على والديه وعلى من حولهم ولهذا لم يطلب الولد فقط وانما طلب الصفة التي يتميز بها الولد - 00:09:37ضَ

وقال ربي هب لي من الصالحين وزكريا عليه السلام قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فلا ينبغي للمسلم ان يسأل الولد فقط وانما يسأل المهم - 00:10:05ضَ

الصلاح والاستقامة على دين الله هذه التي تنفع واما اذا خرج الولد شقيا مرة والديه وقد يكون سببا لهلاكهم وشقائهم في الدنيا والاخرة اذا اثراه على طاعة الله وعلى ما اوجب الله جل وعلا عليهما - 00:10:28ضَ

ضرهما واهلكهما وكما قال الله جل وعلا انما اموالكم واولادكم فتنة والفتنة الابتلاء والامتحان لا ضررا محض ولا خيرا معه قد يكون كذا وقد يكون كذا فالمرء في الفتنة يعني في الامتحان - 00:11:05ضَ

قد يأخذ الدرجة العالية امتحانه يفوز في الدنيا والاخرة وقد يأخذ صفر لا يستحق شيئا ويخسر الدنيا والاخرة في هذا الابتلاء المال والولد قد يكون عونا على طاعة الله ويستفيد المرء في دنياه واخرته - 00:11:34ضَ

اذا سخر ما له فيما ينفع وفيما يعين على الطاعة ورب الولد على الصلاح والاستقامة سعد بهما المرء في الدنيا والاخرة واذا جمع المال من حلال وحرام وانفقه في الحرام ضرا - 00:12:04ضَ

وخسر الدنيا والاخرة بماله واذا اهمل ولده وضيعه فشقي الولد بسبب تضييع الوالد شقي الوالد في الدنيا والاخرة كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الوالد اذا اهمل ولده سيحاسب على ذلك ويسأل. فان اجتهد نحوه - 00:12:29ضَ

ثم لم يكتب لم يكتب الله له الهداية فلا غبار ولا ضرر على الوالد حينئذ. لانه ادى ما اوجب الله جل وعلا عليه ولم يرد الله للولد الهداية وخسر الولد الدنيا والاخرة والوالد قد افلح - 00:13:00ضَ

ادى ما عليه كما قال الله جل وعلا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقال نوح عليه السلام لابنه - 00:13:27ضَ

يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم وحال بينهما الموت فكان من المغرقين - 00:13:47ضَ

ونادى نوح ربه قال رب نبني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين. قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فانت اهلك الصالحون واما من كان عمله فاسد - 00:14:06ضَ

فليس من اهلك حتى وان كان ابنك لصلبك رب هب لي ولدا صالحا يكون في زمرة الصالحين يكون من الصالحين من المستقيمين يكون مستقيما على طاعة الله جل وعلا يؤنسني في الغربة - 00:14:26ضَ

ويعينني على امور الدنيا والاخرة لان الولد الصالح يعين والديه على امور الدنيا والاخرة ومما يدل على انه طلب الولد استجابة الله جل وعلا له في قوله فبشرناه بغلام حليم - 00:14:53ضَ

بشره الله جل وعلا بغلام لانه يولد له ولد ذكر بان كلمة الغلام تطلق على الذكر وان هذا الولد موصوف بهذه الصفة حليم لا عجلة ولا طيش مستقيم والحلم صفة - 00:15:21ضَ

طيبة جميلة يحبها الله ورسوله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاشج عبد القيس ان كفيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة والحلم يقول صاحبه الى الخير يجعله يتأنى - 00:15:45ضَ

الامور ولا يتعجل ولا يحكم عليها بسرعة من اول وهلة ولا يثور غضبا عندما يسمع اقل كلمة مؤثرة فليأخذ الحلم والصبر والتأني ثم التفكير فيما يتخذه المرء اذا اتصف بالحلم - 00:16:13ضَ

سلم من الانفعالات والتأثرات المزعجة التي تؤثر عليه في بدنه بشيء من الامراض فكثير من الامراظ تحدث وخاصة في زماننا هذا تحدث بسبب الغضب بسبب العجلة بسبب الاخذ اخذ الامور بالسرعة - 00:16:41ضَ

وبدون تروي وبدون تعني كثرت الامراض بسبب ذلك والرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله النصيحة قال له لا تغضب وكأن الرجل ما رأى ان هذا يكفي - 00:17:11ضَ

من النبي صلى الله عليه وسلم لمثله تكرر مرارا يتردد على النبي صلى الله عليه وسلم يسأله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له لا تغضب هذه النصيحة المرء اذا سلم من الغضب واتصف بالحلم - 00:17:32ضَ

سعد في الدنيا والاخرة مع طاعة الله جل وعلا اذا استعمل حلمه في الطاعة سعد والغضب نفرق بين الزوج وزوجة يفرق بين الوالد وولده نفرق بين الاخ واخيه نفرق بين الجار وجاره - 00:17:50ضَ

نفرق بين الزميل وزميله يفرق بين الصاحب وصاحبه الغضب داء عضال مؤثر على المرء في دينه ودنياه يضره فيهما معا والحلم خير كله صفة يحبها الله جل وعلا وظهر اثر حلمه عليه الصلاة والسلام - 00:18:17ضَ

ان الله وصفه بالحلم لما قال له يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فلما كان متصفا بهذه الصفة العظيمة قال يا ابتي افعل ما تؤمر ولم يتأثر ولم يغضب ولم يشرد عن والده - 00:18:51ضَ

ويهرب وصفه الله جل وعلا بهذه الصفة العظيمة فاجاب بهذا الجواب المسدد الذي يرضي الله جل وعلا ويرضي والده فبشرناه بغلام حليم بشرته الملائكة مرسلة من الله جل وعلا يبشر ابراهيم بالغلام - 00:19:14ضَ

وقد بلغ فوق ثمانين سنة عليه الصلاة والسلام لم يولد له قيل انه ولد اسماعيل الذي هو الولد الاكبر ابراهيم وعمره ست وثمانون سنة وولد له اسحاق وعمره تسع وتسعون سنة - 00:19:42ضَ

عليهم الصلاة والسلام قال بعض العلماء رحمهم الله اخذ من قوله جل وعلا فبشرناه بغلام حليم ان هذه البشارة متضمنة بان ولدك سيكبر ويكون حليما عند كبره يكون حليما عند كبره - 00:20:08ضَ

لانها تكون صفة الحلم عند الكبر قالوا لا تكون صفة الحلم في الصغر فهذه متظمنة لبشارة بانه سيكبر ويكون في كبره حليما وهذا قد يفهم كما ان الحلم صفة حسنة في الكبير والصغير - 00:20:34ضَ

والمميز والبالغ تجد فرقا بين الاولاد وهم في سن التمييز قبل ان يصلوا الى البلوغ هذا عنده عجلة وطيش وغضب وتأثر سريع مما يسمع والاخر يأخذ الامور بالرفق والهوين ويسمع ما يسمع ولا ينزعج - 00:20:59ضَ

وصفة الحلم حسنة وجميلة للكبير والصغير وليست مختصة الكبير فلتكونوا الكبير والصغير وهي صفة حميدة فلما بلغ معه السعي قال العلماء رحمهم الله خلف هذه تسمى فاء الفصيحة اي انها تدل - 00:21:30ضَ

على كلام قد حذف وكأنها افصحت عنه وهذا المحذوف مفهوم من السياق والحذف هذا من بلاغة القرآن ان يحذف ما يدل عليه السياق ودلالة السياق تدل على ان قوله جل وعلا فبشرناه بغلام حليم هذا مبشر به. لم يصل حتى الان - 00:21:58ضَ

هو هبنا له الغلام فنشأ حتى صار الى السن التي يسعى فيها مع ابيه فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك ووهبنا له الغلام - 00:22:34ضَ

فنشأ حتى صار الى السن التي يسعى فيها مع ابيه في امور دينه ودنياه يسعى معه يمشي معه صار في مشيه محاذيا لابيه ان سعى ابوه في طاعة سعى معه - 00:22:56ضَ

وان سعى ابوه في امر من امور الدنيا التي تصلح له ويحتاج اليها سعى معه ليس غلام صغير يحمل ما تبين نفعه الغلام كلما يكبر وينشأ ويتميز ويرتفع ويقول له اثر - 00:23:21ضَ

عند ابويه ثم عند جيرانه ثم عند مجتمعه ثم في محيطه كله كل ما يكبر يكون اغلى واحب الى الوالد ولذا قال الله جل وعلا فلما بلغه معه السعي ما امر بذبحه - 00:23:46ضَ

وهو ابن يوم او اسبوع او شهر ما تمكن حبه من قلبه وانما امر بذبحه متى لما بلغ معه السعي فلما بلغ معه السعي بدأ يمشي مع ابيه قال مجاهد رحمه الله - 00:24:08ضَ

لما شب وادرك سعيه سعي ابراهيم يعني صار يمشي محاذي لابيه ما يتأخر عنه او يضعف عنه في الممشى قال ابن عباس رضي الله عنهما شب حتى بلغ سعيه سعي ابيه في العمل - 00:24:32ضَ

وقال مقاتل لما مشى معه قال الفر كان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة عمره ثلاث عشرة سنة والغلام قد يبلغ من عشر سنوات الغلام والجارية قد يبلغان من بعد التسع - 00:24:54ضَ

ولهذا قال العلماء رحمهم الله بالنسبة للجارية للبنت قبل تسع سنين يعني قبل تسع سنين لا بلوغ ومن التسع كل وقت يحتمل ان يبلغ الولد قبل ثلاث عشرة سنة قد يكون بالغا - 00:25:19ضَ

وقد يكون في منتهى التمييز والادراك وان لم يصل الى سن البلوغ ان الولد قد يبلغ من تسع ثم بعد الخمسة عشرة سنة يكتمل يكون بالغ لو لم يبلغ من علامات الداخلية بلغ ببلوغ السن التي هي الخامسة عشرة - 00:25:42ضَ

وقال الحسن هو سعي العقل الذي تقوم به الحجة وقال ابن زيد هو السعي في العبادة وقيل هو الاحتلام ولا منافاة بين هذه الاقوال كلها فكلها تدل على ادراك الولد - 00:26:14ضَ

وعلى انه ينفع وعلى انه يساوي والده بالسير وعلى انه يمكن ان يعتمد عليه في قضاء بعض الحوائج وعلى انه ممكن ان يتقرب الى الله جل وعلا في العمل الصالح وطاعة والده - 00:26:36ضَ

فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك كلمة عظيمة لو تلقى على رجل مثل الجبل نتهدهد ليست بسهلة ولم يقلها لصغير لا يدرك ولم يقلها - 00:27:01ضَ

لكبير اخذ في العمر في هذه السن يقول له ابوه اقرب الناس اليه يا بني ويتقرب اليه ويتحبب ويتلطف به بهذا. يا بني ولم يقل يا غلام او يا ولد - 00:27:31ضَ

او يا فلان باسمه تلطف به وقال يا بني وليست كلمة غضب بهذا الامر مع تمكن حبه من قلبه يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك اي افعل بك الذبح - 00:27:58ضَ

يعني امر السكين عليك بالذبح اني اذبحك او اومر بذبحك اني ارى في المنام اني اذبحك اني افعل ذبحك بالفعل او اني اومر بذبحك وكلاهما محتمل وللدلالة عليهما من الاية - 00:28:29ضَ

اني اومروا بذبحك قال الغلام يا ابتي افعل ما تؤمر اني افعل ذبحك قال الله جل وعلا قد صدقت الرؤيا يعني فعلت رأيت في منامك انظر الى سرعة الاستجابة من الولد الصالح - 00:29:00ضَ

ما قال يا ابتي كيف تذبحني برؤيا من ام هذي احلام هذه قد تكون وسوسة من الشيطان هذه هذه قد يعلل ان لم يهرب ويترك والده وارظاه قال يا ابتي - 00:29:30ضَ

يا ابتي ولم يقل افعل ما تؤمر مباشرة اتى بالنداء اللطيف يا ابتي افعل ما تؤمر ولم يقل يا ابتي اذبحني لان هذه كلمة صعبة او كأنها رغبة من الولد - 00:29:51ضَ

في هذا الشيء لا. قال الشيء الذي امرت امرت به افعله ايا كان هذا او غيره يا ابتي افعل ما تؤمر. امتثل ثم فوض امره الى الله جل وعلا وقال - 00:30:13ضَ

ستجدني ان شاء الله لا بحولي ولا بقوتي وانما بمشيئة الله ستجدني ان شاء الله من الصابرين انت افعل ما امرك الله جل وعلا به لانه عليه السلام يعرف ان رؤيا - 00:30:38ضَ

والده حق ويعرف ان الشيطان لا يتسلط على والده وقد اتخذه الله جل وعلا خليلا فهو خليل الرحمن لا يمكن ان يتسلط عليه الشيطان ولا يقرب منه يحاول من بعد - 00:31:07ضَ

الوسوسة لكن لا يدرك منه شيئا اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى انظر ما رأيك في هذا هل تستجيب هل تمتنع ومن هذا الولد اسماعيل عم اسحاق - 00:31:29ضَ

عليهم الصلاة والسلام مولاني العلماء رحمهم الله من الصحابة فمن بعدهم من التابعين الى من بعدهم والخلاف بينهم في من هو الذبيح عدد من الصحابة يقولون اسحاق وعدد من الصحابة يقولون اسماعيل - 00:32:05ضَ

وكذا عدد من التابعين وعدد من من بعدهم من المفسرين رحمهم الله واليك اخي شيئا من اقوال الصحابة فمن بعدهم في من هو الذبيح مع ان اهل الكتابين اليهود والنصارى - 00:32:40ضَ

اتفقوا على ان الذبيح هو اسحاق لانه هو والدهم وعدد من الصحابة رضي الله عنهم قالوا هو اسحاق وعدد من الصحابة قالوا هو اسماعيل وعدد من المفسرين قالوا هو اسحاق - 00:33:10ضَ

ومنهم امام المفسرين ابن جرير رحمه الله وعدد من المفسرين قالوا هو اسماعيل ومنهم الامام العماد ابن كثير رحمه الله وبعض المفسرين توقفوا قالوا لا نقول هذا ولا هذا نؤمن - 00:33:34ضَ

بما ورد في كتاب الله ولا نخوض في هذا والله جل وعلا لم يتعبدنا في تمييز الذبيح وليس قول انه هذا او هذا يدخل في باب العقيدة ويحاسب عنه العبد - 00:34:06ضَ

ولهذا بعض المفسرين توقفوا ولم يرد في القرآن نص صريح انه هذا ولا هذا كما لم يرد في السنة الصحيحة التي يعتمد عليها نص على انه اسحاق او اسماعيل فلذا - 00:34:33ضَ

اختلف السلف رحمهم الله ورد في اثار لكن كلها متساوية منها ما قال انه اسحاق ومنها ما قال انه اسماعيل وهي متساوية في عدم القوة ليست من قوية القوة التي يمكن ان يعتمد - 00:34:59ضَ

عليها ويطرح ما سوى ذلك قال مقاتل رحمه الله رأى ابراهيم ذلك ثلاث ليال متتابعات قال قتادة رؤيا الانبياء حق اذا رأوا شيئا فعلوه وقد اختلف اهل العلم في الذبيح هل هو اسحاق - 00:35:26ضَ

او اسماعيل عليهما السلام ومن المعلوم ان اسماعيل ابن هاجر اسحاق ابن لسارة وهاجر امة لابراهيم وسارة زوجة قال القرطبي قال اكثرهم الذبيح اسحاق وممن قال بذلك العباس بن عبدالمطلب - 00:35:54ضَ

وابنه عبد الله وممن قال بذلك العباس ابن عبد المطلب وابنه عبد الله وهو الصحيح عن ابن مسعود ورواه ايضا عن جابر وعلي وابن عمر وعمر بن الخطاب قال فهؤلاء السبعة من الصحابة قالوا - 00:36:33ضَ

ومن التابعين وغيرهم علقمة والشعب ومجاهد وسعيد بن جبير وكعب بن وكعب الاحبار وقتادة ومسروق وعكرمة والقاسم ابن ابي وعطاء ومقاتل وعبدالرحمن ابن ثابت والزهر والسد وعبدالله بن ابي اوفى عبد الله بن ابي الهليل ومالك بن انس كلهم قالوا - 00:37:00ضَ

الذبيح اسحاق وعليه اهل الكتابين اليهود والنصارى واختاره غير واحد منهم النحاس وابن جرير امام المفسرين رحمه الله ابن جرير الطبري وغيرهما وقال اخرون هو اسماعيل وممن قال بذلك ابو هريرة - 00:37:30ضَ

وابو الطفيل عامر بن وائلة ورؤيا ذلك عن ابن عمر كما روي عنه الاول وابن عباس وقد روي عنه الاول كما سيجيء ومن التابعين سعيد بن المسيب والشعبي ويوسف ابن مهران - 00:37:59ضَ

ومجاهد والربيع بن انس ومحمد وكعب القرظي والكعبي والكلب وعلقمة كل هؤلاء قالوا هو اسماعيل وعن الاصمعي قال سألت ابا عمر ابن العلا عن الذبيح فقال يا اصمعي اين عجب عقلك - 00:38:20ضَ

اين عزب عنك عقلك ومتى كان اسحاق بمكة وانما كان اسماعيل بمكة قال ابن كثير في تفسيره وقد ذهب جماعة من اهل العلم الى ان الذبيحة هو اسحاق وحك ذلك عن طائفة من السلف - 00:38:42ضَ

حتى يقال عن بعض الصحابة وليس في ذلك كتاب ولا سنة وما اظن ذلك تلقي الا عن اخبار اهل الكتاب واخذ مسلما من غير حجة وكتاب الله شاهد ومرشد الى انه اسماعيل. هذا قول ابن كثير رحمه الله - 00:39:02ضَ

لانه ممن نصر القول بان الذبيح اسماعيل وكتاب الله شاهد ومرشد الى انه اسماعيل فانه ذكر البشارة بالغلام الحليم وذكر انه الذبيح. وقال بعد ذلك وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين - 00:39:24ضَ

انتهى كلام ابن كثير رحمه الله واحتج القائلون بانه اسحاق بان الله عز وجل قد اخبرهم عن ابراهيم حين فارق قومه وهاجر الى الشام مع امرأته سارة وابن اخيه لوط - 00:39:46ضَ

وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين انه دعا فقال ربي هب لي من الصالحين وقال تعالى لما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا - 00:40:08ضَ

ولان الله قال وفديناه بذبح عظيم. فذكر انه في الغلام الحليم الذي بشر به ابراهيم. وانما بشر باسحاق لانه قال وبشرناه باسحاق وقال هنا بغلام حليم. وذلك قبل ان يعرف هاجر - 00:40:27ضَ

وقيل وذلك قبل ان يعرف هاجر. وقبل ان يصير له اسماعيل وليس في القرآن انه بشر بولد الا اسحاق قال الزجاج الله اعلم ايهما الذبيح انتهى وهذا مذهب ثالث الذي هو تفويض العلم الى الله جل وعلا - 00:40:54ضَ

وهو الوقف عن الجزم باحد القولين وتفويض علم ذلك الى الله تعالى وما استدل به الفريقان يمكن الجواب علي عنه والمناقشة له يعني كل دليل استدل به فريق من الفريقين ممكن ان يناقش - 00:41:28ضَ

وممكن ان يرد عليه لانه ليس هناك نص صريح انه اسماعيل ولا نص صريح بانه اسحاق لا في القرآن ولا في السنة الصحيحة وانما فيه اشارات فقط ومن جملة ما احتج به القائلون بانه اسماعيل ان الله وصفه بالصبر دون اسحاق - 00:41:50ضَ

كما في قوله تعالى واسماعيل وليسع وذا الكفل كل من الصابرين وهو صبره على الذبح ووصفه بصدق الوعد وقال تعالى انه كان صادق الوعد لانه وعد اباه من نفسه الصبر على الذبح فوفى به - 00:42:17ضَ

ولان الله سبحانه قال وبشرناه باسحاق نبيا. فكيف يأمره بذبحه؟ وقد وعده ان نبيا وايضا فان الله قال فبشرناه باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. فكيف يؤمر بذبح اسحاق قبل انجاز الوعد في يعقوب لان يعقوب ابن اسحاق - 00:42:41ضَ

وايضا ورد في الاخبار تعليق قرن الكبش في الكعبة. فدل على ان الذبيحة هذه قرائن وادلة ليست قطعية بل يستأنس بها بان الذبيحة هو اسماعيل وقد قال ابن عباس رضي الله عنه انه كان في صدر الاسلام وكان الكبش معلق بميزاب الكعبة قرن الكبش - 00:43:11ضَ

الذي فدي به اسماعيل عليهم الصلاة والسلام كان معلق بميزاب الكعبة قالوا ولو كان اسحاق لكان الذبح واقعا في بيت المقدس. لان اسحاق في الشام واسماعيل في مكة وكل هذا ايضا يحتمل المناقشة والمسائلة ما هو بمسلم - 00:43:42ضَ

والمسألة ليست من العقائد التي كلفنا بما كلفنا بمعرفتها. فلا نسأل عنها يوم القيامة فهي يقول المؤلف رحمه الله فهي مما لا ينفع علمه ولا يضر الجهل به يعني ما تعبدنا الله جل وعلا في ان نعتقد ان الذبيح هذا او هذا - 00:44:08ضَ

وانما نؤمن بما ورد في القرآن ان احد ابني ابراهيم امر بذبحه وانه سارع وان الابن استجاب ورضي ووافق على ما اراده ابوه عليهم الصلاة والسلام وروي عن ابن عباس ان الذبيحة اسماعيل وعنه قال المفدي يعني بالكبش - 00:44:34ضَ

اسماعيل وهو الاظهر وعنه قال فدي اسماعيل بكبشين املحين اقرنين اعينين وعن ابن عمر قال اسماعيل ذبح عن ذبح عنه ابراهيم الكبش وعن الفرزدق الشاعر قال رأيت ابا هريرة يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:45:02ضَ

ان الذي امر بذبحه اسماعيل وعن العباس ابن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نبي الله داود يا ربي اسمع الناس يقولون ربي واسحاق ويعقوب فاجعلني رابعا - 00:45:31ضَ

يعني حتى يقال رب ابراهيم واسماعيل وابراهيم واسحاق ويعقوب وداوود اجعلني رابعا. قال ان ابراهيم القي في النار فصبر من اجلي وان اسحاق جاد لي بنفسه على هذا يعني انه هو الذبيح. هذا الاثر ضعيف - 00:45:55ضَ

لكن اورده كثير من المفسرين وان اسحاق جاد لي بنفسه وان يعقوب غاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك يعني لم ابتليك بما ابتليتهم بما ابتليتهم به وصبروا اخرجه البزار - 00:46:19ضَ

وابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم وابن مردويه وفي اسناده الحسن ابن دينار البصري وهو متروك وهو مروي عن علي ابن زيد ابن جدعان وهو ضعيف يعني هذا الاثر ضعيف لا يحتج به. والا لو كان له مكان - 00:46:43ضَ

من القوة ما احتج الى غيره لانه صريح واخرج الديلمي عن ابي سعيد الخدري مرفوعا نحوه وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذبيح اسحاق اخرجه الدار قطني في الافراد والديلمي - 00:47:04ضَ

واخرج ابن مردويه عن ابي هريرة مرفوعا مثله وعن ابن مسعود قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم من اكرم الناس؟ قال يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ذبيح الله اخرجه الطبراني وابن وردويه - 00:47:25ضَ

وعن ابن مسعود موقوفا مثله وعن العباس مثله اخرجه البخاري في تاريخه وغيره في غيره يعني اخرجه البخاري في التاريخ وليس في الصحيح لان ما اخرجه البخاري رحمه الله في التاريخ يختلف عما اخرجه البخاري في الصحيح. ما اخرجه في الصحيح فهو صحيح. وما اخرجه - 00:47:45ضَ

وفي التاريخ فهو اقل وعن علي رضي الله عنه قال كبش اعين ابيض اقرن قد ربط بسمرة في اصل سبيل يعني في مكة وعن ابن عباس قال فدي اسماعيل بكبشين املحين اقرنين اعينين - 00:48:10ضَ

قال المؤلف رحمه الله وبما سقناه من الاختلاف في الذبيح هل هو اسحاق او اسماعيل؟ وما استدل به المختلفون في ذلك؟ تعلم انه لم يكن في المقام ما يوجب القطع او يتعين رجحانه تعينا ظاهرا وقد رجح كل قول طائفة من - 00:48:33ضَ

المحققين المنصفين كابن جرير فانه رجح انه اسحاق ولكنه لم يستدل على ذلك الا ببعض ما سقناه ها هنا وكم ابن كثير فانه رجح انه اسماعيل وجعل الادلة على ذلك اقوى واصح وليس الامر كما ذكره فانها - 00:48:53ضَ

لم تكن دون ادلة القائلين بان الذبيح اسحاق لم تكن فوقها ولا ارجح منها ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء وما رؤي عنه فهو اما موضوع او ضعيف جدا - 00:49:14ضَ

ولم يبقى الا مجرد الاستنباط من القرآن كما اشرنا الى ذلك فيما سبق وهي محتملة. يعني ليست وانما هي استنباط فقط وهي محتملة ولا تقوم حجة بمحتمل فالوقف هو الذي لا ينبغي مجاوزته وفيه السلامة من الترجيح بلا مرجح ومن الاستدلال بالمحتمل - 00:49:31ضَ

قوله جل وعلا عن إبراهيم عليه السلام فانظر ماذا ترى. يقول لابنه لما بلغه بالرؤيا قال انظر ماذا ترى هذا الذي رأيت انا واريد فانظر ماذا ترى قري انظر ماذا ترى - 00:50:01ضَ

وقرأ بضم التائل وكسر الراء وانظر ماذا تري والمفعولان محذوفان اي انظر ماذا تريني اياه. من صبرك واحتمالك ماذا توريني اياه من صبرك واحتمالك وهو مضارع رأيت وقرأ بضم التاء وفتح الراء مبنيا - 00:50:23ضَ

للمجهول مبنيا للمفعول وانظر ماذا ترى اي ماذا يخيل اليك ويسمح لخاطرك قال الفراء في بيان معنى القراءة الاولى انظر ماذا ترى من صبرك وجزعك؟ يعني القراءة المشهورة هي الاولى التي نقرأ بها ماذا ترى - 00:51:03ضَ

قال يا ابت افعل ما تؤمر اي افعل ما تؤمر به مما اوحي اليك من ذبح وما موصولة افعل الذي تؤمر به وقيل مصدرية افعل الامر الذي امرت به ستجدني - 00:51:35ضَ

ان شاء الله من الصابرين على ما ابتلاني به من الذبح والتعبير بمشيئة الله سبحانه تبركا بها لا ترددا وهو عليه السلام لم يقل ذلك على سبيل التردد وانما قال - 00:52:06ضَ

ذلك على سبيل التبرك وتأتي كلمة ان شاء الله على سبيل التردد في الامر وتأتي على سبيل التبرك. تقول افعل هذا ان شاء الله يعني ان شاء الله فعلته وان شاء لم افعله - 00:52:29ضَ

يعني على سبيل التردد ويجوز ان تقول افعل هذا ان شاء الله على سبيل التبرك وانت جازم على فعله ستجدني ان شاء الله من الصابرين. وعد اباه بانه سيصبر على هذا الابتلاء والامتحان - 00:52:48ضَ

وسيأتي الكلام على بقية الايات غدا ان شاء الله. والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:53:13ضَ