تفسير ابن كثير | سورة النمل

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 10- سورة النمل | من الأية 87 إلى 93

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله - 00:00:01ضَ

وكل اتوه داخلين وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. صنع الله الذي اسقنا كل شيء. انه خبير بما تفعلون من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنوا - 00:00:29ضَ

ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها وله كل شيء وامرت ان اكون من المسلمين. وان اتلو القرآن فمن اهتدى فانما - 00:01:01ضَ

نهتدي لنفسه ومن ضل فقل انما انا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم اياته فتعرفونها. وما ربك بغافل عما لا تعملون يقول الله جل وعلا ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله - 00:01:34ضَ

وكل اتوه داخلين وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون في هذه الايات الكريمة يخبر الله جل وعلا عباده - 00:02:11ضَ

عن شيء من اهوال يوم القيامة يخبرهم عن شيء من الاهوال لينتبهوا وليستعدوا لذلك اليوم فيقول جل وعلا ويوم ينفخ في الصور اي اذكر يا محمد لامتك يوم ينفخ في الصور - 00:02:38ضَ

اذكر لهم ذلك اليوم ويوم ينفخ في الصور معطوف على الايات السابقة ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون والعامل فيهما واحد في الظرف يوم اذكر - 00:03:14ضَ

يوم نحشر من كل امة ويوم ينفخ في الصور والصور والقرن وهو البوق ينفخ فيه اسرافيل عليه الصلاة والسلام وهو من الملائكة العظام من كبراء الملائكة فينفخ فيه نفخا عظيما - 00:03:47ضَ

وهو مستعد لذلك من يوم ان خلق الله السماوات والارض وخلق الله جل وعلا السور امر اسرافيل يعني يلتقمه فالتقمه وبصره شاخص في العرش ينظر متى يؤمر بالنفخ فينفخ والنفخ في الصور ورد في القرآن - 00:04:25ضَ

فهو مما يجب الايمان به من احوال يوم القيامة ومن مقدماته وهل النفخ مرتان او ثلاث مرات قولان للعلماء رحمهم الله منهم من قال ينفخ اسرافيل عليه السلام السور ثلاث نفخات - 00:05:06ضَ

النفخة الاولى نفخة الفزع والنفخة الثانية نفخة الصعق الموت والنفخة الثالثة نفخة البعث الاحياء وقال بعض العلماء رحمهم الله النفخ في الصور نفختان نفخة الصعق ونفخة البعث والفزع مع احدهما - 00:05:37ضَ

اما انه قبل نفخة الصعق والموت واما انه مقارن بنفخة الاحياء نفخة البعث يفزع الناس ويوم ينفخ في الصور فزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله - 00:06:18ضَ

ففزع هل هذه قبل الاماتة وقبل الصعق يفزع الناس ويهتمون لما حل بهم ام هذه بعد البعث يفزع الناس للمحشر على القولين السابقين اولى من ثلاث فهي قبل الاماتة ام هي - 00:06:49ضَ

اثنتان فقط فهذه تكون بعد البعث يفزع الناس الا من شاء الله من هؤلاء الا من شاء الله على القول بانها ثلاث نفخات وهذه قبل نفخة الصعق قبل نفخة الموت - 00:07:25ضَ

ما يكون فيه احياء من الاخيار سوى الملائكة الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله شهداء لانهم احياء عند ربهم يرزقون وقيل الا من شاء الله حي المراد هؤلاء الشهداء مع الملائكة - 00:08:01ضَ

وهؤلاء لا يفزعون وعند من يقول ان الفزع عند البعث فيقول الا من شاء الله من الملائكة والنبيين والمرسلين والمؤمنين مع الشهداء هؤلاء لا يصيبهم فزع ولا خوف لانهم امنون - 00:08:35ضَ

مطمئنون يقدمون على القيامة على احسن حال ويقوي القول بان الفزع هذا قبل الصعق قبل الموت ما ثبت في صحيح مسلم رحمه الله وهو حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:09:11ضَ

ويبقى شرار الناس في اخر الزمان في خفة الطير واحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا المعروف والمنكر عندهم سواء فيتمثل لهم الشيطان فيقول الا تستجيبون ويقولون فما تأمرنا - 00:09:44ضَ

فيأمرهم بعبادة الاوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم. يعني في نعمة ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه احد الا اصغى الا اصغى ليتا ورفع ليتا قال واول من يسمعه رجل - 00:10:20ضَ

يلوط حوض ابله قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله او قال ينزل الله مطرا كأنه الطل او الظل وتنبت منه اجساد الناس ثم ينفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون - 00:10:54ضَ

ثم يقال يا ايها الناس هلموا الى ربكم وقفوهم انهم مسؤولون ثم يقال اخرجوا بعث النار فيقال من كم فيقال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون قال فذلك يوم يجعل الولدان شيبا - 00:11:28ضَ

وذلك يوم يكشف عن ساق. فهذا الحديث في صدره وهو حديث صحيح دل على ان النفخ قبل الصعق لقوله صلى الله عليه وسلم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه احد الا اصغى ليتا - 00:12:01ضَ

ورفع ليت قال الليت هو صفحة العنق اي امل عنقه ليستمعه من السماء جيدا يجعل صفحة عنقه الى جهة السماء ليسمع. والصفحة الاخرى الى جهة الارض وهذه نفخة الفزع يعني قبل الموت يفزع الناس - 00:12:27ضَ

وعلى هذا قوله الا من شاء الله المراد بهم الشهداء لانهم احياء عند ربهم يرزقون ثم تأتي بعد نفخة الصعق نفخة القيام لرب العالمين وهو النشور من القبور لجميع الخلائق - 00:12:54ضَ

ولهذا قال تعالى وكل اتوه داخلين اي صاغرين مطيعين وهذه تشمل المؤمن والكافر وهذا الصغار ذل العبودية والاستكانة والمهابة لله جل وعلا من هول الموقف والخوف منه سبحانه وتعالى. وهذه تشمل الجميع - 00:13:20ضَ

وليست من الصغار من ذل المعصية والكفر بل هذه من هول الموقف وذل العبودية لله جل وعلا وكلما كان العبد بالله اعرف كان منه اخوف وكل اتوه داخلين اتوه فيها قراءتان سبعيتان - 00:13:55ضَ

اتوا من الفعل الماضي والفاعل والواو فاعل وقراءة اخرى على انها ليست فعل وفاعل وانما هي اسم اسم فاعل من اتى وكل اتوه ساخرين بمعنى ات كل يأتي كل آت - 00:14:28ضَ

اسم فاعل والقراءتان سبعيتان وكل اتوه داخلين وهذه مثل قوله جل وعلا يوم يدعوكم وتستجيبون بحمده يعني كل يستجيب لهذا النداء وقال الله جل وعلا ثم اذا دعاكم دعوة من الارظ اذا انتم تخرجون - 00:15:03ضَ

وورد في حديث الصور الحديث الطويل انه في النفخة الثالثة يأمر الله جل وعلا الارواح فتوضع في ثقب في الصور ثم ينفخ اسرافيل فيه بعدما تنبت الاجساد في قبورها واماكنها - 00:15:36ضَ

فاذا نفخ في الصور طارت الارواح تتوهج ارواح المؤمنين نورا تتوهج ارواح المؤمنين نورا وارواح الكافرين ظلمة والعياذ بالله فيقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لترجعن كل روح الى جسدها - 00:16:03ضَ

وتجيء الارواح الى اجسادها فتدب فيها كما يدب السم في اللديغ ثم يقومون ينفضون التراب من قبورهم قال الله جل وعلا يوم يخرجون من الاجداث سراعا كانهم الى نصب يوفظون - 00:16:31ضَ

وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب في ذلك الموقف والهول العظيم ترى الجبال وتظنها واقفة جامدة لا تتحرك وهي تسير سيرا سريعا وهكذا الشيء الذي تراه من بعد - 00:16:56ضَ

وهو شيء عظيم قد سد ما بين الخافقين في مرأة عينيك ترى كأنه واقف لا تشعر بسيره. وان كان يسير مسرعا وكذلك الجبال يأمرها الله جل وعلا فتسير وفي مرأى العين كأنها واقفة - 00:17:25ضَ

وكما قال الله جل وعلا يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا وقال تعالى يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا - 00:17:55ضَ

وقال جل وعلا وتكون الجبال كالعهن المنفوش كالصوف وذلك ان الله جل وعلا يأمرها فتندك ثم تسير وتشد فراغ الارض يسوي الله جل وعلا بها الارض وتصير كالعهن ثم تصير بعد ذلك هباء تطير - 00:18:22ضَ

باذنه تعالى وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. يعني تسري وتجري وتمشي كجري السحاب الذي يرى بالبصر وترى هذه بصرية وليست من العلمية لان العلمية تنصب مفعولين وهذه نصبت مفعولا واحدا - 00:18:57ضَ

صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون كن على الله ذلك الصنع صنع الله جل وعلا الذي اتقن واحكم كل شيء خلقه اتقن الامور جل وعلا فلا يوجد فيها خلل ولا نقص ولا عيب - 00:19:26ضَ

صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون. مطلع على اعمالكم انه خبير بما تفعلون وفيها قراءة اخرى بما يفعلون وقراءة التاء تفعلون وعد ووعيد وقراءة الياء وعيد فقط - 00:19:54ضَ

قراءة التاء وعد ووعيد وعد للمؤمنين الله مطلع على اعمالكم لن يضيع منها شيء ابدا ووعيد للكفار لان الله جل وعلا مطلع على اعمالهم السيئة فلن يغفل منها شيء من جاء بالحسنة فله خير منها - 00:20:30ضَ

وهم من فزع يومئذ امنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنون. الفزع هنا - 00:21:00ضَ

غير الفزع هناك الفزع الاول الخوف من الله والهيبة والاجلال والتعظيم وذل العبودية وهذا الفزع فزع خاص بالكفار لانهم يشاهدون ما امامهم ويرون العذاب ويرون كيف يحشرون وكيف يحشر اولئك الاخيار - 00:21:27ضَ

من جاء بالحسنة فله خير منها ما المراد بالحسنة جمهور المفسرين يقول الحسنة التوحيد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قال بعضهم الاعمال الصالحة ولا منافاة - 00:22:06ضَ

فمن جاء بلا اله الا الله محمد رسول الله محققا لها وقد جاء بالاعمال الصالحة من جاء بالحسنة فله خير منها فله خير منها. ما هو الذي خير منها من جاء بالحسنة فله خير منها الجنة - 00:22:31ضَ

ورضا الله جل وعلا وهل الجنة خير من توحيد الله جل وعلا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لا يعدلها شيء اذا فما معنى فله خير منها - 00:22:55ضَ

قال ابن عباس رضي الله عنه حبر هذه الامة وترجمان القرآن فله خير عظيم منها يعني بسببها وليس المراد بخير افعل تفضيل له افضل منها لا من له خير وثواب جزيل - 00:23:19ضَ

وهو الجنة وذلك خير عظيم من اين جاءه ذلك؟ بسببها شباب الحسنة التي جاء بها كلمة التوحيد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يقول رضي الله عنه - 00:23:43ضَ

ان كلمة التوحيد ليس هناك شيء افضل منها وانما هذا الذي جاء بالحسنة له خير عظيم بسببها بسبب كلمة التوحيد وقيل قال بعض المفسرين كلمة خير افعل تفظيل وليس المراد المفاضلة - 00:24:03ضَ

بين كلمة التوحيد والجنة لا وانما المفاضلة بين فعل الادمي وعمل الادمي في الدنيا والجنة في الاخرة له افضل من عمله له افضل من مجهوده الذي اتى به من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنون - 00:24:31ضَ

الناس يفزعون بعد البعث والقيام من القبور وهؤلاء الذين جاءوا بالتوحيد صافيا غير مخدوش ولا منقوص امنون مطمئنون ستتلقاهم الملائكة وتبشرهم بما اعد الله جل وعلا لهم. وقد جاءتهم البشرى من قبل - 00:25:11ضَ

عند الاحتضار قبل مفارقة الدنيا ثم جاءتهم البشرى في القبر مقعده من النار ومقعده من الجنة وقيل هذا مقعدك من النار لو لم تؤمن وهذا مقعدك من الجنة لما امنت بالله جل وعلا - 00:25:47ضَ

ثم تأتيهم البشرى بعد البعث كما قال الله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وحدوا الله وثبتوا على توحيدهم حتى الممات ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا - 00:26:17ضَ

عند الاحتضار وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا. كنا معكم نسددكم ونساعدكم ونوجهكم ونأمركم بالخير ونراغبكم فيه وتسارعون انتم نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:26:43ضَ

بعد البعث نحن معكم لا خوف عليكم نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا ولو في الاخرة ولكم فيها اي الاخرة ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما في حال الاحتضار قبل مفارقته الدنيا - 00:27:06ضَ

لكنه لا يستطيع ان يخبر بما يرى ولذا فهم بعد البعث والنشور الخروج من القبور والحياة الاخرة مطمئنون مستبشرون فرحين. تتلقاهم الملائكة ويحشرون ركبانا وهم من فزع يومئذ فزع ذلك اليوم - 00:27:29ضَ

امنون مطمئنون لا يصيبهم الفزع كما قال الله جل وعلا لا يحزنهم الفزع الاكبر وقال تعالى افمن يلقى في النار خير امن يأتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير - 00:28:01ضَ

قارن بين الحالين شتان بينهما وقال جل وعلا وهم في الغرفات امنون مطمئنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار. اعوذ بالله من جاء بالسيئة ما المراد بهذه السيئة اي معصية من المعاصي؟ لا - 00:28:32ضَ

الذين يكبون في النار على وجوههم ويخلدون فيها هؤلاء الكفار اذا من جاء بالسيئة المراد بها الشرك اعظم الذنوب واكبرها الشرك بالله ومن جاء بالسيئات فكبت وجوههم في النار لا يدخلون هكذا والعياذ بالله يكب على وجهه - 00:29:02ضَ

الوجه سقوط على الوجه والعياذ بالله احتقارا وامتهانا لهم وتوبيخا وقبت وجوههم في النار ثم يقال لهم هل تجزون الا ما كنتم تعملون هذا عملكم هذا الذي تنالونه الان هو عملكم السابق - 00:29:32ضَ

لانكم اشركتم بالله دعيتم الى توحيد الله فلم تستجيبوا دعيتم الى الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره فكفرتم ولم تستجيبوا فهذا عملكم ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - 00:30:07ضَ

هل تجزون يعني ما تجزون الا ما كنتم تعملون. هذا جزاء عملكم فقط ولم تجزوا بعمل غيركم ثم امر الله جل وعلا عبده ورسوله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم - 00:30:44ضَ

بان يقول للناس انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها انما امرت امرت بشيء واحد مهم امرت بعبادة الله جل وعلا وما سوى ذلك يأتي تبع امرت باخلاص العبادة لله وحده - 00:31:07ضَ

انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة ما المراد بالبلدة هي هذه مكة شرفها الله وذلك تشريف في هذه البلدة الاظافة هذه اضافة تشريف والا فالله جل وعلا رب العالمين رب الخلق - 00:31:41ضَ

رب الكائنات كلها تعالى وانما الاظافة هذه اظافة تشريف انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة وهو الله سبحانه وتعالى الذي حرمها شرفها الله جل وعلا بان حرمها لا يسفك فيها دم - 00:32:09ضَ

ولا يعبد فيها شجر ولا شوك ولا تلتقط فيها اللقطة حرمها الله جل وعلا وكانت معظمة في الجاهلية والاسلام يلقى الرجل في الجاهلية قاتل ابيه وقاتل اخيه في مكة فلا يمد عليه يدا - 00:32:45ضَ

وهذه كرامة عظيمة بمكة ولمن سكنها وكان القتال شديدا بين قبائل العرب وتثور الحروب بينهم لاتفه الاسباب وهم قريش ومن معهم في مكة امنون مطمئنين لا حروب ولا قتال الا اذا خرجوا - 00:33:23ضَ

الذي حرمها حرمها الله جل وعلا بنص القرآن وثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض - 00:34:02ضَ

القهوة حرام بحرمة الله الى يوم القيامة لا يعبد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته الا من عرفها. يعني من اخذها لاجل ان يعرفها لاصحابها ولا يختلى خلاه. والحديث طويل - 00:34:26ضَ

وارد في خطبته صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو واقف بباب الكعبة صلوات الله وسلامه عليه واحلها الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار - 00:34:53ضَ

ثم عادت حرمتها كحرمتها بالامس كما قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح فاذا كان الصيد لا ينفر والشوك لا يعبد لا يقطع فما بالك الادمي بالمسلم فمن افزعه - 00:35:15ضَ

اوضاع يقع او ضرة او سرق ما له او اشاع اليه من اي نوع من انواع الاساءة الويل له وكما قال الله جل وعلا ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم - 00:35:41ضَ

ومع الاسف الشديد ان هذا البلد المطهر معظم في الجاهلية ومحترم اهله في الجاهلية وفي الاسلام كذلك في الصدر الاول والقرون المفضلة وفي الازمنة الاخيرة تمتد ايدي بعض المسلمين للاذى - 00:36:03ضَ

والنيل من اهله واليتهم او سرقة الحاج او المعتمر او المقيم المجاور وهذا ظلم شديد وشنيع وصابر عن جهل وعن متساهل بعقوبة الله جل وعلا والله جل وعلا يقول ومن يرد ارادة مجرد ارادة قبل ان يفعل - 00:36:33ضَ

ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ما ظنك بحرمة المسلم اعز على الله ام الطير ام الشوك ام الخلا الحشيش فليحذر الذين يضايقون المسلمين ويؤذونهم في انفسهم وفي اموالهم وفي امتعتهم - 00:37:08ضَ

ليحذروا العقاب الشديد انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي الذي حرمها انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وامرت ان اكون من المسلمين - 00:37:43ضَ

وفي قوله جل وعلا البلدة المراد مكة هذا تعظيم لها لانها هي البلدة دون غيرها من البلدان الذي حرمها وجعل لها حرمة وجعل للطير والصيد فيها حرمة من تحريمها ومكانتها عند الله جل وعلا - 00:38:04ضَ

وله كل شيء تعميم بعد تخصيص رب هذه البلدة وله كل شيء اي ليس رب مكة فقط او مالك لمكة فقط وانما هو له كل شيء لكن اضاف مكة اليه اضافة تشريف لها وله كل شيء فهو خالق كل شيء - 00:38:44ضَ

شيء ومليكه وهو المتصرف في الكون جل وعلا وامرت ان اكون من المسلمين. اي انا مأمور بان بان اكون واحدا من المسلمين. والم مسلم هو المستسلم لله بالتوحيد. المنقاد له بالطاعة. المبتعد عن الشرك - 00:39:15ضَ

فلا يكون المسلم مشركا فمن اشرك سلب منه اسم الاسلام. الاسلام هو الاستسلام الله بالتوحيد من توجه الى غير الله بطلب نفع او كشف ضر فليس بمسلم بل هو كافر - 00:39:41ضَ

وان صلى وصام وحج واعتمر لانه لم يستسلم لله بالتوحيد والاسلام هو دين الرسل من اولهم الى اخرهم الى ان ختمهم الله جل وعلا بمحمد صلى الله عليه وسلم وامرت ان اكون من المسلمين - 00:40:12ضَ

وان اتلو القرآن وهو مأمور صلى الله عليه وسلم بان يتلو القرآن تلاوة دعوة وايضاح للمحجة وتلاوة عبادة وتلاوة القرآن عبادة لله جل وعلا من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة - 00:40:45ضَ

والحسنة بعشر امثالها يقول صلى الله عليه وسلم لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف اجعل لسانك دائما يلهج بقراءة القرآن حافظ للقرآن الحمد لله - 00:41:20ضَ

وتحفظ اقرأ ما تحفظه اسهل سورة واوجب سورة بالقراءة هي افضل سورة في القرآن وما نزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور مثلها. الحمد لله رب العالمين اكثر من قراءتها كررها باستمرار - 00:41:48ضَ

وان اتلو القرآن تلاوة دعوة وترغيب بالخير وحثني عليه فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه من اهتدى وفق للاخذ الاسلام وتعاليمه واجتهد في الاعمال الصالحة فعمله هذا ليس لغيره بل عمله لنفسه - 00:42:12ضَ

من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه يعمل لصالحه يعمل له رصيد يجده احوج ما يكون اليه في الدار الاخرة بعض الاخوة يقول انه يحب ان يعمل بعض الاعمال الصالحة - 00:42:51ضَ

النافلة ومتمكن من ذلك لكن يخشى الا يستمر ويعثم ونقول له اجتهد في الاعمال الصالحة. اجتهد فيما استطعت هو رصيد لك عند ربك وان استطعت الاستمرار فبها ونعمة النوافل ان استطعت الاكثار والاستمرار في الاكثار من النوافل فحسن - 00:43:22ضَ

وان لم تستطع فلا ضير عليك ولا حرج اعمل في وقت يمكنك العمل ولا بأس ان تترك النوافل اذا انشغلت عنها فاذا تركتها لعذر كمرض وسفر ونحوهما تكتب لك باذن الله اعمالك الصالحة - 00:43:52ضَ

وان تركتها كسلا فلا يظير الاعمال السابقة التي عملتها لان الواجب الاستمرار في الفرائض ولا يجوز الاخلال بها واما النوافل فاذا عملت العمل حفظ لك باذن الله واذا تركته فلا يضرك - 00:44:20ضَ

لا تعاقب لانك تركت هؤلاء يسقط عملك السابق لانك تركته لا الاعمال الصالحة نوافل العبادة كلما عملت من عمل فهو رصيد لك محفوظ عند ربك جل وعلا من اهتدى فانما يهتدي لنفسه - 00:44:48ضَ

ومن ظل انحرف عن الصراط المستقيم وترك الايمان بالله وكفر بالرسل فقل انما انا من المنذرين اذا ترك ولم يستجب عليك منه يا محمد ولا يضيرك بل اهماله وتضييعه هذا لنفسه - 00:45:13ضَ

وقل يا محمد انا منذر مبلغ مخوف ابشر فقط والعمل الذي تعمله لك والظلال الذي تأتي به عليك وانا في اسوة الوحيد وانما انا منذر من المنذرين الله جل وعلا يقول - 00:45:48ضَ

انت يا محمد اذا تلوت القرآن وبلغت فمن استجاب وذلك بتوفيق الله جل وعلا وعمله لنفسه ومن عصى فقد قامت عليه الحجة وانت قد بلغت ما ارسلت به وسبقك غيرك - 00:46:19ضَ

من الرسل منذرين لاممهم وهذه سنة الله في خلقه من الامم من يستجيب لنداء الله جل وعلا فيؤمن ويسعد في الدنيا والاخرة ومن الامم من لا يستجيب وذلك بعد ما قامت عليه الحجة - 00:46:43ضَ

ووضحت له المحجة فاعرض وتنكب عن الصراط المستقيم فخسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله وقل الحمدلله سيريكم اياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون امر من الله جل وعلا لعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:47:10ضَ

ويتبعه امته في ذلك في ان يحمدوا الله جل وعلا دائما وابدا ويحمدوه على ان اراهم الايات الواضحة والبراهين الساطعة على صدق الرسل واراهم المحجة وكما قال صلى الله عليه وسلم تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك - 00:47:42ضَ

اراهم السبيل وبين لهم الدليل وقل الحمد لله سيريكم اياته فتعرفونها الله جل وعلا اقام الحجة على الخلق واظهر الادلة فهي بينة واضحة فمن كان قصده الحق اتبع واهتدى ومن كان معاندا فلا يلوم الا نفسه - 00:48:10ضَ

فهو لا يظير الله جل وعلا شيئا وانما يظير نفسه كما قال الله جل وعلا سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم الحق حتى يتبين لهم انه الحق - 00:48:41ضَ

حتى يظهر وقد ظهر وبان والحمد لله وما ربك بغافل عما تعملون. بل هو شهيد على اعمالكم وهذه فيها قراءتان وما ربك بغافل عما تعملون؟ وما ربك بغافل عما يعملون بالياء والتاء - 00:49:02ضَ

واذا قرأت بالتاء ففيها وعد ووعيد واذا قرأت بالياء فهي وعيد للكافرين وما ربك بغافل عما تعملون ايها الخلق المؤمن يعمل ويجتهد ويعمل في الاعمال الصالحة لان الله جل وعلا مطلع عليه وليبشر - 00:49:31ضَ

ودرجة الاحسان التي اعلى الصفات التي يمكن ان يتصفوا بها المؤمن ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك جل وعلا وما ربك بغافل عما تعملون. لا تخفى عليه خافية من اعمالكم - 00:49:57ضَ

وما ربك بغافل عما يعملون اي الكفار. هؤلاء الذين ضلوا وفيها وعيد لان الله جل وعلا مطلع على اعمالهم. وسيجازيهم عليها وفي الحديث ايها الناس اعملوا فلن يضيع على الله شيء - 00:50:24ضَ

وقد ذكر الله جل وعلا الذرة والخردلة فاذا كان وزن ذلك لا يضيع فلن يضيع عند الله شيء وقال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله لو كان الله مغفلا شيئا لاغفل ما تخفي الرياح من اثر قدمي - 00:50:50ضَ

ابن ادم كما قال الله جل وعلا ونكتب اثارهم وقد ذكر عن الامام احمد رحمه الله انه كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين وهل هي له او لغيره الله اعلم اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب - 00:51:18ضَ

ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا انما يخفى عليه يغيب لا يخفى على الله شيء جل وعلا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:50ضَ