Transcription
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب اليم - 00:00:00ضَ
ذلك بانه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا ابشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد هذه الايات الكريمة من سورة التغابن جاءت بعد قوله جل وعلا خلق السماوات والارض بالحق وصوركم - 00:00:25ضَ
فاحسن صوركم واليه المصير يعلم ما في السماوات والارض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب اليم الاية - 00:01:02ضَ
يقول الله جل وعلا الم يأتكم الهمزة للاستفهام بعض العلماء يقول استفهام تقريري لان هذا معلوم لديهم وبعضهم يقول استفهام توبيخي لانه ما ينبغي لهم ان ينكروا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقد بلغهم خبر - 00:01:32ضَ
كذبين للرسل ماذا فعل الله بهم والخطاب للكفار للكفار قريش ومن على شاكلتهم الم يأتكم يعني التقرير اتاكم وبلغكم نبأ الذين كفروا من قبل النبأ النبأ هو الخبر الهام يقال له نبأ - 00:02:13ضَ
ولا يقال لكل خبر نبأ حتى يكون هاما قال الله جل وعلا عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون الذي هو خبر البعثة نبأ الذين كفروا يعني جاءكم خبر الكافرين من قبل ماذا كانت نتيجته - 00:02:48ضَ
كفرهم اهلكه الله وعذبهم الله. فاحذروا العذاب انتم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال امرهم الوبال الشيء الثقيل الذي تعجز النفوس والابدان عن حمله ما هو عذاب اليم عذاب شديد في الدنيا - 00:03:18ضَ
مع كونه عذاب فيه خزي لان بعض المهلكات لا خزي فيها ولا فضيحة الموت مكتوب على كل مخلوق ايا كان لكن الميتات تختلف منها ما يكون اخ بعذاب مؤلم ومنها ما يكون كما قال الله جل وعلا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم في خزي - 00:03:59ضَ
ومنها ما يكون شهادة في سبيل الله. يغفر له عند اول قطرة من دمه ويأتي يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك ومنها ما يكون وهو في حالة احرام - 00:04:49ضَ
يبعث يوم القيامة ملبيا فذاقوا وبال امرهم يعني ما صدر منهم ما جاء ما حصل من كفرهم وتكذيبهم للرسل عوقبوا عليه عقابان عقاب في الدنيا يظهر للناس واطلعتم عليه. انتم ايها الكفار علمتم - 00:05:12ضَ
ماذا فعل الله بقوم نوح؟ وماذا فعل بقوم لوط؟ وماذا فعل بقول هود؟ وهكذا انواع عذاب علمتموها وتناقلتموها واخبركم اسلافكم عما حصل فذاقوا وبال امرهم في الدنيا ولهم عذاب اليم. يعني مؤلم. مؤلم للنفس. ومؤلم للبدن - 00:05:44ضَ
وليس عذاب الدنيا كاف عن عذاب الاخرة بل يجمع الله لهم العذابين. العذاب في الدنيا موعظة لمن يطلع عليه من اهل الدنيا اعلم عنه وعذاب الاخرة لكفرهم بايات الله وعنادهم لرسله - 00:06:19ضَ
وفي هذا موعظة للكفار لعلهم يرتدعون عن كفرهم وظلالهم وتكذيبهم للرسل قد علمتم ما حصل على من كذب رسل الله ونبيكم محمد صلى الله عليه وسلم هو افضل الرسل فمن كذبه سيكون عذابه اشد العذاب - 00:06:43ضَ
لان محمدا صلى الله عليه وسلم بشرت به الرسل قبله. واخبروهم وكل نبي يقول لقومه ان بعث محمد انتم احياء فامنوا به. يوصون بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. كما قال عيسى عليه - 00:07:21ضَ
السلام قال الله عنه ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه احمد ولاقوا وبال امرهم ولا هم عذاب اليم في الاخرة وهو عذاب النار ويجمع الله جل وعلا للكفار بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة - 00:07:46ضَ
يقول تعالى مخبرا عن الامم الماضية وما حل بهم من العذاب والنكل. في مخالفة الرسل والتكذيب بالحق فقال تعالى الم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل اي خبرهم وما كان من امرهم - 00:08:12ضَ
فذاقوا وبال امرهم اي وخيم تكذيبهم وردي افعالهم وهو ما حل بهم في الدنيا من العقوبة والخزي ولهم عذاب اليم. اي في الدار الاخرة مضاف الى هذا الدنيوي. ثم ما علم ذلك - 00:08:33ضَ
ذلك بانه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات كأن سائلا يقول يا ربي لما لهم هذا لما عذبوا في الدنيا مع ما اعد لهم من عذاب الاخرة. فقال الله جل وعلا ذلك - 00:08:55ضَ
لانه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات الامم السابقة عذبوا لماذا؟ لان رسلهم قد اتتهم بالبينات يعني بالضمائل البينة والحجج الواضحة والبراهين القاطعة والمعجزات الظاهرة التي لا يمكن ان يأتي بها بشر من عند نفسه - 00:09:21ضَ
لا بد انها من عند الله جائتهم بشيء بين واضح لا اشكال فيه ولا غبار ولا شك ومع ذلك ردوه. ذلك بانه اي بسبب الباء هنا يقال عنها باء السببية - 00:09:53ضَ
كانت تأتيهم رسلهم بالبينات يعني بالاشياء البينة من الحجج والبراهين والادلة. مثل ما جاءكم به نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم جاءكم بهذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:10:13ضَ
ولا يستطيع البشر ولو اجتمعوا هم والجن على ان يأتوا بمثله ما استطاعوا. ثم تحداهم الله جل وعلا ان يأتوا بعشر سور من مثله فما استطاعوا. ثم تحداهم الله جل وعلا ان يأتوا بسورة - 00:10:37ضَ
واحدة من مثله فما استطاعوا. سورة واقل سورة هي ثلاث ايات من القرآن. ان يأتوا بسورة من مثله ما استطاعوا دل هذا على انه كلام الله وانه جاء به من عند الله - 00:10:57ضَ
ذلك بانه كان تأتيهم رسلهم عن الانبياء الذين ارسلهم الله جل وعلا اليهم حجة على الخلق واقامة للحجة عليهم رسلهم بالبينات وقالوا قال هؤلاء الكفار بشر يهدوا لنا وما المانع ان يهديكم الله جل وعلا على يد بشر؟ ماذا تريدون ان يأتيكم - 00:11:16ضَ
لو اتتكم الملائكة ما استطعتم ان تتخاطبوا معهم وما فهمتم عنهم قالوا ابشر يهدوننا استفهام استغراب واستنكار والانتكاس عقولهم استنكروا ان يكون الرسول بشر ولم يستنكروا ان يكون الاله الحجر - 00:11:53ضَ
يعبدون الحجر والشجر يسأل حجر او شجر او صخرة او لوح يأتي الثعبان فيبول عليه ثم يأتي يغسله ويسجد له ويقولون ابشر يهدوننا نعم البشر مثلكم يوحي الله اليهم فيرشدونكم ويدلونكم ويبصرونكم - 00:12:20ضَ
وماذا تريدون ان يأتيكم ابشر يهدوننا وان استنكروا على انفسهم كونه معبودهم من دون الله شجر او حجر ومنهم من يعبد مجموعة من التمر يلفها ويجعلها بين يديه ويسجد لها ويركع. فاذا جاء اكلها - 00:12:52ضَ
ومنهم من يعبد حجرا املش فاذا وجد حجرا احسن منه رمى الاول واخذ الثاني يعبده ومنهم من يعبد حجرا ويضعه. فاذا جاء وجد الاطفال قد لعبوا به وكسروه من اين يكون هذا اله وهو - 00:13:20ضَ
والاخر يعبد حجرا. فلما جاء وجد الثعبان قد بال عليه. وروث وغسله ونظفه وطيبه ثم سجد له ما استنكروا هذا واستنكروا ان تكون الرسالة من الله جل وعلا لبشر من الخلق محمد - 00:13:43ضَ
صلى الله عليه وسلم من افضلهم نسبا واكملهم خلقا عليه الصلاة والسلام واختاره الله جل وعلا ليبعثه للخلق حجة وكان معروفا بالصدق والامانة والبر والاحسان من صغره عليه الصلاة والسلام. فالله - 00:14:06ضَ
جل وعلا هيأه لهذا الامر العظيم منذ صغره وقالوا ابشر ام قالوا ابشرا يهدوننا كما قال قوم ثمود كما قال الثمود بشرا منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال وسعر - 00:14:35ضَ
فكفروا لما دعتهم الرسل وبينت لهم الحجج والبراهين كفروا كحدوا ظلموا انفسهم وتولوا اعرضوا ما اقبلوا على الرسل وقالوا بينوا لنا اعطونا البيان اعطونا الادلة اعطونا براهين انكم صدقة انكم صادقون. اعطونا معجزات لا - 00:14:58ضَ
تولوا يعني اعرضوا ما قبلوا يعني المرء في اول الامر يستنكر الشيء ولا يلام على استنكاره لان من جهل شيئا عاداه فيستنكر الشيء في طلب العاقل يطلب البيان والايضاح كما فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم لما جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم مسلمين سألوها البيان والاضاءة - 00:15:38ضَ
واقبلوا عليه فلما سمعوا منه عليه الصلاة والسلام ما يدعوهم الى الايمان سارعوا الى الايمان الانسان يستنكر الشيء او الوهلة فيطلب الايضاح والبيان ثم يقتنع ويستفيد ويستجيب لكن هؤلاء والعياذ بالله كما قال الله جل وعلا عنهم - 00:16:11ضَ
وكفروا وتولوا اعرضوا وابعدوا ولم يسمعوا حتى ان بعضهم اذا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن لحلاوته وحسنه يضع اصبعيه في اذنيه حتى لا يسمع. يخاف ان يسمع شيئا يعجبه فيستجيب - 00:16:43ضَ
ويؤمن وكذلك بعض رجال العرب الذين يقدمون الى مكة يقف لهم ابو لهب ونظراؤه في مداخل مكة ويقولون احذروا احذروا محمد فانه يفرق بين المرء وزوجه يسحر بكلامه وكذا وكذا الى اخره. يقول بعضهم حتى هممت - 00:17:11ضَ
ان اضع في اذني القطن حتى لا اسمع كلام هذا الرجل اخاف ان يفتنني يقول ثم قلت في نفسي انا عاقل وفاهم واعرف الكلام الكلام الحسن من القبيح؟ لم لا اسمع وانظر - 00:17:38ضَ
فلما سمع سمع شيئا اعجبه. فسارع واسلم وهم كفار قريش يخشون من مثل هذا ان يأتي الرجل عنده الادراك والمعرفة فيسمع كلاما يعجبه فيؤمن وتولوا واستغنى الله الله جل وعلا غني عن الخلق - 00:17:58ضَ
لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد له - 00:18:24ضَ
ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في في شيئا والله جل وعلا لا ينتفع بطاعة المطيع كما لا يتضرر سبحانه وتعالى بمعصية العاصي - 00:18:46ضَ
انما هي كما قال تعالى في مثل في هذا الحديث يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله الذي وفقه ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه - 00:19:12ضَ
لا يلومن الا نفسه هو الذي عمل السوء واختاره. وسارع اليه واستغنى الله فالله غني عن خلقه. وقيل في معنى استغنى الله يعني بما اظهره من البينات والحجج اكتفى بها - 00:19:37ضَ
ما يحتاج الى زيادة بيان وايظاح. الامر واظح جلي واستغنى الله والله غني عن الخلق جل وعلا. حميد محمود جل وعلا في افعاله واسمائه وصفاته وربوبيته والوهيته. فهو محمود جل وعلا على كل حال - 00:19:58ضَ
واهل الحمد وهو اهل الثناء سبحانه وتعالى فالناس محتاجون اليه وهو جل وعلا غني عنهم ثم علل ذلك فقال تعالى ذلك بانه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات. اي بالحجج والدلائل والبراهين - 00:20:29ضَ
فقالوا ابشر يهدنا اي استبعدوا ان تكون الرسالة في البشر. وان يكون هداهم على يد بشر مثلهم. فكفروا وتولوا اي كذبوا بالحق ونكلوا عن العمل. واستغنى الله اي عنهم والله غني حميد - 00:20:55ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:21:20ضَ