تفسير ابن كثير | جزء المجادلة

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 3- سورة المجادلة | من الأية 5 إلى 6

عبدالرحمن العجلان

الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين الله ورسوله كما كبت الذين من قبلهم وقد انزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين - 00:00:00ضَ

يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا والله على كل شيء شهيد المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوا ثلاثة ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم - 00:00:41ضَ

ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم هذه الايات الكريمة - 00:01:15ضَ

من سورة المجادلة او المجادلة جاءت هذا بيان من الله سبحانه وتعالى في حكم الظهار وانه منكر من القول وزور ان الرجل امرأته يشبه زوجته في امه او بغيرها من محارمه - 00:01:45ضَ

هذا منكر من القول والزور وهو نوع من انواع طلاق الجاهلية ثم جعل الله جل وعلا الفرج والمخرج لمن وقع في مثل ذلك وبين سبحانه الكفارة لمن اراد ان يرجع - 00:02:21ضَ

ويعود الى زوجته وهي عتق رقبة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين فان لم يستطع اطعم ستين مسكينا يقول الله جل وعلا في هذه الايات الكريمة ان الذين يحادون الله ورسوله كبتوا - 00:02:49ضَ

كما خبت الذين من قبلهم وقد انزلنا ايات بينات وللكافرين عذاب مهين هذه الاية الكريمة وما بعدها نزلت بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين قال المفسرون هذه نزلت يوم وقعت الاحزاب - 00:03:22ضَ

يوم وقعت الخندق حينما تكالبت هو الشر من كل مكان واحاطوا بالمدينة الا ان الله جل وعلا طمعن رسوله والمؤمنين بعدما اهتموا هما بالغا لانه لا خوف عليهم وان الله جل وعلا ناصرهم - 00:03:59ضَ

وان الله جل وعلا اعداءهم ومخزيهم ورادهم على اعقابهم خاسرين وانه جاعل بعضهم غنيمة للمسلمين اخبار عن الشيء قبل وقوعه يقول جل وعلا ان الذين يحادون الله ورسوله وقعت الاحزاب - 00:04:38ضَ

بعد وقعة بدر والاحزاب في السنة الرابعة او الخامسة على اختلاف بين اصحاب السير تواطأ الكفار واليهود من كفار قريش ومن كفار العرب عامة على ان يغزو المدينة يقضوا على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:12ضَ

ومن معه قضاء مبرما لا بقاء بعده لهم فاتوا من كل صوب ونزلوا حول المدينة حتى يتجمعوا ثم يهجموا على المدينة اهتم لذلك النبي صلى الله عليه وسلم واهتم له المؤمنون - 00:05:43ضَ

وشمت ونافق من نافق من المنافقين وانقسم الناس في هذا الابتلاء والامتحان كما هي سنة الله جل وعلا في خلقه انقسموا اقساما قسم امن بالله وبما جاء عن الله جل وعلا - 00:06:05ضَ

وصدقوا الله ورسوله وقسم كفر ونافق واظهر نفاقه والعياذ بالله بلاء والامتحان للعباد مثل الاختبار في ايام الدراسة هذا يأخذ الدرجة العالية في هذا الامتحان وهذا يخفق ويخرج مع الباب لا تعود الى هذه - 00:06:30ضَ

هذه الدار مرة اخرى وهم سواء في الامتحان. الورقة الامتحان لهذا وهذا وكذلك يمتحن الله جل وعلا العباد بالمصائب والخيرات فمن الناس من ينجح في هذا الامتحان ومن الناس من يخفق والعياذ بالله - 00:06:57ضَ

من ذلك المال والولد نعمة وقد يكون نقمة الصحة والعافية والفراغ قد يكون نعمة للعبد وقد يكون نقمة والعياذ بالله بلية ومصيبة وخسارة المرض والفقر والحاجة قد يكون نعمة للعبد - 00:07:24ضَ

وقد يكون نقمة وخسارة في الدنيا والاخرة والعياذ بالله فلما تحذبت الاحزاب حول المدينة وارادوا القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم واهل المدينة عموما من كان مؤمنا منهم اما المنافقون فهم معهم وفي صفهم - 00:07:54ضَ

ويريدون الخروج معهم لو وجدوا ان عندهم انهم ادركوا شيئا من النصر لكن الله جل وعلا خذل الجميع ونصر رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به يذكر الله جل وعلا ما حصل - 00:08:18ضَ

من هذا النصر المؤيد في سورة الاحزاب سميت بهذا الاسم سورة الاحزاب لان الله جل وعلا ذكر ما تواطأ عليه الكفار وذكر من قسم الناس اليه بعد ذلك وفي اثناء المعركة ما الذي حصل؟ مع انه لم يحصل قتال بين المسلمين والكفار - 00:08:40ضَ

يقول الله جل وعلا في اول سورة الاحزاب وليس في اولها مطلقة وانما في صدرها يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم ان جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها. وكان الله - 00:09:09ضَ

ما تعملون بصيرا الى اخر الايات في ذكر امتنانه جل وعلا على عباده ثم ان المؤمنين لما رأوا كثرة الاحزاب وتكالبهم واهتمامهم وحرصهم على القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:31ضَ

ومن معه من المؤمنين بالمدينة ازدادوا ايمانا مع ايمانهم وعرفوا ان الله جل وعلا ناصرهم وان هذا شيء مما اخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يهاجر من مكة الى المدينة - 00:09:54ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر من بايعه قال ان العرب سترميكم عن قوس واحد كلها ستكون عدا لكم هل عندكم صبر على هذا وتحمل ام لا قال الله جل وعلا عن المؤمنين ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله - 00:10:17ضَ

وصدق الله ورسوله. وما زادهم الا ايمانا وتسليما فانزل الله جل وعلا ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال الا وكان الله قويا عزيزا وانزل الذين ظاهروهم الذين هم اليهود - 00:10:43ضَ

موسى يعصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون كفريقا ففي هذه الايات التي معنا بشارة من من الله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم بان الله كيد الكائدين في نحورهم - 00:11:13ضَ

وبتلك الغزوة امر النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق حول المدينة حتى لا تدخلوا الجيوش المدينة من كل جهة حفرها حفرة خندق حصنا للمدينة - 00:11:41ضَ

ويعسكر المسلمون دون الخندق ليحموا المدينة من ان يغير عليها الاعداء وحفر الصحابة رضي الله عنهم والنبي صلى الله عليه وسلم معهم حفر حتى يقول بعض الصحابة رضي الله عنهم - 00:12:01ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم اختفى بياض جلده من التراب والغبار من حمله للتراب والحفر واشتغاله بالحفر عليه الصلاة والسلام وكان بتلك الايام يربط على بطنه الحجر والحجرين من شدة الجوع - 00:12:23ضَ

ولما رأى الصحابة رضي الله عنهم كدية. يعني صخرة عظيمة ما استطاعوا ان يحفروا جاءوا يخبرون النبي صلى الله عليه وسلم بما وقعوا فيه فجاء عليه الصلاة والسلام وقد ربط على بطنه الحجر - 00:12:47ضَ

من شدة الجوع واخذ الفاس وظرب الصخرة فعادت كثيبا مهيلا كأنها رمل باذن الله تعالى وهذه معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم ورأى المؤمنون كثيرا من الايات في هذه الغزوة - 00:13:08ضَ

ثم ان الله جل وعلا ارسل على الكفار ريحا شديدة اقتلعت قيامهم وكفأت قدورهم وصاروا لا قرار لهم مع شدة البرد والبرودة الشديدة في جو المدينة وقد جاء اكثرهم من مكة ومكة دافئة مع تاد البرودة فسلط الله عليهم البرد والريح - 00:13:30ضَ

الشديدة حتى رجعوا على اعقابهم خاسرين وارتحلوا من معسكرهم هذا ولم ينالوا من المسلمين شيئا بحمد الله تعالى في هذه الايات الكريمة التي معنا يقول الله جل وعلا ان الذين يحادون الله ورسوله - 00:13:53ضَ

المحادة المعاداة والمخالفة والمعارضة يعني كأن المرء يكون في حد وصاحبه عدوه في حد اخر ما يلتقيان مثل العداوة كلمة عداوة يعني ان هذا يكون فيه عدوى وهذا فيه عدوى يعني كأنهم بعيد بعضهم عن بعض - 00:14:20ضَ

محادة يعني هذا في حد وهذا في حد ولا يلتقيان ويراد به البغظ والكراهية والمعاندة والمخاصمة ان الذين يحادون الله ورسوله كبتوا الكبد هو الكبت من الخزي والاندحار والضعف واظهار المهانة - 00:14:50ضَ

وجود الغلبة عليهم. وانهم لا نصر لهم والله جل وعلا عبر عما سيأتي بالفعل الماضي لتحقق وقوعه قال جل وعلا ان الذين يحادون الله ورسوله قبطوا بين نزول هذه الايات لم يحصل هذا. وانما هذه بشارة بان هذا الشيء سيحصل - 00:15:28ضَ

ولم يقل جل وعلا يقبت في المستقبل والحاضر وانما قال كبتوا كما كبت الذين من قبلهم كما حصل والغلبة كما غلب من قبلهم وكما حصل لهم او لبعضهم مع غيرهم في وقعة بدر - 00:15:59ضَ

لانهم جاؤوا لبدر متيقنين النصر والغلبة وانهم سيغلبون لانهم عدد كبير والمسلمون عدد قليل والكفار معهم السلاح والعتاد الولائم كل يوم يذبحون ينحرون عشر من الابل او اكثر من ذلك او اقل احيانا - 00:16:32ضَ

ويأكلون ويشربون. والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة معهم لا قوة معهم حسية وانما معهم قوة الايمان القوة المعنوية من الله جل وعلا وكان الثلاثة والاربعة يعتقدون البعير واولئك معهم الخيل والابل - 00:16:59ضَ

والسلاح والعتاد. والرسول عليه الصلاة والسلام ما خرج البدر ما كان يظن انه يجد قتالا لانه خرج لعير جاءت من الشام فجاء لصدها عليه الصلاة خرج لصدها ولم يخرج لقتال. فخرج الناس بغير استعداد للقتال. لكن الله جل وعلا - 00:17:25ضَ

نصرهم وايدهم مع ضعفهم وقوة اعدائهم خبتوا كما كبت الذين من قبلهم كما خسر وخلل وخاب سعي الذين من قبلهم. لان من حاد الله فهو مغلوب لا محالة ومن غلب الله فهو مغلوب. لانه جل وعلا يسلط ما شاء من خلقه - 00:17:53ضَ

على ما شاء ما يحتاج الى جيش والى سلاح والى يرسل عليهم فتحة بسيطة من الريح تكفأهم في البحار يرسل عليهم البعوض يرسل عليهم اقل حشرة او اقل حيوان ويقضي عليه ويرسل عليهم داء في بطونهم - 00:18:29ضَ

يرسل عليهم كما ارسل جل وعلا طيرا ابابيل طير صغير مثل العصفور هذا الطائر يقضي على ثلاثة من المقاتلين الشجعان الطير معه مع في منقاره حصاد صغيرة وفي رجليه في كل رجل - 00:18:56ضَ

بينما خالب رجليه آآ حصية صغيرة وكل حصاة لها شخص معين ما تروح بين السماء والارض ما تروح في الهواء كل واحدة تنزل على شخص معين فتخرق بيضته ورأسه وتخرج من اسفله. وتقضي عليه - 00:19:22ضَ

وهي مثل الحمصة او اقل وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجل بدون قتال وما كان هناك مسلم حينما قال عبد المطلب انا رب ابني وللبيت رب يحميه حماه جل وعلا - 00:19:45ضَ

ما هو يقضي على من شاء من خلقه بما شاء من خلقه سبحانه وتعالى ولا يحتاج الى سلاح ولا الى جند. ولكن الله جل وعلا يبتلي عباده بهذا. لمصلحتهم. مصلحة من ينجح في هذا الابتلاء - 00:20:05ضَ

والامتحان والا فهو غني عنهم لما لم يكن في مكة مسلم وقبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حمى الله جل وعلا بيته بهذه الطير خيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف معكول. ما سلم منهم الا واحد - 00:20:25ضَ

ولم يسلم لكنه في الحال وتركه الله جل وعلا وطيره فوقه. يمشي يلحقه ينتظر امر الله جل وعلا لانه ما بقي احد يخبر عنهم الا هذا جعله الله جل وعلا يهرب ليخبر قومه - 00:20:47ضَ

في اليمن فلما وصل الى اليمن وهو شارب واجتمع اليهم ناس واخبرهم بالخبر كأنه يشاهدونه. واذا بطيره يرمي عليه الحصاة كمن سبقه يهلك في مكانه وهم ينظرون والله جل وعلا على كل شيء قدير - 00:21:08ضَ

ومن حارب الله فهو مغلوب ان الذين يحادون الله ورسوله قبطوا كما كبت الذين من قبلهم سنة الله في خلقه وقد انزلنا ايات بينات قد يقول قائل ما مناسبة ذكر الايات هنا - 00:21:34ضَ

مع ذكر العذاب والوعيد الشديد وقد انزلنا ايات بينات. الايات البينات للمؤمنين نعم لان الله جل وعلا يقول ان الذين يحادون الله ورسوله كبتوا هلكناهم وهم خاسرون اللهم مدحورون وهم مغلوبون - 00:22:01ضَ

قد يقول قائل يا ربي قد يكون اهلك عن جهل منهم في المعارضة يجهلون او اخذوا على غرة يقول الله جل وعلا لا. لان الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا. ولكن الناس انفسهم - 00:22:27ضَ

يقول وقال انزلنا ايات بينات الامر واضح وجلي يعرفون جمال هذا القرآن وحسنه وانه لا يقوله بشر يعرفون انه من عند الله لكن العناد ومن عنادهم وشدة عنادهم قولهم ما قص الله جل وعلا عنهم - 00:22:49ضَ

اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء واتنا بعذاب اليم ما قال واللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا اليه او فارشدنا او فدلنا عليه - 00:23:13ضَ

كما روي عن اعرابيا دخل على معاوية وقال له ممن الرجل قال الرجل من من اليمن قال ما اجهل قومك حينما قالوا اللهم باعد بين اسفارنا وفي نعمة والبلدان بينهم متجاورة ومتقاربة - 00:23:29ضَ

ومع ذلك يسألون من جهلهم قال ما اجهل من قومي الا قومك حينما قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء لو رشدوا لقالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك - 00:23:55ضَ

اهدنا اليه فوفقنا له هم من عنادهم يقولون اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء يعني اهلكنا من معاندتهم للحق وهم يعرفون ان النبي صلى الله عليه وسلم صادق - 00:24:12ضَ

وما جربوا عليه كذب عليه الصلاة والسلام لكن عناد خبطوا كما كبت الذين من قبلهم وقد انزلنا ايات بينات ايات واضحة يعني لا يشك العاقل في صدق محمد صلى الله عليه وسلم - 00:24:31ضَ

ولا يشك العاقل في ان هذا القرآن من عند الله. لان البشر ما يستطيعوا ان يأتوا بمثله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وللكافرين عذاب مهين - 00:24:57ضَ

وللكافرين من اي انواع الكفر الواقفين في وجه الدعوة الى الله جل وعلا الصادين للناس عن الايمان والاسلام لهم عذاب مهين قال جل وعلا مهين هنا لانه يناسب انهم ما صدوا وكفروا الا تكبرا وعنادا - 00:25:15ضَ

وغمطا للناس واحتقارا لهم والله جل وعلا عاملهم على حسب ما يصدر منهم هم صدر منهم الكبر والغطرسة قال العذاب يهينهم لان العذاب احيانا يكون عذاب مثلا يؤلم الانسان لكن في شيء من الشرف - 00:25:43ضَ

ومن رفعة الرأس واحيانا والعياذ بالله يكون مع شدة العذاب في احتقار واهانة وللكافرين عذاب مهين جزاء لهم على تكبرهم عن الحق وهذا العذاب المهين في الدنيا هو الاخرة والاهانة حصلت لهم في الدنيا - 00:26:10ضَ

بان رجع من رجع منهم خائبا خاسرا ومن كان حول المدينة من اليهود الذين مع قوى الكفر والضلال وكان الاجدر بهم ان يقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لان هذه الاحزاب جاءت للقضاء على المدينة - 00:26:38ضَ

والمدينة هم فيها اذا لم يقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا اقل من ان يكفوا شرهم وهم في عهد بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم سنقضوا العهد - 00:27:01ضَ

فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم عشرين يوما ثم نزلوا على حكم سعد ابن معاذ رضي الله عنه وارضاه لانهم كانوا يظنون انه يميل معهم في الحكم لان بينه وبينهم مودة في الجاهلية. لكن لما جاء الاسلام - 00:27:17ضَ

نابذهم رضي الله عنه وارضاه قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه وجيء به رضي الله عنه على حمار وهو قد اصيب بجرح مريم فحكمه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:27:39ضَ

وسارع بعض الناس اليه قالوا ارفق بهم مواليك يعني اصحابك في الجاهلية ارفق بهم وقال قد ان لسعد الا تأخذه في الله لومة لائم فحكم فيهم رظي الله عنه قال احكم في ان تقتل مقاتلتهم - 00:27:59ضَ

المقاتلون منهم يقتلون وتسبى الذرية والنساء. تكون غنيمة للمسلمين فشر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحكم وقال لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة ارقعة وفي رواية لقد حكمت فيهم بحكم الملك اي الله جل وعلا - 00:28:23ضَ

القرضي رضي الله عنه يقول لما حكم فينا سعد في هذا الحكم كيف يعرفون المقاتل من غير المقاتل؟ لان كل واحد يقول انا ما قاتلت كانوا ينظرون الى مآزرهم عوراتهم - 00:28:46ضَ

من انبت فهو مقاتل فيقتل ومن لم ينبت يعني ما نبت لا حول قبوله الشعر الخشن ما بلغ هذا صبي يقول فكشف عني فلم اكن انبت فخل لي سبيلي فاسلم رظي الله عنه حسن اسلامه - 00:29:06ضَ

عطية القرظي منه من بني قريظة وللكافرين عذاب مهين في منتهى الاهانة في الدنيا وما اعد الله لهم في العذاب من العذاب في الدار الاخرة اشد وافظع يخبر تعالى عن من شاق الله ورسوله - 00:29:29ضَ

وعاندوا شرعه ثبتوا كما كبت الذين من قبلهم اي اهين ولعنوا واخزوا كما فعل بمن اشبههم ممن قبلهم وقد انزلنا ايات بينات واضحات لا يعاندها ولا يخالفها الا كافر فاجر مكابر - 00:29:53ضَ

وللكافرين عذاب مهين اي في مقابلة ما استكبروا عن اتباع شرع الله والانقياد له والخضوع لديه يقول الله جل وعلا يوم يبعثهم الله جميعا هذا العذاب المهين يوم يبعثهم الله جميعا - 00:30:18ضَ

او يوم منصوب بفعل مقدر تقدر اذكر يوم يبعثهم الله جميعا اي حالة كونهم مجتمعين الكفار من اولهم الى اخرهم والناس عامة والبعث الاحياء بعد الموت وخروجهم من القبور كما قال الله جل وعلا منها خلقناكم وفيها نعيذكم - 00:30:46ضَ

ومنها نخرجكم تارة اخرى يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم يخبرهم جل وعلا اخبار توبيخ ولو وفضيحة وخزي لهم بما عملوا قد يقول قائل كيف يخبرهم الله جل وعلا يخبر كل شخص بما عمل - 00:31:14ضَ

والمرء نفسه قد يكون ينسى عمله والله جل وعلا يخبر كل شخص من اول الدنيا الى اخرها بانك عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا الى اخره المؤمن يرخي عليه كنفه وستره جل وعلا - 00:31:52ضَ

ويقرره بذنوبه فاذا قرره بها واقر اخبره جل وعلا بانه سترها عليه في الدنيا وغفرها له في الاخرة. فيدخل الجنة برحمة الله والكافر والفاجر يفضح امام الملأ ولا يستطيع الانكار - 00:32:13ضَ

فينبئهم بما عملوا احصاه الله حتى وان نسيوهم احصاه الله ونسوه هم نسوا فعلهم والمجرم والفاجر والفاسق يفعل الفعل الشنيع الخبيث. ولا يبالي ولا يهتم كما ورد ان الفاجر يرى ذنوبه العظام - 00:32:35ضَ

كانها ذبابة يشير اليها فتى تبعد عنه والمؤمن يرى ذنبه كالجبل العظيم الذي يكاد ان يطبق عليه. يعني يتخوف من ذنبه فاذا كان المرء عنده تخوف من عاقبة الذنوب وخشية من ان يؤاخذ بها - 00:33:08ضَ

وان يهلك بسببها هذا دليل على ايمانه وخوفه من الله جل وعلا احصاه الله ونسوه هم لم يحفظوه بل ضيعوه لكن الله جل وعلا احصى اعمالهم وهل يمكن هذا؟ نعم - 00:33:30ضَ

وهذا سهل على الله جل وعلا. والله على كل شيء شهيد كل شيء من امور العباد هو شهيد عليها مطلع مطلع على افعال العباد والله على كل شيء شهيد هذي فيها بشارة - 00:33:55ضَ

وفيها تخويف فيها ما يدخل السرور وفيها ما يدخل الغم والحزن يدخل السرور على المؤمن لانه يعمل العمل لوجه الله جل وعلا ولا يريد من الناس جزاء ولا شكور. ولا يجد منهم شيء - 00:34:20ضَ

ولا يحب ان يذكر حتى ولا يذكر في المجالس ولا يحب ان يعلم عنه كما امتدح الله جل وعلا اثنى على من اخفى صدقته على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:34:43ضَ

فجعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه لانه ما يعطي من اجل الناس وانما يعطي من اجل الله جل وعلا وهو على ايمان بان الله مطلع - 00:35:03ضَ

والله على كل شيء شهيد. هذي فيها بشارة واشار للمؤمن لانك ما عملت من عمل صالح الله جل وعلا مطلع عليه ويثيبك عليه مدخر لك عند ربك فيطمئن ويجتهد في العمل الصالح - 00:35:28ضَ

ويواصل الاعمال رجاء ثواب الله وفيها تخويف وتحذير للفاجر والكافر لان الله جل وعلا مطلع على عمله انتبه الله جل وعلا يراك ويرى اعمالك ويرى ما في قلبك وما تخطط له من الاعمال السيئة - 00:35:53ضَ

هو مطلع عليك يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد والله على كل شيء شهيد تقرير لما سبق - 00:36:24ضَ

لانه محصن على العباد اعمالهم لانه مشاهد لها ومطلع عليها ولا تخفى علي خافية من اعمالهم والله جل وعلا لا ينسى ولا يغفل ولا ينام ولا تأخذه ولا نعاس ولا اي نقص من النقائص جل وعلا - 00:36:52ضَ

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:37:17ضَ