تفسير ابن كثير | جزء عم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 3- سورة عبس | من الأية 17 إلى 23

عبدالرحمن العجلان

وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قتل الانسان ما اكفره من اي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره - 00:00:00ضَ

ثم اذا شاء انشره الا لما يقضي ما امره حسبك هذه الايات الكريمة من سورة عبس جاءت بعد قوله جل وعلا انها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة - 00:00:31ضَ

بايدي سفررة كرام بررة قتل الانسان ما اكفره الايات لما عاتب الله جل وعلا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم حينما اعرض عن الذي جاء وهو اعمى يسترشد انشغالا في بعض صناديد قريش - 00:01:05ضَ

لعل الله ان يهديهم للاسلام عاتبه الله جل وعلا في ذلك وقال له كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره. اي هذه السورة وهذه الايات في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة - 00:01:40ضَ

وتقدم الكلام على هذا قتل الانسان ما اكفره قتل بمعنى لعن وهذه الكلمة تأتي على لسان العرب كثير قتل فلان ما اظلمه ما اجهله ما افحشه ونحو ذلك هذا دعاء عليه - 00:02:05ضَ

جاء على طريقة العرب فيما اذا انتقدوا الشخص في امر من الامور وما المراد بالانسان هنا ما هو الجنس ولا يخلو كل انسان من كفر ما لان الكفر درجات وانواع - 00:02:38ضَ

منه كفر النعمة ومنه ما هو من خصال الكفار اثنتان بالناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت المؤمن لابد وان يكون عنده شيء من كفر النعمة مهما يكن - 00:03:10ضَ

ما يستطيع القيامة في حق الله جل وعلا كما ينبغي وانما لابد وان يحصر التقصير وحينما سأل ابو بكر الصديق رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه - 00:03:34ضَ

دعاء يدعو به وفي رواية يدعو به في صلاته قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم - 00:03:57ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ابا بكر الذي هو افضل الامة بعد نبيها يقول قل اللهم ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا اذا كان هذا ابو بكر رضي الله عنه - 00:04:20ضَ

امره النبي ان يعترف بربه بانه ظلم نفسه ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا الله فيكون المراد بالانسان العموم ثم هذا العموم اهوى لان كل انسان لابد وان يكون مقصر في شيء ما - 00:04:41ضَ

ام العموم والمراد الكفر لان اكثر الناس على الضلال والقلة على الحق فغلبت الكثرة فالانسان المراد به العموم والمراد الكافر لان الله جل وعلا يقول وان تطع اكثر من في الارض - 00:05:02ضَ

يضلوك عن سبيل الله ويقول جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ولكن اكثرهم يجهلون والايات في هذا كثيرة وجاء الحديث ان الله جل وعلا يقول لادم يوم القيامة - 00:05:28ضَ

يا ادم فيقول ادم لبيك ربي وسعديك فيقول ابعث بعث النار من ذريتك فيقول يا ربي وما بعث النار؟ فيقول من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين من الالف واحد في الجنة - 00:05:50ضَ

والباقي في النار ولما شق هذا على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله واينا ذلك الواحد واحد من الالف فاخبرهم صلى الله عليه وسلم ان يأجوج ومأجوج كثر - 00:06:13ضَ

وانه يكون منهم الالاف والمسلمون ما هم الا قليل بالنسبة لعدد صفار من يأجوج ومأجوج وغيرهم فيكون المراد بالانسان العموم وقيل المراد بالانسان الكافر خاصة وقيل المراد بالانسان هنا عتبة - 00:06:33ضَ

ابن ابي جهل الذي هو عتبة ابن ابي لهب الذي هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم او يكون المراد بالكافر هذا الصنديد الذي توجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته - 00:07:00ضَ

واعرض عن الاعمى النبي توجه اليه بكليته لعل الله ان يهديه فلم يقبل ما قبل الاسلام وعلى كل فالعبرة كما قال المفسرون رحمهم الله في عموم اللفظ لا بخصوص السبب - 00:07:21ضَ

فقد يكون السبب مثلا عتبة ابن ابي لهب او السبب هذا الصنديد من صناديد قريش الذي توجه اليه لكن الكلام والحكم عام قتل الانسان ما اكفره ما اكثره ما يصح ان تكون استفهامية - 00:07:41ضَ

اي شيء يجعله كافر او تكون ما هذه تعجبية يتعجب من كفره وقد قامت عليه الحجة ما اكثره وهل يصح ان يأتي العجب من الله جل وعلا بان العجب احيانا يكون عند خفاء السبب. والله جل وعلا لا تخفى عليه خافية - 00:08:04ضَ

ونقول العجب كما تقدم لنا قريبا في العقيدة الواسطية اثبات العجب لله جل وعلا ان الله جل وعلا يعجب من قنوط عباده وقرب غيره يا عجب والعجب تقدم لنا انه نوعان - 00:08:41ضَ

عجب لخفاء الاسباب على هذا المستغرب المستغرب يعجب لان السبب خفي عليه بحيث يأتيه بغتة بدون توقع وهذا العجب مستحيل على الله جل وعلا لانه مبني على جهل جهل المرء بالاسباب - 00:09:05ضَ

هذا العدم لا يأتي على الله جل وعلا الذي هو خفاء الاسباب والله جل وعلا لا تخفى عليه خافية هذا نوع من انواع العجب فمثلا مثلنا في ذلك اليوم مثلا شخص قريب - 00:09:30ضَ

حولك مثلا تكلمت فوجدته عندك وعهدك به قبل خمس ساعات او ست ساعات في اقاصي الدنيا فتقول سبحان الله هذا عجيب قبل خمس ساعات مثلا في اقاصي الدنيا والان عندنا في مكة - 00:09:50ضَ

فخفي عليك سبب وصوله بهذه السرعة فتعجبت وهذا الله جل وعلا منزه عنه لانه لا تخفى عليه خافية ومثل ما يروى ان ادريس عليه السلام في الارض ويروى ان ملك الموت - 00:10:16ضَ

امر بقبض روحه بعد ثوان في السماء الرابعة فتعجب ملك الموت مأمور بقبض روحه في السماء الرابعة وهو الان في الارض وما بقي الا ثوان دقيقة قليلة جدا فتعجب ملك الموت من هذا فاذا به بعد هذه الثواني اذا هو في السماء الرابعة مع احد الملائكة يصعد به - 00:10:39ضَ

المرء اذا خفي عليه السبب يتعجب وهذا الله منزه عنه النوع الثاني ان يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره خروج هذا الشيء عن نظائره وكان الاولى والاجدر به والامثل به ان يكون على خلاف هذا - 00:11:11ضَ

وخرج عن نظائره فهذا يكون من الله جل وعلا لان الله جل وعلا مثلا كما نقول في مثل هذه الاية يعجب الله جل وعلا من هذا الشقي مثلا عتبة ابن - 00:11:42ضَ

ابي لهب اولا انه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وشرف النبي صلى الله عليه وسلم شرف له ولابيه وهو زوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ومازايا عظيمة تحصل له ويمكث والعياذ بالله - 00:11:59ضَ

ويعرض عن الحق عنادا وتكبرا هذا يستدعي العجب لو كان من قبيلة مثلا مناوئة لقبيلة النبي صلى الله عليه وسلم لقيل مثلا هذا ما هو بغريب حسد لكن هذا فخر النبي صلى الله عليه وسلم وعزه وشرفه فخر له - 00:12:22ضَ

مهوب غريب مهوب بعيدا عنه ولا غريب عنه ابن عمه وزوج ابنته فيتعجب من اعراضه مع قيام الحجة عليه. وكون النبي صلى الله عليه وسلم خصه وخص اباه بالدعوة الى الله - 00:12:46ضَ

وترفق بهم وبين لهم الدليل وبين لهم المنهج والعقيدة الصحيحة. ومع ذلك اعرض او ذاك الذي كان يدعوه والنبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم توجه اليه بجملته - 00:13:08ضَ

وبكل همه لعل الله ان يهديه وبين له الادلة وبين له البيان الواضح الشافي الكافي. ومع ذلك يعرض رسول الله جل وعلا الذي اكرم الخلق على الله يتوجه الى هذا الشقي العنيد مثلا يدعوه الى الله وهو يعرض - 00:13:25ضَ

هذا يستدعي العجب وهذا خروج الشيء عن نظائره يكون منه العجب ويصدق على الله جل وعلا لانه يعجب جل وعلا من هذا كيف قامت عليه الحجة ولا قبل ولا قبل - 00:13:46ضَ

كان الاجدر به ان يفرح ويسارع الى الايمان اذا فخفاء الاسباب يستدعي العجب وهذا الله جل وعلا منزه عنه لان الله لا تخفى عليه خافية وخروج الشيء عن نظائره يستدعي العجب - 00:14:03ضَ

وهذا يقع من الله جل وعلا كما في قوله صلى الله عليه وسلم يعجب ربنا من قنوط عباده يعني اليأس والقنوط عند العباد والغيث ما بقي عليه الا لحظات لكنهم ما يدرون والله جل وعلا يعلم - 00:14:27ضَ

فما ينبغي للخلق ان يقنطوا وييأسوا لان ما عند الله قريب وهم عند زيد ولا عمرو ما عند الله قريب يتوجه الى الله فيعطيهم فهذا خروج الشيء عن نظائره ممكن ان يكون من الله جل وعلا كما قال صلى الله عليه وسلم يعجب ربنا من قنوط عباده - 00:14:50ضَ

وفي الاية التي في الصافات على قراءة بل عجبت ويسخرون فيها قراءتان القراءات المشهورة بل عجبت والتاء تعود الى النبي صلى الله عليه وسلم او الى كل من يتأتى منه العجب - 00:15:11ضَ

وعلى قراءة بل عجبت يعني القائل وهو الله جل وعلا بل عجبت انا يعني الله عجب وهم يسخرون هذا ممكن ان يكون من الله جل وعلا قتل الانسان ما اكفره - 00:15:33ضَ

معك فرح قلنا ما هذه تصح ان تكون استفهامية ويصح ان تكون تعجبية ما اكثره اي شيء جعله كافر. وقد قامت عليه الحجة ما اكثره ما اشد كفره وما ينبغي له ان يكون ذلك - 00:15:54ضَ

لان البراهين واظحة والادلة بينة قيل معناه اي شيء اكفره؟ اي دعاه الى الكفر وهو استفهام توبيخ وقيل المراد بالانسان عتبة ابن ابي لهب ومعنى ما اكفره التعجب من افراط كفره - 00:16:13ضَ

مع قيام الحجة عليه وكانت تحته احدى بنتي النبي صلى الله عليه وسلم فامره ابوه ان يطلقها فطلقها فتزوجها عثمان رضي الله عنه الذي هو ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين - 00:16:38ضَ

والملقب عثمان بذي النورين لانه تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. تزوج الاولى فلما توفيت تزوج الثانية. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم لو كان عندنا ثالثة لزوجناكها - 00:16:57ضَ

وما تزوج رجل بنتي نبي من اول الدنيا الى اخرها سوى عثمان رضي الله عنه وارضاه ولذا سماه سمي بذي النورين رضي الله عنه وارضاه المراد بالانسان عتبة ابن ابي لهب ومعنا ما اكفره التعجب من افراط كفره - 00:17:16ضَ

قال الزجاج معناه اعجبوا انتم من كفره يعني يستدعي العجب يكون ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته وشرف النبي شرف له ويعرف النبي معرفة حقيقية يعرف صدقه وامانته واخلاصه - 00:17:40ضَ

وعقله وادبه يعرف جميع صفاته ما تخفى عليه ومع ذلك كفر عنادا والعياذ بالله وقيل المراد بالانسان هنا ما اشار اليه جل وعلا بقوله اما من استغنى فانت له تصدى - 00:18:01ضَ

يعني هذا الكافر الذي كنت تدعوه الى الاسلام واشتغلت به عمن جاء يسترشد منك الاعمى والانسان بطبعه ما يتحمل او ما يرعوي يتكبر ويتعاظم ويستصعب كثيرا من الاشياء وهو والامر لديه واضح جلي - 00:18:22ضَ

وكما قال الشاعر عن الانسان يتمنى المرء في الصيف الشتاء فاذا جاء الشتاء انكره لا بذا يرظى ولا يرظى بذا قتل الانسان ما اكفره ثمان الله جل وعلا بين اصل هذا الانسان ومنشأه - 00:18:52ضَ

هذا المتكبر المتعاظم المعرض عن الحق ما هو اصله قال تعالى من اي شيء خلقه انت ايها الانسان المتكبر من اي شيء مخلوق منين جاي من جوهر ذهب فضة نوراني لا - 00:19:23ضَ

كيف دخلت وكيف خرجت قالوا جرى مع مجرى البول مرتين. اي مرة واحدة وكيف يتكبر الانسان واوله نطفة مره واخره جيفة قذرة وهو فيما بينهما يحمل بين احشائه العذرة ما ينبغي لمثل هذا ان يتكبر على ربه جل وعلا الذي خلقه فسواه واكرمه - 00:19:48ضَ

من اي شيء خلقه؟ ارجع ايها الانسان انظر من اين خلقت فسر جل وعلا خلقه فقال من نطفة خلقه فقدره النطفة نقطة من الماء والمراد النقطة من المني من ماء الرجل - 00:20:19ضَ

هذا اصل الانسان مبدأه من نطفة خلقة مخلوق من نطفة فقدر الله جل وعلا قدر هذا الانسان قدر اطوارة كما جاء في الحديث الصحيح ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه - 00:20:43ضَ

اربعين يوما نطفة ثم اربعين يوما علقة. ام اربعين يوما مضغة ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح اطواره نقطة مني ثم علق ثم ملغى قطعة لحم ثم سواه الله جل وعلا وخلق فيه اليدين والرجلين والرأس والبصر والسمع - 00:21:09ضَ

والشم والفم منافعه قدرها وهيأها وسواها سبحانه وتعالى ثم السبيل يسره ثم يسر له الطريق والخروج من بطن امه والطريق بعد وجوده في هذه الدنيا ثم السبيل يسره بعض المفسرين يقصره على سبيل الخروج من بطن امه - 00:21:39ضَ

لانه كما قال بعضهم كان الجنين في بطن امه بقدرة الله منتصب رأسه اعلى ورجلاه اسفل فاذا اراد الله جل وعلا خروجه انقلب بالهام الله له هو هذا الذي في البطن - 00:22:15ضَ

ينقلب باذن الله فيكون رأسه اسفل ورجلاه اعلى فيخرج باذن الله ما عنده احد يقلبه الا قدرة الله والهام هذه النطفة هذا الجنين بهذا الحركة ينقلب لانه اسهل لخروجه اسهل له واسلم واسهل لامه. لو خرج - 00:22:41ضَ

من اسفل من رجليه لربما تشعبت رجلة واحدة خرجت والاخرى اعترضت ويخرج من جهة رأسه ليكون اسهل وايسر بامر الله وفي انفسكم افلا تبصرون ثم السبيل يسره. ثم يسر له اسباب - 00:23:11ضَ

حياته ورزقه دم الحيض الذي ينتاب المرأة في حال الحمل يتحول غذا للجنين في بطنها له طريق يسيل منه مع سره سر الجنين يأتيه غذاءه من امه فاذا خرج الى الدنيا - 00:23:38ضَ

تحول هذا الدم الذي يأتيه من جهة سره تحول الى لبن صاف باذن الله يأتيه مع الثديين ترضعه امه وقل ان تحيض المرضع لان دم الحيض يتحول الى لبن بامر الله - 00:24:10ضَ

فاذا قل لبنها او فطمته تحول حيض باذن الله يخرج في كل شهر بوقت محدد وفي انفسكم افلا تبصرون ثم السبيل يسره سبيل المعاش هو صغير حنن عليه ابويه لو لم يكن عندهم حنان او كانوا مثل البهايم رمي ما تولى احد - 00:24:34ضَ

وهيأ فيه ما يساعده على معاشه من اليدين والرجلين وفي كل منفعة من جسده فوائد عظيمة وهذه الاسنان التي تكون في فمه تنبت شيئا فشيئا اول الامر ما كان محتاجا اليها. الايدي محتاج اليها منذ خلق. منذ خرج موجودة - 00:25:04ضَ

الاسنان توجد بعد في اول الامر لا يحتاج الى غذاء سوى الحليب والحليب واللبن ما يحتاج الى اسنان فاذا صار محتاج الى الغذاء الاخر اوجد الله جل وعلا هذه الاسنان العظام القوية - 00:25:31ضَ

بجوار مراق اللحم من اللسان والشفتين واللهات وغير ذلك قوة متناهية مع رخاوة متناهية باذن الله يتعاونان على هظم الطعام وفي انفسكم افلا تبصرون وهذه المنافع التي ركبها الله جل وعلا به. الجفنان - 00:25:51ضَ

لهما منافع عظيمة على العينين حارسة وحامية وحافظة والشفتان والايدي والعرجل وسائر المنافع ثم السبيل يسره ثم بعد وجود عقله واكتماله بين له ولا يؤمر ولا ينهى لما كبر وصار عنده الاستعداد للامر والنهي بين الله له طريق الخير وطريق الشر - 00:26:21ضَ

وهديناه النجدين هديناه بمعنى بينا له بداية بمعنى الدلالة بينا له طريق الخير وطريق الشر وامره الله جل وعلا بطريق الخير ورغبه فيه. وحذره من طريق الشر وخوفه منه وارسل الرسل وانزل الكتب - 00:26:57ضَ

لبيان ذلك ووهب العقل فلا حجة للانسان على ربه اذا كفر واعرظ عن طاعة الله ثم السبيل يسره قلت ان بعض المفسرين حصرها على سبيل الخروج من بطن امه وبعضهم عممها وهذا هو الاظهر والله اعلم - 00:27:23ضَ

سبيل في كل شيء. سبيل معاشه تجارته عمله ايمانه كفره شيء يحتاج اليه بينه الله جل وعلا له وهيأه له واعانه عليه وجعل فيه الايدي والارجل وهذه الاصابع مخلوقة في الايدي والارجع لمنافع عظيمة - 00:27:51ضَ

وهذه الاظافر فيما نهاية الاصابع كالحماية لها والمقوية لها ولو تأمل الانسان ما في نفسه من المنافع لتعجب العجب العظيم من قدرة الصانع تبارك وتعالى وحكمته ولطفه بعباده جل وعلا - 00:28:18ضَ

وانعامه عليهم ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره قد يقول قائل هذا تعداد نعم فهل الموت نعمة يقال نعم الموت نعمة لانه اولا لن يصل الى الجنة الا بعد الموت - 00:28:43ضَ

ولو لم يمت مثلا ما وصل الى الجنة لان الجنة بعد البعث ثم ان الموت نعمة اذا هرب الرجل وضعفت قواه وضعف عقله وصار يكاد يظر نفسه ويجني على نفسه الهلاك - 00:29:12ضَ

وموته راحة له ونعمة وراحة لمن حوله لانه اذا كبر وذهب عقله وصار ما عنده الا تخريف صار نقمة على نفسه وعلى من حوله فالموت حينئذ نعمة والموت ليس لاحد دون احد حتى يكون عذب به هذا - 00:29:38ضَ

واقيم الاخر بعدم الموت؟ لا الرسول عليه الصلاة والسلام اكرم الخلق على الاطلاق قال الله جل وعلا له انك ميت وانهم ميتون وبين له قربى اجله صلى الله عليه وسلم - 00:30:09ضَ

وخيره ربه حينما احتضر بين البقاء في الدنيا والعيشة عيشة الملوك وبين اللحاق بالرفيق الاعلى سار عليه الصلاة والسلام حال الاحتضار الرفيق الاعلى تقول عائشة كان يرفع اصبعه وهو لا يتكلم عليه الصلاة والسلام من سكرات الموت - 00:30:29ضَ

فتقول عرفت انه لا يختارنا. اختار الرفيق الاعلى عليه الصلاة والسلام فالموت اذا النعمة ثم القبر هذا نعمة عظيمة للانسان وكرامة له ما جعله جل وعلا مثل سائر الحيوانات. اذا مات يرمى - 00:30:53ضَ

في مكان ما تأكله الطيور والوحوش والحشرات اكرمه الله جل وعلا بهذا القبر فيه كرامة له وكرامة لذويه فلقوه يسارعون في هذا يسارعون في اكرامه واكرام الميت بسرعة تجهيزه وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال اسرعوا في الجنازة - 00:31:17ضَ

وان تكن صالحة فخيرا تقدمونها اليه وان تكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ما بالك لو ان الاباء والامهات والاجداد بين ايدينا اذا ماتوا رميناهم في مكان ما والله جل وعلا هدى ابن ادم الاول لما قتل اخاه - 00:31:48ضَ

ارسل الغراب يحفر لاخيه ليواري سوعة اخيه ارشده الى ان يعمل مثل عمل هذا الغراب وامتن الله جل وعلا بالقبر على عباده وكرامة لبني ادم القبر كرامة لهم كلهم. لمؤمنهم وكافرهم - 00:32:15ضَ

حتى الكافر لو كان ما يقبر مثلا قل لي يا منة ثم اماته فاقبره قالوا هنا تفرق بين قبرة وبين اقبرة يعني دفنه انت تقول مثلا انا قبرت ابي واخي - 00:32:39ضَ

يعني دفنتهم ويقال محمد اقبر عمه اكبر عمه محمد عليه الصلاة والسلام ما دفن ابا طالب وانما امر بدفنه لما جاء علي رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان عمك الشيخ الضال قد مات - 00:33:04ضَ

قال اذهب فيه فواره اذهب به فوارح فيقال اقبره يعني اذا امر بذلك وقبره اذا باشر ذلك والله جل وعلا يقول ثم اماته فاقبره يعني الله جل وعلا امر به ان يقبر - 00:33:33ضَ

ولا يترك على سطح الارض وانما يدفن كرامة له ثم قال ثم اذا شاء انشره هنا علق ان نشرح والحياة بمشيئة الله جل وعلا لان هذا شيء مجهول ما يعلمه - 00:33:57ضَ

الا الله بخلاف السابقات هذا يعلم الحمل يعلم ويعلم متى الوضع؟ يحدد الان الاطباء يقولون في حدود العشر الاول مثلا من ربيع الثاني من جمادى الاولى من كذا يعني في حدود ايام مختلفة اربعة ايام خمسة ايام اسبوع في اولها ووسطها واخره - 00:34:22ضَ

معلوم باذن الله لانه يدرك بتطورات الجنين في الرحم بخلاف الحياة بعد الموت فهذه لا يعلم عنها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل متى هي ولذا قال ثم اذا شاء انشره - 00:34:48ضَ

نشره وبعثه واحياه وهذا بمشيئة الله جل وعلا وعلمه لا يعلمه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ثم اذا شاء انشره كلا كلمة ردع وزجر للانسان الكافر المعرض عن طاعة الله مع اعترافه بهذه الامور التي قرره الله جل وعلا بها - 00:35:10ضَ

وينكر انه كان في رحم امه ينكر انه سبب وجوده كان من نطفة من ماء ابيه في رحم امه ما ينكر هذا ردع وزجر لهذا الانسان الكافر المعرظ عن طاعة الله مع بيان احواله - 00:35:41ضَ

كلا لما يقضي ما امره لما بمعنى لم تأتي لم يفعل الانسان ما امره الله جل وعلا به وهو الايمان هذا قول والقول الاخر الذي اختاره الامام ابن كثير رحمه الله - 00:36:06ضَ

قال لما يقضي ما امره يعني ان الله ينشره لكن متى اذا قضى الله جل وعلا ما اراد وجوده في هذه الدنيا يعني الى الان ما قضى الله جل وعلا ما اراد وجوده في الدنيا لا يزال الخلق يتتابعون - 00:36:27ضَ

ستكون النشرة بعد انتهاء ما اراده الله جل وعلا وجودا كلا لما يقظي ما امره لم يقضي لم ينتهي لم يصل الحد النهائي الذي اراد الله جل وعلا وجوده يتأخر البعث والنشرة الى ذاك الوقت. الذي اراده الله جل وعلا - 00:36:54ضَ

يقول تعالى ذاما لمن انكر البعث والنشور من بني ادم قتل الانسان ما اكفره قتل الانسان لعن الانسان قال ابو مالك وهذا لجنس الانسان المكذب لكثرة تكذيبه بلا مستند بل بمجرد الاستبعاد وعدم العلم - 00:37:22ضَ

قال ابن جريج ما اكفره ما اشد كفرة وقال ابن جرير ويحتمل ان يكون المراد اي شيء جعله كافرا اي ما حمله على التكذيب بالميعاد وقد حكاه البغوي عن مقاتل ما اكفره ما العنه - 00:37:48ضَ

ثم بين تعالى له كيف خلقه من الشيء الحقير وانه قادر على اعادته كما بداه. فقال تعالى من اي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره اي قدر اجله ورزقه وعمله وشقي ام سعيد - 00:38:11ضَ

ثم السبيل يسره قال العوفي عن ابن عباس ثم يسر عليه خروجه من بطن امه وكذا قال عكرمة والظحاك وابو صالح هذه كقوله تعالى انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا - 00:38:36ضَ

اي بينا له ووضحنا له وسهلنا عليه وكذا قال الحسن وابن زيد وهذا هو الارجح والله اعلم ثم اماته فاقبره اي انه بعد خلقه له اماته فاقبره اي جعل له ذا قبر - 00:39:00ضَ

والعرب تقول قبرت الرجل اذا ولى ذلك منه واقبره الله وعظمت قرن الثور واعظمه الله وبثرت ذنب البعير وابتره الله ثم اذا شاء انشره اي بعثه بعد موته. ومنه يقال البعث والنشور - 00:39:22ضَ

ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون وقال تعالى وانظر الى العظام كيف ننشئها كيف ننشزها ثم نكسوها لحما قال ابن ابي حاتم عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:39:49ضَ

يأكل التراب كل شيء من الانسان الا عجب ذنبه قيل وما هو يا رسول الله؟ عجب ذنبه وهو اسفل العصعص وهو شيء يسير اللي ما يمكن يرى الا بالمكبر معين ما يرى بالعين المجردة هذا عجب الذنب - 00:40:13ضَ

لانه شيء يسير كالذرة يبقى باذن الله جل وعلا في الارظ ومنه ينشأ الانسان في يقال انه هو اول ما وجد وهو او اول وهو الباقي منه يخلق الانسان عند البعث والنشور باذن الله فيكون كالبذرة - 00:40:37ضَ

للانسان والله جل وعلا يرسل مليء الماء ورد اربعين يوما ماء كملي الرجال فتنبت الاجساد باذن الله من الارض فاذا اكتملت امر الله جل وعلا اسرافيل بنفخ البوق فينفخ في فتى تتطاير الارواح الى اجسادها كل روح الى جسدها الذي كانت معه في الدنيا - 00:41:05ضَ

والجسد هو نفس الجسد الذي كان في الدنيا الا انه يعطى من القوة ما لم يعطاه في الدنيا والا فهو هو لانه بعث وليس خلق جديد لانه احياء للماء وجمع لما تفتت من جسم الانسان باذن الله - 00:41:36ضَ

والا فكيف يعذب جسم ما عصى؟ بل هو هو الجسم. نفسه الذي كان في الدنيا هو المطيع وهو العاصي فهو المطيع ما يستحق النعيم وهو العاصي فيستحق العذاب قيل وما هو يا رسول الله؟ قال مثل حبة خردل منه تنشأون - 00:41:59ضَ

كلا لما يقضي ما امره. قال ابن جرير يقول جل ثناؤه كلا ليس الامر كما يقول هذا الانسان. الكافر من انه قد ادى حق الله عليه في نفسه وماله. لا لا لم يقضي لم يؤدي ما امره الله. هذا القول الاول جاء اتى به ابن كثير رحمه الله - 00:42:23ضَ

وثم اختار هو ما بعده. نعم لما يقضي ما امره يقول لم يؤدي ما فرض عليه عز وجل من الفرائض لربه ثم روي كلا لما يقضي ما امره قال لا يقضي احدا ابدا كلما افترض عليه وحكى - 00:42:49ضَ

البغوي عن الحسن البصري بنحو من هذا ثم اذا شاء انشره اي بعثه كلا لما يقضي ما امره اي لا يفعله الان حتى يفضي حتى تنقضي المدة ويفرغ القدر من بني الاخر - 00:43:13ضَ

لم لا يبعث الله جل وعلا الخلق ويحييهم الاحياء للبعث والنشور حتى ينتهي خلق وايجاد ما قدر الله وقضاه وجوده في الدنيا لما يقضي الله ما امر بوجوده ما انتهى. نعم - 00:43:37ضَ

حتى تنقضي المدة ويفرغ القدر من بني ادم ممن كتب الله ان سيوجد منهم ويخرج الى الدنيا وقد امر به تعالى كونا وقدرا. فاذا تناهى ذلك عند الله انشر الله الخلائق واعادهم كما بدأهم - 00:44:03ضَ

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:44:27ضَ