Transcription
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس وثمود وعادوا وفرعون واخوان لوط واصحاب الهيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد - 00:00:01ضَ
بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد هذه الايات الكريمة من سورة قاف يقول الله جل وعلا كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس وثمود وعادوا وفرعون واخوان لوط - 00:00:31ضَ
واصحاب الايكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد بالخلق الاول بل هم في لبس من جديد وهذه الايات جاءت بعد قوله جل وعلا بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج - 00:00:58ضَ
افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصيد - 00:01:28ضَ
والنخل باسقات لها طلع نظيد. رزقا للعباد واحيينا به بلدة ميتا وكذلك الخروج الايات السابقة في بيان كمال قدرة الله جل وعلا في قوله افلم ينظروا الى السماء فوقهم بنيناها الايات - 00:02:01ضَ
وقبلها توبيخ كفار قريش الا انكارهم البعث في قوله جل وعلا بل عجبوا انجاهم منذر منهم وقال الكافرون هذا شيء عجيب. اعلا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد يزعمون ان البعث مستحيل. وانه بعيد وانه لا يمكن ان يقع - 00:02:32ضَ
فرد الله جل وعلا عليهم بقوله قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج ثم ان الله جل وعلا سل عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم - 00:03:04ضَ
في هذه الايات التي معنا في قوله جل وعلا كذبت قبلهم قوم نوح وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم اي ان الامم السابقة قبل امتك كذبوا رسلهم وهذه طريقة الكفار - 00:03:31ضَ
وفيها مع تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وعيد وتهديد لكفار قريش بانكم ان استمررتم على كفركم وتكذيبكم لمحمد صلى الله عليه وسلم فسينالكم ويأتيكم ما اصاب الامم قبلكم كذبوا رسلهم - 00:03:57ضَ
كما كذبتم ولستم باقوى من اولئك اهلكهم الله وانتقم منهم وليس نبيكم باقل قدرا من اولئك الرسل فسينتقم الله جل وعلا له منكم ان استمررتم على تكذيبكم كذبت قبلهم قبلهم قبل كفار قريش - 00:04:32ضَ
قوم نوح الذي هو اول الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فاولهم نوح قبله ادم عليه الصلاة والسلام نبي واول رسول ارسله الله جل وعلا الى اهل الارض هو نوح - 00:05:07ضَ
على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام مكث في قومه كما قال الله جل وعلا يدعوهم الى توحيد الله الف سنة الا خمسين عاما ثم اغرقهم الله جل وعلا بالطوفان الذي عم الارض - 00:05:28ضَ
ولم ينج منه احد الا اصحاب السفينة الذين ركبوا مع نوح الذين امنوا به عليه الصلاة والسلام وغرق كل من كفر به وهم من على وجه الارض ومنهم ابنه الذي قال الله جل وعلا عنه - 00:05:50ضَ
وهي تجري بهم في موج اي السفينة كالجبال فنادى ونادى نوح ابنه يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال سآوي الى جبل من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم - 00:06:15ضَ
وحال بينهما الموت فكان من المغرقين مع الهالكين لانهما امن بنوح عليه الصلاة والسلام. وما نفعه قربه من نوح انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء الف سنة الا خمسين عاما تسعمئة وخمسون سنة يدعوهم الى توحيد الله وما استجاب له الا عدد قليل الذين ركبوا في - 00:06:36ضَ
السفينة هذه المدة الطويلة وما وما يئس عليه الصلاة والسلام كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس الرش هو موقع وقيل بئر البئر غير المطوية يسمى رش وهم معروفون مشهورون وهم تعدوا على نبيهم - 00:07:05ضَ
فيما نقل ودفنوه في الرس في هذا البئر حيا فاهلكهم الله جل وعلا وخسف بهم الارض فهلكوا جميعا واصحاب الرس وثبوت صالح على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام كذبوا صالح عليه الصلاة والسلام طلبوا منه اية - 00:07:41ضَ
وحددوها اعطاهم الله جل وعلا ما طلبوا قالوا يخرج لنا من هذه الصخرة ناقة صفتها كذا وكذا فخرجت بامر الله وكانت الناقة تسقيهم الحليب اليوم لتشرب الماء وتعطيهم الحليب فيكفيهم كلهم - 00:08:17ضَ
واليوم الثاني لهم الماء وهي ترد الماء يوما بعد يوم فكذبوا صالح عليه الصلاة والسلام وعقروا الناقة كما قص الله ذلك عنهم في كتابه العزيز والعاقر لها واحد وانتقم الله جل وعلا منهم جميعا لانهم تواطؤوا على ذلك - 00:08:43ضَ
واذا فعل المنكر شخص وظهر امره ولم يغير عم العقاب الجميع واذا استتر صاحب المنكر بالمنكر ما ضر الا نفسه وعادوا وفرعون عاد قوم هود عليه الصلاة والسلام الذين هم بالاحقاف - 00:09:12ضَ
وفرعون ذكر وحده دون قومه لان قومه له تبع واخوان لوط اهل سدوم قوم لوط وهي سبع قرى على لوط عليه الصلاة والسلام وسماهم الله جل وعلا اخوان لوط اي - 00:09:45ضَ
الذي ارسل اليهم انه ارسل اليهم والا فليسوا منه وليس هو منهم من قبيلتهم وانما هو جاء من جهة الشام وهو ابن اخي ابراهيم عليهم الصلاة والسلام واخوان لوط واصحاب الايكة - 00:10:15ضَ
الايكة هي الشجرة والشجر الملتف بعضه ببعض وهم الذين ارسل اليهم شعيب على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام واصحاب الايكة وقوم تبع هو من ملك اليمن في الجاهلية من حمير من العرب العاربة - 00:10:46ضَ
فمن ملك اليمن يقال له تبع وقد جاء في الحديث لا تسبوا تبعا فانه اسلم ولهذا قال الله جل وعلا وقوم تبع قال قتادة ما سب الله تبع وانما سب قومه - 00:11:20ضَ
لانه هو امن بالله باشارة من ممن عنده من اهل الكتاب وامن ودعا قومه الى الايمان فابوا عليه فانتقم الله جل وعلا منهم وقوم تبع كل كذب الرسل كل هؤلاء - 00:11:42ضَ
كذبوا الرسل كل هذا التنوين يقال له بدل من المضاف اليه كل هؤلاء وكل القوم او كل الامم كل كذب الرسل هنا قد يقول قائل كل امة كذبت رسولها كيف كيف يقال عنه كذبوا الرسل - 00:12:12ضَ
نعم لان من كفر برسول فكأنما كفر الرسل كلهم ومن كذب رسولا فقد كذب الرسل لهم وايمان المرء برسول ايمان بالرسل كلهم لانه صدقه وهو صدق كل من كان على شاكلته ويدعو الى - 00:12:40ضَ
ما دعا اليه كل كذب الرسل يعني كل هؤلاء الامم مع كثرتهم وعظ من شأنهم وقوتهم الهائلة ما اغنت عنهم شيئا لما كذبوا الرسل فقد انتقم الله جل وعلا منهم - 00:13:13ضَ
وفي هذا وعيد بكفار قريش وفعلا انتقم الله جل وعلا من صناديد كفار قريش فاهلكهم الله جل وعلا ببدر كل كذب الرسل حق وعيد حق بمعنى وجب متابعة وعيد فيه جاء المتكلم - 00:13:43ضَ
وعيدي فحذفت ودل عليها بالكسرة وحذفها والله اعلم لتناسق فواصل الايات فحق وعيد يعني وجب عليهم حق الوعيد الذي هو العذاب نزل بهم العذاب لكفرهم في رسلهم ثم قال جل وعلا - 00:14:16ضَ
افعيينا بالخلق الاول الاستفهام للانكار والتوبيخ اعجزنا عيينا عجزنا عن الخلق الاول ثم اضرب جل وعلا عن هذا لأنهم لم ينكروا الخلق الاول ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله من خلق السماوات والارض ليقولن الله - 00:14:52ضَ
هم مقرون بالخلق الاول والله جل وعلا يقول افعيينا اعجزنا عن الخلق الاول وانتم مقرون بذلك لا ما عجز الله جل وعلا اذا الاعادة اسهل وايسر واهون والله جل وعلا لا يعجزه شيء كل شيء عنده سهل - 00:15:28ضَ
انما امره اذا اراد شيئا ان قول له كن فيكون لكن الله جل وعلا خاطبهم على ما جرت عليه عادة البشر ان ايجاد الشيء من اول وهلة اصعب اعادة الشيء مرة اخرى - 00:15:52ضَ
ان الاعادة اسهل فمثلا اذا اراد الانسان ان يبتكر شيئا على صفة مخصوصة يحتاج الى مجهود وتفكير وتأمل وقياس فاذا اوجد هذا الشيء وهده واراد اقامته مرة اخرى هل يحتاج الى المجهود السابق - 00:16:15ضَ
ايسر واسهل وقال الله جل وعلا لكفار قريش والعيي العجز عجزنا افعجزنا عن الخلق الاول؟ لا وقال الله جل وعلا بل هم في لبس في شك وريب من خلق جديد - 00:16:42ضَ
هم مقرون بالخلق الاول. لكنهم في شك من البعث الخلق الثاني قالوا انه مستحيل ان الانسان اذا ذهب في التراب واكلته الارض ولم يبقى منه شيء يخرج مرة اخرى كما هو - 00:17:10ضَ
كما قال الله جل وعلا عنهم في صدر السورة فاذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد قال الله جل وعلا افعينها بالخلق الاول بل هم في لبس يعني في شك - 00:17:37ضَ
من البعث واما الخلق الاول فهم مقرون به معترفون به لانهم يعرفون ان الذي خلقهم هو الله وكفار قريش مقرون بتوحيد الربوبية الذي هو توحيد الله جل وعلا بافعاله ينكرون لتوحيد الالوهية الذي هو توحيد الله جل وعلا بافعال العباد - 00:17:59ضَ
منكرون جاحدون لتوحيد الاسماء والصفات. وهو توحيد الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلا فانواع التوحيد ثلاثة توحيد الربوبية وهو توحيد الله بافعاله يعني انه هو الخالق وحده الرازق وحده المحيي المميت وحده - 00:18:32ضَ
هذا يقر به كفار قريش ولم يدخلهم في الاسلام الثاني توحيد الالوهية وهو توحيد الله جل وعلا بافعال العباد يوحدوا الله جل وعلا بدعائنا في صلاتنا بصيامنا بافعالنا تكون لله وحده - 00:19:03ضَ
وهذا الذي انكره كفار قريش في قولهم اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب عندهم ثلاث مئة وستون صنم في جوف الكعبة كانوا يعبدونها فلما فتح الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم مكة - 00:19:29ضَ
دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة واشار الى الاصنام بقوس معه وقال قل جاء الحق وذهب الباطل ان الباطل كان زهوقا. فتساقطت هذه الاصنام واخرجت من الكعبة وكفار قريش تعجبوا - 00:19:53ضَ
من جعل الالهة اله واحد وهو الله وانكروا ذلك كما انكروا توحيد الاسماء والصفات ان نوحد الله جل وعلا باسمائه وصفاته لانهم حينما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله الرحمن - 00:20:16ضَ
يدعو قالوا محمد ينهانا عن عبادة الالهة وهو يعبد الهين يعبد الله ويعبد الرحمن وانزل الله جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى - 00:20:42ضَ
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها الاية وحينما اراد ان يكتب الصلح صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية كتب الكاتب بسم الله الرحمن الرحيم قال اما الرحمن والرحيم فلا نعرفها - 00:21:04ضَ
وانما اكتب باسمك اللهم وقالوا لا نعرف الا رحمن اليمامة فهم ينكرون توحيد الاسماء والصفات توحيد الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى الايات فيها وعيد لكفار قريش ان لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:21:23ضَ
وفيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم لان الله سينتقم لك ولا تفجر ولا تظق ذرعا ولا تظنوا ان التقصير حصل منك في البلاغ هذه سنة الله في خلقه ان الاكثر لا يستجيب - 00:21:55ضَ
كما قال الله جل وعلا وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين يقول تعالى مهددا لكفار قريش لما احله باشباههم ونظرائهم وامثالهم من المكذبين قبلهم - 00:22:21ضَ
من النقمات والعذاب الاليم في الدنيا كقوم نوح وما عذبهم الله تعالى به من الغرق العام لجميع اهل الارض واصحاب الرس وقد تقدمت قصتهم في سورة الفرقان لقوله جل وعلا وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس اية واعتدنا للظالمين عذابا اليما - 00:22:43ضَ
وعادوا وثبودا واصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا. وكلا ظربنا له الامثال وكلا تب فرعون تكبيرا نعم وثمودوا عادوا وفرعون واخوان لوط وهم امته الذين بعث اليهم من اهل سدوم - 00:23:08ضَ
ومعاملتها من الغور وكيف خسف الله تعالى بهم الارض واحال ارضهم بحيرة منتنة خبيثة بكفرهم وطغيانهم ومخالفتهم الحق واصحاب الايكة واصحاب الايكة وهم قوم شعيب عليه الصلاة والسلام. وشعيب عليه الصلاة والسلام يسمى خطيب الملائكة. خطيب الانبياء عليهم الصلاة والسلام - 00:23:29ضَ
وكان اعمى كفيف البصر عليه الصلاة والسلام وقوم تبع وهو اليماني وقد ذكرنا من شأنه في سورة الدخان ماء ما اغنى عن اعادته ها هنا ولله الحمد والشكر كل كذب الرسل - 00:23:56ضَ
اي كل من هذه الامم وهؤلاء القرون كذب رسلهم وما كذب رسلا وما كذب رسولا فكأنما كذب جميع الرسل لقوله جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين وانما جاءهم رسول واحدة - 00:24:16ضَ
وهم في نفس الامر لو جاءهم جميع الرسل كذبوهم وحق وعيد حق عليهن ما اوعدهم الله تعالى على التكذيب من العذاب والنكال المستحق العذاب بكفرهم وتكذيبهم لرسلهم فليحذر المخاطبون ان يصيبهم ما اصابها طبون وهم كفار - 00:24:36ضَ
قريش فانهم قد كذبوا رسولهم كما كذبوا اولئك وقوله تعالى افعينا بالخلق الاول اي اخ عجزنا ابتلاء الخلق حتى هم في شك من الاعادة بل هم في لبس من خلق جديد - 00:25:01ضَ
والمعنى ان ابتداء الخلق لم يعجزنا والاعادة اسهل منه. كما قال عز وجل وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه ان الاعادة اسهل من الابتداء والكل على الله سهل - 00:25:18ضَ
لا يعجزه شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وقال الله جل جلاله وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. قل يحييها الذي انشأها اول مرة. من الذي اوجدها اول مرة - 00:25:36ضَ
والله فهو الذي يحييها. نعم وقد تقدم في الصحيح يقول الله تعالى يؤذيني ابن ادم يقول لن يعيرني كما بدأني وليس اول الخلق باهون علي من اعادته والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:02ضَ