تفسير ابن كثير | سورة الشورى

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 4- سورة الشورى | من الأية 13 إلى 14

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى النقيم الدين ولا تتفرقوا فيه - 00:00:00ضَ

كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجل مسمى لقضي بينهم - 00:00:36ضَ

وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منهم ريح هاتان الايتان الكريمتان من سورة الشورى يقول الله جل وعلا ممتنا على هذه الامة المحمدية التي فضلها على سائر الامم - 00:01:11ضَ

وذلك لفضل رسولها وشرفه وكرامته على الله جل وعلا ويقول جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه - 00:01:41ضَ

فدينكم ايها الامة دين عريق دين الانبياء السابقين من اولهم الى اخرهم اول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام واخرهم قبل محمد صلى الله عليه وسلم عيشة ثم محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:14ضَ

ختم الله به الانبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليه ودينكم ايها الامة المحمدية وصي به نوح وابراهيم وموسى وعيسى وهؤلاء هم اولو العزم من الرسل وهم اصحاب الشرائع العظيمة وهم اصحاب الاتباع الكثير - 00:02:49ضَ

وهم الذين اتوا بشرائع اصيلة جديدة لم يؤمروا بشرائع من قبلهم فانتم ايها الامة مثل من سبقكم من الانبياء العظام والرسل الكرام شرع لكم من الدين الدين القيم العبادة الحقة - 00:03:26ضَ

لله جل وعلا شرع لكم افضل الاديان واكملها عقيدة التوحيد الخالص لله جل وعلا شرع لكم الى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. فيه اثبات النبوة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:04:03ضَ

والذي اوحينا اليك والوحي الانبياء والرسل بين لكم ووضح وسن واظهر طريقا واضحا من الدين تطابقت على صحته الانبياء والخطاب لامة محمد صلى الله عليه وسلم خطاب تشريف وتكريم للامة - 00:04:33ضَ

لمن استجاب منهم شرع لكم ما وصى به نوح من التوحيد ودين الاسلام الانبياء والرسل متفقون على اصل الدين الذي هو عبادة الله جل وعلا وحده لا شريك له وكل الرسل - 00:05:09ضَ

من اولهم الى اخرهم متفقون على ذلك اصول الشرائع لم يختلف فيها شريعة رسول عن شريعة رسول اخر وانما اختلفوا في شيء من الفروع واما الاصول وهم متفقون عليها توحيد الله جل وعلا - 00:05:38ضَ

ودين الاسلام والصلاة والزكاة والحج وبر الوالدين وصلة الارحام واجتناب الرذائل والقبائح من المحرمات وقد ثبت في الحديث الصحيح ان نوحا عليه الصلاة والسلام هو اول الرسل وقبله ادم عليه السلام - 00:06:10ضَ

النبي واما الرسل فاولهم نوح كما ثبت في حديث الشفاعة حينما يفزع الخلق الى ادم عليه السلام ليشفع لهم عند الله في اراحتهم من الموقف فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:06:40ضَ

في الحديث الصحيح عن ادم عليه السلام انه قال ولكن ائتون نوحا فانه اول رسول بعثه الله الى اهل الارض اولهم نوح واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وادم اعطي النبوة - 00:07:07ضَ

عليه الصلاة والسلام ولم تفرض عليه كثير من الفرائض ولا شرعت له كثير من المحرمات وانما كان شرعه تنبيها على بعض الامور واقتصارا على ضرورات المعاش لان طبيعة الحال تقتضي ذلك - 00:07:33ضَ

فكان الرجل يتزوج اخته من امه وابيه لان اولاد ابناء ادم يتزوجون من بناته وهم وحدهم. لا يوجد غيرهم الا ان المرء لا يتزوج من كانت معه في البطن يتزوج غيرها - 00:08:01ضَ

وبعث الله نوحا عليه الصلاة والسلام بتحريم الامهات والبنات والاخوات وشرع له كثيرا من الواجبات ووضح له الاداب والديانات وقوله جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا - 00:08:28ضَ

ان شرعه لنوح عليه الصلاة والسلام وامره به والذي اوحينا اليك الذي هو القرآن وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى فابراهيم ونوح يعترف بنبوتهم ورسالتهم اهل الارض وموسى يعترف برسالته اليهود - 00:08:50ضَ

وعيسى يعترف برسالته النصارى اللهم مشهورون ولهم امم ولهم شرائع مكتملة فبين صلى الله عليه وسلم ان شريعة محمد صلى الله عليه وسلم جماعة محاسن الشرائع السابقة ما هو الذي وصى به هؤلاء الانبياء العظام - 00:09:21ضَ

واوحاه الى محمد صلى الله عليه وسلم قال ان اقيموا الدين اقيموا دينكم لوجه الله جل وعلا اعبدوا الله وحده وتقيدوا بما امركم الله جل وعلا به وانتهوا عما نهاكم عنه - 00:09:56ضَ

ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه لا تختلف والاختلاف شر والتفرق ضلال وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان اليهود افترقت على احدى وسبعين فرقة والنصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة - 00:10:21ضَ

وقال صلى الله عليه وسلم وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي - 00:10:50ضَ

من كان على السنة والجماعة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الثلاث والسبعون كلهم امة الاجابة لا يدخل فيهم الكفار ولا يدخل فيهم اليهود والنصارى الا من امن بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:11:07ضَ

هؤلاء مسلمون لكنهم عندهم شيء من المخالفات يستحقون دخول النار بهذه المخالفات التي لديهم الا فرقة واحدة من كان على السنة والجماعة وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم اخبار بما سيكون - 00:11:30ضَ

وقد وقع كما اخبر عليه الصلاة والسلام فافترقت الامة المحمدية من ينتسبون الى الاسلام الى فرق شتى متناحرة متناثرة واهل السنة والجماعة فرقة واحدة الذين هم على الحق والصواب ومن عاداهم - 00:11:56ضَ

عندهم حق وباطل ولا تتفرقوا فيه نهي عن التفرق والاختلاف والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان هذه الامة ستفترق لاجل ان ينتبه المسلم انتبه لنفسه لا يقع في فرقة من هذه الفرق الضالة - 00:12:21ضَ

وانما عليه ان يأخذ بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وسنته فيأخذ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اقيموا الدين استقيموا على دينكم واثبتوا عليه ولا تتفرقوا في - 00:12:45ضَ

كبر على المشركين ما تدعوهم اليه عظم واشتد على المشركين ما يدعوهم اليه الرسول صلى الله عليه وسلم الى ماذا دعاهم؟ دعاهم الى كلمة التوحيد. لا اله الا الله محمد رسول الله - 00:13:07ضَ

ماذا قال له اقرب قريب؟ له عمه ابو لهب قال له تبا لك سائر اليوم الهذا جمعتنا جمعتنا من اجل توحيد الله وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ونفروا - 00:13:31ضَ

وابعدوا عنه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه يعني عظم وفحش عليهم فلم يقبلوه يريدون الشرك ويريدون الالهة كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء. ويهدي اليه من ينيب. المشركون لا يريدون التوحيد - 00:13:52ضَ

وينفرون منه ويبتعدون عنه كما روي عن عكرمة بن ابي جهل لما هرب من مكة لما دخلها النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا منصورا ركب البحر هاربا وارسل الله عليهم ريحا - 00:14:21ضَ

شديدة وقال قائد السفينة وحدوا ما ينجيكم مما انتم فيه الا التوحيد وقال اخزاك الله وهل اخرجني من مكة من اهلي ومالي الا فرارا من التوحيد ردني الى الساحل فرجع فاراد الله جل وعلا له الخير - 00:14:44ضَ

وعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم وحسن اسلامه رضي الله عنه لو فر هربا من التوحيد فلما اراد الله جل وعلا له الخير ارسل عليهم الريح وبدأت تتكفأ السفينة - 00:15:08ضَ

فعرف قائد السفينة انه لا ينجيهم مما هم فيه من الورطة الا التوحيد. كما قال الله جل وعلا فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاه من البر - 00:15:29ضَ

اذا هم يشركون الله يجتبي اليه من يشاء. الله يجتبي يختار جل وعلا من يشرح للهداية يهديه الله يجتبي يختار اجتباه بمعنى اختاره واصطفاه الله يجتبي اليه من يشاء يوفق - 00:15:45ضَ

من شاء للهداية فيهتدي ويهدي اليه من ينيب. من يرجع الى ربه اناب بمعنى رجع يعني رجع الى الله من رجع الى الله وطلب الحق هداه الله ووفقه للصواب الهداية - 00:16:08ضَ

والتوفيق بيد الله جل وعلا وعلى العبد ان يتعرض لذلك ان يسأل الله جل وعلا التوفيق ويرجع الى ربه وينيب والله جل وعلا يوفقه ويهديه ويثبته فبين جل وعلا ان المشركين - 00:16:31ضَ

ينفرون من التوحيد ولا يريدونه. وان الله يهدي من اراد واصطفى لتوحيده قول تعالى لهذه الامة شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه فذكر اول الرسل بعد ادم وهو نوح عليه السلام - 00:16:55ضَ

واخرهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر من بين ذلك من اولي العزم وهم ابراهيم وموسى وعيسى ابن ابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم السلام وهذه العزم من الرسل خمسة - 00:17:20ضَ

نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم نعم وهذه الاية انتظمت انتظمت ذكرى الخمسة كما اشتملت اية الاحزاب عليهم في قوله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. كذلك هذه الاية في - 00:17:43ضَ

سورة الاحزاب ذكرت الخمسة كما ذكرتهم هذه الاية الكريمة التي معنا في سورة الشورى. نعم والدين الذي جاءت به الرسل كلهم هو عبادة الله وحده لا شريك له. كلهم جاءوا بالتوحيد - 00:18:14ضَ

ولم يأت نبي من الانبياء باباحة الشرك. لان الشرك اظلم الظلم كما قال الله جل وعلا اللقمان عليه السلام انه قال يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. اظلموا الظلم الشرك - 00:18:36ضَ

لانه صرف حق الله جل وعلا لغيره كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. كل الرسل هذه الصفة ما ارسل الله من رسول الا وهو يدعو الى عبادة الله وحده - 00:18:56ضَ

وفي الحديث نحن معشر الانبياء اولاد علاة. علات. اولاد علات ديننا واحد يا اولاد العلات اولاد نساء متعددة. ابوهم واحد وامهاتهم شتى وكذلك الدين الحق. دين واحد للانبياء من اولهم الى اخرهم ما يختلف - 00:19:22ضَ

وانما تختلف الشرائع تختلف الشرائع والفروع فمثلا كلنا كل الامم عندهم صلاة. لكن صلاتنا تختلف عن صلاتهم وكل رسول تختلف صلاته عن صلاة غيره والصيام كذلك يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم فهو مكتوب على من قبلنا لكن صيامنا - 00:19:48ضَ

يختلف عن صيامهم وهم تلاعبوا في شرائعهم وحفظ الله جل وعلا لنا شريعة الاسلام تلاعبوا في صيامهم وفي صلاتهم زادوا فيها ونقصوا ونقلوها من مكان من وقت الى وقت وهكذا - 00:20:18ضَ

تلاعبوا في شرع الله وحفظ الله جل وعلا شريعة محمد صلى الله عليه وسلم اي القدر المشترك بينهم هو عبادة الله وحده لا شريك له. فهم متفقون على عبادة الله وحده لا شريك له - 00:20:38ضَ

وان اختلفت شرائعهم ومناهجهم اختلفت مثلا الزكاة الزكاة في شرعنا تختلف عن الزكاة في شريعة موسى وعيسى. والاصل موجود والصيام كذلك والحج كذلك وهكذا الاصل موجود والاتفاق على عبادة الله وحده - 00:20:58ضَ

والتطبيق يختلف بامر الله كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولهذا قال ها هنا ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه اي واوصى الله سبحانه جميع الانبياء عليهم السلام بالائتلاف والجماعة - 00:21:23ضَ

ونهاهم عن الافتراق والاختلاف ان الافتراق شر والاختلاف شر الاتفاق على الدين الحق فيه السلامة والهداية وما اختلفت امة الا وضعفت وذلت وغلبت كما هو الحال والواقع كبر على المشركين ما تدعوهم اليه - 00:21:52ضَ

ان شق عليهم وانكروا ما تدعوهم اليه يا محمد من التوحيد ثم قال الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب هو الذي يقدر الهداية لمن يستحقها ويكتب الضلالة على من اثرها على الطريق الرشد - 00:22:18ضَ

ولهذا قال وما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم اي انما كان مخالفتهم للحق بعد بلوغه اليهم. وقيام الحجج عليهم وما حملهم على ذلك الا البغي والعناد والمشاقة وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم - 00:22:42ضَ

بغيا بينهم تحذير من الله جل وعلا للامة عن الاختلاف والتفرق وان العلم احيانا يكون سببا للشقاق والبعد عن الحق كما ان النصر والتأييد يكون احيانا سببا للتنافس والتباغض والتحاشد - 00:23:07ضَ

فلا يفرح المرء بالخير والعلم الا اذا طبقه وقام بحقه فالامم السابقة قبلنا ما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم جاءهم العلم اليهود من موسى عليه الصلاة والسلام واختلفوا وتفرقوا بعده - 00:23:40ضَ

النصارى جاءهم العلم من عيسى عليه الصلاة والسلام فتفرقوا واختلفوا بعده ويحذر الله جل وعلا هذه الامة من الاختلاف بسبب ما اخذت من العلم من محمد صلى الله عليه وسلم - 00:24:11ضَ

ويحذر الله جل وعلا العباد من التفرق والاختلاف وان الاختلاف قد ينشأ من العلم نتيجة الحسد والتنافس وحب الرياسة والولاية ونحو ذلك وما في امة التنافس الا وظلت وضاعت وقد تكون الامة محاربة من اعدائها وهي يد واحدة - 00:24:32ضَ

على العدو فينصرون ويؤيدون من الله جل وعلا ثم اذا التفت بعضهم الى بعض وصار التناحر والقتال كما هو حال بعض المسلمين فلا حول ولا قوة الا بالله. خذلوا وخسروا - 00:25:06ضَ

والعياذ بالله فالاتفاق على الجهاد في سبيل الله واعلاء كلمة الله يحصل بهم نصر والتأييد من الله جل وعلا ثم قد يلتفت بعض المسلمين الى بعض ويحصل التنافس والتناحر والقتال بينهم - 00:25:27ضَ

فيخسر خسارة عظيمة وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم في اهل الكتابين اليهود والنصارى قيل هذا ام هي في مشرك العرب وكفار قريش اختلفوا بما اتاهم به من الهدى والنور الحق - 00:25:51ضَ

وقد كانوا قبل ذلك يحلفون بانهم لو جاءهم علم لاتبعوه اخذوا به كما قال الله جل وعلا عنهم واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن اهدى من احدى الامم - 00:26:20ضَ

كفار قريش يقولون ليس عندنا علم. وما جاءنا رسول وما جاءنا نبي. لو جاءنا شيء من هذا لكن اهدى واحسن حال من اليهود والنصارى اهل الكتاب فلما جاءهم العلم حسدوا محمدا صلى الله عليه وسلم وردوا ما جاء به - 00:26:42ضَ

فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجل مسمى وما حملهم على هذا الاختلاف الا البغي والحسد وحب الرياسة وحب الجاه وحب المال لان هذه الاشياء اذا اثرها المرء - 00:27:07ضَ

افسدت عليه دينه اذا اثر الرئاسة وحب الجاه والمال والسيطرة والعلو في الارض افسدت عليه دينه والعياذ بالله ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجل مسمى لقضي بينهم - 00:27:33ضَ

والله جل وعلا سبق حكم لان الجزاء والعقوبة في الدار الاخرة وانه يمهل من شاء في الدنيا فسبق في علم الله ذلك ولولا هذا لعج الله جل وعلا عليهم العقوبة في الدنيا - 00:28:01ضَ

وحكم بين العباد في الدنيا لكنه اجل ذلك الى يوم القيامة ولولا اجل ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجل مسمى لقضي بينهم صار ووجد الحكم بين المؤمنين والكفار ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجل مسمى - 00:28:29ضَ

اي لون الكلمة السابقة من من الله بانتظار قوله جل وعلا بل الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر لولا الكلمة السابقة من الله بامضاء العباد باقامة حسابهم الى يوم المعاد لعجل لهم العقوبة في - 00:28:59ضَ

دنيا سريعة وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم ما المراد بالكتاب للمفسرين رحمهم الله وان الذين اورثوا الكتاب قيل المراد بالكتاب هنا التوراة والانجيل - 00:29:23ضَ

الذين اورثوا التوراة والانجيل بعد اممهم وابائهم السابقين لفي شك من النبي صلى الله عليه وسلم من محمد من هم الذين اورثوا الكتاب؟ هم اليهود والنصارى الذين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:29:55ضَ

لا في شك شك مظلم شك مغلق في حق النبي صلى الله عليه وسلم وقيل المراد بالذين اورثوا الكتاب اي نزل فيهم الكتاب الذي هو القرآن وهم كفار قريش اورثوا الكتاب يعني نزل فيهم لفي شك منه يعني من محمد صلى الله عليه وسلم. مريب - 00:30:21ضَ

موقع في الريب لان الشك قد يكون في تساوي الامرين تقول انا اشك هل جاء زيد او لم يأتي مثلا هل هذا زيد او محمد؟ يعني مستوي عندك لا تدري هواء كذا ولا كذا - 00:30:54ضَ

لكن هؤلاء في شك ليس شكا مستو مع الاخر. وانما هو شك مريب شك مظلم مغلق عليهم فلم يقبلوا الحق وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم الجيل المتأخر بعد القرن الاول المكذب للحق - 00:31:12ضَ

الاول الذي فيهم بعث فيهم موسى عليه السلام وبعث فيهم عيسى عليه السلام الذين جاءوا بعدهم اذا كان المراد اهل الكتاب واذا كان المراد المشركين اذا كان المراد المشركين الذين - 00:31:40ضَ

اورثوا الكتاب من بعد من كان قبلهم من ابائهم الذين ادركوا البعثة ولم يؤمنوا بها وهؤلاء كذلك سلكوا مسلك ابائهم فهلكوا ما في شك منه مريب ليسوا على يقين من امرهم وانما هم مقلدون لابائهم واسلافهم بلا دليل ولا برهان - 00:32:04ضَ

وهم في حيرة من امرهم وشك مريب وشقاق بعيد وهذا فيه ذم للتقليد. التقليد الاعمى الذي يقلد من سبقه من اهل الضلال والشك والريب لا يقول المرء العاقل ادركنا ابائنا على كذا فنسلك مسلكهم. انظر ان كان اباؤك على - 00:32:36ضَ

حقي فالحمد لله فاسلك مسلكهم وان كان الاباء على الظلال فانجو بنفسك واسلم بنفسك ولا تقع فيما وقعوا فيه فالمرء ينظر ويدرك ولا يقلد كما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قيل له ما الذي ابطأ بك يا عمرو؟ لانه تأخر اسلامه رظي الله عنه وكان عاقل - 00:33:05ضَ

مدرك ما الذي ابطأ بك يا عمرو؟ يعني مثلك مثل عقلك وادراكك يعرف الحق من الباطل يعرف الدين الاسلامي انه حق وقد سعى سعيا حثيثا في رد الحق واذى الصحابة رضي الله عنهم في مكة وفي الحبشة - 00:33:35ضَ

وبذل كل ما يستطيع من الاذية لهم ثم من الله عليه بالهداية فاسلم رظي الله عنه وارضاه وجاهد في سبيل الله رضي الله عنه وارضاه. لكن رؤي انه قيل له ما الذي ابطأ بك يا عمرو - 00:33:57ضَ

وقال كان لنا اشياخ على الظلال فقلدناهم فلما ولوا ذهبوا وصار الامر لنا نظرنا فادركنا يعني عرفت بعدما ذهب الذين كنت اقلدهم فلا يجوز للمرء ان يقلد اهل الضلال وانما ينظر - 00:34:15ضَ

ويتبع الحق اينما كان والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:40ضَ