Transcription
العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم المتر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لئن اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا - 00:00:00ضَ
والله يشهد انهم لكاذبون لئن اخرجوا لا يخرجون معهم. ولان قتلوا لا ينصرونهم. ولان نصروا وهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون لانتم اشد رهبة في صدورهم من الله لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر - 00:00:35ضَ
ذلك بانهم قوم لا يعقلون كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب اليم كمثل الشيطان. بركة نعم نعم كمثل الشيطان كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء - 00:01:22ضَ
اني اخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها. وذلك جزاء هذه الايات الكريمة من سورة الحشر جاءت بعد قوله جل وعلا للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا - 00:02:02ضَ
يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة - 00:02:36ضَ
ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم - 00:03:03ضَ
المتر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا ذكر جل وعلا في الايات السابقة الايات الثلاث اصناف المؤمنين المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم في احسان هؤلاء المؤمنون ونوه جل وعلا بفضلهم - 00:03:30ضَ
بين صدقهم واخلاصهم فيما يقولونه ويفعلونه ثم ذكر جل وعلا بعدهم مباشرة من هو على النقيض منهم منافقون يدعون الاسلام وقلوبهم كافرة يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر والضلال واخرون كفار من اهل الكتاب - 00:04:02ضَ
فبين جل وعلا حال هؤلاء فيما بينهم واتفاقهم على عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين والمنافقون وان صلوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام وصاموا وزكوا وحجوا فهم مع الكفار - 00:04:38ضَ
بل هم اسوأ حالا منهم كما قال الله جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار والنفاق نوعان نفاق اعتقادي ونفاق عملي والاعتقادي هو الذي يظهر الاسلام ويبطن الكفر - 00:05:08ضَ
وهذا كافر وخارج من ملة الاسلام بل هو في الدار الاخرة اسوأ حالا من الكفار المعلنين لكفرهم لان الله جل وعلا قال عنهم ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار - 00:05:40ضَ
والنفاق العملي هو من يتصف بشيء من صفات المنافقين الكذب اول غش او نقضي العهد وهو يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله حقا فهذا يسمى نفاق عملي - 00:06:03ضَ
وهو غير مخرج من الملة كما قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان هذا يسمى نفاق عملي وهو منهي عنه وهو كبيرة من كبائر الذنوب الا انه لا يخرج صاحبه من ملة الاسلام - 00:06:29ضَ
والمنافقون اشد عذابا من الكفار الخلص لما لانهم يخادعون الله ويخادعون المؤمنين وضررهم على المؤمنين اشد ضررا من اليهود والنصارى لان اليهودي والنصراني اذا اتاك بشيء من امر الدين ما قبلته - 00:06:57ضَ
ولا تأثرت به تعرف انه كافر. تقول هذا كافر اما المنافق فهو يأتيك باسم الاخوة الاسلامية والايمانية وانه معك وانه مثلك وانه يحب لك ما يحب لنفسه ويكره لك ما يكره لنفسه. فهو يجمع في هذا بين امور عظيمة - 00:07:27ضَ
من منها الغش والخديعة المسلم المؤمن ويخادع الله بان يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ظاهرا وهو كاذب ما يشهد ان لا اله الا الله ولا يشهد ان محمدا رسول الله - 00:07:54ضَ
وقلبه وهواه مع الكفار واخوته ومحبته للكفار لا للمؤمنين فلذا صار في الدار الاخرة اشد عذابا من الكافر الخالص لان الكافر الخالص معلن لكفره ولا يخادع به بخلاف هذا فهو يخادع يخادعون الله والذين امنوا كما قال جل وعلا - 00:08:15ضَ
يقولون امنا وما هم بمؤمنين والايات في فظيحة المنافقين كثيرة في كتاب الله جل وعلا بل فيه سور في صفات المنافقين واما الكفار الكفر الخالص فهؤلاء معروفون ولا يميل اليهم المسلم او المؤمن ولا يأوي اليهم ولا يستنصح منهم لانهم يعرف عداوتهم في الدين. فهم اعداء - 00:08:44ضَ
كما قال الله جل وعلا لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يؤدون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم قال تعالى المتر الى الذين نافقوا - 00:09:14ضَ
والنفاق هو اظهار الاسلام وابطال الكفر يظهر خلافة ما يبطن يقولون لاخوانهم الذين كفروا اثبت جل وعلا الاخوة بين المنافقين واليهود يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب اي راح لهم - 00:09:32ضَ
ان الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش المشركون ومن الكفار اليهود الذين هم في المدينة عند النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب - 00:10:08ضَ
والمقصود بهم النظير لان هذه الايات نزلت كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في بني النظير كما قال المفسرون لكن ابن عباس رضي الله عنه يسمي هذه السورة كلها - 00:10:28ضَ
سورة الحشر يقول سورة بني النظير وذلك ان عبد الله بن ابي بن سلول زعيم المنافقين ورفاعة ابن تابوت وعبدالله بن نبتل واوس بن قيظي هؤلاء رؤساء المنافقين في المدينة - 00:10:45ضَ
كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما هؤلاء لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم من النظير وشدد عليهم الحصار ارسل هؤلاء المنافقون الى بني النظير قالوا لا لا تلينوا - 00:11:06ضَ
واثبتوا على ما انتم عليه ولا يهمكم حصار محمد نحن معكم ووعدوهم بما ذكر الله جل وعلا في كتابه في هذه الوعود الثلاثة لعن اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا - 00:11:28ضَ
وان قوتلتم لننصرنكم فرح اليهود بهذا الوعد هؤلاء لكن كلهم خونة الواعد والموعود وكل واحد اخبث من الاخر ولا يثق احدهم بالاخر لان كل واحد يعرف ما في نفس صاحبه من الخبث والشر - 00:11:52ضَ
صبروا اياما وارسلوا اليهم. اعطونا الوعد الذي عندكم المنافقون احجموا القى الله جل وعلا الرعب في قلوب بني النظير فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصطلحوا معه على ان - 00:12:15ضَ
يحقن دماءهم ويجليهم من المدينة ويتركون له ما بايديهم سوى ما حملته الابل فاعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك والله جل وعلا يشنع بحال المنافقين الذين يدعون الاسلام ويصلون مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون بني النظير اثبتوا ولا يهمكم حصار محمد - 00:12:38ضَ
نحن معكم وان قاتلتم لنقاتل وان اجلاكم لنخرجن معكم ومهما منعنا عن مناصرتكم سنناصركم ما وافقوا بشيء من هذا والله جل وعلا اخبر قبل ان يحصل ذلك بانهم لن يفوا - 00:13:09ضَ
لئن اخرجتم لنخرجن معكم. يقولون لئن اخرجكم محمد نحن معكم سنخرج ونترك المدينة ولا نطيع فيكم احدا ابدا. لن نطيع الاب ولا الام ولا الصديق ولا العزيز سيكون هوانا معكم مطلقا - 00:13:30ضَ
ان كان خروج خرجنا معكم وان كان قتال قاتلنا معكم ولن نقبل من احد شيئا يثنينا عن مناصرتكم يعني وعد قوي لن نقبل من احد شيئا مهما اعترضنا في مناصرتكم سنناصركم - 00:13:53ضَ
لكن ما تحقق شيء من هذا وان قوتلتم لننصرنكم. قال الله جل وعلا والله يشهد انهم لكاذبون لانه لما ارسلوا هذه الوعود الى اليهود وهم محاصرون تأثر من هذا بعض المسلمين - 00:14:15ضَ
وخشي ان يتكالب الاعداء من المنافقين واليهود ضد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وهم على اولهم ما كثروا لان هذا بعد وقعة بدر الله جل وعلا بشر رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:14:40ضَ
والمؤمنين بان المنافقين كذبة لن يفوا لليهود بما وعدوا والله يشهد انهم لكاذبون فيما قالوا لن يخرجوا معهم ولن يقاتلوا ولن يناصروهم بشيء الله جل وعلا اسرع بالبشارة في قوله والله يشهد - 00:15:03ضَ
انهم اي المنافقين لكاذبون ثم فصل سبحانه وتعالى فقال لئن اخرجوا لا يخرجون معهم هذا الى الان ما حصل خروج هذا اخبار عما سيقع ولم يقع بعد هذا دلالة على ان القرآن من عند الله جل وعلا عالم الغيب والشهادة - 00:15:31ضَ
يخبر بالشيء الذي لم يقع فيقع كما اخبر جل وعلا لئن اخرجوا لا يخرجون معهم وفيها توطئة للقسم لانه يقول والله لئن اخرجوا لا يخرجون ايها المؤمنون بان المنافقين لن يخرجوا معهم لو اخرجتم اليهود - 00:16:01ضَ
لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قاتلوا لا ينصرونهم بعد ما كذبهم الله جل وعلا اجمالا في قوله والله يشهد انهم لكاذبون بدأ بتكذيبهم تفصيلا وقال في الوعد الاول لئن اخرجتم لنخرجن معكم قال لئن اخرجوا لا يخرجون معهم - 00:16:26ضَ
لن يحصل هذا وقال عن الوعد الثالث وان قوتلتم لننصرنكم قال ولئن قاتلوا لا ينصرونهم اليسوا معهم لا في خروج ولا في مناصرة ولا في قتال وتضمن النفي الوعد الاول ونفي الوعد الثالث - 00:16:55ضَ
نفي الوعد الثاني لانه اذا كان لن يحصل هذا ولا هذا لن يحصل خروج ولن يحصل مناصرة في القتال الثالث ضمنها الذي هو ولا نطيع فيكم احدا ابدا بانهم لن يفعلوا شيء ولن لو لم يتعرضهم احد لن يحصل شيء من هذا لانهم وعدوهم ثلاثة وعود - 00:17:20ضَ
قالوا لئن اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا. يعني لا يثنينا عن مناصرتكم والخروج معكم احد ولئن وان قوتلتم لننصرنكم فنفى الله جل وعلا الوعد الاول بانه اولا ونفى الجميع بقوله تعالى والله يشهد انهم لكاذبون ثم نفى الوعد - 00:17:46ضَ
اول بقوله لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ونوغل الوعد الثالث بقوله ولئن قوتلوا لا ينصرونهم وتضمن نفي الاثنين نفي الاوسط من باب اولى ولا نطع فيكم احدا بانهم هم انفسهم - 00:18:10ضَ
من يحصل منهم مناصرة ولو لم يعترضهم احد ولان قوتلتم ولئن قاتلوا لا ينصرونهم لانه كلهم عندهم من الخوف والرعب الشيء العظيم القى الله جل وعلا الخوف والرعب في قلوب اليهود - 00:18:28ضَ
فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعرفوا ان المنافقين ووعدهم وعد كاذب ما وفوا لهم بشيء. ولان نصروهم اولا لن ينصروهم لكن على فرض المحال وما قال الله جل وعلا انه لن يحصل فلن يحصل مطلقا - 00:18:51ضَ
لكن على فرض لو حصل لو خرجوا او وقفوا معهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون كلهم لو اجتمع اليهود والمنافقون كلهم جميع ليولن الادبار بشارة من الله جل وعلا لرسوله والمؤمنين - 00:19:14ضَ
انه لا يهمكم جمعهم ولا اتفاقهم ولا تواطؤهم فانهم لن يفي بعضهم لبعض ولو على سبيل فرض لو وفى بعضهم لبعض سينهزمون دفعة واحدة باذن الله ولئن نصروهم ليولن الادبار - 00:19:40ضَ
يعني الرجل اذا ولى دبره معناه هرب ما ولى وجهه يقاتل وانما يولي دبره هارب ليولن الادبار ثم لا ينصرون. وقولنا يولون الادبار اقوى بالتشنيع من قوله ليهربون او لا ينهزمون ونحو ذلك - 00:20:03ضَ
هذا فيها شيء من وصفهم بالخسة ان الرجل يعطي دبره وهذي خسة ودناءة وانما الرجل يقابل بوجهه ليولن الادبار ثم لا ينصرون ثم قال جل وعلا لانتم ايها الرسول والمؤمنون - 00:20:26ضَ
اشد رهبة في صدورهم من الله هؤلاء لا يهمونكم ما عندهم خوف من الله والذي عنده خوف من الله يتقي الله فينصره الله جل وعلا لكن اذا كان المرء ليس عنده خوف من الله - 00:20:52ضَ
يعني يعني هو مستهتر بالله جل وعلا وغير مبال باطلاعه وما يرى منه فالله جل وعلا يكوته ويهلكه وينتقم منه لانتم ايها المؤمنون اشد رهبة في صدورهم من الله يعني خوفهم منكم - 00:21:13ضَ
خوف شديد انهم يخافونكم خوفا شديدا ولا يخافون الله مثل خوفهم منكم وفي هذا ادخال للسرور والانس في قلوب المؤمنين يعني اعلموا ان اليهود والمنافقين قلوبهم وجلة خائفة منكم وفيه ذم لهم بانهم لم يراقبوا الله جل وعلا - 00:21:40ضَ
وليس عندهم خوف من الله يؤيدهم او يقويهم او يدافع عنهم وانما هم اعداء لله لا يخافون الله والخوف الذي في صدورهم منكم انتم فقط خوف يضرهم ولا ينفعهم لانتم اشد رهبة في صدورهم من الله - 00:22:08ضَ
ذلك بانهم قوم لا يفقهون ما عندهم فقه ولا عندهم علم ولا عندهم بصيرة قالوا هذا رجل فقيه يعني عنده فقه وبصيرة في الدين ومعرفة لكن هؤلاء قوم لا يفقهون. ما عندهم فقه - 00:22:37ضَ
لو كان عندهم شيء من الفقه لخافوا الله جل وعلا لكن لما انت فالفقه عندهم خافوا المخلوق ولم يخافوا الخالق وكما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:22:58ضَ
من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس حتى لو لم يبالي بالناس والله جل وعلا يرضيهم عليه ما دام خائفا من الله - 00:23:19ضَ
لانتم اشد رحبة في صدورهم من الله ذلك بانهم قوم لا يفقهون ثم قال جل وعلا مهما قالوا عن القتال وانهم سيقاتلون ويدافعون قال تعالى لا يقاتلونكم جميعا المنافقون واليهود - 00:23:43ضَ
الا في قرى محصنة ما يقاتلون الا في قرى محصنة يقاتلون في البيوت لو حصل قتال فهم يكونون في البيوت ما يستطيعون المقابلة ولا يخرجون للقتال او من وراء جدر من وراء الاسوار - 00:24:07ضَ
ما عندهم جرأة ان يقابلوا المؤمنين. لا تخافوا منهم او من وراء جدر وفي قراءة جدار وجمع جدار مفرد بأسهم بينهم شديد بأسهم بينهم شديد قيل فيها معان بأسهم بينهم - 00:24:33ضَ
يعني اذا اجتمعوا بينهم يتحدثون واذا هم يظهرون من قوتهم وجلدهم وشجاعتهم وانهم لن ينهزموا لكن فيما بينهم فقط رأسهم بينهم شديد في المجالس نحن نقول ونفعل و آآ نصمد ونثبت وو كذا الى اخره. لكن هذا عنده فيما بينهم فقط - 00:25:05ضَ
لكن اذا قابلوا المؤمنين انهاروا بأسهم بينهم شديد يا علي يظهرون بأسهم وقوتهم متى؟ فيما بينهم في الحديث لكن عند المقابلة ما في شيء من هذا بأسهم بينهم شديد قيل فيها - 00:25:36ضَ
بأسهم يعني قوتهم وجلدهم وشجاعتهم فيما بينهم بعضهم على بعض هم ليسوا بضعاف عندهم قوة لكن قوتهم هذه فيما بينهم اما اذا توجهت قوتهم اليكم انهارت ما يستطيعون فهم من حيث القوة - 00:25:58ضَ
عندهم قوة لكنها فيما بينهم تقاتلوا فيما بينهم وتناحروا فيما بينهم بأسهم شديد لكن اذا كان في جانب المؤمنين لا كما قال بعض الانصار رضي الله عنهم لما عاد من بدر - 00:26:27ضَ
يذكر من حال اهل بدر كفار قريش في بدر قال ما لقينا لقينا عجائز وشياخ اشرنا وقتلنا يستخف بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اولئك القوم هؤلاء قوم لكن الله جل وعلا كبتهم فلم تقم لهم قائمة - 00:26:53ضَ
ولا ما فيهم ردا في انفسهم وفي بأسهم وشدتهم يتحدث بهم العرب والناس يخافون منهم ما هو الا ان لقينا عجائز وشياه نقتل ونأسر ما ليسوا كذلك هم قوم وهم - 00:27:20ضَ
عندهم شجاعة قوة ونخوة لكن الله جل وعلا خذلهم ومن يخذله الله فلا ناصر له وهؤلاء كذلك كما قال الله. بأسهم بينهم شديد يعني هم ليسوا بضعاف ولكن في مقابلتكم لا قيمة لهم. واما فيما بينهم فهم اقوياء اشداء - 00:27:42ضَ
بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى اذا سمعت وعلمت وعد المنافق لليهودي ووعد اليهودي للمنافق ظننت انه شيء وظننت انهم متفقون وانهم متعاونون وانهم صادقون بعضهم لبعض وليس الامر كذلك - 00:28:10ضَ
هم يعرفون ما في نفوسهم ويعرفون ما في نفوس اصحابهم وكل واحد منهم يلعن الاخر ويبغضه لكنهم يتواطؤون على عداوة المسلمين مثل الفرق الضالة الكفار من اهل الكتاب والمشركون الاخرون - 00:28:44ضَ
انهم يتفقون على عداوة المسلمين يتواطؤون ويخططون لعداوة المسلمين كل واحد منهم ما يثق بالاخر تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى متفرقة اظن انهم اذا اتفقوا انهم على تواطؤ وان القلوب هم متفقة وليس الامر كذلك - 00:29:10ضَ
ذلك بانهم قوم لا يعقلون وصف ادنى واخس من الوصف الاول الوصف الاول قال لا يفقهون وقد يكون المرء لا يفقه ليس بفقيه لكنه عاقل نكن هنا وصفهم بعدم العقل - 00:29:41ضَ
ذلك بانهم قوم لا يعقلون. لا عقل لهم. ينفعهم ولا عندهم عقول التكليف هم مكلفون وعندهم عقول وفاقد العقل غير مكلف كما قال عليه الصلاة والسلام رفع القلم عن ثلاثة وعن المجنون حتى يفيق - 00:30:05ضَ
ولا يقال في هؤلاء انهم مجانين وانهما هم عقلاء لكن عقل لا ينفعهم ثم ضرب الله جل وعلا المثل فيما يوضح حالهم مثلا محسوس قال كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال امرهم. لا تخافوا منهم - 00:30:25ضَ
هؤلاء مثل من سبقهم. من هؤلاء الذين سبقوهم قيل هم بنو قينقاع. طائفة من اليهود اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم قال هؤلاء مثل اولئك مثلهم كمثل الذين من قبلهم قريبا - 00:30:55ضَ
وقيل مثل الذين من قبلهم كمثل الذين من قبلهم كفار قريش والمعنيان حق وكلها قريبة قصة بنو بنو قينقاع قبل بني النظير في فترة وقصة كفار قريش قبل بني النظير كذلك - 00:31:19ضَ
في وقعة بدر كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال امرهم ذاقوا عاقبة امرهم وتخطيطهم كفار قريش الذين يحلفون وقد جاءهم الرسول من ابي سفيان يقول ارجعوا خرجتم لمناصرة عيركم - 00:31:45ضَ
وقد انجاها الله ايوة ارجعوا لا داعي للقتال والخروج والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر وننحر الجزر ونشرب الخمر وتغنينا القينات ويتحدث العرب بمخرجنا فلا يزالون يهابوننا ما نرجع حتى نرد ماء بدر - 00:32:09ضَ
ونفعل ونفعل ويظنون انهم لن يلاقوا النبي صلى الله عليه وسلم والا قوه فانه دقائق وهم قد قضوا عليه كما قال امية ابن خلف لعلكم ترجعون قالوا دخل كالخوف على ابنك لان ابنه مع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:32:38ضَ
انما هؤلاء الطعمة اكلة ننهيهم في لحظة وان ارجع وصار الهلاك له كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال امرهم في الدنيا القتل والعسر وبني القيم قاع بالاخراج من المدينة - 00:33:00ضَ
ولا هم عذاب اليم ليست هذه النهاية في الدنيا فقط بل العذاب الذي ينتظرهم في الدار الاخرة اعظم واشد ثم قال جل وعلا هؤلاء مثلهم كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر - 00:33:24ضَ
فلما كفر قال اني بريء منك. اني اخاف الله رب العالمين اغواهم الشيطان كما اغوى من قبلهم وغيرهم لان هذه وظيفته وهذا ديدنه يحرص على ابن ادم يستجره شيئا فشيئا حتى يوقعه في الهلاك ثم يتبرأ منه - 00:33:46ضَ
وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر يستجره شيئا فشيئا حتى يوقعه في الكفر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة راهب - 00:34:13ضَ
من الرهبان ان الشيطان تسلط على امرأة فاصابها مس من الجن فاوحى الى اخوتها الاربعة قال سلامتها مما هي فيه ان تودوها الى العابد فلان في صومعته يقرأ عليها ويرقاها وتبرأ - 00:34:35ضَ
فذهبوا بها اليه وعلى اساس انه عابد ومحل الامانة والثقة قالوا نتركها عندك حتى تبرأ وسلموها له ورجعوا فاخذ الراهب يقرأ عليها ويرقاها ثم سول له الشيطان قال هذه غنيمة لك - 00:34:58ضَ
وحسنها في عينه وهي عندك وبين يديك ولن تقاوم وواقعها فاعجبته فوقعها وزنى بها ثم انها حملت وقال الشيطان لهذا الراهب الويل لك تنفضح لانها ستخبر اهلها لانك زنيت بها وحملت منك - 00:35:24ضَ
تهان وتعذب ولكن اقتلها اولا يعلم عنك احد فلما تيقن هذا الراهب انها قد حملت منه قتلها ودفنها فجاء الشيطان لاخوته الاربعة وقال الامر كذا وكذا وكيت وكيت واعطاهم شيئا من العلامات التي يستدلون بها على اختهم - 00:35:51ضَ
فجاءوا اليه فقال انها ماتت. قالوا كذبت وساقوه وجروه للحكومة والخصومة فاعترض له الشيطان وقال انا صاحبك من اول نقطة اسجد لي سجدة واحدة الرجل يقاد وذليل وحقير فسجد للشيطان والعياذ بالله - 00:36:17ضَ
لان افعاله الاولى كلها افعال جرائم عظيمة لكن ليست بكفر فسجد للشيطان فلما سجد للشيطان واذا قد كفر نقص الشيطان على عقبه وقال انا بريء منك اوصله الى ما يريد وهو الكفر بالله جل وعلا ثم تبرأ منه - 00:36:50ضَ
وقتل وكان مآله الى النار بعد الكفر والعياذ بالله وليست الاية في هذه القصة خاصة وانما فيما مثلها كما قال المفسرون رحمهم الله فالشيطان يأتي لابن ادم خطوة خطوة ويزين له الكبائر - 00:37:14ضَ
حتى يوقعه في اكبرها وهو الشرك بالله اذ قال للانسان اكفر فلما كفر وكذلك فعله بكفار قريش اتاه في صورة رجل قوي يريد ان يناصرهم وقال اني جار لكم وانا معكم - 00:37:35ضَ
فلما رأى الملائكة تنزل خشي من ان يهلك فنكش على عقبيه وقالوا تعال ولما هربت؟ قال اني اخاف الله والله شديد العقاب. وهو كذاب ما يخاف الله لكن خاف الهلاك - 00:37:55ضَ
فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين يقول الله جل وعلا فكان عاقبتهما منهم الشيطان والانسان كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر. وليس المراد بالانسان انسان معين وانما الجنس. الذي يطيع الشيطان - 00:38:14ضَ
وهذا تحذير من الله جل وعلا لعباده عن طاعة الشيطان فيما حرم الله حتى وان كان شيء يسير لان الشيطان اللعين ما يأتي بالشيء العظائم من اول مرة ما يأتي للرجل يقول اسجد لي. يقول اخسأ - 00:38:40ضَ
ويطرده لكن يستدرجه شيئا فشيئا حتى يوقعه بما يريد وكان عاقبتهما اي الانسان والشيطان انهما في النار خالدين فيها. دائما وابدا وذلك جزاء الظالمين الظلم واظلموا الظلم هو الشرك بالله - 00:38:58ضَ
وذلك جزاء الظالمين والظلم قد يكون شرك وكفر وقد يكون دون ذلك الرجل اذا ظلم اخاه المسلم في شيء ما يقال له ظالم لكن ما يقال له كافر واذا اشرك بالله فيقال له ظالم وكافر - 00:39:27ضَ
مثل مسمى الفسق الفسق منه ما هو مخرج من الملة ومنه ما هو ليس بمخرج من الملة فهذه الايات الكريمة فيها بيان لحال المنافقين واليهود عليهم لعنة الله وانهم مهما تواطؤوا فانهم متنافرون متناحرون. لكنهم يتفقون على عداوة المؤمنين - 00:39:50ضَ
وهذه سنة الله في خلقه من قديم الزمان الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهذه صفتهم الان طوائف الكفر والضلال والشر والالحاد تتفق ضد المسلمين المؤمنين وان كانوا متناحرين فيما بينهم متخالفين - 00:40:19ضَ
ثم ان الله جل وعلا يحذر عباده من اللجوء الى الشيطان والاستجابة لدواعيه ولداه وان الشيطان اللعين يأتي للانسان تدريجيا شيئا فشيئا يحسن له المنكر والقبيح ثم يجره الى ما هو اكبر - 00:40:43ضَ
ثم يجره الى ما هو اكبر وهكذا حتى يوقعه في النار لان هدفه الوحيد ان يكون معه في النار ولا يستفيد الشيطان من معصية العبد لربه. وانما يستفيد ان يكون العبد معه في نار جهنم. كما قال الله - 00:41:01ضَ
جل وعلا عنه فبعزتك لاغوينهم اجمعين. الا عبادك منهم المخلصين. جعلنا الله واياكم من عباد الله المخلصين والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:41:21ضَ