Transcription
من اصحاب القبور تحتمل معنويين وكلاهما حق يئس الكفار في الدنيا ممن مات. هذا معنى يئس الكفار في الدنيا ممن مات من ذويهم المعنى الثاني كما يئس الكفار المقبورون يئس الكفار الميتون - 00:00:01ضَ
يئس من ماذا من رحمة الله لانه في حال الدنيا قد لا يكون عندهم يأس من رحمة الله يرجون انفسهم لكن اذا كانوا في القبور ورأوا العذاب عرفوا انهم لا نصيب لهم في رحمة الله - 00:00:35ضَ
قد يأسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور وهذا تنفير من الله جل وعلا لعباده المؤمنين عن موالاة الكفار يعني لا توالي من هذه صفته انت على مبدأ وعلى عقيدة وعلى دين - 00:01:02ضَ
وعلى ايمان بالله واليوم الاخر وهذا بخلافك هذا لا يؤمن بما تؤمن به ولا يصدق بما تصدق به فهو عدوك فانفر منه لان لا يعديك لان المرء اذا والى الكفار - 00:01:26ضَ
اصابه من شرهم الشيء الكثير ما يمكن يألف الكفار ويواليهم ويكون مؤمنا حقا. ابدا حتى وان كان عنده شيء من الاسلام لكنه ضعيف كما قال الله جل وعلا لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يؤدون من حد الله ورسوله - 00:01:49ضَ
فليواد الكفار ما عنده الايمان الكامل حتى وان كان مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يصلي ويصوم. لكن ما هو بالكامل ايمانه ضعيف لان الايمان درجات - 00:02:20ضَ
الايمان شيء في القلب ويصدقه العمل كما روي عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل قد يأسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور - 00:02:40ضَ
فلا توالوا مثل هؤلاء ابتدأ الله السورة بالنهي عن مولاتهم والاصرار اليهم واختتمها بذلك انها تبارك وتعالى عن موالاة الكافرين في اخر هذه السورة كما نهى في اولها فقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم - 00:03:08ضَ
يعني اليهود والنصارى وسائر الكفار ممن غضب الله عليهم ولعنهم واستحق من الله الطرد والابعاد فكيف توالونهم وتتخذونهم اصدقاء واخلاء وقد يعيشنا وان احسنت الى من يريد الاحسان لا تحبه - 00:03:39ضَ
ولا تواليه ولا توجه انت مثلا تجد الكافر جائع تطعمه وانت لا تبغضه نحسن اليه وانت تبغضه تجد الكافر مثلا متعطل في الطريق او تحسن اليه او تعطيه ما يأكله او تعطيه ما يشربه تسعفه - 00:04:05ضَ
هذا ما يدل على المودة هذا من الاحسان ولكن بالقلب انت تبغضه لانه عدو لله ولرسوله المودة شيء والاحسان شيء اخر مأمور الانسان بالاحسان حتى في حق من قتل اباه - 00:04:35ضَ
اذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة يعني من قتل او قتل اباك ثم سلم لك لتقتص منه لتقتله انت مأمور بالاحسان اليه. لكن هل انت مأمور بمحبته لا - 00:05:01ضَ
ما تحب الذي يقتل اباك ولا توده لكن تحسن اليه مثل معاملتنا للكفار مثلا معاملة المسلم للكفار في كل زمان وفي كل مكان يحسن المعاملة يحسن المعاملة ولا يودهم ولا يحبهم - 00:05:23ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم زار غلاما يهوديا في مرضه وعنده ابوه جاره بزيارة المريض ودعوته الى الله جل وعلا لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مريظ اغتنم هذه الفرصة لعل الله ان يهديه للاسلام فيوقظه الله جل وعلا من النار بمحمد صلى الله عليه وسلم. فقال له اشهد - 00:05:52ضَ
اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله خير لك فرفع الولد طرفه الى ابيه المستشير له الاب يعرف في قلبه ان محمد لا يدعو الا الى حق - 00:06:25ضَ
فقال اطعم القاسم قطع ابا القاسم لانه ما قال اطأ الرسول ما قلبه ما يطيعه ولسانه ان يشهد ان محمدا رسول من اطعم القاسم وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ثم بعد هذا مات - 00:06:44ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم جهزوا اخاكم ما يتولاه ابوه ولا اهله انه اصبح مسلم اخ للمسلمين. يجهزونه ويغسلونه ويصلونه عليه فمن حسن المعاملة من النبي صلى الله عليه وسلم لليهود زيارته لهذا الغلام - 00:07:06ضَ
غلام مريض صغير في السن والرسول عليه الصلاة والسلام افضل الخلق على الاطلاق فجاء لزيارته المعاملة بالحسنى مأمور بها شرعا والموادة منهي عنها للكفار وقد يئسوا من الاخرة. اي من ثواب الاخرة ونعيمها في حكم الله عز وجل - 00:07:31ضَ
وقوله تعالى كما يئس الكفار من اصحاب القبور فيه قولا احدهما كما يئس الكفار الاحياء من اقربائهم الذين في القبور ان يجتمعوا بعد ذلك لانهم لا يعتقدون بعثا ولا نشورا. المراد بالكفار هنا على هذا المعنى - 00:08:02ضَ
الكفار الاحياء كما يئس الكفار الاحياء ممن مات من ذويهم نعم وقال من ايش؟ من اصحاب القبور. يئس ممن مات. الكافر الحي يعيس من الميت نعم وقال العوفي عن ابن عباس - 00:08:29ضَ
يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم الى اخر السورة يعني من مات من الذين كفروا فقد يئس الاحياء من الذين كفروا ان يرجعوا اليهم او يبعثهم الله عز وجل - 00:08:53ضَ
وقال الحسن البصري كما يئس الكفار من اصحاب القبور قال الكفار الاحياء قد يئسوا من الاموات هذا كلام عدد من المفسرين رحمهم الله. نعم وقال قتادة كما يئس الكافر ان يرجع اليهم اصحاب القبور الذين ماتوا. هذا مثله - 00:09:13ضَ
كل هذه الاقوال على القول الاول. نعم وكذلك قال الظحاك نعم. والقول الثاني معناه كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير ويأس الكفار من هم المقبورون يئسوا من رحمة الله لانهم في حال الدنيا - 00:09:39ضَ
لا يخلو ان كانوا من اهل الكتاب فهم يؤمنون بالبعث لكنهم يقولون نحن امامكم ونحن قدامكم ونحن مفضلون عليكم لاننا مؤمنون بموسى مؤمنون بعيسى فنحن امامكم لكن متى ييأس اذا وضعوا في قبورهم يئسوا من الرحمة - 00:10:03ضَ
والمشركون كذلك ينكرون البعث لكن يقولون ان كان هناك بعث على سبيل الفرظ فنحن فضلنا عليكم في الدنيا فسنفضل عليكم في الاخرة. لكن متى ييأسون اذا وضعوا في قبورهم نعم - 00:10:26ضَ
القول الثاني القول الثاني معناه كما يئس الكافر الذي الكفار الذين هم في القبور من كل خير قال الاعمش كما يئس الكفار من اصحاب القبور قال كما يئس هذا الكافر اذا مات وعاين ثوابه واطلع - 00:10:45ضَ
عليه وهذا قول مجاهد وعكرمة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:11:08ضَ