تفسير ابن كثير | سورة النمل

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 8- سورة النمل | من الأية 67 إلى 81

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال الذين كفروا اذا كنا ترابا واباؤنا ائنا لمخرجين لقد وعدنا هذا نحن واباؤنا من قبل ان هذا الا اساطير - 00:00:00ضَ

كلشي في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين كن عسى ان يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون. وان ربك - 00:00:37ضَ

ذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون. وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون - 00:01:11ضَ

ان ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم. فتوكل على الله انك على الحق المبين. انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصماء اذا ولوا مدبرين. وما انت بهادي العمر عن ضلالتهم. ان تسمع الا - 00:01:47ضَ

يقول الله جل وعلا في هذه الايات الكريمة وقال الذين كفروا ائذا كنا ترابا واباؤنا ائنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن واباؤنا من قبل ان هذا الا اساطير الاولين قل سيروا في الارض فانظروا - 00:02:22ضَ

يقص الله جل وعلا علينا الكفار التي يريدونها عزيزا لموقفهم في انكار البعث وان لا حساب ولا عذاب ولا جنة ولا نار وقال الله جل وعلا عنهم وقال الذين كفروا - 00:02:59ضَ

لان هذا القول لا يصدر الا من كافر واما المسلم فانه يؤمن بالبعث يؤمن باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر احد اركان الايمان الستة التي لا يتم ولا يصح ايمان احد حتى يؤمن به - 00:03:35ضَ

واركان الايمان ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر يوم القيامة وبالقدر خيره وشره وهذه الاية مثل قوله جل وعلا زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير - 00:04:03ضَ

وقال الذين كفروا فاذا كنا ترابا واباؤنا ائنا لمخرجون لانهم يستبعدون البعث استبعادا عظيما وانكروه وجاؤوا باستفهامات الانكار المتكررة فاذا كنا ترابا لمخرجون اوردوا استفهامين استفهام انكار واستبعاد كيف نبعث - 00:04:40ضَ

وقد كنا ترابا وكذلك اباؤنا واجدادنا الذين مضى على وفاتهم سنين طويلة اصبحوا تراب من تراب الارض يبعثون ويخرجون اذا اذا هذه ظرف والعامل فيها محذوف دل عليه السياق اي نبعث - 00:05:25ضَ

نبعث اذا كنا ترابا واباؤنا واباؤنا معطوف على الظمير المتصل في كان كنا المتكلم فاذا كنا ترابا واباؤنا كذلك كانوا ترابا لمخرجون هل نخرج من قبورنا كانهم يقولون ما في القبور شيء يخرج ما فيها الا تراب - 00:05:58ضَ

ثم اكدوا نفيهم ذلك واستبعادهم بقوله لقد وعدنا هذا نحن واباؤنا من قبل ان هذا الا اساطير الاولين يقولون هذا الوعد قد حصل لابائنا من قبلنا الانبياء والرسل الذين جاءوا قبل محمد - 00:06:40ضَ

قالوا لابائنا بانكم ستبعثون وما صار شيء ما بعثوا هذا لم يكن من محمد وحده بل من قبله كذلك وعدوا اباءنا بالبعث والحقيقة عندهم وعلى رأيهم الا بعث لقد وعدنا هذا اي الذي هو البعث - 00:07:12ضَ

لان الرسل صلوات الله وسلامه عليه عليهم اجمعين كلهم يدعون الى الايمان بالبعث مع الايمان بالله جل وعلا كانهم يقولون هذه الحكايات قد قالها الاقدمون لابائنا وما وجد شيء لقد وعدنا هذا نحن واباؤنا - 00:07:40ضَ

من قبل سلفنا من قبل وعدوا بالبعث ولكنه لا حقيقة له ان هذا اي ما هذا الا اساطير الاولين. هذي حكايات انها سواليف او قصص وجدها المخبر بها في كتب سابقة فبدأ يقصها على الناس - 00:08:12ضَ

ان هذه النافية من هذا يعني ما هذا الوعد الذي وعدنا نحن واباؤنا الا اساطير الاولين. حكايات الاولين سطروها او قام واحد منهم وسطرها ثم توارثها من جاء بعدهم واخذوا يقصونها على من يريدون دعوتهم - 00:08:45ضَ

وهذا كأنهم يقولون لا اساس له من الصحة فهم جاءوا بمؤكدات لانكار البعث استفهامات انكار واخبروا ان هذا لم يكن من محمد وحده بل قد وعد بذلك السابقون ولم يوجد - 00:09:12ضَ

اذا لانهم يقولون اذا فهذا اساطير الاولين. قصص وسواليف وحكايات واساطير الاولين سطروها وتناقلها من بعدهم قال الله جل وعلا ردا عليهم قل يا محمد سيروا في الارض فانظروا سيروا في الارض - 00:09:39ضَ

شرقا وغربا وشمالا وجنوبا انظروا سيروا في العرض لان المرء اذا جلس في ما استجد عنده معلومات الا النقل فقط لكن اذا ذهب رأى بعينه وما راء كمن سمع ما راء كمن سمع ورأى - 00:10:08ضَ

قل سيروا في الارض فانظروا تأملوا انظروا بابصاركم وبصائركم بقلوبكم كيف كان عاقبة المجرمين هناك مجرمون مكذبون للانبياء قبلكم ماذا كانت عاقبتهم هل اقروا على اعتقادهم ام عاقبهم الله جل وعلا - 00:10:41ضَ

وعاجلهم بالعقوبة قبل ان يموتوا فانظروا فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين اذهبوا الى الشام واذهبوا الى مصر واذهبوا الى اليمن وسيروا في الارظ وانظروا واسألوا عن الامم السابقة ماذا كانت النتيجة - 00:11:17ضَ

ماذا كانت عقوبة من كذب موسى عليه الصلاة والسلام ماذا كانت نتيجة من كذب ابراهيم عليه الصلاة والسلام ماذا كانت نتيجة من كذب لوط من كذب صالح من كذب هود - 00:11:46ضَ

ماذا كانت نتيجتهم هل ذهبت هكذا بس ولم يحصل لهم شيء؟ لا يشيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين. المجرمين ماذا كانت عاقبتهم؟ اهلكهم الله جل وعلا حيث لم يؤمنوا بالرسل - 00:12:12ضَ

والرسل دعتهم الى الايمان بالله ورسله والبعث فلم يؤمنوا فماذا كانت نتيجتهم ماذا كان مآلهم اهلكهم الله جل وعلا وفي هذا تخويف لكفار قريش كذلك لانكم ان استمررتم على تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم - 00:12:35ضَ

فسيأتيكم مثل ما اتى الامم السابقة سواء بسواء ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون لا تحزن عليهم النبي صلى الله عليه وسلم يحب ان يؤمن به الناس كلهم - 00:13:01ضَ

خوفا عليهم من النار ومن عقاب الله جل وعلا وهو حريص عليهم كل الحرص حتى انه يتأثر تأثرا شديدا ويضيق صدره لما يكذبوا خوفا عليهم والا فهو موقن لانه صادق فيما يدعو اليه - 00:13:32ضَ

لكنه خاف عليهم من العقوبة فشلاه الله جل وعلا واذهب عنه الحزن بقوله ولا تحزن عليهم من اراد الله جل وعلا شقاوته فلن تملك له من الله شيئا انت اديت - 00:14:02ضَ

الرسالة وبلغت ونلت الاجر العظيم بذلك وهؤلاء الذين كتب الله عليهم الشقاوة ازلا لا لا تهتم لهم ولا تحزن ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق في ضيق فيها قراءتان - 00:14:30ضَ

ضيق وضيق اي شدة وحرج لا تكن في حرج من حالهم لا خوفا عليهم ولا خوفا منهم مهما مكروا ومهما دبروا الله جل وعلا ناصرك ومتوليك لا تخف عليهم ولا تحزن عليهم - 00:14:59ضَ

ولا تخف من كيدهم وهم يمكرون ويخططون ويكيدون ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين - 00:15:30ضَ

فهم فهم مهما كادوا ودبروا فان نتيجة كيدهم وتدبيرهم تعود عليهم بالوبال. وانت سالم من شرهم لان الله معك ولا تكن في ضيق في حرج وشدة مما يمكرون من مكرهم مما - 00:15:59ضَ

مما ما يصلح ان تكون مصدرية من مكرهم ويصلح ان تكون موصولة من الذي يمكرونه بك فان الله جل وعلا مؤيدك وناصرك ومظهر دينك على من خالفه ثم قص الله جل وعلا عنهم - 00:16:31ضَ

لانهم يقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين الكفار يقولون لمحمد صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين به متى هذا الوعد الذي تعدوننا يقول هناك عذاب عذاب وهناك عقوبة ستحصل عليكم اذا لم تؤمنوا - 00:16:54ضَ

هذا كلام فارغ كانهم يقولون هذا وعد مو بصحيح لو كان صادق لا جاء ولا شفناه ولا رأيناه ويقولون متى هذا الوعد؟ ان كنتم يا محمد ومن معه صادقين في وعدكم هذا - 00:17:24ضَ

ان كنتم صادقين فمتى طال الزمن وهم يريدون بهذا الانكار وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به جاء الجواب من الله جل وعلا قال قل عسى ان يكون ردف لكم - 00:17:47ضَ

بعض الذي تستعجلون قل لهم يا محمد وعسى اذا جاءت في القرآن الترجي تأمل محققة لان الله جل وعلا لا يقول ذلك الا وهو قادر على تحقيقه جل وعلا قل عسى ان يكون رديفكم - 00:18:12ضَ

ردف لكم تتعدى بدون لكنه تضمن معنى ردف فعل متعد باللازم. متعد باللام لازم لانه يقول عسى ان يكون عجل لكم قل عسى ان يكون ردف الردف هو الذي يأتي موالي - 00:18:41ضَ

كالرديف للراكب وردف المرأة الملازم لها من خلفها ومعنى ذلك قل عسى ان يكون قد حان وقته وقرب زمنه قل عسى ان يكون رادف لكم يعني حان وقته وقرب بعض الذي تستعجلون حان وقت - 00:19:16ضَ

ما تستعجلونه والا الاكثر مؤخر يوم القيامة لكن المعجل حان وقته وما هو قال المفسرون قتلهم يوم بدر اخزاهم الله جل وعلا وقتلوا شر قتلة هم جاءوا للفخر والخيلاء ويزعمون انهم - 00:19:49ضَ

غافرون بمحمد صلى الله عليه وسلم لان عدده كبير وعدتهم قوية ومعهم الزاد والمتاع ومحمد صلى الله عليه وسلم ومن معه فقراء قليل والمركوب قليل والعدد قليل لكن الله جل وعلا معهم - 00:20:21ضَ

وهم يتوقعون كما قال بعضهم اكلة جزور يعني يخرجون الى محمد صلى الله عليه وسلم في بدر ليقضوا عليه بسهولة ويسر يزعمون ذلك لكن الله جل وعلا عاجلهم بالعقوبة ونصر محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به - 00:20:50ضَ

واعزهم بتوفيقه جل وعلا ثم بان ارسل معهم الملائكة تقاتل يوم بدر الملائكة تقاتل الكفار وقد رآهم الكفار ولم يرهم المسلمون المسلمون ما رأوا الملائكة وانما الكفار رأوهم على خيل - 00:21:18ضَ

يقاتلون وهم قتلوا الكفار مع المسلمين قال بعض المفسرين المعجل هو عذاب القبر لان المرء اذا مات ودفن او قبر او لم يقبر او اكلته الطير او اكلته الوحوش او اكلته السباع - 00:21:52ضَ

فهو في روضة من رياض الجنة واما في حفرة من حفر النار وهذا مما يجب الايمان به نعيم القبر او عذابه نعيم القبر لمن امن بالله وصدق المرسلين وعذاب القبر لمن كفر بالله وكذب المرسلين - 00:22:26ضَ

ولا منافعة قد يكون هذا وهذا عجل لهم العذاب القتل والخزي وعذاب القبر والعياذ بالله بعد ذلك وتوبيخ النبي صلى الله عليه وسلم اياهم بعد ما رموا في القليب بعد ما ماتوا وجمعوا - 00:22:59ضَ

ورموا في القليب جاء النبي صلى الله عليه وسلم ووبخهم قال فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله كيف تكلم اناس قد ارموا جيف طالما انتم باسمع لما اقول منهم - 00:23:25ضَ

يعني هم يسمعون ما ما اقول لكنهم لا يستطيعون ان يجيبوا قل عسى ان يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون بعضه ونهايته في الدار الاخرة في نار جهنم والعياذ بالله التي وقودها الناس والحجارة - 00:23:44ضَ

عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وان ربك لذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون الكفار بشقاوتهم يستعجلون العذاب يطلبون تعجيله والله جل وعلا يؤجله - 00:24:08ضَ

لعلهم يرعوا لعلهم يتوبوا. لعلهم يستغفروا لعلهم يؤمنوا وان ربك لذو فضل على الناس يكفرون بالله ويغدق عليهم النعم يعطيهم الصحة والعافية والرزق والمال والجاه وان ربك لذو فضل على الناس - 00:24:35ضَ

مؤمنهم وكافرهم وهو ذو فضل على الجميع وهو جل وعلا رب العالمين المربي للعالمين بنعمه من مؤمن وكافر وحيوان وطير وجن وانس فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون ذلك - 00:25:03ضَ

الاكثر وهم الكفار لان الكفار اكثر من المؤمنين وكما ورد في الحديث بعثوا الجنة يوم القيامة من كل الف واحد وتسعمائة وتسعة وتسعون الى النار والعياذ بالله ولذا قال ولكن اكثرهم - 00:25:32ضَ

لا يشكرون الكثير لا يشكر والقليل من الناس الذين هداهم الله جل وعلا ووفقهم لطاعته هؤلاء هم الشاكرون وهم قلة والله جل وعلا يقول وان تطع اكثر الناس يضلوك عن سبيل الله - 00:25:55ضَ

وقال جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وان ربك لذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم ما تخفيه ظمائرهم - 00:26:17ضَ

قبل ان ينطقوا به يعلمه جل وعلا كما هيعلم ما يعلنون السر والعلانية عنده سواء يصوت باعلى صوته او توسوس نفسه بدون ان يتكلم عند الله جل وعلا سواء وذلك انه احاط بكل شيء علما - 00:26:46ضَ

جل وعلا الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء - 00:27:15ضَ

شيء عليم وهو معهم جل وعلا بعلمه بدأ الاية بالعلم وختمها بالعلم الم ترى ان الله يعلم ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء وقال جل وعلا - 00:27:41ضَ

ولقد خلقنا الانسان وانا اعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم يعني ما تخفيه وما يعلنون كذلك ما اعلنوه وما اخفوه يعلمه جل وعلا - 00:28:01ضَ

ولا يظن انهم اذا اختفوا ومكروا وكادوا النبي صلى الله عليه وسلم ان ذلك اذا خفي على النبي صلى الله عليه وسلم يخفى على الله؟ لا الله جل وعلا معهم مطلع عليهم - 00:28:30ضَ

فهو مع جميع خلقه بالاحاطة والاطلاع ومع المؤمنين بالتأييد والتوفيق وهو جل وعلا مستو على عرشه خائن من خلقه ولا تخفى عليه يعلنون وكما قال الله جل وعلا سواء منكم من اشر القول ومن جهر به - 00:28:49ضَ

ومن هو مستخف بالليل وشارب بالنهار وقال تعالى يعلم السر واخفى الذي هو اخفى من السر وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين. وما من غائبة حتى هذه - 00:29:18ضَ

هذه يسميها العلماء تاء المبالغة المبالغة يعني مهما غاب وخفي الشيء ودق الله جل وعلا مطلع عليه وهو مسجل مكتوب في اللوح المحفوظ كل شيء وما من غائبة تخفى في السماء - 00:29:42ضَ

وكذلك في الارض ان في كتاب مبين في كتاب الذي هو اللوح المحفوظ واللوح المحفوظ هو الذي امر الله جل وعلا القلم ان يكتب فيه كل ما هو كائن الى يوم القيامة - 00:30:14ضَ

وكما ورد في الحديث اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وكتب في اللوح المحفوظ كل شيء ويطلع الله جل وعلا - 00:30:44ضَ

من شاء من خلقه من ملائكته على ما شاء مما كتب لاطلاع الله جل وعلا والا فالله جل وعلا هذا علمه عند الله ويطلع الله جل وعلا من شاء على ما شاء من المغيبات - 00:31:02ضَ

وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين بين واضح مسطرة الم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير - 00:31:28ضَ

احاط بكل شيء علما جل وعلا ثم مدح الله جل وعلا القرآن العظيم واثنى عليه وقال تعالى ان هذا القرآن يقص على بنه اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون ان هذا القرآن يقص - 00:31:55ضَ

يتلو ويوضح ويبين يقص على بني اسرائيل والمراد ببني اسرائيل اهل الكتاب من اليهود والنصارى اليهود ونبيهم موسى صلى الله عليه وسلم وكتابه التوراة والنصارى ونبيهم عيسى صلى الله عليه وسلم - 00:32:21ضَ

وكتابهم الانجيل فهم اختلفوا وتنازعوا وتلاعنوا وتباغضوا كل منهم يقول الحق عندي وانتم على ظلال كما قال الله جل وعلا وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب - 00:32:51ضَ

كل واحد منهم كل فريق منهم عنده كتاب من الله جل وعلا لكن محرف لعبوا به بدلوا وزادوا ونقصوا وافتروا على الله جل وعلا ما لم يقل والتوراة والانجيل انزلها الله جل وعلا هي من كلام الله جل وعلا - 00:33:23ضَ

لكن الله جل وعلا لم يتكفل بحفظها بل وكل حفظها اليهم كما قال الله جل وعلا بما استحفظوا من كتاب الله استحفظهم الله جل وعلا كتابه فلم يحفظوه. تلاعبوا به - 00:33:49ضَ

تلاعب اليهود بالتوراة وتلاعب النصارى بالانجيل وافترو فيها واتوا فيها باشياء كاذبة ونسبوها الى الله جل وعلا الله جل وعلا يدعوهم ويقول ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون - 00:34:11ضَ

سفير مما اختلفوا فيه الحق فيه موجود في القرآن ومما اختلف فيه مما اختلف فيه وتلاعنوا من اجله وتباغضوا عيسى صلى الله عليه وسلم اليهود افتروا عليهم لعنة الله ونسبوه - 00:34:40ضَ

الى ما لا يليق افتراء وكذب والنصارى غلوا فيه ورفعوه عن منزلته التي انزله الله جل وعلا فهم كل في طرف وكلهم ضلال وكذبوا فيما قالوا والحق والصواب ما ورد في القرآن - 00:35:05ضَ

عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه عبد الله ورسوله فهو عبد لا يعبد ورسول لا يكذب وهو احد اولو العزم من الرسل اولو العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين - 00:35:47ضَ

خمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم اليهود عليهم لعنة الله افتروا وزعموه انه ابن بغي صلى الله عليه وسلم والنصارى جعلوه الها او الها مع الله - 00:36:16ضَ

تعالى الله وهم على طرفي نقيض والحق والصواب في القرآن المجيد عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون - 00:36:50ضَ

فهم مختلفون فيما بينهم اليهود والنصارى وحتى فرق اليهود مختلفة وفرق النصارى مختلفة فيما بينها والحق والصواب يجدونه في القرآن لو ارادوا الحق لامنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ووجدوا الحق معه صلوات الله وسلامه عليه - 00:37:14ضَ

ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون وانه لهدى ورحمة للمؤمنين. هدى وارشاد لمن للمؤمن المؤمن يهتدي القرآن ويستفيد منه في دنياه واخرته والكفار دلهم وهداهم - 00:37:42ضَ

لامور دنياهم فقط ولم ينتفعوا به في اخرتهم وكما قال الله جل وعلا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم الطريقة المثلى في كل شيء في امور الدين والدنيا الكفار استفادوا منه في دنياهم - 00:38:16ضَ

والمؤمنون به استفادوا منه في دنياهم واخرتهم وانه لهدى ورحمة يرحم الله به من امن به من امن بالقرآن يرحمه الله جل وعلا وانه لهدى فيه الدلالة والايضاح والارشاد للحق والصواب - 00:38:45ضَ

ورحمة للمؤمنين واما الكفار فليس لهم رحمة فيه ثم ان الناس في هذه الحياة الدنيا مختلفون مؤمنهم وكافرهم وقد يكون الكفار في دنياهم اوسع من حال المؤمنين وامكن والعطاء من الدنيا - 00:39:13ضَ

لا يدل على محبة الله جل وعلا كما ان الحرمان منها لا يدل على البغض ولا على المحبة والله جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولان لا يغتر الجاهل - 00:39:44ضَ

فيقول حال الكفار احسن من حال المؤمنين. لم ذلك هؤلاء ما نفعهم ايمانهم في ضعف ومهانة في الدنيا والكفار عندهم وعندهم فهل هذا يدل على ان عندهم الحق او عندهم شيء من الحق لله - 00:40:07ضَ

من الدنيا ليست مقياس وانما المقياس متى في الدار الاخرة ولحكمة عظيمة يبتلي الله جل وعلا بها عباده اخفى الحال في الدنيا ويظهر بوضوح وجلاء في الدار الاخرة يظهر وليتميز من يؤمن بالاخرة ومن لا يؤمن - 00:40:35ضَ

يقول الله جل وعلا ان ربك يقضي بينهم بحكمه ان ربك يقضي بين المؤمنين والكفار بحكمه يحكم بينهم جل وعلا يحكم حكم عدل القشط لا يظلم الناس شيئا وهو العزيز العليم - 00:41:07ضَ

ليس حكمه جل وعلا كحكم حكام الدنيا او على غراره لا يختلف الحاكم في الدنيا قد يكون عالم القاضي قد يكون مدرك عنده شيء من العلم ولكنه عاجز عن تنفيذ حكمه - 00:41:44ضَ

يعجز ما يجد من يساعده لا يجد من ينفذ الحكم وقد يكون الحاكم قوي ويستطيع تنفيذ الحكم لكنه لا علم عنده لا يعرف المحق من المبطل والله جل وعلا متصف بالعزة - 00:42:15ضَ

القوة الغلبة القدرة الكاملة مع العلم وهو قوي جل وعلا بعلم وعالم بقوة جل وعلا وعزة لا احد يعترض على حكمه ولا تخفى عليه احوال عباده فيحكم فيهم بغير علم - 00:42:46ضَ

لا ان ربك يقضي بينهم بحكمه. وهو العزيز العليم القوي الغالب القادر جل وعلا العالم بخفايا الامور يحكم بالحقيقة بخلاف حال الدنيا النبي صلى الله عليه وسلم افضل الخلق على الاطلاق - 00:43:24ضَ

ويأتيه الوحي من السماء ويقول عليه الصلاة والسلام حينما يقضي في قضية انما انا بشر ولعل بعظكم يكون الحن بحجته من بعظ لا احسب انه صادق الرسول صلى الله عليه وسلم يقول اذا كان احدكم ربما يكون احدكم قوي الحجة - 00:43:56ضَ

والاخر ضعيف وبقوة الحجة وقوة الجدال والبيان والايضاح قد اظن انه صادق وهو ليس بصادق فاقضي له بما ليس له فاحسب انه صادق فاقضي له. فمن قضيت له بحق اخيه فلا يأخذه - 00:44:22ضَ

فانما هي قطعة من نار فليأخذها او ليدعها ارجع صلى الله عليه وسلم الامر الى الوازع الديني في المرء لا يقول حكم لي القاضي بهذا وخلاص هو حلال لي لا - 00:44:43ضَ

حتى وان حكم لك القاضي به وانت تعرف في حقيقة الامر انه ليس لك في حرم عليك وحكم الحاكم لا يحل الحرام الله جل وعلا يخبر عباده ان انه سيتولى الحكم - 00:45:03ضَ

بين عباده في الدار الاخرة وان حكمه جل وعلا عادل مبني على علم حقيقة يعلم حقيقة الحال جل وعلا وانه اذا حكم سينفذ حكمه لا محالة لا احد يستطيع ان يعترض عليه - 00:45:26ضَ

او يؤخر التنفيذ او نحو ذلك كما تكون الحال احيانا في الدنيا يحكم القاضي لكن لا ينفذ حكمه او يتباطأ في التنفيذ او ينفذ بعظ الاحكام وتترك بعظ او نحو ذلك لا - 00:45:55ضَ

في الدار الاخرة العلم موجود والتنفيذ موجود لا محالة وفي هذا رجاء وتخويف تطمين واناس للمؤمن لان الله جل وعلا سيتولى امرك في الدار الاخرة بعلمه سبحانه وتعالى ويعطيك ما تستحق وان هضمت - 00:46:14ضَ

شيئا من حقك في الدنيا وحقك في الاخرة سيأتيك مئة في المئة لا بخس ولا نقص وفي هذا تخويف للكافر والظالم لانه وان ظلمت وسلمت في الدنيا فلن تسلم من حكم الله جل وعلا في الدار الاخرة - 00:46:51ضَ

حتى وان صوبت وان اثني عليك بجورك وظلمك واعتدائك ووجدت من ينعق وراءك بالثناء والمدح لا تغتر المرجع الله جل وعلا الذي لا تخفى عليه خافية لان الحكم في الدنيا قد يكون جائر - 00:47:17ضَ

ومع الناعقين والمادحين والمثنين بغير حق يتصور الناس ان هذا هو الحق لانهم البسوه وموهوه والتمسوا له التحسينات غير المحقة وربما قبله الناس وظنوا انه الحق لكن في الدار الاخرة لا - 00:47:43ضَ

المرجع الله جل وعلا ولا تخفى عليه خافية حتى وان صوبك الناس في احكامك الجائرة الظالمة الى الله جل وعلا ان ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم والله جل وعلا موصوف بصفات الكمال - 00:48:09ضَ

منزه عن صفات النقص والعيب فتوكل على الله انك على الحق المبين. توكل على الله الذي يتولاك ويراقبك ويطلع عليك انك يا محمد على الحق حتى وان كذبك المكذبون وان افترى عليك المفترون - 00:48:37ضَ

وان كاد كالكائدون فانت على الحق وانت بمرأى من الله جل وعلا ومسمع فتوكل عليه اعتمد عليه والتجأ اليه في جميع امورك فتوكل على الله والله جل وعلا يحب المتوكلين - 00:49:07ضَ

وتوكل على الله انك على الحق المبين انك يا محمد انك لا تسمع الموتى ولا تسمعوا الصم اذا ولوا مدبرين انت يا محمد عليك البلاغ وكلفت بالرسالة لكن لم تكلف بشيء مستحيل - 00:49:33ضَ

لم تكلف بان تسمع الموتى. وهؤلاء ماتت قلوبهم حتى وان كان معهم سمع ومعهم بصر ولهم قلوب يميزون بها في امور دنياهم لكنهم في امور اخرتهم كالاموات لا تسمعه مهما تناديه - 00:50:06ضَ

وترغب في الخير لا يسمع انك لا تسمع الموتى ولا تسمعوا الصم الدعاء الاصم الذي لا يسمع اطلاقا مهما ترفع صوتك لا يسمعك فما بالك اذا صار مدبر معط ظهره - 00:50:29ضَ

ابعد من ان يسمع بانه اذا كان معطيك وجهه وربما يفهم من اشارتك لو لم يسمع يفهم ما تريد من اشارتك لكن اذا كان مدبر ذاهب وانت تناديه من الخلف وهو لا يسمع ولا يراك - 00:50:51ضَ

اذا ما في فايدة وهؤلاء هم كذلك الكفار الذين حكم الله جل وعلا عليهم بالشقاوة وعلم الله جل وعلا انهم لا يؤمنون مهما ناديتهم ومهما رغبتهم في الايمان فلن يؤمنوا - 00:51:12ضَ

الرسول صلى الله عليه وسلم حرص كل الحرص على هداية قريش وخاصة اقاربه في النسب اعمامه ابو لهب وابو طالب هم هما اخوا ابيه ولما لم يرد الله جل وعلا هدايتهم - 00:51:33ضَ

ما استجابوا للنبي صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه وكان الاولى انهم اول من يستجيب لانه ابنهم وتربى في بيت ابي طالب وكان يذود عنه ويحميه ويدافع عنه لكن لما لم يرد الله هدايته ما استجاب - 00:52:00ضَ

وابو لهب عمه كان اشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن اخيه وعز الرسول صلى الله عليه وسلم وشرف الرسول صلى الله عليه وسلم شرف له وعز له - 00:52:25ضَ

لكن الله جل وعلا وله الحكمة البالغة لم يرد هدايته فلم يهتدي وصار من اشد اعداء الرسول صلى الله عليه وسلم وانزل الله جل وعلا في ذمه قرآنا يتلى الى يوم القيامة. تبت يدا ابي لهب وتب - 00:52:41ضَ

فيقول الله جل وعلا لمحمد صلى الله عليه وسلم انك لا تسمع الموتى ولا تسمعوا الصم الدعاء يعني ما تستطيع ان تسمعهم دعوتك الصم الاصم الذي لا يسمع لا تسمعه دعوتك وخاصة اذا كان مدبر - 00:53:02ضَ

اذا ولوا مدبرين وما انت بهادي العميا عن ضلالتهم الاعمى ما تستطيع ان تقذف الهداية في قلبه الاعمى عن الحق مهوب اعمى البصر الاعمى عن الحق ما تستطيع ان تلقي الهداية في قلبه. والتوفيق - 00:53:21ضَ

انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وما انت بهادي العمى عن ضلالتهم ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون انت تنادي الناس عامة وهو عليه الصلاة والسلام - 00:53:51ضَ

رسول للثقلين للجن والانس ونبي الامة رسول للامة قاطبة وينادي الجميع فيستجيب له من اراد الله له التوفيق الاسلام ولا يستجيب له من لم يرد الله له ذلك ان تسمعوا - 00:54:13ضَ

الا من يؤمن باياتنا انما تسمع من يؤمن باياتنا ما تسمع الا من يؤمن باياتنا وكما قال الله جل وعلا وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ولم يقل تنفع الناس وانما تنفع المؤمن. المؤمن يتذكر اللي اراد الله له الايمان والتوفيق ينتفع - 00:54:41ضَ

والذي ما اراد الله له جل وعلا التوفيق لا ينتفع ولا يهتدي ولا يستفيد ولو حرص الرسول صلى الله عليه وسلم كل الحرص فهو حريص كل الحرص على الامة عامة - 00:55:14ضَ

لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم حريص عليكم معا حريص على الامة كلها. لكن رأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم بمن المؤمنين فقط - 00:55:32ضَ

ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون فالمسلم يستمع ويستفيد ويرعوي ويتذكر ومن لم يرد الله جل وعلا له التوفيق والاسلام مهما دعوته لن يستفيد ففي هذا في ناس للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:55:53ضَ

وانك يا محمد دعوت الناس عامة لكن استجاب لك من اراد الله جل وعلا هدايته ومن لم يرد الله هدايته فلن يستجيب لك ولا تتعب نفسك نحوهم لان هذا محروم والعياذ بالله - 00:56:23ضَ

وقامت عليه الحجة الحجة لا يقال انه ليس بعاقل او لا يدرك لا هو عاقل ويفهم امور دنياه لا يغلب ولا درهم لكنه اعمى عن امور اخرته والعياذ بالله في حال الكفار - 00:56:48ضَ

من اول الدنيا الى اخرها عندهم علم ومعرفة وادراك وتصريف للامور وغير ذلك من شؤون الدنيا واختراعات والى اخره لكنهم عن امور الاخرة عموم والعياذ بالله اعمى ولو دعوته لتهكم بك وسخر منك - 00:57:14ضَ

ان تسمعوا الا من يؤمن باياتنا ما تسمع الا من يؤمن بايات الله الذي يؤمن بالقرآن فهم مسلمون اسمعهم اسمع تفهم وادراك والا فالكفار يسمعون القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ويتلذذون بسماعه - 00:57:36ضَ

ببلاغته وفصاحته وحسن تركيبه لا لما فيه من الهداية لا - 00:58:03ضَ