Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وآية لهم ان واية لهم الليل نسلخ منهن فاذا هم مظلمون - 00:00:00ضَ
والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم اية هاتان الايتان الكريمتان من سورة ياسين فيهما الاستدلال على كمال قدرة الله جل وعلا وان القادر على ذلك قادر على احياء الموتى - 00:00:37ضَ
والقادر على ذلك هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له يقول الله جل وعلا واية لهم الليل نسلح منهم نهارا فاذا هم مظلمون من يستطيع ان يفعل ذلك خير الله سبحانه وتعالى - 00:01:10ضَ
اية لهم علامة ودلالة على قدرة الله جل وعلا الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون فجأة والشلخ بمعنى الكشط والنزع كأن الليل موجود والنهار ساتره فينزع الستر في ظهر - 00:01:40ضَ
المغطى وهذه علامة واضحة بينة على قدرة الله جل وعلا فشبه الليل بالشيء المغطى ثم يسلخ رجال الغطاء ويظهر المغطى ومثل سلخ الشاة نزع جلدها فاذا هم مظلمون يعني داخلون في الظلام - 00:02:25ضَ
ويقال مظهرون داخلون في الظهيرة قال بعض العلماء يفهم من هذه الاية على ان الليل هو الاصل وهو الاول لان المغطى يكون موجودا قبل الغطاء والمغطى الليل والغطاء النهار والليل والنهار - 00:03:09ضَ
ايتان عظيمتان من ايات الله جل وعلا تقلبهما واختلافهما وزيادة وزيادة احدهما على الاخر ونقص الاخر ثم العكس يزيد الناقص المنقوص منه وينقص الزائد باذن الله ويستمر ذلك طوال العام - 00:03:43ضَ
ولا يختلف يوم عن يوم فاليوم المصادف لكذا في السنة لا يختلف عن السنوات التي قبله والسنوات التي تأتي بعده وذلك بتدبير العليم الحكيم جل وعلا وزيادة الليل على النهار وزيادة النهار على الليل - 00:04:22ضَ
في ايامها استمرار هذه الزيادة نصف درجة ثلث درجة خمس درجة سدس درجة وهكذا وتلك اية عظيمة من ايات الله جل وعلا يدركها العباد ويشاهدونها ويعقلونها ثم قال جل وعلا - 00:04:55ضَ
والشمس تجري لمستقر لها والشمس الواو حرف عطف والشمس يصح ان تكون من عطف المفرد على المفرد واية لهم الليل نسلخ منه النهار والشمس يعطف الشمس على الليل من عطف المفرد - 00:05:31ضَ
ويصح ان يكون من عطف الجمل اي واية لهم الليل نسلخ منه النهار واية لهم الشمس تجري لمستقر لها والشمس تجري يعني تسير لمستقر لها لمستقر لها اللام هنا يصح ان تكون بمعنى الى - 00:06:06ضَ
تجري الى مستقر لها وهذا المستقر قال العلماء رحمهم الله لانه تحت العرش تذهب وتسجد لربها جل وعلا وتستأذن في العودة فيوشك ان يقال لها ارجعي من حيث جئتي وذلك حين - 00:06:41ضَ
تطلع الشمس من مغربها وحينئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل استدلالا فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:20ضَ
عن قوله والشمس تجري لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش ولا يلزم من هذا ان تكون تحت العرش مباشرة وذلك ان جميع المخلوقات تحت العرش لان العرش هو سقف المخلوقات - 00:07:56ضَ
ورواية اخرى للبخاري وغيره عن ابي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس وقال يا ابا ذر اتدري اين تغرب الشمس - 00:08:25ضَ
قلت الله ورسوله اعلم قال انها تذهب حتى تسجد تحت العرش وذلك قوله والشمس تجري لمستقر لها وفي لفظ اخر لاهل السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ابا ذر - 00:08:53ضَ
اتدري اين تذهب هذه قلت الله ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها وتستأذن في الرجوع في اذن لها وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت - 00:09:19ضَ
فتطلع من مغربها ثم قرأ ذلك مستقر لها وذلك قراءة عبد الله واخرج الترمذي والنسائي وغيرهما من قول ابن عمر نحو ذلك وقيل المراد بمستقرها تحت العرش وان الله جل وعلا - 00:09:43ضَ
يجعل فيها ما يشاء من الادراك وتسجد وتستأذن فيؤذن لها ويوشك يعني يأتي اليوم الذي لا يؤذن لها وانما يقال لها ارجعي من حيث جئت. يعني من المغرب فتطلع من المغرب - 00:10:14ضَ
وقيل المراد بمستقرها تجري لمستقر لها نهاية ارتفاعها في السماء وذلك في الصيف ونهاية انخفاضها في السماء وذلك في الشتاء وقيل المراد بمستقرها نهاية الدنيا وقيل المراد بمستقرها نهاية السنة - 00:10:41ضَ
وذلك ان لها منازل تنزل في كل يوم بمنزلة غير منزلتها بالامس وللشمس ثلاثمائة وستون منزلا في كل يوم تنزل في منزل منها لا تعودوا اليه الا من السنة الاخرى - 00:11:17ضَ
وقرأ والشمس تجري لا مستقر لها يعني انها تستمر في الجريان استمرار تجري باذن الله والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ذلك اي هذا الجريان تقدير العزيز القوي - 00:11:48ضَ
الغالب العليم باحوال عبادة واحوال خلقه وتصريف امور الكون جل وعلا تصريفا منتظما لا يختلف استمرار باذن الله جل وعلا ذلك تقدير العزيز العليم الذي احاط علمه بكل شيء ذلك اي ذلك الجري - 00:12:25ضَ
على ذلك الحساب تقدير العزيز العليم قال بعض المفسرين ويحتمل ان تكون الاشارة راجعة الى المستقر اي ذلك المستقر تقدير الله جل وعلا تقدير العزيز العليم اهو نهاية الارتفاع مع نهاية الانخفاض - 00:13:04ضَ
هو نهاية الدنيا هو نهاية السنة ام هو نهاية مسيرها في اليوم والليلة الله اعلم بذلك والشمس تجري لمستقر لها وهي اية عظيمة والشمس والقمر والليل والنهار ايات عظيمة من ايات الله جل وعلا - 00:13:33ضَ
تدل على كمال قدرته وكمال حكمته وكمال علمه جل وعلا بكل شيء فمن هذه بعض اثار قدرته وعلمه وحكمته هو المستحق جل وعلا للعبادة ولا يستحق غيره شيئا من انواع العبادة - 00:14:08ضَ
فمن صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله وقد كفر واشرك بالله وظلم نفسه وتجاوز الحد الظلم وهو لا يضر الله شيئا وانما يضر نفسه والشرك في هذه الامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:38ضَ
اخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل قد يقع الانسان في الشرك وهو لا يشعر ولا يدري فعلى المرء ان يتنبه وينظر في امره فان كان على حق - 00:15:07ضَ
فيسأل الله جل وعلا الثبات عليه والاستقامة والاستمرار عليه وان كان على باطل فيصحح حاله قبل ان ينتقل الى ربه وقد يقع المرء في الشرك الاصغر وقد يقع في الشرك الاكبر وهو لا يشعر يظن انه مسلم - 00:15:30ضَ
فمن توجه الى غير الله جل وعلا في امر من الامور التي تطلب من الله جل وعلا وبتوجهه لغير الله يكون قد كفر بالله اذا طلب المدد من صاحب القبر او الظريح - 00:16:01ضَ
او الولي او من يزعم انه له تصرف او له عمل الكون وذلك كفر بالله جل وعلا وشرك اكبر مخرج من الملة فليتنبه المرء لحالة وليفتش في اعماله ان كانت وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:16:22ضَ
فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات والزيادة من فضله وان كانت بخلاف ذلك فليصحح حاله ووضعه ما دام في دار المهلة. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:16:55ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:17:18ضَ