تفسير ابن كثير | سورة فاطر

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 10- سورة فاطر الآية (32).

عبدالرحمن العجلان

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد - 00:00:00ضَ

ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير هذه الاية العظيمة من سورة فاطر ياأت بعد قوله تعالى والذي اوحينا اليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه - 00:00:34ضَ

ان الله بعباده لخبير بصير ثم ورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا اورثنا والكتاب والذين اصطفينا اورثنا اعطينا واتى بها جل وعلا بلفظ الميراث اورثنا - 00:01:07ضَ

تشبيها في حال من يرث مالا من مورثه بلا تعب ولا عمل الله جل وعلا تفظل على من تفضل من عباده في الكتاب العظيم وكان بمثابة الميراث الذي يؤول الى المرء - 00:01:59ضَ

بدون عمل منه وللعلماء رحمهم الله في تفسير الكتاب قال بعض المفسرين المراد بالكتاب هنا القرآن اورثنا الكتاب الذي انزلنا اليك يا محمد واوحينا اليك لفظ الاية السابقة اورثناه علماء - 00:02:42ضَ

امتك المراد بالكتاب القرآن وهذا قال به كثير من المفسرين رحمهم الله وقال بعض المفسرين المراد بالكتاب الكتب السابقة التي انزلها الله جل وعلا على الرسل السابقين اورثها جل وعلا - 00:03:36ضَ

امة محمد صلى الله عليه وسلم لانها الت اليهم من اولئك وهذا الرأي قال به جمع من المفسرين واختاره ابن جرير رحمه الله الذي يعتبر امام المفسرين قال المراد بالكتاب - 00:04:22ضَ

الكتب السابقة يقول ان امة محمد ورثت الكتب السابقة ورثت الكتب السابقة قالوا له يرحمك الله امة محمد صلى الله عليه وسلم ليس بيدهم الا القرآن ولم يتعبدهم الله جل وعلا الا بالقرآن - 00:05:05ضَ

قال نعم وانا معكم على ذلك لكن القرآن اشتمل على الكتب السابقة كلها فاورث الله جل وعلا امة محمد الكتب السابقة بالكتاب الذي اوحاه الى محمد صلى الله عليه وسلم - 00:05:42ضَ

وهذا هو الذي يفهم من كلمة الميراث كيف ورثوا؟ ورثوه عن الامم السابقة لان القرآن مشتمل على الكتب السابقة اذا الخلاف بينه ومن معه وبين الاخرين ليس بعميق اولئك يقولون الكتاب القرآن وهو يقول الكتب السابقة - 00:06:15ضَ

التي اشتمل عليها القرآن ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا اورث اشتملت على مفعولين المفعول الاول الاسم الموصول الذين اصطفينا والمفعول الثاني المفعول الثاني هو الكتاب بما قدم الكتاب وهو المفعول الثاني على المفعول الاول - 00:06:52ضَ

للاهتمام الاهتمام الكتاب ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا اورثه من الذين اصطفى من عباده وتقدم لنا في درس امس ان من عباد الله من هو فاجر كافر يقول لا يدخل هنا لان المراد هنا الذين اصطفى الله - 00:07:44ضَ

اختار وليس المراد العباد كلهم لا العباد كلهم يدخل فيهم البر والفاجر كما تقدم كل من في السماوات والارض الا الرحمن عبدا فليس المراد هؤلاء وانما المراد من اصطفى الله جل وعلا - 00:08:24ضَ

من اصطفاه يعني اختار وميزه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا من عبادنا من هذه قال عنها العلماء رحمهم الله بيانية بيان ويجوز والله اعلم ان تكون تبعيرية يعني الذين اصطفى الله - 00:08:58ضَ

من مجموع العباد البر والفاجر الذين اصطفينا فالذين اصطفينا اخترنا وميزنا وفضلنا ثم من قسمهم جل وعلا الى ثلاثة اقسام وقال فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ثلاث - 00:09:40ضَ

فئات هؤلاء ثلاث الفئات هؤلاء كلهم مصطفون نعم هذا قول جمهور المفسرين وروي عن بعضهم ان الاصطفاء لقسمين القسم الثالث غير المصطفى ولكن جمهور المفسرين على ان المراد الاقسام الثلاثة - 00:10:21ضَ

كلهم مصطفون وكلهم جنات عدن يدخلونها كما سيأتي ان شاء الله ومنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ظالم لنفسه لماذا بالمعصية لان المعصية اذا حصلت لا تضر الا نفس المرء - 00:10:55ضَ

ظالم لنفسه ومقتصد بين الطائفتين وسابق بالخيرات باذن الله بتوفيق الله والهام الله وهداية الله وفضل الله جل وعلا هو الذي تفضل على هذا من هؤلاء الظالم لنفسه والمقتصد الظالم لنفسه - 00:11:52ضَ

الواقع في المعاصي صغائر صغائر الذنوب والمقتصد من اقتصر عن الفرائض واجتنب المعاصي والسيئات والسابق بالخيرات من جد واجتهد في طاعة الله هذا القول رؤيا عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم - 00:13:04ضَ

وقد روي عن عمر وعثمان وابن مسعود وابي الدرداء وعائشة رضي الله عنهم اجمعين قالوا الظالم لنفسه هو الذي عمل الصغائر وعمل الصغائر لا يمنع من دخول الجنة الله جل وعلا - 00:14:07ضَ

يكفر عنه الصغائر بالاعمال الصالحة ويدخله الجنة قالوا كيف كان مصطفى وهو يعمل السيئات نقول نعم اصطفاه الله جل وعلا بان جعله من امة محمد صلى الله عليه وسلم من امتي الاجابة - 00:14:48ضَ

وجعله مسلم وجعله موحد فلا يعبد الا الله وعمل السيئات وخاصة الصغائر لا يخرجه عن الاصطفاء فهو مختار لان كثير ممن ظل عن الصراط المستقيم وهلك وكفر بالله واشرك به - 00:15:22ضَ

والذي كان مسلم ويقع في السيئات هذا مصطفى لانه ظلم نفسه للوقوع في بعض السيئات ولو سلم منها لحصل على خير عظيم ثواب جزيل بالسلامة من السيئات لو جعل بدل السيئات - 00:15:52ضَ

وبدل الصغائر الطاعات لكان افضل واتم واكمل ونال درجة من فوقه وقال الحسن رحمه الله الظالم لنفسه من رجحت سيئاته على حسناته والمقتصد من تشاوت سيئاته وحسناته والسابق بالخيرات من رجحت حسناته على سيئاته - 00:16:36ضَ

وقيل الظالم نفسه صاحب الكبائر والمقتصد الذي لم يصب كبيرة والسابق بالخيرات الذي سبق الى الاعمال الصالحة وروى عقبة ابن صحبان قال قلت لعائشة رضي الله عنها ارأيت قول الله تعالى - 00:17:42ضَ

ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. الاية قالت اما السابق فمن مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له بالجنة واما المقتصد فمن تبع اثارهم عمل بمثل عملهم - 00:19:09ضَ

حتى لحق بهم واما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا وكل في الجنة قال رحمه الله وجعلت نفسها مثلنا وهي من افضل السابقين الى الخيرات رضي الله عنها وارضاها وهي فضلها على النساء - 00:19:44ضَ

كفضل السريد على سائر الطعام كما قال الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه ذكر الكمل من النسا وهن قليل وقال وفضل عائشة على النسا كفضل السريد على سائر الطعام - 00:20:18ضَ

لانها حفظت للامة كثيرا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وخلقه وادابه رضي الله عنها وارضاها وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال هذه ثلاثة اثلاث يوم القيامة - 00:20:38ضَ

ثلث يدخلون الجنة جميعا بغير حساب. هؤلاء السابقون وثلث يحاسبون حسابا يسيرا وهؤلاء المقتصد وثلث يجيئون بذنوب عظام الا انهم لم يشركوا ويقول الرب جل وعلا ادخلوا هؤلاء في سعة رحمتي - 00:21:10ضَ

ثم قرأ رضي الله عنه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان اذا مر بهذه الاية ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا قال - 00:21:45ضَ

الا ان سابقنا سابق ومقتصدنا ناج ومظالمنا مغفور له يقول كل هؤلاء الثلاثة سابقنا له السبق بالدرجات العلى والنعيم المقيم ومقتصدنا لانه اسم عنا الا ان ومقتصدنا ناج ناج سالم - 00:22:17ضَ

يدخل الجنة يعني الصنف الثالث الظالم لنفسه مغفور له لان الله جل وعلا قال بعدها جنات عدن يدخلونها يقول كل هؤلاء لهم خير وتفسير هذه الاية على رأي كثير من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلف - 00:22:56ضَ

من الامة ممن تبعهم باحسان على ان الثلاثة الاصناف مصطفون وانهم يدخلون الجنة وان السابق بالخيرات يدخل الجنة بلا حساب وان المقتصد يحاسب حسابا يسيرا وان الظالم لنفسه يناله من الحساب - 00:23:36ضَ

والمشقة في عرصات القيامة ما الله به عليم ثم ينجو بعد ذلك حيث قالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن كانوا في حال وتعب ومشقة فاذهب الله ذلك عنهم كما سيأتي ان شاء الله - 00:24:22ضَ

وروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه لما قرأ هذه الاية قال اشهد على الله انه يدخلهم الجنة جميعا قال كلهم ناج وهي في هذه الامة يعني الثلاثة الاصناف - 00:24:54ضَ

كلها في هذه الامة في امة محمد صلى الله عليه وسلم روي عن ابي الدرداء رضي الله عنه وعلى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الاية - 00:25:27ضَ

واما الذين سبقوا واولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا اولئك يحاسبون حسابا يسيرا واما الذين ظلموا انفسهم فاولئك الذين يحبسون في طول المحشر هم هم الذين تلافاهم الله برحمته - 00:26:10ضَ

وهم الذين يقولون الحمدلله الذي اذهب عنا الحزن قد يقول قائل لما قدم الله جل وعلا الظالم لنفسه ثم المقتصد على السابقين بالخيرات وقال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم - 00:26:44ضَ

ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات لما لم يبدأ بالافضل والجواب كما قال بعض المفسرين بدأ اولا ان العطف بالواو لا يقتضي التفضيل العطف الواو لا يقتضي التفضيل وقد - 00:27:36ضَ

يذكر الوسط او الردي ثم يذكر الطيب الصالح بعده ولا يقال ان التقديم في الذكر يدل على الفضل هذا قول وقيل قدم الظالم لنفسه لانه اكثر وهم الكثير من الامة - 00:28:16ضَ

ويليه المقتصد وهم اقل منه ويليه السابق بالخيرات وهم اقل من القليل وبدأ بالكثرة وفي قوله تعالى باذن الله بتوفيق الله جل وعلا وبهداية الله وبتفضيل الله جل وعلا لان هؤلاء - 00:28:50ضَ

نالوا السبق الى الخيرات بتوفيق الله جل وعلا لا بجهودهم وانما الله جل وعلا اختارهم وميزهم واعانهم ووفقهم للسبق الى الخيرات باذنه بفضله واحسانه ذلك هو الفضل الكبير الذي هو - 00:29:49ضَ

الى الاخير الذي هو السبق الى الخيرات هذا فضل عظيم وقيل المراد الثلاثة لانهم كلهم لهم فضل وكلهم من اهل الجنة ومن دخل الجنة وان تاخر دخوله فان له فضل - 00:30:17ضَ

ومذهب اهل السنة والجماعة ان من مات على التوحيد الايمان بالله لا مات مصرا على الكبائر يعمل السيئات ويترك الواجبات وهو موحد مؤمن بالله ورسوله لا يخلد في النار هذا يقول العلماء رحمهم الله هذا تحت المشيئة - 00:30:43ضَ

ان شاء الله غفر له وادخله الجنة من اول وهلة بفضل توحيده. واعماله الصالحة التي عملها وان شاء عذبه وادخله في النار ليطهره من سيئاته التي عملها ثم يخرجها والله جل وعلا من النار ويدخله الجنة بتوحيده - 00:31:38ضَ

الموحد لا يخلد في النار خلافا للطوائف الضالة الذين قالوا ان صاحب الكبيرة في الدنيا بالمنزلة بين المنزلتين لا يقال له مسلم ولا يقال له كافر وفي الاخرة خالد مخلد في النار ما دام مات على الزنا - 00:32:06ضَ

مات على شرب الخمر مات على عقوق الوالدين مات على كبيرة من كبائر الذنوب وهذا قالوا خالد مخلد في النار. وهذا قول خطأ وضلال والله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:32:35ضَ

ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يغفر ما دون الشرك لمن شاء ومنهم الظالم لنفسه الظالم لنفسه الذي هو واقع في في المعاصي هذا تحت المشيئة ان شاء الله غفر له وادخله الجنة من اول وهلة - 00:33:01ضَ

وان شاء عذبه بالنار ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة اما الذي مات على الشرك والكفر والعياذ بالله فهذا خالد مخلد في النار لان الله جل وعلا قال ان الله - 00:33:26ضَ

لا يغفر ان يشرك به قال عن المشركين لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ان دخل الجمل المعروف في ثقب الابرة الكفار يدخلون الجنة وهل ممكن ان يدخل الجمل في ثقب الابرة؟ هذا مستحيل - 00:33:43ضَ

وكذلك الكافر مستحيل ان يدخل الجنة ذلك هو الفضل الكبير. ذلك مبتدأ وهو مبتدأ اخر والفضل الكبير والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الاول والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:12ضَ