تفسير ابن كثير | سورة الأحزاب

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 17- سورة الأحزاب الآية (49).

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين ونساء المؤمنين يدنين عليهم من جاذبيهم - 00:00:00ضَ

ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين. وكان الله غفورا رحيما لئن لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا - 00:00:36ضَ

الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا هذه الآيات الكريمة من سورة الاحزاب خطاب من الله جل وعلا لعبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بان يقول - 00:01:09ضَ

لزوجاته امهات المؤمنين وبناته ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن هذه رسالة عظيمة من الرب الكريم جل وعلا الحامل لها افضل خلق الله محمد بن عبدالله خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه - 00:01:45ضَ

الى النساء المسلمات المؤمنات رسالة من الله للمسلمات من النسا حري بهن ان يعوضن عليها بالنواجذ الرسالة من الله جل وعلا والمرسل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرسلة اليه - 00:02:30ضَ

نساء المسلمات المسلمين النساء المسلمات هن المخاطبات بهذه الايات وهذه الاية الكريمة يعبر عنها العلماء رحمهم الله باية الحجاب التي قبلها مرت خطاب بنساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين - 00:03:12ضَ

سبع وهذه الاية للعموم لنساء النبي ولبنات النبي ولنساء المؤمنين المرأة المسلمة المؤمنة التي ترجو ثواب الله وتخاف عقابه تأتيها الرسالة من الرب الكريم فتعرض عنها لا يليق بالعاقلة العاقل - 00:03:58ضَ

اذا جاءه خطاب من شخص عزيز عليه ما رأى ثم حفظه ثم اعاده وقرأه ثانية وقره ثالثة يكرر قراءته لانه من شخص عزيز فما بالك اذا جاءت الرسالة من الله جل وعلا - 00:04:50ضَ

المنعم المتفظل المستحق العبادة والطاعة والاذعان الكامل من الخلق يا ايها النبي قل لازواجك وطبنا من قبل وهذا تأكيد وبناتك اول ما يبدأ المرء الذي يدعو الى الله جل وعلا - 00:05:24ضَ

يبدأ بالاقربين كما قال الله جل وعلا وانذر عشيرتك الاقربين قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين جميع النساء المسلمات مخاطبات في هذا الخطاب وهذه الرسالة الكريمة من الله جل وعلا للجميع - 00:06:09ضَ

يدنين عليهن من جلابيبهن يدنين الجلباب ما هو؟ قال المفسرون الجلباب ثوب اكبر من الخمار وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار. يعني فوق الثوب وفوق ثمار الرأس - 00:06:47ضَ

نغطي جميع البدن قال الجوهري الجلباب الملحفة وقيل هو القناع وقيل هو كل ثوب يستر جميع بدن المرأة من كساء وغيره المهم ان يستر جميع بدن المرأة لا يظهر منها شيء - 00:07:26ضَ

كما ثبت في الصحيح من حديث ام عطية رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله احدانا لا يكون لها جلباب وقال لتلبسها اختها من جلبابها يقول بعضنا فقيرة ليس لها جلباب - 00:08:05ضَ

وكيف تخرج لا تخرج ابدا قال تلبسها اذا احتاجت الى الخروج تأخذ جلباب اختها لا تخرج بدون جلباب قال الواحدي قال المفسرون يغطينا وجوههن ورؤوسهن الا عينا واحدة في علم انهن حرائر - 00:08:27ضَ

فلا يعرض لهن باذى وبه قال ابن عباس رضي الله عنه يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك عندنا احرى واقرب ان يعرفن يعرفن لماذا؟ ان هذه فلانة بنت فلان؟ لا يعرفن بالعفة - 00:09:06ضَ

يعرفن بالنزاهة يعرفن بالمحافظة على العرض فاذا رأى الفاسق المرأة الساترة لجميع بدنها عرف انه لا مطمع له فيها هذي عفيفة ما لبست هذا اللباس الا لعفتها هذه عرفت على نفسها بانها - 00:09:54ضَ

عفيفة اما اذا ابرزت وجهها واظهرت محاسنها لا هذه يطمع فيها الطامعون يطمع فيها الفساق هذه اظهرت المحاسن لمن لزيد وعمرو من الناس لانها تقول تعالوا انظروا الي انظروا الى جمالي والى حسن وجهي بارز - 00:10:24ضَ

ذلك ادنى ان يعرفن يعرفن بالعفة والنزاهة وصون العرض والبعد عن الفسق والفسوق فلا يؤذين. لا يتعرض لهن سترت جميع بدنها فيتجنبها الاشرار هذه لا مطمع فيها سبب نزول الاية - 00:10:54ضَ

كما ذكر المفسرون رحمهم الله كانت النساء يخرجن ليلا في قضاء حاجتهن التي لا بد منها البراز كانت البيوت ليس فيها اماكن لقضاء الحاجة لا يخرجن ليلا لقضاء حاجتهم فتخرج المرأة بالدرع - 00:11:43ضَ

والخمار وكان هناك فساق من المنافقين يتعرضون لبعض النساء الكلام والمس ونحو ذلك وربما تعرضوا لامرأة عفيفة فيقال لهم الا تستحون يتعرضون لهذه المرأة العفيفة فيقولون نظنها امة نظنها انا - 00:12:15ضَ

وهم يجرؤون على الاماء ما لا يجرؤون على الحرائر فانزل الله جل وعلا يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين نساء وصغيرات يستر جميع بدنها الا اذا صارت من القواعد - 00:13:06ضَ

وكبرت ولا مطمع للرجال فيها فلا حرج عليها ان تضع الغطاء والى احتجبت وتغطت وغطت جميع بدنها فذلك خير فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة. وان يستعففن خير لهن - 00:14:03ضَ

تقول عائشة رضي الله عنها ما رأيت مثل نساء الانصار سرعة استجابتهم لما نزلت يا ايها النبي قل لازواجك الاية شقاقنا مروطهن بها وصلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:40ضَ

كأن على رؤوسهن الغربان وتقول ام سلمة رضي الله عنها ام المؤمنين لما نزلت هذه الاية يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الانصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن اكسية سود يلبسنها - 00:15:10ضَ

وفي بعض الروايات عن عائشة لا يعرفهن احد لان على رؤوسهن الغربان لا يعرفهن احد. يعني كله كتلة سوداء كله سواد من رأسها الى قدميها في هذا الجلباب وعن محمد بن كعب القرضي قال - 00:15:52ضَ

كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن واذا قيل له قال كنت احسبها امة فامرهن الله ان يخالفن زي الايماء ويدنين عليهن من جلابيبهن يخمر وجهها الا احدى عينيها - 00:16:26ضَ

ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين. يقول ذلك احرى ان يعرفن. ان يعرفن بالعفة ولا يتعرض لهن وهذا ما قيل في سبب نزول الاية وذلك من الله جل وعلا صيانة للاعراض - 00:16:54ضَ

وحفظا لكرامة النساء وكبحا للفسق والفساق مطمع لهم بالنساء المسلمات المؤمنات واخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب يعني بعد نزول هذه الاية - 00:17:20ضَ

والتي قبلها في حجاب امهات المؤمنين وكانت بيساوي ده امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر وقال يا سودة اما والله ما تخفين علينا انظري كيف تخرجين يقول انت بينة معروفة - 00:18:14ضَ

انظري كيف تخرجين يعني لا تخرجين وفي السوق احد قالت فانكفأت يعني رجعت وهي خرجت مضطرة لحاجتها وانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي تقول عائشة رضي الله عنها - 00:18:48ضَ

وانه ليتعشى وفي يده العرق العرق العظم الذي فيه شيء من اللحم واخذ اكثر لحمه ودخلت وقالت يا رسول الله اني خرجت لبعض حاجتي هنا ان المرأة اذا كان لها حاجة - 00:19:12ضَ

في زوجها فلا حرج ان تأتيه في بيت ذرتها مسودة رضي الله عنها لما ارادت ان امرها على الرسول ذهبت اليه وهو في بيت عائشة فدخلت عليه في بيت عائشة - 00:19:34ضَ

رضي الله عنهن فدخلت وقالت يا رسول الله اني خرجت لبعض حاجتي. فقال عمر كذا وكذا. عمر رضي الله عنه كان صاحب غيرة شديدة رضي الله عنه وارضاه كان يتابع الامور - 00:19:51ضَ

حتى ان زينب رضي الله عنها قالت ما بالك يا عمر تغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا يعني ما تتكل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في توجيهنا مع ان الوحي ينزل في بيوتنا وانت تتابعنا - 00:20:13ضَ

رضي الله عنها رضي الله عن عمر من شفقته واهتمامه لامهات المؤمنين ونساء المؤمنين عموما رضي الله عنه وارضاه تغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا واخبرته سودة رضي الله عنها بما قال لها عمر - 00:20:35ضَ

تقول عائشة رضي الله عنها فاوحي اليه في الحال من الله جل وعلا ثم رفع عنه لانه كان عليه الصلاة والسلام اذا نزل عليه الوحي عرفت حاله صلوات الله وسلامه عليه - 00:21:03ضَ

انه ينزل عليه الوحي فلا يتعرض له ولا يسأل ولا يخاطب عليه الصلاة والسلام وكان احيانا يتصبب العرق وكان احيانا اذا نزل عليه الوحي ثقل حتى لو كانت يده او رجله على يد او قدمي او رجلي آآ احد امهات المؤمنين ثقل عليها حتى تخشى عليها - 00:21:20ضَ

من الفشل من ثقله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي واوحي اليه ثم رفع عنه وان العرق في يده. يعني نزل الوحي وانتهى والعظم الذي فيه اللحم بيده صلى الله عليه وسلم - 00:21:46ضَ

بيده ما وضعه. فقال انه قد اذن لكن ان تخرجن لحاجتكن يعني مأذون لك في ذلك. اخرجي لحاجتك الظرورية. لانها كانت تخرج لقضاء حاجتها الظرورية رظي الله عنها. كنا عدنا الى البساتين والى الاماكن البعيدة عن الاعين فيقظين حاجتهن ليلا رضي الله عنهن - 00:22:07ضَ

قد اذن لكن ان تخرجن لحاجتهن لحاجتكن وعن ابي مالك قال كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن لحاجتهن بالليل وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فهي ابن يرجعن يعني قبل ان يقظين حاجتهن - 00:22:41ضَ

وقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالامام افعل هذا بالامام فانزل الله جل وعلا هذه الاية الكريمة لاجل ان يفرق بين الامة وبين الحرة يفرق بين العفيفة وبين سواها ذلك اي الوضع الجلباب على المرأة وستر جميع بدنها بما في ذلك الوجه - 00:23:09ضَ

لان اهم مكان يتطلع اليه الرجال بجمال المرأة والنظر اليها في وجهها فلا يؤذين يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما قد يقلن نساء المؤمنين وامهات المؤمنين كيفية خروجنا من قبل - 00:23:45ضَ

اذا علينا اثم بذلك وقال الله جل وعلا وكان الله غفورا رحيما. يغفر ما مضى جل وعلا وهو يغفر ما حصل قبل التنبيه وقبل الاعلام وكان الله غفورا لعباده المؤمنين. رحيما بهم يدلهم الى ما فيه صلاحهم - 00:24:15ضَ

الى ما في سعادتهم الى ما فيه نزاهتهم الى ما في عفتهم الى ما فيه المحافظة على اخلاقهم الكريمة الحميدة الله جل وعلا يرشد عباده لكل خير ثم ان الله جل وعلا توعد المنافقين - 00:24:40ضَ

المنافقون الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر يظهرون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ويبطنون بغضه يظهرون التقيد بتعاليم الاسلام وهم يكرهون ذلك وافعالهم واخلاقهم اخلاق الكفار والعياذ بالله ولهذا توعدهم الله جل وعلا بانهم في الدرك الاسفل من النار - 00:25:04ضَ

قال جل وعلا لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض تجرأ بعض المنافقين لما رأوا من حلم الرسول صلى الله عليه وسلم وعفوه وتجاوزه عنهم يسمع عنهم صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير ويتحملهم - 00:25:38ضَ

حتى اذوه صلى الله عليه وسلم في زوجته في ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي هي احب نسائه اليه اذوه فيها ونسبوا اليها ما هي براء منه والرسول صلى الله عليه وسلم يتحمل - 00:26:00ضَ

ويعفو ويتجاوز ولا يعاقب فتجرعوا وكثر شرهم وانتشر فانزل الله جل وعلا وعيدا لهم لان لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة اين جواب القسم لنغرينك بهم - 00:26:23ضَ

لنسلطنك عليهم ويكفي ما تحملت من اذاهم ان حصل منهم شيء بعد ذلك وسيأتيك الامر من الله جل وعلا باخذهم وحينئذ هم بين امرين اما القتل واما الاخراج من المدينة - 00:26:53ضَ

والاخراج من المدينة عندهم قريب من القتل او مساو له لان النفي نفي الانسان من بلده ومن اهله ومن بين احبابه مصيبة عظمى عليه الله جل وعلا توعدهم باحد امرين - 00:27:22ضَ

ان ان لم ينتهوا فان انتهوا الله جل وعلا يعفو عما سلف. جواد كريم فان لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض قال بعض المفسرين هذه كلها اوصاف للمنافقين هم منافقون - 00:27:41ضَ

وفي قلوبهم مرض ومرجفون في المدينة وقال بعض المفسرين هم ثلاثة اصناف والمنافقون كثير اصنافهم كثير يزيدون عن العشرة اصناف. كما ذكرهم الله جل وعلا في سورة براءة ومنهم ومنهم - 00:28:03ضَ

في اصناف المنافقين وقالوا ذكر الله جل وعلا من المنافقين هنا ثلاثة المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لان لم ينتهي المنافقون من اذاهم والذين في قلوبهم مرض - 00:28:24ضَ

المرض نوعان مرض الشك والشبهة وهذا الكفر المخرج من الملة والعياذ بالله ومرض الشهوة هذا اقل منه منزلة يعني الرغبة الفسق وفي تنفيذ ما يشتهي لكنه لا يصل الى حد الكفر - 00:28:48ضَ

لانه حتى مع الزنا لا يقال له كافر لو زنا فليس بكافر لان الزنا لا يخرج من ملة الاسلام اذا لم يستحل ذلك الذين في قلوبهم مرض نوعان مرض الشك والشبهة والنفاق - 00:29:16ضَ

وهذا مخرج من الملة والعياذ بالله وصاحبه في الدرك الاسفل من النار ومرض الشهوة الرغبة في قضاء الوطن بالحرام وهذا فسق وفجور لكنه غير مخرج من الملة والذين في قلوبهم مرض - 00:29:38ضَ

والنوع الثالث المرجفون في المدينة الارجاف نقل الاخبار الكاذبة التي فيها ظرر على المسلمين يأتون بالاخبار الكاذبة يقولون مثلا سيأتي الاعداء الكثير الى المدينة ويهتم لذلك المسلمون والمؤمنون ويحزنون ويتأثرون - 00:30:03ضَ

يقولون السرية التي خرجت امس او قبل امس اعترض لها اعداء كثيرون فقتلوا كل قتلوهم كلهم مثلا او قتلوا اكثرهم او انهزموا او جرحوا اخبار كاذبة يريدون منها ادخال الحزن - 00:30:35ضَ

والكآبة على المسلمين ولا يهمهم ان ينقل عنهم الكذب لانهم من صفاتهم المنافقين من صفاتهم الكذب اذا حدث كذب مقاتل وهكذا من الاراجيف والاخبار الكاذبة الزائفة ينشرونها في المدينة ليلقوا الرعب - 00:30:57ضَ

والخوف والحزن في قلوب المؤمنين فتوعدهم الله جل وعلا بقوله لئن لم ينته المنافقون عن نفاقهم واضرارهم بالمسلمين والذين في قلوبهم مرظ الذين يتعرضون للنساء المؤمنات المسلمات العفيفات والمرجفون في المدينة الذين يروجون الاخبار - 00:31:58ضَ

الزائفة الكاذبة وقد نهى الله جل وعلا النقل الاخبار التي لا يتأكد منها المرء وحذر من نقل الخبر الذي ليس بصادق والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم. انسلطنك عليهم ولنأمرنك بعقوبتهم - 00:32:33ضَ

فاذا امر الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم بان يفعل بفلان من المنافقين كذا وكذا ما وسعه الا ان يفعل ولا يمكن ان يصفح او يعفو او يتجاوز وقد جاء الامر من الله جل وعلا - 00:33:12ضَ

لنغرينك بهم القتل والتعذيب وسلب الاموال وغير ذلك من العقوبات هم اخر شي لا يجاورونك فيها الا قليلا. ينفون من المدينة يخرجون منها لا يجلسون معك لانهم غير صالحين لان يكونوا مواطنين - 00:33:31ضَ

غير صالحين للاقامة مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام فينفون من المدينة كما نفى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض طوائف اليهود وللامام الحاكم المسلم اذا رأى من شخص انه لا يصلح للاقامة - 00:34:02ضَ

في هذا المكان مثلا ان يبعده ان يطرده لان الامام المسلم عليه ان يسعى في مصالح المسلمين وحفظهم وحفظ افكارهم وان يدخل عليهم دخيل يروج بينهم الاخبار الكاذبة المروعة فينفيه ويطرده - 00:34:32ضَ

عن الاقامة بين ظهراني الاخيار نغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا لا يجلسون معك الا وقت يسير ثم يطردون ملعونين اينما ثقفوا ملعونين اللعن توترد والابعاد من رحمة الله - 00:35:01ضَ

يعني اذا لم ينتهوا حصل لهم ذلك قال بعض المفسرين الله جل وعلا رسوله بهم وامره بان ينتقم منهم حيث قال ملعونين وجمهور المفسرين قالوا لا. ما حصل الاغراء الى الان - 00:35:37ضَ

وانما هم انكفوا واخفوا شرهم قللوا من سعيهم للفساد فتركهم الله جل وعلا ولم يغر رسوله بهم وانما هم ملعونين في الدار الاخرة. لان الله جل وعلا يعلم ما انطوت عليه قلوبهم - 00:36:02ضَ

ملعونين اينما سقفوا اينما حلوا فهم ملعونين في الدنيا ويظهر اثر اللعن والطرد في الدار الاخرة. اذا في نار جهنم ملعونين اينما ثقفوا. اخذوا وقتلوا تقتيلا وهم ملعونون وان لم ينكفوا سيحصل لهم - 00:36:26ضَ

الاخذ والتقتيل اخذوا وقتلوا تقتيلا. يعني يقتلوا شر قتلة لا يتجاوز عنهم ولا يسمع عنهم ان لم يكفوا شرهم ثم قال جل وعلا سنة الله في الذين خلوا من قبل - 00:36:55ضَ

الله جل وعلا يتجاوز ويعفو ويصفح ويحلم جل وعلا ثم اذا اخذ اخذ اخذ عزيز مقتدر وتلك التي ذكر الله لك يا محمد سنة الله في الذين خلوا من قبل - 00:37:19ضَ

الله جل وعلا يمهل المنافقين فاذا لم يكفوا شرهم اخذهم واغرى رسله وانتقم منهم جل وعلا وتلك سنة الله الامهال الى اهمال يمهل جل وعلا الظالم والمجرم والمنافق والذي يضمر الشر للمسلمين والمؤمنين - 00:37:42ضَ

والذي يسعى الايقاع بين المسلمين يمهله جل وعلا. لعله يرتدع لعله يتوب. لعله يرجع الى الله. فان لم يفعل اخذه الله جل وعلا اخذ عزيز مقتدر وهذه سنة الله في خلقه في الاولين والاخرين - 00:38:21ضَ

سنة الله في الذين خلوا يعني مضوا من قبل الرسل واممهم السابقة ولن تجد لسنة الله تبديلا. لا تبديل لسنة الله الله جل وعلا شن سنن لابد وان تحصل يظهر اولياءه - 00:38:39ضَ

جل وعلا ويمهل الفساق والمنافقين اصحاب المعاصي والاجرام يمهلهم لكن لا يهملهم فان تابوا وانابوا الى الله والا فظحهم الله جل وعلا ولهذا تجد الواقع حاليا المجرم اذا قبض عليه مثلا - 00:39:05ضَ

في جريمة سرقة عاوزنا او شرب خمر او غير ذلك اذا سئل وحقق معه لم نجد هذه هي المرة الاولى فليكون له سوابق غالبا ما يقبض عليه الا وقد سبق هذه الواقعة اخرى سترها الله عليه - 00:39:39ضَ

يسر جل وعلا اذا تمادى المجرم والفاسق في غيه وفجوره الله جل وعلا سلط عليه. وكشف ستره وفضحه بين خلقه وفي هذه الاية تعنيب للفساق وتحذير لهم بان الله جل وعلا وان ستر عليهم - 00:40:06ضَ

مرة بعد مرة فلابد ان لم يتوبوا ان ينفضحوا وان يقبض عليهم وان ينالوا العقاب والله جل وعلا يسر على عبده لعله يتوب لعله يرجع لعله ينيب الى الله لعله يؤنب نفسه - 00:40:36ضَ

ويستغفر ويبعد عما حرم الله فان لم يفعل فالله جل وعلا لا يهمله بل يسلط عليه فيقع في ايدي المؤمنين فيؤخذ ويقام عليه حد الله جل وعلا او التعزير المقرر لمثل عقوبته - 00:41:04ضَ

ولهذا قال جل وعلا سنة الله في الذين خلوا من قبله هذه سنة الله في خلقه انه لا يترك المجرم يتمادى في اجرامه ويستمر بل يكشفه يسلط عليه عباده المؤمنين بالقبض عليه وعقابه مقابل اجرامه - 00:41:28ضَ

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:42:02ضَ