Transcription
وفي الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه وحسنه الالباني عن عبيد ابن عمر رضي الله عنه انه قال لعائشة رضي الله عنها يا ام المؤمنين اخبرينا باعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ
الله! سؤال جميل والله رائع عبيد بن عمر يقول لامنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها اخبرينا يا ام المؤمنين باعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:21ضَ
قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة احذريني اتعبد الليلة لربي يا الله اتركيني الليلة اتعبد فيها لربي جل وعلا وهي ليلة ام المؤمنين عائشة - 00:00:43ضَ
فماذا قالت المحبة الطاهرة الصديقة بنت الصديق قالت والله اني لاحب قربك الله والله ما اجملها من كلمات قالت والله اني لاحب قربك واحب ما يسرك ان كان يسرك ان تقضي الليلة بين يدي سيدك والهك - 00:01:07ضَ
ومولاك فانا احب هذا لانه يسرك ويسعدك وانت تحبه انا احب ما تحب يا رسول الله قال ذريني اتعبد الليلة لربي قلت والله اني لاحب قربك واحب ما يسرك قالت - 00:01:33ضَ
ثم بكى بابي وامي وقلبي وروحي فلم يزل يبكي حتى بل الارض فجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة. اي بالصلاة الفجر فلما رأى بلال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي - 00:01:57ضَ
قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقال عليه الصلاة والسلام افلا اكون عبدا شكورا ثم قال لبلال لقد انزلت علي الليلة اية - 00:02:18ضَ
ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها لقد انزلت علي الليلة اية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها. يا ترى ما هي الاية وفي اي صورة انها قوله تعالى ان في خلق السماوات والارض - 00:02:36ضَ
واختلاف الليل والنهار لايات اللي اولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم وتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. الاية كلها - 00:03:02ضَ
وهي في سورة ال عمران هذا اصح ما وقفت عليه في فضل السورة وخصائصها فتعالوا بنا ايها الاحبة الكرام لنقف في محراب هذه الصورة المهيب في خشوع وخضوع وتذلل بين يدي الحق تبارك وتعالى - 00:03:22ضَ
ليلهمنا من اياته الكريمة وليعلمنا من اياتها العظيمة الدروس والعظات والعبر وليوفقنا لالتقاط جواهر المعاني ولآلئ الاحكام والدرر على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى. وان يرزقنا العلم والفهم لمراده ومراد رسوله انه ولي ذلك والقادر عليه - 00:03:50ضَ
تبدأ السورة الكريمة لقوله جل وعلا الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم هذه الاية الاولى والثانية وبفضل من الله جل وعلا وتوفيق ومدد قد تكلمت بالتفصيل - 00:04:21ضَ
في البسملة في اوائل كل سورة وتكلمت على الحروف المقطعة في اول سورة البقرة بالتفصيل. وكذلك في مقدمة التفسير وقد تقدم ايضا تفسير قول الحق جل وعلا الله لا اله الا هو الحي القيوم - 00:04:42ضَ
في اية الكرسي بما فيه الكفاية ويغني عن الاعادة الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق اي الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم - 00:05:02ضَ
نزل عليك يا رسول الله القرآن الجامع للهدى الجامع للاصول والفروع ولما كان وما هو كائن وما سيكون الى يوم القيامة نزله عليك بالحق الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه - 00:05:26ضَ
لانه تنزيل من حكيم حميد ولا يأتيه التبديل ولا التحريف ولا التناقض باي وجه من الوجوه ولا تطرق اليه الباطل ابدا في كل ما اخبر عنه فيما تقدم او تأخر من الزمان - 00:05:47ضَ
فكل ما في القرآن الكريم من امر ونهي وخبر ومثل وحكم هو الحق والصدق لانه تنزيل الحكيم الحميد تنزيل الحكيم الذي له كمال الحكمة وله كمال الحكم وله كمال العلم - 00:06:05ضَ
الذي لا يتوجه اليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال الحميد اي المحمود على ما تفضل به على عباده من النعم ومن اجل هذه النعم واشرفها تنزيل هذا الكتاب العظيم - 00:06:26ضَ
على قلب نبي عظيم صلى الله عليه وسلم ومن اللطائف وارجو ان تتدبروا جمال القرآن ودرره وجواهره ولطائفه من اللطائف في هذه الاية ان الله جل جلاله قدم ذكرى المنزل عليه صلى الله عليه وسلم - 00:06:46ضَ
على الكتاب المنزل ان الله تعالى قدم ذكرى المنزل عليه صلى الله عليه وسلم على الكتاب المنزل باسلوب الخطاب لما فيه من المؤانسة وبيان عظيم قدر النبي عليه الصلاة والسلام. وعلو شأنه - 00:07:10ضَ
ورفعة منزلته وشرف مقامه بابي وامي وقلبي وروحي. فتدبر قوله تعالى نزل عليك صلى الله عليه وسلم. الكتابة فقدم المنزل عليه وهو النبي عليه الصلاة والسلام على المنزل وهو الكتاب - 00:07:31ضَ
لجلالي وقدري وشرفي ومكاني ومكانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل اي انزل الله عليك القرآن بالحق بالحق الذي يجب له على خلقه - 00:07:52ضَ
من العبودية وشكر النعمة واظهار الخضوع وما يجب لبعضهم على بعض من العدل والانصاف في المعاملات ونزله بالحق فيما اخبر به عن الامم السابقة ونزله بالحق فيما تضمنه من امر ونهي ووعد ووعيد - 00:08:19ضَ
الذي يحمل المكلفين في السر والعلانية ان صدقوا على السير على طريق الحق في العقائد والعبادات والمعاملات ويحول بينهم وبين سلوك طريق الباطل والضلال وذلك بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة وهو القول الفصل - 00:08:41ضَ
الذي ليس بالهزل وهو الكتاب المصدق لما بين يديه من الكتب السابقة التي انزلها الله جل وعلا على انبيائه ورسله وهذا من اعظم الادلة على صدقه فلو كان القرآن الكريم والكتاب العظيم - 00:09:08ضَ
من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيرة وما كان موافقا لكل الكتب المنزلة من عند الله فيما جاءت به من الحق من الدعوة الى توحيد الله تبارك وتعالى والايمان به وحده - 00:09:26ضَ
وتنزيهه جل وعلا عما لا عما لا يليق به وما جاءت به من الامر بالعدل والاحسان والشرائع المحكمة التي هي صلاح وفلاح لاهل كل زمان ومكان كما قال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك - 00:09:43ضَ
وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وانزل التوراة والانجيل من قبل اي من قبل الكتاب المنزل عليك يا رسول الله والتوراة اسم للكتاب الذي انزله الله - 00:10:11ضَ
جل وعلا على موسى عليه الصلاة والسلام والانجيل اسم للكتاب الذي نزله الله جل وعلا على عيسى عليه الصلاة والسلام نزلهما الله تبارك وتعالى هدى للناس للناس الذين خوطبوا في زمان التوراة والانجيل - 00:10:30ضَ
بهذين الوحيين الجليلين والكتابين العظيمين لما اشتمل علي من الحق والهدى لكل من اراد الهداية والاستقامة ومن اهل التفسير من فرق بين نزل بالتضعيف وانزل بالتخفيف وقالوا التعدية بالتضعيف تدل على التنجيم اي على التفريق - 00:10:50ضَ
لان القرآن نزل منجما اي مفرقا بحسب الحوادث والوقائع لتثبيت فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام وللتدرج في التشريع للاجابة على اسئلة السائلين وبيان حكم رب العالمين في كل مسألة او نازلة تمر بهم - 00:11:16ضَ
اما الكتابان الكريمان التوراة والانجيل وقد انزلهما الله جل وعلا جملة واحدة والتحقيق يا اخواني واخواتي ان التعدية بالتضعيف لا تدل على التكفير ولا على التنجيم فلقد ورد مع القرآن الكريم لفظ نزل بالتضعيف وانزل بالتخفيف - 00:11:35ضَ
كما في قوله تعالى مثلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتذكرون. في اية واحدة في اية سورة النحل وقال تعالى وقد نزل عليكم في الكتاب وقال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. وقال تعالى - 00:12:02ضَ
انزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان التضعيف في نزل لا يفيد التنجيم اي التفريق وقد ورد اللفظان مع القرآن في ايات كثيرة كما ذكرت بعضها انفا وقيل المراد بالفرقان في قوله تعالى وانزل الفرقان - 00:12:27ضَ
قيل المراد بالفرقان هنا القرآن. وكرر ذكره بعدما ذكره باسم الجنس الكتاب ذكره هنا صفته مادحا له لانه يفرق بين الحق والباطل بعدما ذكره في اول الاية باسم الجنس هو الذي نزل عليك الكتاب - 00:13:01ضَ
تعظيما لشأنه ورفعة لقدره واظهارا لفضله وقيل بل المراد بالفرقان جنس الكتب المنزلة من عند الله جل وعلا لانها كلها فرقان بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام. وقيل بل المراد بالفرقان - 00:13:24ضَ
المعجزات التي ايد الله بها الرسل الذين انزل عليهم الكتب لانها فرقان بين الحق والباطل. وتفرق بين الصادق والكاذب من بعثه الله رسولا ونبيا وممن كذب وادعى النبوة والرسالة وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى انه الله - 00:13:46ضَ
الذي لا اله الا هو الحي القيوم وهو الذي نزل الكتاب بالحق والعدل على نبيي محمد صلى الله عليه وسلم وانزل التوراة على نبيه موسى والانجيل على نبيه عيسى. صلى الله عليهما وسلم - 00:14:08ضَ
وجعلها كلها هداية لمن اراد الهدى وفرقانا بين الحق والباطل يبين الحق جل وعلا بعد ذلك عاقبة من اعرض عن الحق وانحرف عن طريق الهدى زجرا للمعرضين عن هذه الدلائل الباهرات - 00:14:25ضَ
والايات البينات فقال سبحانه ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد. والله عزيز ذو انتقام. وهذا ما نتعرف وعليه ان شاء الله جل وعلا وقدر البقاء واللقاء في اللقاء المقبل باذنه وتوفيقه ومدده. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:14:45ضَ
وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:15:14ضَ