تفسير القرطبي فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي
تفسير القرطبي {سورة الأعراف} {12} {{294}} فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي
Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه. والذي خبث لا يخرج الا نكدا. كذلك نصرف الايات لقوم يشكرون. لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قوم - 00:00:00ضَ
اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم قال الملأ من قومه انا لنراك في ضلال مبين. قال يا قومي ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين - 00:00:24ضَ
ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم واعلم من الله ما لا تعلمون. اعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا. ولتتقوا ولعلكم فكذبوه فانجيناه الذين معه في الفلك والذين معه في الفلك واغرقنا الذين - 00:00:51ضَ
باياتنا انهم كانوا قوما عميد الحمد لله الحمد لله الذي انزل الينا اشمل الكتاب وارسل الينا افضل الرسل. وجعلنا خير امة اخرجت للناس فله الحمد وله الشكر على هذه النعم العظيمة والالاء الجسيمة - 00:01:25ضَ
والصلاة والسلام على خير خلق الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فان الله تعالى لما بين الايات السابقة انه يرسل الرياح نشرا وبشرا بين يدي رحمتي وهي المطر - 00:01:49ضَ
حتى اذا اقلت سحابا ثقالا وهي لما تحمله من الماء سقناه الى بلد ميت قاحل فانزلنا بذلك البلد الميت القاحل الماء فاخرجنا به من كل الثمرات اي من كل نوع من انواع الثمرات - 00:02:15ضَ
ثم قال جل وعلا كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون هذا اكبر برهان على الخلق وهو احياء الارض بعد موتها كذلك تخرجون كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكروه وقال كذلك النشور وقال كذلك تخرجون - 00:02:37ضَ
كما احيينا هذه البلاد القاحلة التي لا ماء فيها ولا مرعى يحيي الموتى ومن هذه قدرته ينبغي ان يطاع فلا يعصى وان يشكر فلا يكفر وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر - 00:03:02ضَ
ثم قال جل وعلا والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا كذلك نصرف الايات لقوم يشكرون البلد المكان او الموضئ او المحل الطيب الجيد الذي اكتملت فيه - 00:03:33ضَ
عناصر الجودة الطينة طيبة. الماء طيب الهواء طيب يخرج نباته بارادة ربه وقدرته باذن ربه وارادته وقدرته يخرج خروجا جيدا جميلة متكاملا والذي خبث والخبث يقال للربيع ويقال للحرامي ويقال للسيء - 00:04:00ضَ
لا يخرج الا نكدا لا يخرج الا خروجا غير مفيد وغير جيد وبعناء وبتعابين وهذا مما يعني يضرب الله الامثال للناس ليذكروا وليشكروا وليتأملوا فالبلد الطيب مثل نفس المؤمن والبلد الخبيث مثل نفس المنافق والكافر - 00:04:38ضَ
او كما ان الارض التي هي خبيثة ولا تنبت صاحبها يكد عليها ويتعب حتى ينال منها الشيء فينبغي ايضا للعاقل ان يكد حتى ينال شيئا ولا يضيع عمره بدون تعب لاجل ان ينجو بنفسه - 00:05:14ضَ
اذا والمكان الطيب يخرج نباته باذن ربه جيدا طيبا والمكان الخبيث الرديء لا يخرج الا نكيدا لا يخرج الا ضعيفا قليل الغلة بعناء كذلك مثل هذا البيان نصرف ونوضح الايات - 00:05:38ضَ
بقوم فضلاء شرفاء يشكرون نعم الله التي اعطاهم واسداها عليهم بنزول المطر وان بات الارض والدفع عنهم والاعطاء لهم والامتنان عليهم الكثير مثل هذا البيان نبين الايات ونوضحها بقوم لمن يشكر الله تعالى ويعلم - 00:06:02ضَ
ما اعطاهم من النعم ولذلك من من من خصائص الربوبية زلزال المطر قال تعالى وانزلنا من السماء ما ان طهرا لنحيي به بلدة ميتاء ونسقيه مما خلقنا انعاما واناسي كثيرا - 00:06:27ضَ
ولقد صرفناه بينهم ليذكروا جعلنا بعض البلاد قاحلة لا ماء ولا مرعى ولا ينبت وجعلنا بعض البلاد خصبا جيدا مليئا من الزرع والغابات والنبات والزهور ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم اصبح من عبادي مؤمن بي كافر بالكوكب - 00:06:53ضَ
واصبح من عبادي كافر بي مؤمن بالكوكب ولذا من البراهين التي يكثر ايرادها في القرآن على وحدانية الله واستحقاقه للعبادة انزال المطر واخراج النبات من الارض وخلق السماء والارض وخلقنا نحن واباؤنا - 00:07:22ضَ
هذه الثلاثة يكثر ارادة في القرآن لانها اكبر برهان عن القدرة وعلى ان الله هو الذي يخص بالعبادة وهو الذي يخص بالطاعة وهو الذي يخص بالخوف وهو الذي يخص رجاء - 00:07:55ضَ
ولذلك لما جاء في اول امر في القرآن في المصحف ذكر هذه الامور لما قسم الناس الى مسلم وكافر ومنافق واعطى كل شريحة صفاتها وحكم عليها بحكمها زادت طوائف الثلاثة - 00:08:14ضَ
يا ايها الناس بعد ان اتى بوصف المؤمنين ووصف الكافرين ووصف المنافقين ناداهم الثلاثة وقال يا ايها الناس ثم اتى باول امر في المصحف اعبدوا ربكم ثم احدها تساؤلا ضمنيا - 00:08:41ضَ
من هو ربنا الذي نعبد الذي خلقنا واباءنا وخلق السماء وخلق الارض وانزل المطر من السماء واخرج النبات من الارض ثم جاء باول نهي في المصحف فلا تجعلوا لله اندادا. وهذا معنى لا اله الا الله - 00:08:58ضَ
وحظ الاثبات منها اعبدوا ربكم وحظ النفي منها فلا تجعلوا لله اندادا. وجاءت مفرقة بينها الادلة القاطعة على ان الله هو اللي يستحق للعبادة وان الخلق عاجزون فينبغي ان يشكروا ربهم ويطيعوه ولا يعصوه - 00:09:21ضَ
هذا يكثر دوره في القرآن ثم جاء بعد ذلك ببرهان محمد رسول الله اذا قال والبلد الطيبون المكان المنبت يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا كما ان - 00:09:41ضَ
المؤمن يعمل وينتج ويطيع الله ويصلي ويصوم ويقرأ القرآن ويتصدق ويساعد المسلمين والكافر والمنافق لا يذكر الله الا قليلا ولا يعملون شيئا وما عملوه ايضا لا يجد لان قلوبهم سبخة - 00:10:02ضَ
لا تنبت ايمان لا تنبت انتاج مثل هذا البيان والوضوء والايضاح يبين الحجج والبراهين لقوم يفهمون فيشكرون الله على ما اسدى اليهم من النعم وعلى ما دفع عنهم من النقم - 00:10:25ضَ
كذلك يصرف نوضح ونبين الايات الحجج والبراهين لقوم اي لقوم فضلاء عقلاء شرفاء يشكرون الله تعالى ولذلك ضمن الله للشاكرين ان يزيدهم لئن شكرتم لازيدنكم. والله لا يخلف الميعاد ولئن كفرتم - 00:10:46ضَ
وان تتولوا ذلك هذا الكتاب اذا وفهمه الناس ووضح لهم لا يبقى مكان للكفر. لا يبقى مكان للضلال هذا الكتاب نور وهداية وتبيان لكل شيء فاذا وضح للناس وفهموه لا يبقى مكان للضلال ولا للكفر - 00:11:15ضَ
حري بنا الحقيقة ان ندرسه ونفهمه ونتأمله اذا يقول لقوم يشكرون والشكر في اللغة هو ان تعلف الدابة ليظهر فيها من السمن اكثر مما تأكل ويقال دابة الشكور هذا اصل الشكر الشكر - 00:11:45ضَ
ان يظهر على الدابة من السمم اكثر مما تأكل من العلف يقال دابة الشكور ثم استعمل مكافأة المعروف بالمعروف ولذلك لا يشكر الله من لا يشكر الناس من عمل لكم معروفا - 00:12:16ضَ
فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئوا فادعوا له حتى تروا انكم قد كافئتموه وربنا ضمن لمن شكر ان يزيده. لئن شكرتم لازيدنكم فالشكر هو ان يظهر العبد نعم الله عليه - 00:12:39ضَ
باستعمالها في طاعة الله فلا يستعمل المال الذي اعطاه الله في الحرام ولا يستعمل البصر الذي اعطاه الله في النظر للحرام ولا يستعمل البيان اللسان الذي اعطاه الله وعلمه البيان في الغيبة ولا في الكذب ولا في الظلم - 00:13:04ضَ
ولا يستعمل العقل الذي اعطاه الله في الحرام وقال والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون اعطاكم موارد العلم لتشكروا الله في المصحف - 00:13:26ضَ
لتسمعوا القرآن لتقرأوا لتتأملوا كيف تنقذون انفسكم وكيف تنقذون اخوانكم من العطب والهلكة من اهم الشكر انك نعم الله لا تستعملها في في في معصيته هذا الذي دفع عنا ربنا من النقم - 00:13:48ضَ
واعطانا من النعم وبالاخص في هذه الايام لا يعلمه الا الله اكرمنا بالايمان اكرمنا بالرمال اكرمنا بالامن اكرمنا بالعافية اكرمنا باننا في بلد تضاعف فيه الحسنات نعم على نعم لم يراها الاباء ولا الاجداد - 00:14:10ضَ
لذلك هذه النعم نرجو الله ان يديمها وان يرزقنا الشكر فاذا شكر العبد ربه زاده في الدنيا ورحمه في الاخرى هذا البيان نبين الايات لقوم يشكرون ربهم ثم قال لقد ارسلناه نوحا - 00:14:37ضَ
الى قوله هذه القصص التي تأتي في القرآن فوائدها يظهار اعجاز القرآن وهو ان القصة الواحدة تأتي بطرق مختلفة وهي في غاية الحسن والجمال وجمال الاسلوب وقوته مما يدل على ان هذا الكلام وصل مرحلة من الحسن لا يستطيع البشر ان يصل اليها - 00:15:01ضَ
الامر الثاني بيان صدق النبي صلى الله عليه وسلم الثالث بيان انه رسول انه يأتي بأمور هو لا يقرأ ولا يكتب ولا يمكن ان يعلمها الا عن طريق الوحي لذلك قال الله تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك - 00:15:34ضَ
اذا اغتاب المبطلون تلك من انباء الغيب نوحها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا اذا يقول والله لقد ارسلنا نوحا الى قوم نوح ليس ادريس وهو اول الرسل بعد ادم - 00:15:58ضَ
ارسله الله الى قومه عنده خمسون سنة او مئة سنة الله اعلم فقال له في قومه يا قوم اعبدوا الله هذه دعوة الرسل كل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره يعني اعبدوا الله ولا تشركوا به غيره - 00:16:20ضَ
اعبدوه يعني اطيعوه ما لكم من اله غيره اي لا تشركوا به غيره هو الذي يستحق العبادة والعبادة اصلها الخضوع والتذلل وهو اسم جامع بكل ما طلب الله به الخلق من الاقوال والافعال - 00:16:46ضَ
ولا الاعمال الظاهرة والباطنة عبادة بعضها قلبي كالخوف والرجاء والمحبة والكراهية وبعضها كالمال كالزكاة وبعضها بالبدن كالصوم والصلاة وبعضها مشترك كالحج اعبدوا الله اخلصوا العبادة لله سواء كانت عبادة قلبية او بدنية او مالية - 00:17:16ضَ
ما لكم ليس لكم بالاله من في سياق النفي لا اله الا الله للاله غيره او غيره كل قرأ اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم ان لم تتوبوا وتقلع عن الشرك - 00:17:46ضَ
اذا نوح قال لقومه هذا الكلام الواضح الجميل قال الملأ الملأ الاشراف الذين يملؤون العين ويملأون المجلس من قومه اي من جماعته ان نحن لا نراك لا نعتقد انك في ضلال - 00:18:11ضَ
في ذهابي وبعدد واضح عن الحق وعن الرشاد قال يا قوم يا يا قومي اصلها يا قومي يا عبدي عبده عبده يا المنادى اذا اضيف يأتي على خمسة امور معروفة - 00:18:35ضَ
قال يا قومي ليس بظلالة انا لا لست ضالة ولكني رسول من رب العالمين انا لست ظالم ولكني رسول من رب العالمين من موجد الكون ومربي العالم كله الذي يغذيه ويدفع عنه ويعطيه - 00:18:55ضَ
ويكلأه ويحفظه ويرزقه ابلغكم اوف لكم رسالات ربي التي ارسلني بها او رسالة وانصح لكم اخلص في ابلاغكم ما ارسلت به اليكم واعلم من الله ما لا تعلمون واعلم ان الله تعالى ان لم تتوبوا وترجعوا عن الكفر يهلككم في الدنيا ويعذبكم في الاخرى - 00:19:18ضَ
اذا انا عندي من العلم ما ليس عندكم قال رسول من رب العالمين ابلغكم امرا ان لم تعملوا به تقعوا في الهلكة او عجبتم استغربتم وتعجبتم ان جاءكم ذكر وحي من ربكم - 00:19:52ضَ
على رجل من جملتكم ليخوفكم لتتقوا الكفر لعلكم بذلك ترحمون يحتجون من النار ومن العطب فكذبوه ما قبلوا نوح لما كذبوه وجلس معهم الف سنة الا خمسين عاما وبدأ يعمل السفينة - 00:20:11ضَ
وقالوا له بعد ان كنت نبيا صرت نجارا وجمع الالواح وعمل السفينة وقال الله تعالى وازدجر فدعا ربه اني مغلوب فانتصر قال فانتصر يا ربي. ففتحنا ابواب السماء دماء منهمر ايش - 00:20:46ضَ
وفجرنا الارض عيونا فجرنا الارض عيونا هي هي قوله تعالى حتى اذا جاء امرنا وفارت هذا على اصح التفاسير ان التنور هي وجه الارض وان اباها جلة من العلماء لقوله وفجرنا الارض عيونا - 00:21:11ضَ
والتنور وجه الارض كما قال وهي تجري به في موجد كالجبال وفي هذا الموقف العصيب قال نوح لابنه يا بني كم على تعال معنا ولا تكن ايش مع الكافرين قال الولد نرجو الله السلامة والعافية - 00:21:29ضَ
قوي ساوي يعصمني من الماء قال له لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم وكان نوح مطمئنا ان الله ينجي ولده لانه قال له انا منجوك واهلك فلما انتهى المطر - 00:21:50ضَ
وقال الله وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سما واقلعي وغيظ الماء وقضي الامر واستوت على الجوذي وقيل بعدا للقوم الظالمين قال نوح ربي ان ابني الاهلي وان وعدك الحق وانت قلت لي انا منجوك واهلك - 00:22:11ضَ
قال له ربه يا نوح انه ليس من اهلك الموعود بنجاتهم. انه عمل غير صالح لا تسألني ما ليس لك بي علم قال لو ربي اني اعوذ بك ان اسألك ما رزقني به علم - 00:22:33ضَ
والا تغفر لي وترحمني لكم من الخاسرين وهذا اكبر دليل على ان الانبياء والرسل لا يعلمون الغيب لان لوح قال ربي نبني من اهلي حتى اخبره الله وقال انه ليس من اهلك الموعود بنجاتهم - 00:22:49ضَ
فكذبوه والذين معه في الفلك في السفينة وارقنا الذين كذبوا باياتنا انهم كانوا قوما عميد يعني العمى هو عياذا بالله عمى البصيرة نرجو الله السلامة والعافية ولذلك لا يغتر احد - 00:23:07ضَ
ان اباه صالحا او جده او اهله كل نفس بما كسبت رهيبة فكل انسان مؤاخذ بعمله ينبغي لنا ان نخلص بربنا ونجتهد في العبادة ونتعرض لمواسم الخير لانها فيها ربح - 00:23:33ضَ
لمن استغلها وربنا نبهنا على ذلك بقوله وهو الذي جعل الليل والنهار لمن اراد ان الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل ينبغي ان نبادر بالطاعة ونجتهد في الاعمال الصالحة وبالاخص - 00:24:04ضَ
في اشهر الحج وفي هذه الشهرة التي هي من شهور الحج ومن الشهر الحرام هي من شهر الحج ومن ونجتهد في الطاعة ونساعد استطعنا للرفع من مستوى الاسلام والمسلمين نرجو الله جل وعلا - 00:24:27ضَ
ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وان لا يجعل الامر ملتبسا علينا فنضل واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:24:47ضَ