تفسير القرطبي فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي

تفسير القرطبي {سورة الرحمن} {3} {{781}} فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي

عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فكانت وردة فيومئذ لا يسأل عن ذنبه ولا جان يعرف المجرمون بسيماهم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدار هذه جهنم هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون - 00:00:00ضَ

يطوفون بينها وبين حميم ولمن فبأي فيهما عينان تجر فيهما من كل فاكهة زوجا متكئين على فرشها من استبرق لم يطمثهن هل جزاء الاحسان الا الاحسان فبأي الحمد لله الذي انزل الينا اشمل كتاب - 00:01:28ضَ

وارسل الينا افضل الرسل وجعلنا خير امة اخرجت للناس فله الحمد وله الشكر على هذه النعم العظيمة والالاء الجسيمة والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه - 00:05:07ضَ

اما بعد فقد سبق ان قلنا ان هذه السورة فيها فباي الاء ربكما تكذبان وثلاثون مرة وثمان جاءت لبيان قدرة الله تعالى الرحمن علم القرآن بعدين فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان - 00:05:28ضَ

بيان قدرة الله وسبعة لبيان النار وخطورتها واهلها وما يكون فيها وثمانية في بيان الجنة وطبقاتها للدرجة العليا وثمانية للجنة والدرجة التي دون الأولى اذا زمان وزمان وسبع وثمان احدى وثلاثون - 00:05:54ضَ

من فبأي الاء ربكما تكذبان وسبق ان قلنا ان القرآن يكرر المعاني ويوضحها ويأتيها باساليب متفرقة حتى يستوعب السامع ذلك ويفهمه يقول جل وعلا فاذا انشقت السماء هذا تقدم بالامس فاذا انشقت السماء - 00:06:25ضَ

انشقت يعني انفلقت فكانت وردة كالوردة سواء قلنا الفرنسي الأحمر او كانت كالوردة نفسها قولان للعلماء هل المقصود تشويه السماء بلون الفرس الذي اعلنه الوردة او بتشبيه الوردة قولان للعلماء - 00:06:53ضَ

كالدهان مثل الدهان الذي يلمع الزيوت. درديري الزيت ان يكون لها لمعان وقالوا هذا لشدة خوفي السماء من الله تعالى ومن يوم القيامة فباي نعم ربكما في هذا يكذبان الجن والانس - 00:07:19ضَ

فيومئذ تتشقق السماء وتأتي القيامة لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان وهنا وقفة مع العلماء لان هذا لغير المتأمل يرى ان الايات بينها بعض التبان لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان - 00:07:49ضَ

مع قوله فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون لذلك قال بعض العلماء لا يحتاج في هذا الموقف سؤال لان كل واحد كتاب معو والسماه في وجوهه. سماه في وجوههم المتقون - 00:08:12ضَ

وجوههم مشرقة عليها النضارة والجمال والحسن والمجرمون وجوههم مكفهرة عليها غبرة ترهقها مما يحتاج ان يسأل كل واحد سيماه في وجهه هؤلاء محجلون من اثار الوضوء وجوههم كالبدر وهؤلاء وجوههم كالحة عابسة - 00:08:32ضَ

زرق العيون يعني ابشع صورة نرجو الله السلامة والعافية وقيل لا يسألون في اماكن ويسألون في اماكن اخرى وقيل لا يسألون سؤال من يريد ان يصل الى علم وانما يسألون سؤال تعذيب وتوبيخ - 00:09:00ضَ

وتقرير فباي نعمي ربكما ايها الانس والجن تكذبان وهي نعم كثيرة لذلك ورد عن الجن في اثر ليس بالقوي ولا بشيء من الاء ربنا نكذب نعم يعرف يعرف المجرمون بالسمام. هنا بني الفعل للمجهول - 00:09:24ضَ

يعرف الملائكة المجرمين بعلاماتهم الفارقة عن المتقين اذا الملائكة تأتي وتحاول ان تدفعهم للنار وتسحبهم على وجوههم وتدعهم وجهنم تحاول ان تلتهمهم عياذا بالله. لها سبعة ابواب شهيق وزفير نرجو الله السلامة والعافية - 00:09:54ضَ

يعرف المجرمون ويعرف الملائكة واهل المحشر المجرمون المجرمين بعلاماتهم جينا بني للمجهول لان المقصود الكلام على المجرمين ما هو على من عرفهم او غيره الكلام منصب عليه لا على من من تعامل معاهم لان المقصود هم - 00:10:25ضَ

تعليمهم واهانتهم. اما الذي يعذبهم الكلام ليس عليه. عليهم هم. لذلك بني الفعل للمجهول علاماتهم وباماراتهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام قيل يؤخذ بعضهم بناصيته ويسحب للنار وبعضهم يؤخذ بقدمه ويسحب للنار - 00:10:50ضَ

وقيل تأخذ الملائكة بناصيته اقدامه وهكذا تطبقه وترميك في النار نرجو الله السلامة والعافية ويؤخذ المجرم بناصيته وقدميه ويلوى ثم يطبق ويرمى في النار نرجو الله السلامة والعافية ويقال لهم - 00:11:15ضَ

هذه جهنم يقال لهؤلاء هذه جهنم التي كنتم التي يكذب بها المجرم المجرمون لا لا يصدقون بالجنة ولا بالنار ولا بالملائكة ولا اه نعيم القبر ولا بعذابه ولا ولا يصدقون - 00:11:43ضَ

في السماء المجرمون الملحدون لا يصدقون الا بما يرون الذي لا يرى ما يصدق به هذه جهنم النار اعوذ بالله سقر كل درجاتها التي يكذب بها الكافرون المجرمون هنا الكافرون - 00:12:05ضَ

يقال لهم يطوفون بينها بين جهنم وبين الماء الحار الذي انتهى درجة حرارته وصل درجة لا يمكن ان يكون شيء فوقها. ان نضج ووصل الى درجة من الحرارة لا يمكن - 00:12:34ضَ

ان يصل اليها اخر درجة في الغليان يطوفون بينها وبين حميم شديد الحرارة او حاضر مهيأ لهم ما ان مهيأ لهم فباي نعم ربكما ايها الانس والجن تكذبان هنا انتهى - 00:12:58ضَ

مقطع الكفار انتهينا مقطع الكفار بدأ مقطع الناس الذين تعبوا في الدنيا نهوا النفس عن الهوى تعبوا في الصلاة في الليل تعبوا بالعطش في النهار بذلوا اموالهم بذلوا اوقاتهم بذلوا وجاههم كتموا غيظهم - 00:13:31ضَ

تغاضوا عن اخوانهم تركوا شهواتهم لاجل ربهم ولمن خاف مقام ربه جنتان وللذي خافوا القيام بين يدي الله ومحاسبة جنة بخوفه وجنة بتركه المحرمات كونه خاف من الله وكونه نفذ ذلك الخوف وترك الحرام له جنتان. بستانان - 00:13:56ضَ

اغصان والوان او انواع الجنات فيها اشجار لها الارصاد. او الجنات فيها انواع مختلفة من الثمار والزروع والزهور والمياه والانهار فباي نعم ربكما ايها الانس والجن تكذبان فيهما اي في الجنتين - 00:14:50ضَ

عينان الدرجة اللي بعدها اما هذي تجري اذا هذه الطبقة فوق هؤلاء كان صومهم اكثر وقيامهم اكثر ويقينهم اكثر وصبرهم اكثر وتضحيتهم اكثر فنالوا اكثر ولذلك كل واحد يحصل على قدر ايش - 00:15:24ضَ

على قدر عمله يشتعل كثير ينال محل كبير اللي يشتغل قليل يا معلش ولذلك ربنا كريم يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة من بنى لله مسجدا ولو مفحصة قطاة يعني مسجد ولو صغير - 00:15:56ضَ

بنى الله له بيتا ولذا لما لا سبق ابو بكر الصحابة رضي الله عنه سبقهم بالعمل كان يعطي ما له كله اول من امن كان لا ينال لا يريد الا الدين - 00:16:19ضَ

ذلك ما سبق احد في الخير ابو بكر الا ابا بكر الا سبقه ابو بكر ما لاحد عندنا يد ما كافئناها له الا ابا بكر هل انتم تاركوا لي صاحبي - 00:16:45ضَ

ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن يجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى وما لاحد عنده من نعمة الفزع لذلك بذل فاصبح افضل الناس بعد الرسل - 00:17:05ضَ

ما كان كثير من الناس يعرف ابا بكر الا عند انتقل النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى ابو بكر عمر وعلي هو جاء وقال بابي انت وامي مت الموتة التي كتب الله لك - 00:17:29ضَ

ورقة على المنبر قال الصحابة كاننا لم نسمع الاية اذا بالبدن يرتفع المسلم وبالنوم والكسل وعدم العمل ينخفض المسلم كل شيء بالعمل لولا المشقة الناس كلهم الجود يفقر والاقدام ان السيادة - 00:17:49ضَ

اعلمن مشقة لولا صعوبتها لساد الارذل ما كل من طلب السيادة نالها ما نالها الا الكريم المفضل ان السيادة في اثنتين فلا تكن يا ابن المشايخ فيهما بالزاهد حمل المشقة - 00:18:20ضَ

واحتمال اذى الورع. حمل المشقة واحتمال اذى الورع ليس المشمر للعلاك القاعدي قل للذي طلب العلا بسواهما هيهات تضرب في حديد بارد ما في ما في سيادة ما في الفضل - 00:18:44ضَ

الا بحمل المشقة واحتمال اذى الورع واحد مريض تعالجه واحد مظلوم ترفع عنه المظلمة واحد محتاج تزيل كربته حمل المشقة مشاق واحتمال واحد يجيك ويظلمك. قل له سامحك الله يتسلط عليك ويسبك بدون شيء - 00:19:05ضَ

قل له سامحك الله في ما له اذى الورع هذا الذي يمارس الناس ولذلك هذه الجنة ماذا قال؟ قال فيها اول شيء اول اية فيها ولمن خاف مقام ربه خاف هذا اليوم - 00:19:32ضَ

فبدل من ماله من وقته من جاهه من عرضه من راحته خاف خاف يوم القيامة فبدل ذلك الذي يمارس الناس البذل الانسان ماذا دم ولحم الذي يمارس الناس الفضل بذل - 00:19:53ضَ

ولذلك خير الناس انفعهم للناس لذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم اكثر الناس نفعا للناس لا يأتيه احد يريد شيئا الا عطاه اياه ولا يكافئ من احد شيء لا يغضب الا لله - 00:20:19ضَ

صلوات الله وسلامه عليه فيهما اي في الجنتين عينان وبما يريد العسل وباللبن خمر كل ما يريده فيها انهار من ماء غير ات وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى - 00:20:43ضَ

ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم هذا يساوي كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما. فقطع معهم هذا يتكرر ويعاد حتى يكون كل واحد على بصيرة من امره - 00:21:20ضَ

ما يبقى واحد يقول انا ما فهمت انا ما استوعبت انا ما ادركت فيهما اي في الجنتين لكل فاكهة كل فاكهة احمر احضر ابيض اصفر الوان واشكال كل فاكهة فيها انواع من زوجات - 00:21:41ضَ

فباي نعم ربكما ايها الانس والجن تكذبان هؤلاء في الجنة متكئين الاتكاء هو الاعتماد على الطرف هكذا يتكئ جلسة المتفضل المستريح على رفرف على فروش جمع فراش بطائنها من استبرق قال العلماء اذا كان البطانة من الاستبرق ما لا يكون الظاهر - 00:22:07ضَ

يكون من الزبرجد او يكون من الياقوت. او يكون من شيء لا يعلمه الا الله. فيها ما تشتهيه الانفس ما يمكن ان يوصف. اذا كان الباطن التحت بطائرها من استبرق فكيف يكون العلاء ما لا يكون - 00:22:33ضَ

الباطن من الاستبرق هذا اللي تحت طيب ماذا يكون اللي فوق من الياقوت او من ما لا شيء لا يمكن ان يوصف وجلى الجنتين يأتيك تريد فاكهة انت جالس تأتيك - 00:22:50ضَ

تريدها انت نايم تأتيك تريد ان تواقف تأتيك يدنو منك على قدر حاجتك الله لا يسأل عما يفعل وان اردت ان يأتوك الولدان يصبوا لك ويجنوا لك يأتيك اللي تحب - 00:23:10ضَ

هم من يخدمك يخدمك. تحب ان يأتيك الفاكهة يأتيك الغصن وتاخذ حاجتك ويرجع شيء لا يوصف وجنى الجنتين قريب منك على قدر حاجته واقف جالس نايم متكئ فباي نعم ربكما تكذبان ايها الانس والجن - 00:23:28ضَ

اي في الجنان جنتان وجنتان اصبحت الجنان اربعة فيهن اي في هذه الجنان قاصرات الطرف قاصرات تعبير عن حبها لزوجها وتعلقها به وعدم انصرافها لغيره وهذا يكمل المتعة لان اذا كانت - 00:23:54ضَ

زوجة الرجل لها تعلق بغير هذا ينغص العشرة ويأتي بالغيرة للرجل قاصرات الطرف تعبير عن لا حاجة لهن الا في ازواجهن صرفها وحاجتها في زوجها فقط لم يطم السنة انس قبلهم ولا جان - 00:24:27ضَ

اختلفوا في هذا التعبير وبعضهم قال لم يطمثن لم يطأهن وبعضهم قال لم لم يقربهن وبعضهم قال انها لا زالت على بكارتها فلم على ما زالت بكر والطمس هو ما يأتي من المرأة في اول اتيان الرجل لها - 00:24:56ضَ

يقال الافتضاد هذا هو الراجح وبعضهم قال هو تعبير عن الجماع وهنا وقفة مع الجن وانهم يدخلون الجنة ومن الغريب ان بعض العلماء قالوا ان الجن لا يدخلون الجنة وما دام - 00:25:19ضَ

من الجن مسلمين ومن الانس مسلمين. ما بال الجن لا يدخلون الجنة وهذا يدل على انهم ايش يدخلون الجنة وذلك لم يطمثن انس اي الانسية. ولا جان اي الجنية ويكون هذا اقوى. اما تزويج الانس للجنية فهذا كلام - 00:25:42ضَ

لا يثبت منه شيء وتثبيت وتزويج الجن للانس هذه امور كلام لا يثبت منها شيء وانه ما هو كلام اما عند المحك لا يعرف هذا ولكن قالوا ان الرجل اذا اتى اهله - 00:26:05ضَ

ولم يذكر الله ولم يقل الدعاء قالوا ان العضو يأتيه الشيطان ويكون عليه وعند ذلك يكون هذا المقصود ايش بطمث الجني كما انه اذا اراد ان يأكل اكله ولم يسم الله - 00:26:29ضَ

شاركه فيه الجني هذا قول من الاقوال والتعبير ان هؤلاء الازواج طاهرات مهيئات لم يقربهن احد وهن مهيئات لازواجهن. وهذا من تمام النعمة ومن تمام الاكرام ومن تمام المتعة نعم - 00:26:49ضَ

فباي نعم ربكما تكذبان ايها الانس والجن كانهن الله اكبر كأنهن هؤلاء الازواج الياقوت الياقوت قيل الكبير منش الى الجواهر والمرجان الصغير وقيل ان الواحد منهم تلبس اللباس ولكن اذا لبسته يرى مخ ساقها لصفائها وجمالها وكثرت لمعانيها. كما ان - 00:27:15ضَ

هذا الياقوت اذا وضعت فيه السلك ترى السلك من وراء الياقوت لجماله ولا معانيه كانهن الياقوت والمرجان فباي الاء ربكما تكذبان ثم قال جل وعلا هل جزاء الاحسان الا الاحسان - 00:27:47ضَ

من احسن وعبد ربه على اخلاص ومراقبة واجتهاد وترك المحرمات على خوف من ربه وامتثال لامره هل هذا يترك هذا هو الذي يحسن من احسن في عبادته وفي طاعته لربه ربه يحسن عليه ويعطيه المنازل العالية - 00:28:09ضَ

وحور العين ويعطيه كل ما يريد. هل جزاء الاحسان الا الاحسان اذا جزاء من اطاع ربه الجنة جزاء من استقام ان يجعل له منفذ من كل ضيق جزاء من كغمى غيره الله تعالى - 00:28:36ضَ

يغفر له في وقت الحاجة. جزاء من ستر على مسلم ستره الله جزاء من بذل الله يبذل له الجزاء الاحسان نرجو الله جل وعلا ان يجعلنا من المحسنين اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وان لا تجعل الامر ملتبسا علينا فنضل - 00:28:58ضَ

اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اختم بالسعادة اجالنا واقرن بالعافية غدونا واصالنا واجعل الى جنتك مصيرنا ومآلنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. سلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على - 00:29:26ضَ

نبينا محمد وعلى اله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:29:46ضَ