تفسير القرطبي فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي
تفسير القرطبي {سورة الفتح} {5} {{754}} فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي
Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل للمخلفين من الاعراب ستدعون الى قوم اولي بأسهم تقاتلونهم او يسلمون يقاتلونهم او يسلمون يؤتيكم الله اجرا ليس على الاعمى حرجا ولا على الاعرج حرج - 00:00:00ضَ
ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار ومن يتولى يعذبه عذابا اليما - 00:01:13ضَ
لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعدل لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعل فانزل السكينة عليهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريب ومظانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيم - 00:02:08ضَ
وعدكم الله مغانم كثيرة فعجل لكم هذه فعجل لكم هذه وكف ايديهم ناسعا وكف ايدي الناس عنكم ولتكون اية المؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما ولو قاتلكم الذين كفروا لو الادبار ولو قاتلكم الذين كفروا لو الادبار ثم لا - 00:03:06ضَ
ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل الحمد لله الذي انزل الينا اشمل كتاب وارسل الينا افضل الرسل وجعلنا خير امة اخرجت للناس. فله الحمد وله الشكر على هذه النعم العظيمة. والالاء الجسيمة - 00:04:50ضَ
الصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فان الله تعالى يبين في هذه الايات انواع الشرايح شرايح الامة شرايح الخلق وصفات الشرائح وجزاءها - 00:05:44ضَ
ثم ان كل جمل بعد جملة اخذة بحجزها. لان هذا القرآن بينه ترابط عجيب هو حقيقة معجز ومقنع وجميل لكن نحتاج ان نعطيه شيئا من اوقاتنا ويقول جل وعلا سيقول المخلفون - 00:06:06ضَ
من الاعراب من الاعرابي قل للمخلفين من الاعراب يقول تعالى قل للمخلفين من الاعراب ستدعون الى قوم اولي بأسه شديد اذا هذه الشريحة التي منعت ان تذهب الى خيبرة مع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:30ضَ
تأثرت وتألمت من ذلك وقالوا انتم تحسدوننا وقد اخبر الله المسلمين انهم يذهبون الى خيبر بمفردهم ولا يشاركوهم غيرهم من المسلمين لمصارعتهم للذهاب معه ولمبايعتهم له تحت الشجرة كما سيأتي - 00:06:49ضَ
فلما حزن هؤلاء وتألموا فقال الله لنبيه قل لهم يا نبي كل المخلفين من الاعراب والاعراب سكان البادية من العرب وقد يطلق تجوزا على ساكن البادية لكن الاعرابي هو البدوي من العرب الذي يسكن البادية - 00:07:12ضَ
وقد يتجوز فيقال للبدوي ولكن هو للعربي الذي يسكن البادية قل يا نبيي للمخلفين الذين لم يذهبوا معك الى خيبر الى الحديبية ومنعوا من ان يذهبوا معك لخيبر لانه جعلها مكافأة وخاصة لهؤلاء الذين بايعوا على الموت - 00:07:36ضَ
ستدعون الى قوم اولي بأس شديد ستدعون الى قتال قوم شجعان واقوياء وللعلماء في ذلك الستة اقوال والطبري قال الذي يفهم من النصوص انهم قوم رجال اقوياء شجعان ولم يبين الله انهم من ايديه - 00:08:04ضَ
ولم يأتي نص يبين ذلك ومنهم من قال هوازن ومنهم من قال ثقيف ومنهم من قال بنو حنيفة ومنهم من قال الفرس ومنهم من قال الروم ومنهم من قال الفرس والروم - 00:08:30ضَ
ومنهم من قال الله لم يبينهم ونبيه لم يبينهم هم قوم اولو بأس شديد اقوياء وهؤلاء القوم تقاتلونهم او تقولون لهم اما ان تدخلوا في الاسلام واما ان نقاتلكم وهذا قد يستدل به على - 00:08:47ضَ
جماعة مسيلمة لانهم كانوا شجعان وسبق لهم ان اسلموا. والذي دخل في الاسلام وخرج منه لا يقبل منه الا الاسلام او ايوة الا القتل او الاسلام ما يقبل منه انه - 00:09:09ضَ
الذي دخل في الاسلام لا يخرج منه من بدل دينه لكن يؤجل يوم يومين اذا كانت عنده شبه فان تطيعوا ايها الممنوعون من الذهاب الى خيبر ولتلتزموا وتقاتلوا كما امرتم - 00:09:27ضَ
يؤتيكم الله اجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل ولم تذهبوا مع نبيكم الى الحديبية يعذبكم الله عذابنا لمن؟ او نعذبكم عذابا اليما. نعم هنا لما جاء التولي طالعة النفس - 00:09:52ضَ
طيب من لم يكن عنده القوة فما لا يكون عليه وقال الله تعالى ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرام ما جعل عليكم في الدين - 00:10:23ضَ
هذا الدين دين يسر الاعمى فاقد البصر والمريض هو الذي اعتلت صحته ولم يستطع ان يبالغ العمل لمرض او لزمانه والاعرج هو الذي اذا مشى كان يخطل في احدى رجليه - 00:10:41ضَ
رجليه مرض فاذا مشى يختل مشيته وتوازنه هؤلاء لا حرج عليهم في ترك الجهاد. لانهم معذورون بما نالهم من المرض ومن العاه. ومن يتولى من غير ان يكون له عذر ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها يدخل الله جنات تجري من تحتها - 00:10:59ضَ
ومن يتولاه؟ من غير عذر ومن غير اضطرار لذلك يعذبه الله جل وعلا عذابا اليما اذا هنا قال من اطاع دخل الجنة ومن عصى عذب وكم من هذا المعنى تكرر في هذه الايات - 00:11:28ضَ
ثم اراد ان يوضح لخلقه هذه الشريحة الطيبة الفضيلة النبيلة التي سابقت في مرضاة الله ومرضاة رسوله صلى الله عليه وسلم. وبذلت اغلى ما تملكه ونفوسها فقال جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين - 00:11:53ضَ
لقد اللام تأكيد وقد تأكيد لقد رضي الله المعبود بحق عن المؤمنين وقت مباشرتهم لبيع ذكر تحت الشجرة فعلم الله ما في قلوبهم من الصدق والتضحية ومن الاقدام على بذل النفس لاعلاء كلمة الله وللدفاع عن دين الله - 00:12:20ضَ
فاذابهم فانزل السكينة عليه ملأ قلوبهم من الطمأنينة والانشراح وغير ما كان في قلوبهم من الحزن والالم وما كان فيهم من الاسى على ذلك الصلح الذي سماه ربنا فتحا كبيرا ووقع للمسلمين منهم ما وقع لانهم لا يعلمون الغيب - 00:12:46ضَ
وقال جل وعلا وما اوتيتم من العلم الا قليلا وعلم ما في قلوبهم من الصدق والتضحية والاخلاص والبذل فانزل السكينة عليه ملأ قلوبهم من السكينة وهو الاطمئنان والانشراح وتكامل الفكر والراحة - 00:13:10ضَ
وهو شيء يكون في النفس واهلابهم ايضا مع ذلك فتحا قريبا وهو خيبر وجعلها خاصة بهم ومغانم كثيرة تأخذونها من خيبر ومن غيرها وكان الله جل وعلا عزيز غالب حكيم يضع الامور في موضعها - 00:13:34ضَ
فهنيئا لمن قبل تشريعه وامتثله فانه سيعز لا يقع في الخطأ ولا في المعصية وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها ووعد الله لا يخلف ابدا كثيرة من جملتها خيبر وهي كثيرة. ومن جملتها ما يأتي من الغنائم لا يعلمها الا الله - 00:14:03ضَ
تأخذونها فعجل لكم هذه خيبر وكف ايدي الناس عنكم قريش كانوا اقوياء فمنعهم وقبلوا الصلح. وما تركتم من ذراريكم السلام عليكم ونسائكم في المدينة. كف ايديهم عنهم ايضا كانوا يمكن ان يأتوهم - 00:14:34ضَ
من وراء ويقعون بهم كف ايديهم عنكم ولتكون هذه علامة للمؤمنين على نصر الله لهم وعلى عزة الاسلام وعلى ان نبينا صلى الله عليه وسلم جاء بالحق وجاء بالخير ويهديكم صراطا مستقيما وهو هذا الدين. وهذا السلوك الذي شرعه لكم واصبحت عندكم الادلة والبصائر - 00:14:56ضَ
مما يعني تفرحون باتباعه وتنفيذ شرعه امور اخرى لم تقدروا عليها قد احاط الله بها سواء كان الذي جاءهم وارادوا ان يوقعوا بهم فمكنهم منهم او غير ذلك من اعدائكم التي ما كنتم تستطيعونهم. مكنكم الله منهم ودفعهم عنكم بتدبيره جل وعلا - 00:15:20ضَ
وكان الله على كل شيء اراده ومن جملة ذلك ما ذكره من كف ايدي قريش عنكم ومن هذا الصلح الذي حصل وكان الفتح المبين عشر السنين فاصبح المسلمون يذهبون ويأتون ويبلغون الناس الدين - 00:15:51ضَ
واصبح من دخل في الاسلام من المسلمين يذهب يكمن في في الجبال فيقتل الكفار ويأخذ اموالهم واصبحت فتح للمسلمين من كل جهة ولو فرضنا ان الذين كفروا قاتلوكم لملأ الله قلوبهم من الخوف وولوا الادبار ثم لا يجدون - 00:16:12ضَ
وليا ولا نصيرا سن الله ذلك سنة وهو انه ينصر اولياءه ويهزم اعداءه ولن تجد لسنة الله جل وعلا تبديلا ولا تحويلا وهو هو انه ينصر اتباع دينه ويهزم اعداء دينه - 00:16:34ضَ
هذا لا ينخري واذا وقعت هزيمة للمسلمين فسببها ان المسلمين لم يقوموا بما فرض عليهم لابد ان نعلم هذا سبب هزيمتي المسلمين وتسلطي اعداء اعدائهم عليهم سببه مخالفة المسلمين فاذا التزم المسلمون بدينهم - 00:17:02ضَ
وعملوا بشرعهم واعدوا ما يستطيعون لاعدائهم فلا بد ان ينتصروا لان الله تعالى يقول اوفوا بعهدي بعهدكم ويقول وان جندنا لهم الغالبون فليست القضية بكثرة العدد ولا العدد ولا بكهرة السلاح ولا بالتدريب. مطالبون بهذا ولكن - 00:17:34ضَ
النصر يأتي للمسلمين بالايمان والاعداد باعداد الحس وهو الايه يعني القوة ما نستطيع من قوة ولاعداد المعنوي وهو التعلق بالله والايمان ركنا الانتصار للمسلمين اثنان الركن الاول الايمان يمتلئ قلب العبد من الايمان ولا يخالف - 00:18:04ضَ
الركن الثاني اعداد ما يستطيع من العدة ولو عصى فاذا قام المسلمون بالركنين حتما ينتصر والدليل على ذلك غزوة الاحزاب الخندق الخندق اكبر دليل غزوة الاحزاب وتسمى غزوة الخندق طبعا هؤلاء لما صالحوا كان في ظاهر الصلح مجحف - 00:18:34ضَ
في الحديبية من جاءهم لا يرده ومن جاء المسلمين يرده واشياء اسعدت كثير من المسلمين حتى عمر كان يقول له يأتي لابي بكر ويقول نرضى الدنية يقول له انه رسول الله - 00:19:06ضَ
ولما جاء للنبي قال لا اخالف ربي بعدين كان هذا فتح عظيم وبين المهم ان المسلمين ينتصروا بركنين الركن الاول الايمان والاستقامة وعدم المعصية والالتجاء الى الله والركن الثاني الاعداد - 00:19:21ضَ
واعدوا لهم ما استطعتم. الا ان القوة الرمي فلما قام المسلمون بالركنين في الاحزاب نصرهم الله وانزل الملائكة وانزل الرياح وهزم الاحزاب وامتن على المسلمين علما بان الذي جاء قريش وغطف وهوازن والاحابيش وجاؤوا من فوق المدينة ومن - 00:19:44ضَ
حتى وصف الله الموقف وقال اذ جاءوكم من فوقكم وملء منكم واثارة الابصار وبلغت القلوب الحناجر قالوا في المعنوي هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. وقاموا بالركن المادي بحفر الخندق وهذا اكبر سبب - 00:20:09ضَ
حسي مادي يقومون به فلما قاموا بالركنين هزم الله الاحزاب وامتن على المسلمين. وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم ترى - 00:20:34ضَ
اذا الذي يهزم بالرياح وبالملائكة ينبغي ان تكون العلاقة معه على ما اراد نرجو الله جل وعلا ان يرينا الحق حقا. ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا. ويرزقنا اجتنابه. وان لا يجعل الامر ملتبس - 00:20:52ضَ
علينا فنضل. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اختم بالسعادة اجالنا واقوم بالعافية واصالنا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا - 00:21:10ضَ
محمد وعلى اله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالامس سألني احد الاخوان عن قوله تعالى ان الله لا يهدى من يضل وما لهم من ناصرين هذه الكلمة لا يهدي لا يهدى - 00:21:30ضَ
فيها قراءتان قراءة الكوفيون قراءة الكوفيين الذي هو عاصم وحمزة والكسائي وخلف العاشر هؤلاء الاربعة يقرأون لا يهدي من يضل لا يهدي من يضل ويكون لا يهدي الله من يضل فتكون من مفعول به. نعم. وفي قراءة يعني معنى اخر لا يهدي بمعنى يهدي بمعنى يهتدي. لا - 00:21:52ضَ
تهتدي من يضله الله القراءة الاخرى الذي سأل عنها الاخ لا يهدى لا يهدى من يضل قرأ بها نافع وبن كثير وابو عمرو وابن عامر وابو جعفر ويعقوب الحضرمي ستة من العشرة وتلك قرأ بها اربعة من العشرة. لا يهدى - 00:22:25ضَ
ويكون لا يهدى من يضل والباقون بضم والحجة لابن كثير وابو عمرو ونافع وابن عامر لانهم لا يهدى من يضله الله. فاسم الله منصوب بان ويهدى الخبر يقول لا يهدى من يضل. ان الله لا يهدى من يضل. انت احرص على هداهم فان الله لا يهدى من يضل - 00:22:55ضَ
تكون يهداع خبر ان ومن يضل اي من يضله الله من يضله ويكون والحذف عندهم كثير ومن موصولة ودائما لازم لها من صلة وسيلتها تحذف الى كانت منصوبة. اذا فان الله لا يهدى من يضله. من يضله الله لا يهدى. ايوه - 00:23:22ضَ
ويقول من نائب الفاعل هذا هو الله اعلم. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:23:44ضَ