تفسير القرطبي فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي

تفسير القرطبي {سورة الواقعة} {3} {{785}} فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي

عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم انكم ايها المكذبون فشاربون عليه من الحميد فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيل هذا نزلهم يوم نحن خلقناكم فلولا تصدقون افرأيتم اانتم تخلقونه - 00:00:00ضَ

بمسبوقين وما نحن بمسبوقين على ان نبدل امثالكم ولقد علمتم افرأيتم ما تحرثون تزرعونه ام نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تكهون افرأيتم الماء الذي تشربون - 00:01:23ضَ

نحن المنزلون لو نشاء جعلناه اجاجا لو نشاء جعلناه اجاجا فلولا تشكرون افرأيتم نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقين فسبح باسم ربك العظيم الحمد لله الذي انزل الينا اشمل كتاب وارسل الينا افضال الرسل - 00:03:29ضَ

وجعلنا خير امة اخرجت للناس فله الحمد وله الشكر على هذه النعم العظيمة والالاء الجسيمة والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فان الله تعالى يبين لخلقه قدرته - 00:05:19ضَ

وانه هو الذي يستحق ان يطاع وهو الذي يخاف وهو الذي يرجى وهو الذي يعبد بانه هو القادر وهو العالم وهو القوي وهو العزيز ثم حرف يدل على تراخي ما بعده - 00:05:45ضَ

لان حروف العطف بعضها يدل على التراخي بعضها يدل على التشريك بعضها يدل على التعقيب بعضها يدل على التخيير بعضها يدل على نفي ما قبله ثم انكم ايها الضالون المكذبون - 00:06:09ضَ

من شجر من زقوم هل هنا لبعد يعني الدرجات عطف بهمة او لان هذا بعد مدة من موتهم ومن عذابهم في القبر يحيون ويقع لهم هذا ايها الضالون جمع ضال - 00:06:29ضَ

والضال هو الذي يذهب عن غير الحق وقد يطلق على الكفر وعلى عدم الفهم وعلى الذوبان وقد يطلق على النسيان جاء الضلال في القرآن لاربعة معاني انكم ايها الضالون الكافرون - 00:06:58ضَ

وجاء بمعنى الذهاب عن الحق تالله انك لفي ضلالك عدم فهمك للواقع حيث تختار واحدا عن عشرة وقد يطلق الضلال على الذوبان والذهاب في الارض وقالوا ائذا ظللنا في الارض - 00:07:20ضَ

انا لفي خلق جديد وقد يطلق الضلال على النسيان كما قال تعالى ان تضل احداهما وتذكر احداهما الاخرى وهنا ثم يعني عطف جملة على الجملة بالتراخي ايها الضالون اي الكافرون - 00:07:41ضَ

المكذبون الجاحدون وحدانية الله ورسالة رسله لآكلون هذا مؤكد من شجر من زقوم شجرة الزقوم هذي مشكلة اذا اكل منها الانسان يزيد جوعا طعام الاثيم المهلي يعني في البطون كغالي الحميم - 00:08:06ضَ

نرجو الله السلامة والعافية لاكلون من شجر من زقوم شجر بعدين منه البطون فشاربون عليه من الحميم. فشاربون شرب الهيم يمالئون منها. ولذلك الشجر يذكر ويؤنث مارقون منها من هذه الشجرة التي - 00:08:35ضَ

ما لاولى البطون منها اي من الشجرة والشجر يذكر ويؤنث مثل الطريق نعم لذلك جاء مذكر مشاربون عليه من الحميم شاربون على هذا الزقوم من الماء الحار الذي اشتدت حرارته - 00:09:08ضَ

فشاربون الشوربة الابل التي اصابها مرض الهيام جمعوا او هيمان فهي كل ما شربت كل ما زاد عطشها حتى تهلك كل ما شربوا من هذا الماء الحار زاد عطشهم ويقال لهم هذا نزولكم هذا نزولهم - 00:09:41ضَ

يوم الدين يوم الجزاء يوم القيامة هذا نزولهم يوم الدين الدين يوم القيامة مالك يومي الدين يوم الجزاء كما تدين تدان يوم الدين يوم القيامة يوم الجزاء. يوم تجلي الامور - 00:10:14ضَ

يوم انكشاف الحقائق بعدين يقال لهؤلاء الكفار هذا نزولهم يوم الجزاء بعدين بين ما قد يكون في النفوس ولذلك كما ذكرنا كل جملة من القرآن ماسكة بعجز الجملة الاخرى هذا القرآن متماسك - 00:10:39ضَ

ومترتب ترتيب معجز لذلك ما يقول من العلماء ان ترتيب بعض السور اجتهاد هذا غير صحيح كل القرآن توقيفي لان الاعجاز في نفس هذا عرض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:07ضَ

شهر رمضان الاخير مرتين وكل شيء نزل وبين هذا نزولهم يوم الدين. ثم قال نحن خلقناهم نحن نحن خلقناكم نحن الله خلقناكم لا غيرنا فلو لا تصدقون فهل لا تصدقون برسلي ووحدانيتي وبادلة التي جاءتكم بها رسلي وبالمعجزات الباهرة التي جاءت - 00:11:30ضَ

نحن الله خلقناكم خلق الله هؤلاء فلولا تصدقون فهل لا تصدقون ثم دلل على قدرته فقال افرأيتم اخبروني ما تمنون امنا ومنى امن الرجل اذا صب ماء الحياء في رحيم المرأة - 00:12:08ضَ

ومنع اذا صبه في النوم احتلم وقيل هما لغتان ام لا وما لا كل منهم يطلق ما تمنون اي ما ينزل من الرجل عند ويقع في رحم المرأة هذه المادة التي تسمى النطفة - 00:12:35ضَ

اانتم تخلقونها؟ تخلقونه ام نحن الخالقون لذلك هذا هو القدرة الهائلة اربعين يوما نطفة ثم اربعين يوما علقة ثم اربعين يوما مضغة ثم اربعين واربعين كم يأتي الملك ينفث فيه الروح - 00:12:59ضَ

ويقال لو اكتب اربعة كلمات رزقه واجله وشقي او سعيد يكتب ويطبع وانتهى الامر. هذا هو الذي جعل الامام سفيان الثوري يكثر البكاء في اخر حياته وهو الذي جعل عمر يقول - 00:13:30ضَ

لحذيفة ابن اليمان ابالله عليك قال لك رسول الله اني منافق يقول لا والله لا ازيدك لان حذيفة كان امين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير هذا يقوله حذيفة. وكنت اسأله عن الشر مخافة - 00:13:50ضَ

ان يدركني ولما سأل عمر عن الفتنة قال هل عندك شيء قال حذيفة عندي منها شيء قال له انك عليها لجريء قال له يا عمر بينك وبين الفتنة باب لا تخاف - 00:14:13ضَ

فلما سئل عن الباب قال الباب عمر نفسه باب عمر بين بين الفتنة وبين عمر نفسه لانه سيكون شهيدا لا تخف قال له الباب يكسر او يفتح قال يكسر؟ قال اذا - 00:14:31ضَ

لا يقفل وخلف ابن عفان شرا طويلا فكان كبار الصحابة وكبار العلماء يخافون من السابقة ومما كتب للإنسان ولكن نحن لا نعلم ما كتب ونبينا صلى الله عليه وسلم قال - 00:14:48ضَ

اعملوا فكل ميسر لما خلق له والله قال اوفوا بعهدي بعهدكم نقوم بالاسباب ونسأل الله التوفيق بس هذا الذي نملك افرأيتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون لذلك هذا الخلق الان - 00:15:13ضَ

بعض علماء الاجنة دخل في الاسلام بسبب انه حضر في مؤتمر وكان فيه بعض العلماء الذين لهم خبرة بعلم الاجنة فقال له هذا الذي اتيت به جاء به القرآن قبل الف واربع مئة سنة - 00:15:41ضَ

فما كان من هذا الرجل الذي كان شغله متابعة هذه القضية الا ان قالوا انه دخل في الاسلام حلقة ثم ايش لحم ثم كسونا العظام لحما. ثم انشأناه خلقا اخر - 00:16:02ضَ

تبارك الله احسن الخالقين لذلك لا يستحق العبادة الا من يخلق ولا يخلق الا الله هذا العالم الان التطور الطب والتطور العلم وتطور الاجنة لا يمكن ان يخلقوا نملة ولا ذبابة - 00:16:25ضَ

ولو اجتمعوا له نحن قدرنا بينكم الموتى وما نحن بمسبوقين نحن الله قدرناه كتبناه عليكم الموت وهذا فيه تخويف ضمني وتحذير وفيه تنبيه لان الموت اشد حادث مما يمر على الجبلة - 00:16:44ضَ

ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم وما نحن وما الله بفائته ولا سابقه شيئا اراده. فلا يتأخر احد عن وقت اجله ولا يتقدم عن وقت اجله لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون - 00:17:13ضَ

ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ولستم بقادرين على ان تمنعوا ربكم ان اراد ان يبدل اشكالكم على ان نبدل امثالكم نبدل امثالكم بان نهلككم وننشئ بعدكم خلقا اخر - 00:17:38ضَ

كما كان الجن في الارض وابعدوا وجاء الانس وننشئكم نشأ اخر فيما لا تعلمون عياذا بالله باقتراف الذنوب والمعاصي وعدم خوف الله بان تكونوا قردة او خنازير او تتغير اشكالكم يوم القيامة - 00:18:02ضَ

لان الذي كان جميل يأتي اعوذ بالله عليها غبرة وعليها وهي كالحة وعليها من الامور ما يغير شكلها لما لبس صاحبها من العقوبة والحزن واعوذ بالله والعذاب وننشئكم بما لا تعلمون - 00:18:25ضَ

سواء كان ذلك بمسخه او بتغييره ثم بين لهم قدرته وان هذا سهل عليه جل وعلا بقوله جل وعلا ولقد علمتم النشأة الاولى انكم خلقتم ابن ادم وادم خلق من تراب وان - 00:18:49ضَ

خلق من ذكر وانثى وتطور فلولا تذكروا فهل لا تتعظون وتعلمون ان الله هو المعبود بحق وانه لا يجوز ان يكفر به ولا ان تعطل اوامره ولا ان انتهت نواهيه - 00:19:12ضَ

افرأيتم فهلا تذكرون؟ تعلمون قدرة الله وتتوبون افرأيتم ما تحرثون حين قال ما تحرثون ها انتم تزرعونه ام نحن ام الله هو الزارع؟ ام نحن الزارعون؟ الله يعظم نفسه افرأيتم ما تحرضون؟ الحرف - 00:19:31ضَ

هو قلب الارض وتحريكها وبذر البذر داخلها ستر البذر داخلها هذا يقال له الحرف ولذلك لا تقل زرعت وانما تقول هذا وقع في اثر صالح للاحتجاج ام نحن الزارعون ولذلك قال انظروا الى ثمره اذا اثمر - 00:19:58ضَ

وينعي وقال فاليوم للانسان الى طعامه الناس صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا فانبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلاء وحدائق الى اخر الايات وقال جل وعلا وفي الارض قطع - 00:20:26ضَ

متجاورات وجنات من اعناق وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى او يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض بالطعم من اين جاء التفضيل الماء واحد والارض واحدة والمناخ واحد طيب من اين جاء التفضيل - 00:20:48ضَ

ثم قال ان في ذلك لايات لقوم يعقلون من عنده عقل اذا هذا الكتاب ما هو قابل ابدا الا للتسليم ما يمكن واحد يسمع هذا الكتاب الا يسلم او يكابر - 00:21:15ضَ

ما هو قابل الا للتسليم او المغالطة والمكابرة واحد يريد ان يغالط اما الذي يريد الحق ويريد الصدق ما يمكن الا ان يسلم لو نشاؤوا جعلنا هذا الزرع حطاما لا ينبت شيء - 00:21:34ضَ

كل ما بذرتم لا يطلع شيء لان الله هو الذي يأمر الجذع ينزل تحت وهو الذي يأمر السعفة تطلع فوق من قال لهذا؟ العروق تنزل تحت؟ ومن قال هذا يطلع فوق هذه قدرة هائلة - 00:21:58ضَ

لا استطيعها الا الله ايوة لولا شاؤوا لجعلناه حطاما اكد والله لو نشاءوا لجعلناه حطاما الحطام متكسر ما نابت ولا ينبت فيه شيء حاولتم للعلماء في تفكهون ثلاثة اقوال تعجبون - 00:22:15ضَ

تتلاومون قيل تندمون واختيار كبير المفسرين انها تفكرون بمعنى تعجبون وهو الذي اذا مع الشخص كأنه بما يرى في حديثه كأنه يصبح مثل الفاكهة فيتعجب منه ويستمر في الحديث سيكون في - 00:22:43ضَ

نوع من يعني الفكاهة او التمتع كالفاكهة. نعم اذن اختيار ابن جرير تعجبون انا لمغرمون اي محملون او مذنبون مغرمون يعني من الغرم ومن التكليف بل نحن محرومون الله منعنا من زرعنا وحرمنا منه. ولذلك - 00:23:12ضَ

واذا سمعت بان محروما ماء ليشربه فغاض فصدقي واذا سمعت بان مشدودا اتى عودا فاثمر في يديه فحققي ومن الدليل على القضاء وكونه بؤس اللبيب وطيب عيش الاحمق ايوة انا لمحرمون. يعني يقول نحن واصحاب يعني ما الله ما اعطانا - 00:23:48ضَ

وانهم هؤلاء لا يؤمنوا بالله لكن لا لا لا جد ولا بخت لنا بل نحن محرومون ثم بين نعمه عليهم افرأيتم النار التي افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزر - 00:24:17ضَ

ام نحن المنزلون الله هو المنزل ولذلك من اكبر نعم الله انزال هذا المطر وانزاله رش فترى الودق يخرج من خلال لو انزله كافواه القرب او كالقوالب من الثلج لاهلكها اهل الارض - 00:24:43ضَ

ولكنه ينزل رش عجيب قدرة هائلة وتدبير عجيب هذا الماء الذي تشربونه اانتم انزلتموه من المزن الله والمنزله لو نشاء لو يشاء ربنا لجعله اجاجا يعني مالحا ملحا لا يمكن ان يشرب ولا ان يزرع بي. ولا ان يستفاد منه - 00:25:06ضَ

لولا شاؤوا لا تشكروا فهل لا تشكرون نعمة الله عليكم ان جعل لكم هذا الماء الفرات وانزله لكم من السماء وجعل الارض خزان له ولذلك قال قل ارأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين - 00:25:39ضَ

ثم بين نعمه بقوله افرأيتم النار التي ترون يوقدونها من الاشجار اول الناس ولع النار من الشجر يأخذ عود ويأخذ عود ويحك بين العدين فتأتي النار يحك هكذا وبعدين يأتي نار صغيرة - 00:26:06ضَ

وبعدين حوار يحط عليها عشب صغير وبعدين تولع نار كبيرة يمكن تحرق الارض افرأيتم النار التي ترون اانتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون نحن اي الله لا غيرنا جعلناها تذكرة بنار الاخرة ليخاف العبد وليتقي ربه فهذه مخففة. عشرات المرات على نار الاخرة - 00:26:35ضَ

ومتاعا ولاجل تمتيع المقوي فيها اقوال اقواها المسافرين المسافر هذه النار يطبخ عليها ويتدفأ بها ثم قال جل وعلا فسبح يا نبيي ونزهه واقدس بسم ربك العظيم الذي من عظمته - 00:27:04ضَ

اذا اراد شيئا قال له كن فكان ولذلك اليس من الجنون الا يطعمن هذه صفاته اليس من انكار الجميل من لا يشكر من هذه نعمه اليس من تضييع الفرص ان الانسان لا يخطط ليكون من اهل الجنة - 00:27:40ضَ

والله لا عذر لنا بعد هذا البيان نرجو الله جل وعلا ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وان لا يجعل الامر ملتبسا علينا فنضل - 00:28:05ضَ

اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اختم بالسعادة اجالنا واقرن بالعافية غدونا واصالنا واجعل الى جنتك مصيرنا ومآلنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. سلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله - 00:28:21ضَ

وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:28:41ضَ