تفسير سورة الأنفال | أ.د أحمد النقيب
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه واحبابه ومن تاب هداه الى يوم لقاه ثم اما بعد ذكر ربنا عز وجل مننه على عباده - 00:00:01ضَ
قبل معركة بدر واثناء المعركة وهذه نعم كثيرة ذكرت في مجالس الماضية هذه النعم منها الحسية ومنها المعنوية منها الظاهرة ومنها الباطنة والله تعالى عندما يذكر عباده نعمه انما يذكرهم لاجل ان يشكروه - 00:00:24ضَ
وان يعبدوه وان يقيموا على طاعته والا يجانبوه هذه الطاعة لقد اصول المشركين القتل والاسر والذل وهم سادة قريش خرجوا يقصدون ان تسمع بهم العرب فخرا وخيلاء فسمعت العرب عن كسرتهم - 00:00:53ضَ
وعن قتلهم واسرهم وذلهم يا سبحان الله الذي بيده المقاليد الامور ونسأل الله تعالى كما اذل المشركين في بدر ان يذل اليهود في فلسطين. وان يذل اعداء الاسلام في كل مكان. وان ينجي المسلمين من شر كل - 00:01:31ضَ
بشرط. وان يحميهم من بأس كل ذي بأس. وان يكلأهم بحفظه وعونه وبركته. فانه سبحانه وتعالى سميع بصير قال ربي سبحانه وتعالى ذلك اسمي اشارة ودائما الاشارة لا تكون الا بموجود - 00:01:56ضَ
لا تكون لغائي فما حدث في يوم بدر من المطر الذي طهر المسلمين حسيا ومعنويا والذي جهز لهم ارض المعركة ليطؤوها باقدامهم دون ان تنغرز والذي قلد المشركين في اعين المسلمين - 00:02:22ضَ
يتجرأوا عليهم وذلك عند القتال والذي انزل الملائكة تأييدا ونصرة وكانوا عدة مئات. كانوا الفا يذبح بعضهم بعضا ذلك الخير كله الذي اصاب المؤمنين وهذا الذل والخزي والهزيمة التي اصابت المشركين - 00:02:52ضَ
قال الله عز وجل ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله هذه الاية يا احباب وان كانت في سياق هذه الحادثة الا انه يمكن اعتبارها عامة في كل من حارب الله ورسوله - 00:03:22ضَ
فكل من حارب الله ورسوله وابى الا ان يعاديهما فان الله تعالى سيحاربك ومن حاربه الله تعالى الخزي له في الدنيا والنار له في الاخرة وقال الله عز وجل ذلك بانهم - 00:03:50ضَ
قايمة حدث لهم من القتل والاسر والذل والهوان بسبب انهم الباء هنا هي السبب السببية ذلك بسبب انهم شاقوا الله ورسوله الفعل شاقان بتضعيف القاف يعني شاقق او شاق اي جعل الشيء نصفين - 00:04:15ضَ
يقول شققت الشيء اي جعلته نصفين تصور هذا في جانب وهذا في جانب فلا يلتقيان لا يلتقيان ابدا لانه بالشق صار هذا في جانب وهذا في جانب عندما تأتي بغابة - 00:04:50ضَ
تشقها نصفين صارت هذه في جانب وهذه في جانب لا ملاقاة ولا ملامسة ولا ملاصقة ابدا انها تمام المعاداة والمفارقة وهذا حال المعاندين لله ورسوله معاندة تامة ومفارقة تامة وكره للاسلام واهله - 00:05:15ضَ
كره للاسلام واهله اهل الاسلام الذين يظنون انهم يمكن ان يلتقوا مع غير المسلمين في نقاط ويقولون بما يسمى بحوار الحضارات وتقارب الاديان وما الى ذلك هذه كلها خديعة لا يمكن - 00:05:45ضَ
ذكر ربنا عز وجل قول اليهود وهذا قول صدق صدقه ربنا عز وجل ولم ينكره ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم اصل هذه المقولة هي مقولة اليهود اي لا تأمنوا - 00:06:10ضَ
ولا تطمئن ولا تلقوا سلمكم الا لمن تبع دينكم لكن هذه الاية عامة هذه اية عامة لقد ابتلي المسلمون عندما القوا مودتهم الى غير المسلمين الجزئية دي لو تكلمنا عنها سنتكلم عنها بكثرة - 00:06:34ضَ
وساتيكم بامثلة كثيرة ولكن هذه مسألة مقررة مسألة مقررة كما قال ربنا عز وجل ما قالته الملكة عندما استشارت قومها في كتاب سليمان فقالوا لها نحن اولو قوة واولو بأس شديد. فالامر اليك فانظري ماذا تأمرين - 00:06:57ضَ
احنا جيشنا قوي وتسليحنا قوي لو اراد سليمان ان يختبرنا فليقاتلنا سنقاتله ونغلبه الملكة قالت لهم ايه ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون الواو هنا للفصل - 00:07:24ضَ
وكذلك يفعلون ايد الله تعالى كلام الملكة المشركة التي كانت تعبد الشمس النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة عندما اتى الشيطان في سورة سارق يسرق الطعام امسكه ابو هريرة تلات مرات. مرة ثالثة قال - 00:07:52ضَ
ان لي عيالا اعولهم الا اعلمك شيئا اذا قلته عندما تصبح وعندما تمسي وعندما تأخذ حظك لتنام فانه يكون عليك من الله تعالى حافظ قال ما هو؟ قال اية الكرسي - 00:08:15ضَ
ابو هريرة ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقص عليه ما حدث له. قال النبي عليه الصلاة والسلام ذلك شيطان صدقك وهو كذوب اذا لا يجرمنك ان يتكلم احد بالحق - 00:08:33ضَ
فلانه على غير دينك او لانه على غير لسانك او لاي سبب من الاسباب الظاهرة او الباطنة ترفض كلامه لو كان الكلام حقا فاذهب الى احقاقه فهذا هو الانصاف. قال الله ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا. قال الله هو اقرب - 00:08:57ضَ
للتقوى ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ده بقى يعني بشارة لاهل الايمان وتسلية لاهل الاسلام ان الذين يحاربوننا من اجل الدين فان الله تعالى سيحاربهم انتهت المسألة اشارة كبيرة جدا - 00:09:23ضَ
من حاربنا من اجل الدين؟ مش من اجل المصلحة مش من اجل الاغراض الذي يحاربنا من اجل الدين فان الله تعالى سيكفينا اياه المسلمين كانوا يحاربون الاعداء فاذا شتم الاعداء رسول الله - 00:09:49ضَ
صلى الله عليه وسلم استبشر المسلمون خيرا قال لك خلاص رمى شتمه الرسول عليه الصلاة والسلام. اذا ربنا سيغضب لرسوله صلى الله عليه وسلم المصري احترم ونحن في هذه الايام يسب - 00:10:12ضَ
دين الله عز وجل ويزخر برسول الله صلى الله عليه وسلم ويستهزأ باولياء الله ويحارب احباب الدين فان شاء الله هذه كلها من عاجل البشرى ان الله تعالى مصير عباده لا محالة - 00:10:34ضَ
ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ثم انظر الى هذا التذليل انظر الى هذا التنزيل ومن من هنا بمعنى الذي وهي دالة على العموم بقاعدة اصولية معلومة بان الاسماء الموصولية سياقاتها تدل على العموم - 00:10:56ضَ
اي كل من يشاقق الله والرسول يحاربهما ويعاندهما ويعصيهما ويبارزهما بالمخالفة ويتجنب الابتعاد عن طريق الله وطريق رسول الله فان الله شديد العقاب ثم قال ربنا عز وجل ذلكم ذلكم - 00:11:20ضَ
ايضا اشارة والعلماء لهم في ذلك تأويلات وتخريجات كثيرة والقول الظاهر ان ذلك مبتدأ. والخبر محذوف والتقدير ذلكم العقاب ذلكم العقاب من القتل والاسر والجرح لان الاطراف والاصابع قد قطعت في المعركة - 00:11:51ضَ
ومعلوم ان من قطعت اطرافه او اصابعه فانه يتألم اشد الالم اذا ما اصاب المشركين من قتل واسر وذل والم وضياع للاعمار والاحباب والاموال هذا العقاب ذلكم. العقاب فذوقوا تذوقوا تجرعوا - 00:12:20ضَ
واشعروا به وهل الالم يتذوق هذه المسألة مسألة حقيقية ليست معنوية فقط لان الانسان كما يتألم بالمحسوسات يتألم ايضا بالمعنويات فان الهم ليس محوسا والحزن ليس محسوسا ومع ذلك فان الانسان يتألم بالهم - 00:12:48ضَ
ويتألم بالكرب يصيبه ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ان السفر قطعة من العذاب لماذا؟ لان الانسان يشعر فيه بالمشقة ويذوق القلب فيه لوعة المشقة وصار فيه معنى الذوق القلب يتذوق - 00:13:20ضَ
المعنويات سواق كانت طيبة او كانت مرذولة سواء كانت مبشرة او كانت غير ذلك قال ربنا عز وجل وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان - 00:13:46ضَ
بسم الله ما شاء الله يبقى امنة ومطمئنة وتعيش في بحبوحة من الرزق حد عاوز حاجة احسن من كده يأتيها رزقها رغدا من كل مكان مش من جهة واحدة بس من كل مكان - 00:14:15ضَ
بدل ما تشكر نعمة ربنا عز وجل وتأوب الى الله وتجتهد في طاعة الله قال الله فكفرت بانعم الله فكفرت بانعم الله وهذا دليل على ان النعم يعطيها لك الله عز وجل ليستخرج - 00:14:34ضَ
بها منك العبودية قال الله ولئن شكرتم لازيدنكم. ولئن كفرتم ان عذابي لشديد مسألة مسلمة. ربنا بيديك عشان تشكروا وتعبده اعطاك فحاربته وعاندته وعصيته. اذا هذه النعمة تصير ماذا؟ تصير نقمة - 00:14:56ضَ
فلما كفرت هذه القرية الامنة المطمئنة التي تعيش عيشتها رغدة لما كفرت بانعم الله قال الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بالعكس بدل الغنى والشبع والبصة والسعة يبقى ماذا الجوع - 00:15:22ضَ
وبدل الامن والطمأنينة والسكينة يبقى ماذا؟ يبقى الخوف. هذا بما كانوا يصنعون وهذا ايضا هؤلاء الناس اعطاهم ربنا عز وجل الاعمار والاموال واعطاهم الصحة كي يعبدوه ويدخلوا في دين رسوله فابوا الا محاربة الله ومحاربة رسوله صلى الله عليه - 00:15:49ضَ
وسلم فسلط الله تعالى المؤمنين عليهم فقتلوهم واسروهم واذلوهم وغنموا اموالهم في هذه المعركة يبقى ده كله الم وذل وهو ان اصاب المشركين وتجرعوه وذاقوه وذاقوا يوم القيامة ربنا سبحانه وتعالى يقول لاحدهم ذق انك انت - 00:16:17ضَ
العزيز الكريم ذق وهو يتعذب اذا هذا نوع من النكاية هذا نوع من ماذا؟ من النكاية. كأن الله تعالى يحدث النكاية بهم. ليعتبر ايضا من؟ اهل الايمان يزداد لله تبارك وتعالى حبا واقبالا وعملا - 00:16:46ضَ
ذلكم فذوقوه وقال النبي عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا الحديث ذاق طعمه اذا الايمان له طعم. ويتذوق. ما هي الة تذوق الايمان ما هي الة الاحساس بالخوف والجوع والهم والكرب والالم؟ ايه الاية اللي فيها الاحساس ده - 00:17:13ضَ
الايد اللسان ابدا. امال هي ماذا؟ القلب ذلكم فذوقوه اي في الدنيا وان للكافرين اي في الاخرة عذاب النار نسأل الله تبارك وتعالى ان يحسن خلاصنا وان ييسر امورنا وان يشفي مرضانا وان يرحم موتانا وان يتقبل اعمالنا - 00:17:43ضَ
وان يكون لنا جارا وعونا ونصيرا ونسأله سبحانه وتعالى ان يلطف بنا وان يعاملنا بما هو اهله. فانه اهل الجود والكرم والخير والبركة وصلى الله وسلم وبارك على النبي الحبيب محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:18:06ضَ