تفسير سورة الأنفال | أ.د أحمد النقيب

تفسير سورة الأنفال | 28 | فضيلة الشيخ أ.د أحمد النقيب

أحمد النقيب

ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام نسوا الله تبارك وتعالى ان يكثر مجالس الخير وان يعطينا القوة والعافية لنطيعه سبحانه وتعالى وليري كل واحد منا ربه ما يحب تعال ويرضى - 00:00:02ضَ

ولا زلنا ايها الاحباب في تأويل وتفسير سورة الانفال هذه السورة المباركة التي تحكي معركة الفرقان يوم التقى الجمعان سياق هذه المعركة هذا السياق القبلي والاثنائي والبعدي يعني قبل المعركة - 00:00:27ضَ

واسناء المعركة وبعد المعركة وانتهى بنا المقام الى قول الله عز وجل ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق قوله تعالى ولو ترى الرؤية هنا - 00:00:59ضَ

تحمل على معنى العلم اي ولو تعلم الرؤية هنا تحمل على معنى العلم والتقدير ولو تعلم لان الفعل رأى في اللغة يمكن ان يحمل على معنى الرؤية البصرية اي التي اداتها العين - 00:01:30ضَ

او الرؤية العلمية وهذا هو الاليق في هذا السياق ولو ترى اي ولو تعلم لان السياق هنا هو سياق حضور الملائكة الناس عند الوفاء والوفاة اي الموت. كقول الله عز وجل قل يتوفاكم ملك الموت - 00:02:16ضَ

يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفه ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجه طفلا ثم لتبلغوا اشدكم - 00:02:50ضَ

الى ان قال الله عز وجل ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر الوفاة اي الموت وسياق الموت اتى بثلاثة او بثلاث سور اسناد الوفاة الى الله عز وجل - 00:03:16ضَ

قل يتوفاكم ملك الموت هذا اسناد الوفاة الى ملك الموت السياق الاول اسناد الوفاة الى الله عز وجل. الله يتوفى الانفس حين موتها والسياق الثاني اسناد الوفاة الى ملك الموت - 00:03:40ضَ

قل يتوفاكم ملك الموت والسياق الثالث اسناد الوفاة الى الملائكة توفته رسلنا وهم لا يفرطون ان بعض الناس قالوا بان هناك تعارض بين هذه السياقات الثلاثة غتارة يكون الوفاة الى الله - 00:04:03ضَ

وتارة الى ملك الموت وتارة الى الملائكة وليس هناك تعارض ليس هناك تعارض في ذلك ابدا فان الله تبارك وتعالى هو الذي يأذن بوفاة فلان او علان فاذا اذن الله تعالى بوفاة احد امر ملك الموت ان يتوفاه - 00:04:33ضَ

يبقى الله تعالى يتوفى الانفس فاذا امر ملك الموت باشر ملك الموت الوفاة وملك الموت معه ملائكة اعوان هؤلاء الملائكة الاعوان هم الذين يقومون بقبض الارواح بامر من ملك الموت - 00:05:03ضَ

وملك الموت يفعل ذلك بامر من؟ بامر الله عز وجل يدل على ذلك ما اخرجه ابو داوود والنسائي والطبراني واحمد وسياق الامام احمد من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه - 00:05:28ضَ

كنا في وفاة رجل من الانصار فلما انتهينا الى بقيع الغرقد جلس النبي صلى الله عليه وسلم عند شفا القبر وجلسنا وكان في يده عود ينكت به. فقال عليه الصلاة والسلام تعودوا بالله من عذاب القبر - 00:05:51ضَ

تعوذوا بالله من عذاب القبر اذا هذا الحديث فيه دليل على ان القبر فيه حياة القبر فيه حياة ولكن الحياة في القبر حياة نحن نجهلها لا نعلمها حياة فيها كلام - 00:06:18ضَ

وفيها شعور وفيها رؤية وفيها احساس حياة كاملة ولكن نحن نجهل هذه الحياة ولا نعلمها تعلق الارواح بالناس تمر باطباق عدة وهناك تعلق للروح بالناس وهم في عالم الذر عالم الذر اي في علم الله عز وجل - 00:06:40ضَ

يعني قبل ان نخلق كنا موجودين قال الله تبارك وتعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى اذا ونحن في عالم الذر - 00:07:12ضَ

في علم الله عز وجل قبل ان نخلق وقبل ان نكون ده بيسموه عالم العلم اخذ ربنا عز وجل العهد والميثاق علينا ان نعبده والا نشرك به شيئا واشهدنا على ذلك فقلنا شهدنا على ذلك الامر - 00:07:35ضَ

ولكن كيف كانت الحياة في ذلك العلم نحن لا نعلم كيف كان القول والاشهاد في ذلك العلم لا نعلم تعلق الروح بالانسان وهو في بطن امه. حياة بيعيشها في بطن الام - 00:07:59ضَ

هذه الحياة فيها مشاعر وفيها احاسيس وفيها حركة حياة ولكن تفاصيل هذه الحياة نحن نجهلها ولا نعلمها ثم يخرج الانسان بعد ذلك الى عالم العين يعني قبل كده كنا في عالم ماذا؟ الغيب في عالم العلم - 00:08:20ضَ

يخرج بعد ذلك الى عالم العين فاذا ما خرج تقلب في اطوار عدة فحياته والروح الانسان وهو وليد ليست كحاله عندما تكون الروح فيه وهو فتى او هو شاب وهو شيخ - 00:08:45ضَ

الامور تتطور ثم بعد ذلك يموت الانسان والروح معه في قبره. حياة في القبر شكلها ماهيتها نحن لا نعلمها ثم اذا بعث الى الله عز وجل كانت هناك حياة اخرى - 00:09:10ضَ

نحن لا نعلمها لا نعرف كيفيتها الا بالقدر الذي اخبرنا النص به عندما تنظر الى دائرة معلومات الانسان بدائرة معلومات الكون سنجد ان علم الانسان ماذا؟ علم قليل جدا لا يساوي شيئا - 00:09:31ضَ

قال الله وما اوتيتم من العلم الا ماذا؟ الا قليلا يعني بهذه النهضة التي يعيش فيها الانسان وهذا التفوق العلمي والتقني الذي يشاهده الانسان كل هذه المعارف والعلوم بالنسبة الى علم الله عز وجل لا تساوي شيئا - 00:09:55ضَ

الذين ينفون عذاب القبر لانهم لا يتصورون ان حياة في القبر وبالتالي الاحاديث الواردة القبر هم ينكرونها يعني مسألة ان هو يأتيه ملكان فيجلسانه فيسألانه من ربك؟ ما دينك ذلك الرجل الذي بعث فيك - 00:10:21ضَ

هذا كله يجحدون هذه النصوص ولا يعترفون بها والصحيح ان القرآن ارشد الى هذه المرحلة الخطيرة اللي هي مرحلة الوفاة وما بعد الوفاة وما قبل البعث يعني مرحلة الوفاة والبرزخ - 00:10:47ضَ

ارشد اليها القرآن الاية التي معنا ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ده في الوفاة وحياة البرزخ وقوله وذوقوا عذاب الحريق هذه في الحياة الاخرة في قصة ال فرعون - 00:11:10ضَ

النار يعرضون عليها غدوا وعشية النار يعرضون عليها غدوا وعشيا الغدو اول النهار والعشي اخر اليوم اذا النار يعرضون عليها اي يعذبون في النار طوال اليوم نهارا وليلا صباحا ومساء - 00:11:38ضَ

ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب اذن هناك حياة قبل ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اجل العذاب النبي عليه الصلاة والسلام عندما جلس وجلس الناس حوله وهذه المسألة ليست عبادة - 00:12:04ضَ

وانما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام ولم تكن له عادة لان بعض الناس يظنون ان الجلوس عند القبر هذه سنة وسنة مهجورة لم يكن ذلك من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:12:31ضَ

وانما فعلها في بعض الاحيان فمن فعلها فلا بأس. ومن تركها فلا نكارات عليه النبي عليه الصلاة والسلام قال تعوذوا بالله من عذاب القبر وهذا الشبيه بحديث عائشة في الصحيح - 00:12:51ضَ

ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ بالله في دبر كل صلاة فيقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال - 00:13:11ضَ

والمقصود بدبر الصلاة اي قبل التسليم اي قبل التسليم ليس المقصود بدبر الصلاة اي في نهاية الصلاة بعد التسليم وانما كان ذلك قبل التسليم. وهو ظاهر من سياق حديث عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:13:32ضَ

قال النبي عليه الصلاة والسلام تعوذوا بالله من عذاب القبر ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا كان العبد المؤمن في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة اتاه ملائكة الرحمة - 00:13:59ضَ

فيجلسون منه مدرسة ويأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه ويؤمر بالروح ان تخرج فتخرج كما يسيل الماء من في السقاء لما يكون فيه هناك اناء وانت بتصب الماية منه ينزل الماء سهلا بسيطا - 00:14:24ضَ

فاذا خرجت الروح استقبلوها بكفن من اكفان الجنة فكفنوه في هذا الكفن وكانت له رائحة طيبة جميلة فيصعدون بهذه الروح الى السماء فيستفتحون كل سماء ستستقبل هذه الروح ويلقب صاحبها بافضل اسماء كان يحبها في الدنيا - 00:14:53ضَ

ثم يأمر الله عز وجل هذه الروح ان تنزل الى صاحبها فاذا نزلت اتاه ملكان اجلسانه فسألاه عن ربه وعن دينه وعن رسوله الحديث واذا كان العبد الكافر في اقبال - 00:15:29ضَ

من الاخرة وانقطاع من الدنيا اتاه ملائكة العذاب فجلسوا منه مد البصر واتى ملك الموت فجلس عند رأسه واخرجوا روحه ستكون شديدة كحال السفود في اللبد شديدا وصعبة وعسيرة. لانها متفرقة في الجسد - 00:15:55ضَ

فاذا خرجت الروح كانت لها ريح منتنة فاجعلوها في كفن من اكفان النار فاذا صعد بها الى السماء لم يفتح لها باب السماء لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط - 00:16:29ضَ

ثم يمر بهذه الروح ان تعود الى صاحبها فيأتيه ملكان فيجلسانه فيسألانه فيقول ها ها سمعت الناس يقولون كذا وكذا وحديث البراء بسياقه الطويل يدل على ان الموت حقيقة ويدل على ان الموت بداية حياة جديدة للانسان - 00:16:55ضَ

والسعيد من سعد بعد موته ليس السعيد من تقلب في الغنى في دنياه. ولكن السعيد حقيقة من سعد بعد موته نسأل الله تعالى ان يسعدنا بعد وفاتنا وان يطيب حياتنا بعد مماتنا - 00:17:24ضَ

وان يحسن وفدنا اليه سبحانه وتعالى ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة الملائكة هم المباشرون ولا تعارض بين يتوفاكم ملك الموت والله يتوفى الانفس وهذه الاية فان الله تعالى يشاء - 00:17:47ضَ

وان ملك الموت يأمر ويعاين ويباشر وليس لك ان تذهب بعقلك بعيدا فتقول كيف لملك الموت في لحظة واحدة يقبض الاف الارواح يا ترى ملك الموت في مصر ولا في امريكا ولا في جنوب افريقيا ولا هنا ولا هنا ولا هنا ولا هنا - 00:18:15ضَ

طب ملاك الملاك اللي معك متبحترين هنا وهناك وهنا في وقت واحد كيف يكون ذلك الامر اياك ان تحكم عقلك فيما لا تدري هذه مسألة صعبة جدا قلت لكم من قبل بان ملك الموت او بان الموت يأتي يوم القيامة - 00:18:42ضَ

في صورتي كبشا املحن اقرن فيرفع بين الجنة وبين النار الموت الموت الذي يصيب كل واحد منا الموت ده ياتي يوم القيامة في صورة كبش املح اقرن يرفع بين الجنة وبين النار. حتى يراه اهل الجنة ويراه اهل النار - 00:19:06ضَ

فيقال يا اهل الجنة اتعرفون ما هذا؟ فيقولون انه الموت ويقال لاهل النار اتعرفون ما هذا؟ فيقولون انه الموت فيذبح بين الجنة والنار. ويقال يا اهل الجنة خلود بلا موت. ويا اهل النار خلود بلا موت - 00:19:37ضَ

اذا اردت ان تحكم عقلك كيف ذلك الامر كيف ذلك الامر طب حكم عقلك في البعث كيف يكون من لدن ادم وما قبل ادم هناك خلائق من اجداس نحن لا نعلمها - 00:20:00ضَ

هناك عوالم كثيرة جدا كل العوالم دي كلها يتوفاها ربنا عز وجل ويبعثها ربنا عز وجل في مقام واحد ده انت لو عملت امتحان شفوي للدفعة بتقعد تلت تيام على ستميت طالب ولا خمسميت طالب تلات تيام وكل يوم مجموعة والعمال والمعيدين ودنيا - 00:20:22ضَ

طب يوم القيامة ربنا عز وجل هو الذي يحاسب الناس فقط الله سبحانه وتعالى هو الذي يحاسب الناس يا ترى ويحصي عليهم كل شيء. ويسألهم عن اقوالهم واعمالهم طب يا ترى المساء تكون ازاي - 00:20:49ضَ

لو حاولت ان تشغل عقلك وان تحكم عقلك لن تستطيع لن تستطيع ان تتصور ذلك الامر خبرتكم عندما يتعبك عقلك الكليل الضعيف في تصور الغيبيات فانظر كيف خلقك الله بس - 00:21:10ضَ

انت مخلوق من ايه من تراب للخلق الاول خلق ادم فكيف لتراب الارض ان يخلق منه بشر سوي؟ تيجي زي دي لو تراب وهذا التراب عندما وضع عليه الماء سراطينا - 00:21:33ضَ

والطين عندما ترك فترة صار صلصالا فكيف للانسان ان يخلق من هذا الطين؟ الطين اللازم اول صلصة لهذا كيف كيف ذلك الامر حكم عقلك ثم يأتي بعد ذلك الخلق الثاني للانسان اللي هو من ماء مهين - 00:21:53ضَ

هذا الماء المهين بويضة وحيوان منوي انت تخلق منه بامر الله العظم والعصب واللحم والعضلات والاوردة والشرايين والاجهزة كل الملك الذي انت هو مش اللي انت فيه. كل الملك الذي انت هو مخلق من ماذا؟ من ماء مهين - 00:22:20ضَ

كيف ذلك الامر سيختار عقلك اذا انت عقلك كليل لا تستطيع ان تتصور الاشياء فليس عليك الا ان تسلم بما ورد في القرآن وبما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وعندئذ - 00:22:47ضَ

استقيموا الامور ولو ترى عندما تعلم حين الوفاء تأتي الملائكة ليقومون بضرب الكفار وهذا الضرب كان في جهتين الوجوه والادبار قيل الادبار المؤخرات والاعجاز وقيل الادبار الظهور والذي يبدو لي - 00:23:07ضَ

بان الوجه دلالة على ما يستقبل اي ما يكون قدام الانسان والادبار دلالة على الجهة الاخرى وهذا دليل على ان العذاب يشمله الانسان الكافر العذاب يشمل من امامه وخلفه ليس هناك جزء في الجسد يعذب والثاني لا يعذب - 00:23:42ضَ

ليس هناك جزء يعذب والثاني لا يعذب الا ما ورد في حديث ابي طالب اهون اهل النار عذابا يوم القيامة ابو طالب ينتعل نعلين من نار يغلي منهما دماغه يا اهون اهل النار ماذا؟ عذاب. وقوله ينتعل نعلين من نار يغلي منهما دماغه. دلالة ايضا على ماذا - 00:24:16ضَ

على شمول العذاب لان العذاب يبدأ من الرجل وينتهي فين في الرأس في الدماغ فهذا دليل ايضا على شمول الجسد بالعذاب. نسأل الله تعالى العافية فالذي يعذب العذاب لا يشمل شيئا - 00:24:48ضَ

وردت ايضا نصوص وهذه النصوص فيها نوع من التحذير في شأن الذين يصلون الناس عن اموالهم ولا ينفقونها في سبيل الله فذكر ربنا عز وجل ان الله تبارك وتعالى قال تكوى بها جباههم وجلوبهم وظهورهم - 00:25:16ضَ

هذا ما كنزته لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون العلماء لهم في ذلك انهم يعذبون ولكن اشد الاماكن تعذيبا هذه الاماكن لان الفقير يأتي له من جهة وجه ويعبس له ولا يعطيه - 00:25:41ضَ

ويأتيه من جنبه فلا يعطيه ثم يلتفت اليه فيدبر عنه بظهره فتكون هذه المواضع اشد المواضع تعذيبا وهذا من باب الجزاء ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم - 00:26:07ضَ

اذا هذا كله دليل على ماذا؟ على ان هناك عذابا في القبر ثم قال الله عز وجل واتقوا عذاب الحريق اي هذا العذاب الحريق في مرحلة ثانية وهذه الواو تحمل على معنى الاستئناف - 00:26:33ضَ

فما بعدها في المعنى ليس متعلقا بما قبلها ويمكن ان تكون هذه الواو هي الواو العاطفة ونقدر شيئا محذوفا ويكون السياق كله سياق واحد ويكون المعنى ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ونقول ذوقوا - 00:26:58ضَ

وعذاب الحريق فيكون القول هنا محذوف اي عندما يعذبون في الوجوه والادبار يقال لهم عند ذلك العذاب ذوقوا عذاب الحريق نسأل الله تعالى العافية والذوق فيه معنى النكاية لان الانسان - 00:27:28ضَ

عندما يقال له ذق فان التذوق الته اللسان ولكن احيانا تكون بمعنى النكاية والتبكيت كقول الله عز وجل ذق انك انت العزيز عزيز ماذا الكريم لقد كنت في الدنيا منعما مفخما - 00:27:54ضَ

شخصيتك ليست في قلبك وكرامتك كما اقول دائما ليست في قلبك وانما كرامتك على كفك يقول حاسبوا واحذروا كرامتي حتى لا تسقط هذا الرجل البئيس الذي يعيش في الدنيا ملتفتا الى نفسه - 00:28:18ضَ

يكون من باب التعذيب له ان يقال له ذق يا من كنت في الدنيا تظن انك عزيز وانك كريم فيقال له ذق انك انت العزيز الكريم سيكون التذوق هنا من باب النكاية والتبكيت - 00:28:40ضَ

وهذا ايضا في هذه الاية وذوقوا عذاب الحريق هذا العذاب وضرب الملائكة لهم وهذا النكال الشديد سببوه ماذا؟ قال الله ذلك بما قدمت ايديكم ذلك بما قدمت ايديكم اي هذا المذكور من التنكيل والتعذيب - 00:29:01ضَ

سببه سببه ما قدمت ايديهم ما هنا بمعنى الذي اي الذي قدمت ايديكم والباء هنا بمعنى السبب ذلك بسبب الذي قدمته ايديكم طب وهل الانسان اعماله لا تكون الا باليد - 00:29:31ضَ

طب ما الانسان بيمشي والانسان بيتكلم والانسان بيسمع والانسان بيرى فلماذا قال اليد قال اليد لانها هي الة الفعل لانها ماذا الة الفعل وكل المذكورات هي افعال الرؤية فعل والسماء فعل - 00:29:54ضَ

والمشي فعل واسند الفعل الى ماذا؟ الى الته الانسان عندما يسمع سمع ماذا؟ فعل وعندما يتكلم الكلام فعل وعندما يمشي المشي ماذا؟ فعل وعندما يأكل اموال الناس بالباطل رشوة او اختلاس او سرقة هذا كله فعل - 00:30:20ضَ

الالة التي يماط بها الفعل يا ماذا؟ هي اليد وبالتالي نسبت هذه الافعال جميعا الى ماذا؟ الى اليد ذلك بما قدمت ايديكم والمقصود بما قدمت ايديكم اي ما فعلت ايديكم - 00:30:49ضَ

والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك احدا. ولهذا قال وان الله ليس بظلام للعبيد ثم قال الله عز وجل كذأبي اه مسألة دأب دي لها تفسير جميل لان بعض الناس قالوا بان الداء - 00:31:11ضَ

الحال والعادة ولكن من اين يرحمكم الله من اين اتى معنى الحال والعادة في كلمة دأب الدأب في اللغة بمعنى المجهود المتواصل المجهود المتواصل لما انسان بيبذل مجهود متواصل يبقى ايه؟ دقن دقن - 00:31:39ضَ

اذا الدأب فيه معنى العمل المتواصل. العمل المتواصل والانسان في حياته اذا عمل عملا متواصلا منظما فانه ايه؟ يعتاده يعتبر يعني لو في هناك انسان يبدأ حياته مثلا من صلاة الفجر - 00:32:09ضَ

وبعدين الافكار وبعدين صلاة الضحى وبعدين يقفوا الطابور يجيب العيش. وبعدين يجيب الفطار وبعدين يفطر. ثم يذهب للعمل يأتي حوالي الساعة الثانية وهو رايح البيت يمر على الراجل يجيب مسلا بعض طلبات يدخل البيت ياكل معلقة نزام برنامج - 00:32:29ضَ

هذا النظام البرنامج ماشي عليه منذ اربعين سنة نقول دي ايه بقى؟ دق لا نقل عمل ولا نقل نظام ولكن نقول ماذا ايه؟ داء اي صار عادة وصار حالا له - 00:32:55ضَ

اذا العادة والحال لا تكون من مرة او من مرتين ولكن عندما يكون الامر ماذا؟ مستمرا مستمرة فقال الله عز وجل كدأب ال فرعون والذين من قبله الجماعة المشركين دول - 00:33:15ضَ

في تكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانكارهم الحق الذي اتى به لم يكن ذلك مرة ولا مرتين امال ده كان ايه؟ كان حال مستمر المستمر ولو رأيت الكفار مع انبيائهم تجد ان دأبهم هو ماذا؟ هو الرد والانكار والمحاربة والجحود - 00:33:38ضَ

قال فرعون قال ربياني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي الا فرارا. واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا الايات كلمة كلما تدل على ماذا؟ على الاستمرار - 00:34:08ضَ

كلما تدل على الاستمرار اذا المسألة ليست مرة ولا مرتين المسألة ماذا؟ مستمرة صار حالا وصار عادة. اذا عادة الكفار ماذا؟ رد الحق دفعوا الحق عدم الانقياد بالحق ولا الحق - 00:34:36ضَ

طيب ربنا سبحانه وتعالى عندما يكذب المكذبون لاهل الحق عندما يكذب المكذبون اهل الحق ويحاربونهم ربنا سبحانه وتعالى ايه اللي بيحصل يعذبهم ويعاقبهم طب المسألة ديت كانت مرة ولا مرتين ولا هذا - 00:34:58ضَ

ديدن وسنة جعلها ربنا عز وجل مع المكذبين سنة اذا هذا دأب يودي جعله ربنا عز وجل عقابا للمكذبين في مقابل دأب الكفار في محاربة اهل الايمان طب لماذا ذكر ال فرعون؟ طب ما عندنا عاد - 00:35:23ضَ

وعندنا ثمود وعندنا اه اصحاب الايكة وعندنا قوم لوط اقوام كثر كذبوا انبيائهم لماذا ذكر ال فرعون هذه المسألة لا نستطيع ان نقول فيها جوابا شافيا وانما هو مجرد ظن - 00:35:51ضَ

فلا ندري ما السبب الحقيق لان ليس عندنا دليل لا لغوي ولا شرعي نستطيع ان نتكأ عليه ولكن هناك تخمينات التي ينبغي الظنون هل لان خبر ال فرعون خبر ال فرعون انتشر بين العرب فكانوا يعرفونه - 00:36:16ضَ

هل ذلك الامر هل لقرب بلاد مصر من بلاد العرب هل في ذلك دليل على ان العرب كانوا يأتون مصر ويتاجرون فيها فيعرفون اخبار الفراعنة وما كان في هذه الديار هذه كلها امور مضمونة والعلم - 00:36:40ضَ

عند الله عز وجل كدأب ال فرعون والذين من قبلهم ثم بين ربنا عز وجل الدأب الذي فعلوه والدأب المقابل الذي هو من باب ماذا؟ الجزاء فقال ربنا عز وجل - 00:37:05ضَ

كفروا بايات الله فاخذهم الله بذنوبهم سبحان الله! اذا بين ربنا عز وجل الداء من هاتين الجهتين عندما كفروا بايات الله ايه اللي حصل؟ اخذهم الله بذنوبهم الله تبارك وتعالى لا يظلم الناس شيئا - 00:37:26ضَ

ولكن الناس انفسهم يظلمون وما ربك بظلام للعبيد. وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم ربنا عز وجل لا يظلم احدا بل ان الله تبارك وتعالى حرم الظلم وجعله على نفسه محرما - 00:37:51ضَ

كما في الحديث القدسي ربنا سبحانه وتعالى يمقت يمقت الظالمين ويكرههم ولا يقع ربنا سبحانه وتعالى في الظلم ابدا ولذلك لا يجوز التسخط بالمقدور لا يجوز التسخط بالمقدور لان التسخط بالمقدور فيه معنى اتهام المولى سبحانه وتعالى في الظلم - 00:38:13ضَ

ليه يا رب بتعمل كده ليه يا رب عملت معي كده ؟ ليه عملت لي كده هذا لا يجوز شرعا لان الله تبارك وتعالى لا يظلم الناس شيئا الامر الثاني ان القدر فعل الله عز وجل في الكون - 00:38:43ضَ

ولا يمكن ان يفعل الله تبارك وتعالى شيئا يظلم به الناس ابدا لا يمكن ولذلك ربنا سبحانه وتعالى بعد ان ذكر قوم عاد وثمود وقوم فرعون قال فكلا اخذنا بذنبه - 00:39:03ضَ

فمنهم من ارسلنا عليه حاصر ومنهم من اخذته الصيحة. ومنهم من خزفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون يبقى تعذيب الله عز وجل للمخالفين - 00:39:25ضَ

وعقوبة الله تبارك وتعالى للمكذبين ليس فيها ظلم وانما هي بسبب ماذا؟ بسبب ذنوبهم واعظم الذنب الشرك واعظم الذنب الشرك قال الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:39:45ضَ

فانت في بحبوحة ما لم تقع في امرين الشرك والقتل الشرك والقتل الشرك عندما تقع فيه هذه بلية انه من يشرك بالله وقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار القتل - 00:40:13ضَ

والقتل لان المقتول له حق لابد ان يأخذه ولهذا قال اهل العلم ليس لقاتل توبة ونسب هذا القول للصحابي الجليل عبدالله بن عباس ولهم في ذلك تخريج ليس له توبة - 00:40:38ضَ

اي فيما يتعلق بحق العباد حتى يستوفي حقه من قاتله ولذلك ورد الخبر يأتي المقتول فيقول يا رب سل هذا القاتل لما قتلني المقتول المظلوم نسأل الله تعالى ان يحقن دماء المسلمين وان يحفظهم في كل مكان - 00:41:00ضَ

وان يسلمهم في ديارهم وان يحفظهم في ابدانهم واسرابهم يأتي المقتول فيقول يا رب سل هذا لما قتلني فلا يمكن ان يقول القاتل الجنة حتى يستوفي المقتول منه حقه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام - 00:41:28ضَ

لا تؤدن الحقوق حتى انه ليقال للشاة الجلحاء من الشاة القرناء سبحان الله! يعني يوم القيامة تؤدى الحقوق ما فيش حاجة اسمها حق يضيع تؤدي الحقوق حتى الشاه الجلحاء التي ليس لها قرض - 00:41:53ضَ

عندما تأتي الشاه القرناء التي لها قرن هشام قرناء تأتي تعمل ايه؟ تضرب الشاة التي ليس لها قرن ربنا سبحانه وتعالى يجيب حق الجلحاء من الشاة الايه؟ القرناء فما بالكم بالانسان - 00:42:15ضَ

ولذلك عندما تلقى ربك عز وجل مظلوما لك الحق افضل من ان تلقاه ظالما عليك الحق ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام قال للصحابة اتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع - 00:42:34ضَ

هذا هو المفلس فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان المفلس من امتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته - 00:42:59ضَ

وهذا من حسناتك حتى اذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرحت النار المفلس المفلس الذي ليس له رصيد عند الله مش المفلس الذي ليس له رصيد عند آآ - 00:43:24ضَ

او في بنوك الدنيا لا المفلس من ليس له رصيد عند الله لكن عندما يكون لك رصيد عند الله بتسحب منه بدليل فيأخذ هذا من حسناته. وهذا من حسنات لانك عنده ايه؟ عنده رصيد. ولكن رصيده ماذا؟ كان قليلا - 00:43:45ضَ

وبالتالي اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار كدأب ال فرعون والذين من قبلهم ايه اللي حصل؟ قال الله عز وجل كفروا بايات الله طيب لما كفروا بايات الله ايه اللي حصل؟ قال الله فاخذهم الله بذنوبهم - 00:44:06ضَ

تشعر ان الايات الكلمات القرآنية ورا بعضها فيها تسلسل عجيب كفروا فاخذهم الله بذنوبهم. والباء هنا ايضا بمعنى ماذا؟ السبب اي اخذهم الله بسبب ذنوبهم ان الله قوي شديد العقاب - 00:44:29ضَ

كلمة ان الله قوي تشعر المؤمن ايضا بالقوة لان معبودك قوي وعزيز لا يغلبه احد ولا يستطيله احد فمن التجأ اليه حماه ومن توجه اليه اجاب دعواه الله تعالى نسأل في هذا المقام الطيب المبارك - 00:44:54ضَ

ان يغفر ذنوبنا وان يشرح الحق صدورنا وان يشفي مرضانا وان يرحم موتانا وان يتقبل اعمالنا وان يصلح اخواننا وان ييسر امورنا والا يتوفنا الا وعنا راض. وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى اله وصحبه - 00:45:19ضَ

- 00:45:39ضَ