Transcription
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الف لام ميم. ذلك الكتاب لا ريب فيه. هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما - 00:00:00ضَ
رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون الف لام ميم هذه الحروف وغيرها من الحروف - 00:00:20ضَ
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطعة في اوائل السور فيها اشارة الى اعجاز القرآن فقد وقع بها تحدي المشركين فعجزوا عن معارضتها وهو مركب من هذه الحروف التي تتكون منها - 00:00:41ضَ
لغة العرب فدل عجز العرب عن الاتيان بمثله مع انهم افصح الناس على ان القرآن وحي من الله. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:59ضَ
هذه الحروف المبدوء بها في عدد من سور القرآن مثل قوله تعالى هنا الف لام ميم قوله تبارك وتعالى الف لام ميم صاد قوله سبحانه وتعالى الف لام ميم راء - 00:01:17ضَ
وهكذا قوله سبحانه صاد قوله قاف قوله طه وقوله ياسين وهكذا هذه الاحرف اختلف اهل التفسير فيها فمنهم من من قال ان المراد بها غير معلوم لان الاحرف اذا كونت جملا - 00:01:33ضَ
عرفت معانيها لكن هذه احرف مقطعة ومنهم من قال ان هذه الاحرف يراد بها الاشارة الى القرآن العظيم لانه اذا تأملت كثيرا من هذه المواضع نجد القرآن قد ذكر بعدها. فقوله تعالى هنا الف لام ميم - 00:01:55ضَ
اتبع بقوله ذلك الكتاب وقوله تبارك وتعالى في سورة ال عمران الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم ذكر بعدها ايضا الكتاب وهكذا قوله ياسين قال والقرآن الحكيم - 00:02:16ضَ
وقال صاد والقرآن ذي الذكر الى غير ذلك من المواضع قالوا فدل ذكر هذه المواضع ذكر القرآن عند هذه المواضع على ان المراد الاشارة الى القرآن اي ان القرآن نزل بهذه الاحرف - 00:02:34ضَ
التي تتحدثون بها يا معاشر العرب ومع ذلك تعجزون عن ان تأتوا بمثله. قالوا فدل ذكر القرآن بعد هذه الاحرف او بعد كثير من هذه المواضع التي بدأت بها السور - 00:02:50ضَ
دل على ان المراد الاشارة الى اعجاز القرآن هو ان هؤلاء العرب الذين هم افصح الناس مع بالغ علمهم بالفصاحة يعجزون عن الاتيان بمثل هذا القرآن او سورة من مثله - 00:03:07ضَ
نعم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اي ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي لا شك انه من عند الله فلا يصح فلا يصح ان يرتاب فيه احد نعم - 00:03:21ضَ
ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل الصالح. وهم الذين يخافون الله ويتبعون احكامه. ذلك كتاب القرآن لا ريب فيه لا شك فيه من عند الله عز وجل هدى لكن ليس لكل احد - 00:03:36ضَ
وانما هو هدى للمتقين فقط ولهذا قال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقروا وهو عليهم عمى فهذا القرآن هدى لمن وفق ولمن اراد الله عز وجل له الخير - 00:03:56ضَ
ان الله يهدي به يهدي به سبحانه وتعالى سبل سبل السلام ويخرج به عبادا له صالحين من الظلمات الى النور ولهذا قال هدى للمتقين والتقوى جماعها فعل اوامر الله تعالى - 00:04:16ضَ
وترك نواهيه مخلصا لذلك مخلصا لله عز وجل القصد اجماع التقوى ان تفعل الاوامر التي امرت بها وتترك النواهي التي نهيت عنها فهذا جماع التقوى هذا هو الذي يجمع للعبد التقوى - 00:04:33ضَ
نعم الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون وهم الذين يصدقون بالغيب الذي لا تدركه حواسهم ولا عقولهم وحدها لانه لا يعرف الا بوحي الله الى رسله مثل الايمان بالملائكة والجنة والنار وغير ذلك مما اخبر الله به او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:50ضَ
والايمان كلمة جامعة للاقرار بالله للاقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. وتصديق وتصديق الاقرار بالقول والعمل والعمل بالقلب واللسان والجوارح. وهم مع تصديقهم للغيب يحافظون على اداء الصلاة في - 00:05:20ضَ
اداء صحيحا مثل ما شرع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ومما اعطيناه من المال يخرجون صدقة اموالهم اموالهم واجبة والمستحبة. نعم. ذكر عز وجل شيئا من صفات المتقين. من هم هؤلاء المتقون الذين يؤمنون بالغيب - 00:05:45ضَ
والغيب هو ما غاب عن العبد كل ما غاب عنك مما تحيط به فهو داخل في الغيب سيدخل في الغيب الملائكة والجن والنار ويدخل في الغيب ما يتعلق باحوال القيامة عموما وما وما لا تدركه فان - 00:06:09ضَ
مدارك الانسان محدودة حتى في الدنيا ولهذا نبصر اشياء في الدنيا ولا نبصر اشياء اخرى. قال تعالى فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون فالعبد انما يدرك في هذه الدنيا بحسب - 00:06:28ضَ
ما اعطي من هذه الحواس فقط واما ما سواها فانه لا يدركه ولهذا فان من اول ما ذكر الله من صفات اهل التقوى هذه الصفة العظيمة الذين يؤمنون بالغيب والايمان - 00:06:44ضَ
كلمة جامعة تعني في الشرع تصديق القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح لانه مسمى شرعي ويرجع في معناه الى توصيف الشرع نفسه الذين يؤمنون بالغيب ذلك من ضمن ايمانهم فهم مؤمنون - 00:07:04ضَ
والمراد بالايمان الايمان كما قلنا الشرعي المحدد النصوص وهو الايمان الذي وردت به النصوص من تصديق القلب ونطق اللسان تصديق ذلك بالاعمال فان كون العبد يدعي انه مؤمن بقلبه مناطق بلسانه مع تركه - 00:07:27ضَ
للعمل هو فيه كاذب وذلك ان الاعمال تصديق الاعمال تصديق للاعتقاد ولهذا قال الله تبارك وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب - 00:07:52ضَ
والنبيين ثم بعد ان ذكر عز وجل جملة من الامور كالصلاة والصبر وايتاء الزكاة. قال اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون فالصادق في ايمانه هو الذي يصدق اعماله نصدق اعتقاده واقواله باعماله - 00:08:12ضَ
اما ان يقتصر على القول والاعتقاد بلا عمل فليس هذا هو الايمان الذي امر الله عز وجل به ولهذا قال اهل العلم ان الايمان ليس بالتحلي والتمني ولكنه ما وقر في القلب وصدقته الاعمال - 00:08:32ضَ
امور القلوب لا يحيط بها الا علام الغيوب سبحانه وتصديق الاعمال وتصديق هذا الاعتقاد وهذه الاقوال يكون بالاعمال فلا يحل الفصل بين الاقوال والاعمال والاعتقاد والفصل في ذلك هو طريق المرجئة. اما اهل السنة فيقولون ان الايمان حقيقة مكونة من هذه الامور الثلاثة - 00:08:51ضَ
الذين يؤمنون بالغيب ومع ايمانهم بالغيب يقيمون الصلاة. على ما بين لهم النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي ويصلون الصلاة مخلصين لله عز وجل القصد - 00:09:15ضَ
اتينا بها على ما اراد الله على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يتأسون به وبسنته عليه الصلاة والسلام ولهذا يلاحظون ان تقع على الحد الذي بين عليه الصلاة والسلام - 00:09:31ضَ
عن كل ما يخل بها ويخدشها ومع ذلك يؤتون الزكاة كما عبر في بعض الايات وعبر في هذه الاية لقوله ومما رزقناهم ينفقون فينفقون ما اوجب الله عز وجل عليهم من النفقات الواجبة كالزكاة - 00:09:46ضَ
وما يجب على العبد ان ينفقه على اهله ومن تحت يده. ويدخل ايضا فيما ينفقون الصدقات يدخل الصدقات المستحبة فانها تدخل في عموم قوله ومما رزقناهم ينفقون فينفقون ما اوجب الله من الزكاة ونحوها وينفقون ايضا مما يتصدقون به ويتقربون به الى الله. هذه شيء من صفاتهم - 00:10:09ضَ
نعم والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون والذين يصدقون بما انزل اليك ايها الرسول من القرآن. وبما انزل اليك من الحكمة وهي السنة. وبكل ما انزل - 00:10:33ضَ
من قبلك على الرسل من كتب كالتوراة والانجيل وغيرهما. ويصدقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء تصديقا بقلوبهم تصديقا بقلوبهم يظهر على السنتهم وجوارحهم. وخص يوم الاخر بالذكر لان الايمان به من اعظم البواعث - 00:10:52ضَ
على فعل الطاعات واجتناب المحرمات ومحاسبة النفس. نعم هذا ايضا من خصالهم انهم يؤمنون بجميع ما انزل الله. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك فالواجب على المؤمن ان يؤمن بجميع انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام - 00:11:17ضَ
ويؤمن بجميع ما انزل الله من كتب ايضا. كما قال تعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب وهم يؤمنون بما انزل على نبيهم صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بما انزل من قبله ايضا - 00:11:37ضَ
من الكتب التي انزلها الله تعالى على انبيائه التوراة والانجيل والزبور وغيرها فهذه من ضمن خصالهم وهم بالاخرة ايضا موقنون على اتم ما يكون من اليقين واثقون منها وانها اتية - 00:11:52ضَ
وان ما وعد الله عز وجل اتي لا محالة يقينا لا يتردد الواحد منهم فيه ولا يتطرق اليه ادنى شك وهم بالاخرة على يقين تام كانها رأي عين هذه الخصال ذكرها الله تعالى عنهم - 00:12:15ضَ
ثم ذكر تعالى جزاءهم في الاية بعدها نعم اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون اصحاب هذه الصفات على نور من ربهم وبتوفيق وبتوفيق من خالقهم وهاديهم وهم الفائزون الذين ادركوا - 00:12:32ضَ
ما طلبوا ونجوا من من شر ما منه هربوا هذه الصفات قد اجزل لهم عز وجل من واسع فضله المثوبة عليها جازاهم في الدنيا كما جازهم في الاخرة اولئك على هدى من ربهم - 00:12:51ضَ
واولئك هم المفلحون وهم مهتدون وعلى بصيرة ويقين وهم المفلحون والمراد بالفلاح الفوز هنا هم قد نالوا الفوز الاكبر واعظم الفوز واجله واسناه ان ينالوا ما وعدهم الله عز وجل به في الدار الاخرة من - 00:13:14ضَ
مقيم والخلود الابدي في دار كرامته - 00:13:35ضَ