شرح (التفسير الميسر)

تفسير سورة البقرة (٢٠) | الشيخ عبد الله العنقري

عبدالله العنقري

الذين يخبرون عن الله عز وجل فهذه سنة ماضية وهي في اهل الجهالة والضلالة باقية مستديمة ليس لهم حجة في امورهم الا انهم الفوا ابائهم كما قال تعالى انهم الفوا اباءهم ضالين فهم على اثارهم يهرعون. ولهذا لا تنفعهم هذه الحجة - 00:00:00ضَ

هذه في الاخرة ليست حجة نافعة ولهذا يهلكون هم وابائهم. نسأل الله العافية ويجمعون جميعا في جهنم وبئس المصير اذا كانوا من اهل الشرك ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم عمي فهم لا يعقلون - 00:00:21ضَ

اي وصفة الذين كفروا وداعيهم الى الهدى والايمان كصفة الراعي الذي يصيح بالبهائم ويزجرها وهي لا تفهم معاني كلامه وانما تسمع النداء ودوي الاصوات ودوي الصوت فقط هؤلاء الكفار سم - 00:00:46ضَ

سدوا او سدوا اسماعهم عن الحق بكم اخرسوا السنتهم عن النطق عن النطق به عمي لا ترى اعينهم براهينه الباهرة. فهم لا يعملون عقولهم فيما ينفعهم. ذكر الله تعالى هذا الوصف لاهل الكفر - 00:01:09ضَ

قال ومثل الذين كفروا والامثال في القرآن كثيرة ولكن الشأن فيها كما قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون الامثال كثيرة لكن الذي يعقلها ويعي المراد بها وينتفع بها - 00:01:30ضَ

هم العالمون قال تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعت ذكر الله تعالى ان الذي يدعو الكفار نزله كمثل من يصيح بالاغنام الراعي الذي يرعى الاغنام يصيح بها صياحا معينا هي لا تفقهه لكن - 00:01:48ضَ

يزجرها بهذه الكلمات حتى تقف او حتى تطيعه فيما اراد من اتخاذ يمنة او يسرة او رجوع او نحو ذلك. لكن هل تعي ما يريد منها لو انها لو انه قال لها قفي - 00:02:09ضَ

هل تعي معنى كلمة قفي؟ تعالي هل تعي معنا تعالي انما هو صوت تسمعه فتدري ان هذا الراعي يريد منها شيئا فاذا كانت متقدمة كفت واذا كانت ذاهبة يمنة التفتت الى راعيها تدري تنظر ماذا - 00:02:28ضَ

فهؤلاء الكفار من عداء الحق هم كمثل هذه الاغنام التي يصيح بها الراعي فلا تعي ما الذي يريد منها تحديدا من الالفاظ التي يتلفظ بها ثم بين تعالى حالهم انهم سن - 00:02:47ضَ

وانهم بكم وانهم عمي مع انهم قد يسمعون وينطقون ويبصرون لكن صممهم في شيء خاص فهم في في صنمهم صم عن سماع الحق. وان سمعوا الباطل بكم لا ينطقون بالحق وان نطقوا بالباطل - 00:03:05ضَ

رمي لا يرون ادلة الحق وبراهينه وان رأوا في معايشهم وفي حياتهم يتقلبون به في مصالح دنياهم فهذا هو حالهم ولهذا هذا المثل وامثاله في القرآن تواضع عبرة يجعلها العليم الخبير سبحانه وتعالى دالة على هذه الاصناف التي جعلت فيها الانفال - 00:03:27ضَ

يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله. فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه. ان الله - 00:03:51ضَ

غفور رحيم اي يا ايها المؤمنون كلوا من الاطعمة المستلذة الحلال التي رزقناكم ولا تكونوا كالكفار الذين يحرمون الطيبات ويستحلون الخبائث. واشكروا لله نعمه العظيمة عليكم بقلوبكم والسنتكم وجوارحكم ان كنتم حقا منقادين لامره - 00:04:12ضَ

سامعين مطيعين له تعبدونه وحده لا شريك له انما حرم الله عليكم ما يضركم كالميتة التي لم تذبح بطريقة شرعية والدم المسفوح ولحم الخنزير والذبائح التي ذبحت لغير الله ومن فضل الله عليكم وتيسيره - 00:04:37ضَ

انه اباح لكم اكل هذه المحرمات عند الضرورة. فمن الجأته الضرورة الى اكل شيء منها غير ظالم غير ظالم في اكله فوق حاجته ولا متجاوز حدود الله حدود الله فيما ابيح له - 00:04:59ضَ

فلا ذنب عليه في ذلك ان الله غفور غفور لعباده رحيم بهم هذه الآيات فيها توجيه نداء لأهل الإيمان. تقدمت الآية السابقة وفيها توجيه النداء الناس يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا - 00:05:19ضَ

وفي هذه الاية يقول تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم وفي موطن اخر يقول تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات والله عز وجل يأمر بالاكل من الطيبات - 00:05:36ضَ

ويأمر عباده بانتهاج الطرق الطيبات وترك امور الخبائث فيقول تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم من الامور التي احلها الله. وفيها كامل الغمية ولله الحمد عن الحرام. فالمأكولات الطيبة كثيرة جدا ولو اراد احد ان - 00:05:50ضَ

كم عدد ما احل الله لاجهد نفسه واتعب نفسه لان المحرمات هي التي تحصى في قانون يحرم كذا وكذا وكذا. اما الطيبات فلو اردت ان تعد من انواع الفواكه ومن انواع الخضروات - 00:06:12ضَ

ومن انواع ما اباح الله عز وجل مطلقا مما في الارض لان الله جعل لنا ما في الارض. والذي جعل لكم ما في الارض جميعا وكله ولله الحمد من ناس قد اباحه الله تعالى الا ما استثني - 00:06:30ضَ

فامر الله المؤمنين بان يأكلوا من الطيبات وان يمتنعوا عن اكل الخبائث وان يضيفوا الشكر لله عز وجل وهذا فيه التنبيه على شكر الله عز وجل على نعمه سواء في المأكولات او في المشروبات مما يسر الله عز وجل للعبد تناوله - 00:06:48ضَ

ومما اباحه الله لان الله تعالى لو حرم عليك من هذه الطيبات شيئا لما استطعت ان تتناولها واذا تناولتها اثمت فاشكر الله عز وجل على ان يسرها واشكر الله تعالى على ان اباحها - 00:07:09ضَ

ولهذا شرع للعبد اذا اكل ان يقول الحمد لله الذي اطعم وسقى وسوغه. وجعل له مخرجا. هذه نعم يتأملها الانسان في اكله انه اطعمك الطعام. واسقاك الشراب وسوغه لو ان الله تعالى لم يجعله سائغا مرتدا - 00:07:24ضَ

لما اهتنعت به ثم انه تبارك وتعالى من فضله ان جعلنا ان جعل لك المخرج الذي يخرج هذا الاكل ان من فضل الله عز وجل على العباد ان الاجسام يبقى فيها ما ينفع. والضار يخرج - 00:07:43ضَ

فلو انه لم يخرج ايضا لهلكت انسان ولهذا شرع مثل هذا الدعاء تدبر لهذه النعمة اطعم من الطعام واسقى من الشراب سبحانه وتعالى. وسوغه باللذائذ ثم انه جعل له المخرج سبحانه وبحمده - 00:08:01ضَ

قال واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون وهذا كثير في القرآن ان يربط الامر بكونك عابدا لله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين او بكونك مؤمنة هذا كثير في القرآن يربط الامر الالهي - 00:08:18ضَ

ما انت عليه من تحقيق العبادة لله تعالى او الامة. ثم بين تعالى المحرمات. ولهذا قلنا ان المحرمات هي التي تحصى يسهل احصاؤها اما الطيبات فيصعب احصاؤها لانها كثيرة قال انما حرم عليكم الميتة - 00:08:34ضَ

وهي التي لا تذكى الذكاة الشرعية تموت حتفها. كأن تختنق او تموت موتا دون ان تذكى. انما حرم عليكم الميتة. والميتة هذه خبيثة واكلها ضار جدا للبدن ومع ذلك تأكلها هذه - 00:08:51ضَ

الافواج الكثيرة من غير المسلمين معنا فيها من الضرر ومع ما فيها من الخبائث احتباس الدم فيها ولهذا اذا بكيت وانهر دمها فانها تكون طيبة. اما اذا ماتت ولم تذكى فانها تكون خبيثة ولا تحل - 00:09:10ضَ

انما حرم عليكم الميتة والدم. الدم المراد به الدم المسفوح فاذا ذبحت الذبيحة فان الدم الخارج منها يكون محرما نجسة بخلاف الدم الذي يكون في العروق. وهكذا كانت العرب تتناول الدم وتشربه - 00:09:27ضَ

حرم الله ذلك والدم من الخبائث لا يجوز تعمد شربه. لكن ما اختلط منه باللحم بعد ان يذكى فانه لا يضر ولهذا لو انه وجد في اثار الطبخ بعض الدم غير المسبوق قطعا - 00:09:46ضَ

ما الذي قد يحتبس بعضه بعض قليل منه في العروض فهذا لا يكون نجسا ولا يضر انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وهو الحيوان المعروف وهو محرم كله لانه خبيث. وما اهل به لغير الله. الذي يذبح لغير الله عز وجل. هذا محرم - 00:10:03ضَ

وان ذبح الذبح الذي يكون في الحلق وامهر دمه فانه يكون محرما لانه اهل به والاهلال اصله رفع الصوت كما يأتي ان شاء الله في كتاب الحج الان ان اصل الاهلال هو رفع الصوت كما يقال اهل - 00:10:24ضَ

اي رفع صوته بالتلبية. فالذابح يهل يذكر اسما فالمسلم يذكر اسم الله تعالى فتكون الذبيحة شرعية والمشرك يذكر اسم غير الله تعالى او يقصد بالذبح غير الله. ففي هاتين الحالتين يكون مما اهل به لغير الله فهذا لا يجوز ابدا - 00:10:41ضَ

ثم ان الله تعالى من فضله ومنته عذر المضطر اذا اضطر الانسان لأكل ميتة فانه لا يأسمن فمن اضطر غير باغ ولا عابد غير باغ ولا عام فلا اثم عليه. فاسقط الله تعالى عن العبد الاثم في هذه الحال. انه في حال الضرورة يجوز له تناول الميتة - 00:11:01ضَ

بحيث يستنقذ نفسه ولا يجوز له ان يتناولها الا اذا كان في حد ضرورة. بمعنى انه لو لم يأكل منها لهلك فعند ذلك يجوز له الاكل. فمن اضطر غير باغ ولا عامل فلا اثم عليه. ان الله غفور رحيم - 00:11:25ضَ

ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار. ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم. ولهم عذاب اليم اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة. فما اصبرهم على النار - 00:11:41ضَ

ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق. وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد اي ان الذين يخفون ما انزل الله في كتبه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك فمن الحق ويحرص - 00:12:06ضَ

على اخذ عوض قليل من عرض الحياة الدنيا مقابل هذا الاخفاء هؤلاء ما يأكلون في كتمان الحق الا نار جهنم تتأجج في بطونهم ولا يكلمهم الله يوم القيامة لغضبه وسخط - 00:12:24ضَ

عليهم ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم وكفرهم. ولهم عذاب موجع. اولئك المتسخون بهذه الصفات استبدلوا الضلالة بالهدى وعذاب الله بمغفرته. ثم استبدلوا الضلالة بالهدى وعذاب الله بمغفرته. فما اشد جراءتهم على النار بعلم بعملهم - 00:12:44ضَ

اعمال اهل النار يعجبه الله من اقدامهم على ذلك اعجبوا اي فاعجبوا ايها الناس من جرائاتهم ومن صبرهم على النار ومكثهم فيها وهذا على وجه استهانة بهم والاستخفاف بامرهم. ذلك العذاب الذي استحقوه بسبب بسبب ان الله تعالى نزل - 00:13:12ضَ

كتبه على رسله مشتملة على الحق المبين فكفروا به وان الذين اختلفوا في الكتاب امنوا ببعضه وكفروا ببعضه. لفي منازعة ومفارقة بعيدة عن الرشد والصواب تعالى عن هذا الصنف الذي كان - 00:13:37ضَ

زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوجد ايضا بعدهم ويوجد قبلهم هم الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب يكتمون الحق الذي يعلمونه وبايديهم فيه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى كما يعرفون ابناءهم - 00:13:59ضَ

قال الله عز وجل يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل رسول الله الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. الاية - 00:14:22ضَ

فيكتمونه ويدعون ان الذي وصف لهم ليس هذا النبي الكريم الذي رأوه بام اعينهم وهاجروا من الشام الى المدينة لعلمهم انه يكون في المدينة لا يخرج الا في المدينة ثم لما رأوه عياذا بالله كفروا به - 00:14:38ضَ

لان لهم رئاسات دنيوية ولهم مناصب ومحلات في نفوس اقوامهم فارادوا الا تزول من الناس من قد يكفل الحق لاجل المال وايا كان سبب كتمانه للحق فانه داخل في هذا اذا كتم الحق - 00:14:59ضَ

ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا وهو العوض الدنيوي حتى لو اعطي الدنيا كلها فهي قليل اولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار هذه عاقبتهم - 00:15:19ضَ

وفي القيامة هذا حاله لا يكلمهم الله عز وجل عياذا بالله ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وهذه من الايات الموقوفة التي يخاف على حمل العلم ان تناله - 00:15:33ضَ

لانه اذا كسب علما يحتاج اليه ولهذا يجب ان ليكون العلم متاحا مباحا لكل احد هذا يجعل العلم على لأحد ويمنع منه الناس بامتياز معين لهذا الذي يتعلمونه لكل عهد - 00:15:50ضَ

وايضا الحق يجب ان يرى وان اغضب من اغضب فان الحق هو الذي استودعه الله تعالى اهل العلم وعليه ان يجهروا به. نعم يجهرون به في حال من مراعاة المصلحة والبعد عن الاثارة لكن الحق من حيث هو - 00:16:15ضَ

وحق لابد ان ولابد ان يعلم ولابد ان يجلى لانه اذا لم يجلى ضل الناس وزاغ الناس في ظهر الحق ويبين ويجلى بجميع الوسائل باللسان وبالكتابة وبكل طريق شرعي والا وقع الكاتب في الاثم - 00:16:36ضَ

وكتمان الحق عاقبته كما تقدم هي انتشار الضلال وغربة الدين. فلهذا يجب ان يجهر بالحق وان يبين وان يوضح لكن الجهر بالحق كما تقدم كما في الاية هنا ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات هؤلاء اهل علم - 00:17:02ضَ

قد يأتي من لاعلم عنده ويظن ان شيئا ما هو من الحق فيجهر به سيكون مخطئا في ظنه ان هذا من العلم وقد يجهر بالحق بطريقة يتسبب ويترتب عليها نور مفسدة - 00:17:23ضَ

ولهذا ينبغي ملاحظة هذه المسألة. الحق من حيث هو حق لابد ان يظهر والاسلوب الذي يظهر به الحق لابد ان يكون مقصودا شرعيا حتى لا يترتب على هذا شيء من المفاسد. وقد يظن بعض الناس ان - 00:17:37ضَ

الجهر بالحق يتيح استعمال وسائل غير شرعية. وهذا غير صحيح فان في الشرع الغنة والكفاية في وسائله الكريمة عن ان تستجلب وسائل من اعداء الله من كثرة الشرق او الغرب بدعوى اظهار الحق - 00:17:54ضَ

الواجب ان تكون الوسيلة شرعية اذا استخدمت الوسيلة الشرعية واظهرت الحق الشرعي فليس لاحد على وجه الارض كائنا من كان ان يعتبره واعتراضه ظلم منه وتجنن ومحاربة لدين الله تعالى - 00:18:13ضَ

اذ الحق من حيث هو حق اذا اظهرت واستخدم في ذلك وسيلة الشرع فمن اغتاظ من ذا فمن اغتاظ من ذلك فهذا من فساده هو لان الحق يجب ان يكون موضع القبول - 00:18:29ضَ

وان يكون موضع الاتاحة والاظهار فإذا ابغض احد الحق فهذه من الدلائل الخطيرة جدا عليه. قال تعالى لقد جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون. هذه تقال لأهل النار الواجب على المسلم ان لا يغيظه الحق - 00:18:45ضَ

والا يغضب من اظهار الحق وان كان في اظهار الحق شيء فيه نقد له هو. لان الحق فوق الجميع هكذا ينبغي ان يعرف فيتوازن المؤمن بهذا في ظهر الحق ويلاحظ الوسيلة الشرعية في اظهاره. من لم يرقله الحق يراجع حساباته. لانه اذا - 00:19:01ضَ

لم يرق له الحق من حيث هو حق فهذا من الدلائل على انه مخالف للحق. فليس له ان يغتاظ من الحق بل عليه ان يبدل ما هو فيه من الخطأ - 00:19:24ضَ

وان يعلم ان ما هو فيه غلط ينبغي ان يصوب بالحق ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول ردوا الجهالات الى السنة الجهالات والاخطاء هذه ارجعها الى السنة حتى تتبين الاخطاء او تتضح وتتجلى لان الناس عندهم مفاهيم عندهم اذواق عندهم - 00:19:34ضَ

فترد الى السنة حتى يتبين الحق فاذا اظهرت السنة فما هو بخلاف السنة جهالات ترد من حيث اتت قال تعالى في الذين يكتمون ما انزل الله يا ايها الذين اشتروا الضلالة بالهدى نسأل الله العافية. اعتابوا - 00:19:54ضَ

الضال هو الذي يبحث عن عن الهداية لكن الذي يكون على هدى نسأل الله العافية ويعلم الهدى ويستبدله بالضلالة فهذا قد ضل ضلالا مبينا وقد خسر خسرانا عظيما وقد سفه عقله - 00:20:14ضَ

فسد عليه امر دينه ودنياه اشترى الضلالة عياذا بالله بالهدى والعذاب بالمغفرة. الانسان يكون كافرا مستحقا للعذاب. فاذا امن ابدل الله له الحال تجاوز امر الحرى املى امر العذاب وصار من اهل المغفرة - 00:20:29ضَ

فمن انتكس والعياذ بالله وكان على طريق يؤدي الى الرحمة فانه قد ترك هذه الرحمة الى العذاب. كما انه ترك الهدى الى الضلال قال تعالى فما اصبرهم على الله وقوعهم في النار ووضعهم في النار شيء هائل شديد - 00:20:51ضَ

لما فيها من المكث المستديم الذي لا ينقضي بما فيها من انواع العذاب الذي قال الله تعالى فيه لا يفتر هنا لحظة واحدة وهم في عذاب مستدير لا يفتر عنهم وهم فيهم يجلسون. ثم قال تعالى ذلك اي هذا العذاب الذي استحقوه - 00:21:13ضَ

لان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد. الله تعالى انزل الحق وبين الطرق واتضحت السبل ثم ركبوا طريق الضلال بعد علمهم بالحق فهؤلاء من افسد الناس لان راكبي الضلال على نوعين - 00:21:31ضَ

منه من هو جاهل بالحق لا يدري به في حال اهل الجاهلية ومنهم صنف اخبث وهم الذين عرفوا الحق وتعمدوا تركه وتنكبوه بعد ما علموه ككفرة اهل الكتاب فهؤلاء قد علموا الحق وتعمدوا ان يتركوه وان يجحدوه - 00:21:51ضَ

ونشروا في الناس الضلال. والناس يرون ان لهم شيئا من العلم والمعرفة. فاضلوا بذلك الناس اكثر من اظلال اهل الجاهلية لا الذين لا يعلمون. نسأل الله العافية - 00:22:11ضَ