التفسير الميسر لجزء تبارك

تفسير سورة الحاقة ٢ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله واما بعد فنواصل ايها الاخوة والاخوات تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا - 00:00:00ضَ

نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نسأل الله تعالى من فضله - 00:00:20ضَ

نعود الى سورة الحاقة وقد انتهينا من الايات التي فيها احقاق الحق في الدنيا كما قال الله تعالى الحاقة ملحاقة وما ادراك ما الحاقة كذبت ثمود وعاد بالقارعة فاما ثمود فاهلكوا بالطاغية واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية. ذكر احقاق الحق في الدنيا واهلاك الامم المكذبة بالحق - 00:00:40ضَ

في الدنيا ثم بعد ذلك انت قلت الايات الى احقاق الحق في الاخرة الان الايات تذكر هذه الحاقة واهوالها والجزاء فيها احقاقا للحق يقول الله تعالى فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة. تأمل كيف ربط بين - 00:01:10ضَ

ما تقدم من آآ اهلاك المكذبين في الدنيا وبين نفخ آآ النفخ في الصور وقيام القيامة بالفاء التي تدل على التعقيب والسرعة. كأن الزمن بينهما اه يسير. وهكذا القيامة تأتي بغتة - 00:01:38ضَ

والدنيا تذهب سريعا. قال فاذا فاذا نفخ في الصور اسرافيل عليه الصلاة والسلام ينفخ في الصور نفخة واحدة نفخة واحدة هذه النفخة الواحدة كافية لاهلاك العالم قال فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة من عظم شأنها. وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة - 00:02:00ضَ

الله اكبر الجبال اقسى ما على وجه الارض. فتحمل الجبال وتظرب بالارض فدكتا دكة واحدة. تصبح الجبال منثورا وتصبح الارض ارضا مستوية قال فيومئذ وقعت الواقعة. التي لا شك في وقوعها - 00:02:30ضَ

ثم انتقل الى العالم العلوي ما الذي يحصل آآ في السماء قال وانشقت السماء هذي السماء القوية المحكمة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ضعيفة وما تنشق الا لامر عظيم. قال الله تعالى والملك على ارجائها - 00:02:53ضَ

الملك يعني الملائكة على ارجائها على اطرافها ونواحيها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يأتي الجبار جل جلاله لفصل القضاء بين عباده. ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال النبي صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة حملة العرش - 00:03:14ضَ

ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. الله اكبر. انظر الى عظم شأن هؤلاء الملائكة الذين العرش ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية والله تعالى يأتي لفصل القضاء كما قال الله تعالى وجاء ربك - 00:03:47ضَ

والملك صفا صفا. فيأتي الرحمن الكريم الجبار القهار. لفصل القضاء. ولهذا قال يومئذ رضوان لا تخفى منكم خافية. يومئذ تعرضون تعرضون على من على من يعلم السر واخفى من يستوي عنده - 00:04:07ضَ

السر والجهر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية لا تخفى منكم خافية على الله جل وعلا. الجسم مكشوف والضمير مكشوف والروح والنفس مكشوفة المصير مكشوف وهكذا يقف العباد بين يدي الله جل وعلا خاضعين مستكينين لعظمة الله جل وعلا. يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية - 00:04:31ضَ

فالمسلم عليه دائما ان يتذكر هذا الموقف يوم يعرض على الله جل وعلا. كيف سيكون حالك يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ويحذركم الله نفسه والله - 00:05:10ضَ

خوف بالعباد الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. ماذا قدمت؟ هذا الموقف العظيم ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. لا تخفى عليه خافية سبحانه جل وعلا. ولهذا يقول عمر رضي الله عنه - 00:05:31ضَ

حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا. وزنوها قبل ان توزنوا. وتزينوا للعرض الاكبر. يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. ثم يأتي الجزاء قال فاما من اوتي كتابه بيمينه باليد اليمنى واليد اليمنى تستخدم في الامور المكرمة - 00:05:51ضَ

هكذا يؤتى كتاب اعماله بيمينه لان اعماله صالحة طيبة فيأخذ كتابه باليد الطيبة التي كانت تستخدم في الامور الطيبة المكرمة. فاما من اوتي كتابه بيمينه المؤمن فيفرح فرحا عظيما فيقول هاؤم - 00:06:18ضَ

هاؤم يعني خذوا او تعالوا هاؤم يعني خذوا اقرأوا كتابية لانه مليء بالاعمال الصالحة. وكما جاء في الحديث من احب من احب ان تسره صحيفته فليكثر من الاستغفار تجد ما بين كل سطر وسطر استغفار وذكر لله اكثر من ذكر الله - 00:06:44ضَ

انت الان في هذه الدنيا تملي هذه الصحيفة وتؤلف هذا الكتاب. كل انسان في هذه الدنيا يؤلف كتابا عظيما العالم والجاهل كل واحد يؤلف كتابا عظيما سيلقاه يوم القيامة. يقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. فاملأ هذا - 00:07:14ضَ

بالاعمال الصالحة. حافظ على صلاتك. زد من النوافل من قيام الليل من الصيام عليك المحافظة على وردك من القرآن الكريم ما يمر عليك يوم الا وانت تقرأ جزءا او اكثر من القرآن الكريم - 00:07:37ضَ

عليك ببر الوالدين وصلة الارحام والاحسان الى الناس تجد هذا يوم القيامة في كتاب اعمالك تفرح فرحا شديدا قال يومئذ تعرض لا تخفى منكم خافية فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابي - 00:07:56ضَ

اني ظننت اني ملاق حسابيا. اني ظننت يعني تيقنت. الظن هنا بمعنى اليقين. اني تيقنت اني ملاق حسابي يعني كنت في الدنيا على يقين باني ساحاسب يوم القيامة ولذلك اعددت لهذا اليوم - 00:08:15ضَ

استعدت لهذا اليوم بالاعمال الصالحة. اعددت لهذا اليوم بالاعمال الصالحة اني ظننت اني ملاق حسابي قال فهو في عيشة راضية. في الجنة في عيشة راضية. تأمل كيف جعل العيشة نفسها راضية - 00:08:34ضَ

والرضا هو اساس السعادة. انظر الى فقير لكنه راض بما اتاه الله يشعر بسعادة حتى لو ظاق عيشه وانظر الى غني عنده المال والدنيا والقصور وكل شيء لكنه اذا لم يكن راضيا بما اتاه الله تجده يتسخط - 00:08:53ضَ

ويعيش مهموما في دنياه الرضا هو سر السعادة القناعة كنز لا يفنى لا ينفد. كذلك في الجنة هكذا يصف الله تعالى عيشة اهل الجنة. قال فهو في عيشة راضية ويعني يكون راضيا في الجنة. وكذلك العيشة نفسها - 00:09:18ضَ

الله يصفها بالرضا وكان النعيم يرظى عن صاحبه. وهذا فيه مبالغة. بل كما قال بعظ المفسرين ان الجنة كأنها ترظى عن صاحبها. ولذلك الله تعالى قال اه وذللت قطوفها ودانية عليهم ظلالها - 00:09:39ضَ

وذللت قطوفها تذليلا. يعني الغصن والثمر هي التي تدنو. وكأنها راضية عن صاحبها فتدنو اليه حتى يقطفها ويأكلها قال فهو في عيشة راضية اين هذه العيشة؟ قال في جنة عالية. عالية في مكانها فوق السماوات. فوق السماء السابعة - 00:09:59ضَ

والفردوس الذي هو اعلى اه طبقة في الجنة سقفه عرش الرحمن في جنة عالية عالية في قصورها عالية في نعيمها. عالية في سررها. في جنة عالية حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:20ضَ

ان في الجنة مئة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض في جنة عالية نسأل الله الدرجات العالية من الجنة. اللهم انا نسألك الفردوس الاعلى من الجنة. قال في جنة عالية. قطوفها دانية - 00:10:37ضَ

قد يتوهم متوهم ان كذلك الثمار عالية في الجنة في شق على اه اهل الجنة ان يتناولوا هذه الثمار فقال قطوفها دانية. قطوفها يعني ثمارها المقطوفة قريبة دانية وذللت قطوفها تدليلا. حتى آآ جاء عني البراء رضي الله عنه انه ان المؤمن يتناول - 00:10:55ضَ

هذه الثمار وهو نائم على سريره. هكذا الغصن يميل اليه حتى يقطف هذه الثمار بلا تعب قال قطوفها دانية. ثم يقول الله تعالى لهم آآ اكراما لهم. يقول كلوا واشربوا هنيئا - 00:11:22ضَ

يعني اكلا وشربا هنيئا ليس فيه آآ اذى او مرض او تنغص كما هو في الدنيا. انسان يأكل في سوريا ثم ربما يصاب بالام في بطنه او بامراض او ربما آآ ايضا آآ يكون - 00:11:42ضَ

يعني خروج الاذى مؤذيا من بطنه مثلا فما يكون اكله هنيئا بخلاف آآ نعيم الجنة قال كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. بسبب ما قدمتم لانفسكم في الايام الخالية ايام الدنيا - 00:12:02ضَ

اذا ايام الدنيا الاخوة والاخوات هي الايام الخالية ايام خلت ومضت وذهبت وكأنها لا شيء. وما تبقى الا الايام الباقية ايام الاخرة. كم ستعيش حتى لو عشت خمسين سنة ستين سنة سبعين سنة - 00:12:24ضَ

الان الواحد منا مرت علي سنوات طويلة من عمره يغمض عينه ثواني تمر عليه كل هذه السنوات كنت في المدرسة ثم الجامعة تزوجت اه رزقك الله باولاد عملت وهكذا مرت السنوات. وهكذا يمر العمر - 00:12:47ضَ

سريعا وتذهب الدنيا سريعا واذا بك تقوم من قبرك وترى اهوال الاخرة. اذا ايام الدنيا ايام خالية. فعلينا ان نعمل في هذه الايام الخالية بما يسعدنا في الايام الباقية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية - 00:13:04ضَ

حتى قال بعض السلف صم الدنيا واجعل فطرك عند الموت او اجعل فطرك في الجنة المسلم في هذه الدنيا يصوم عن المحرمات بل المسلم الذي يريد الدرجات العالية في الجنة يصوم حتى عن التوغل في - 00:13:28ضَ

مباحات ما يوسع على نفسه في المباحات والشهوات في الدنيا وانما يستغل اوقاته في ذكر الله وطاعته يعمل في هذه الدنيا في الايام الخالية حتى تبقى له الاعمال الصالحة في الايام الباقية. المال والبنون زينة الحياة الدنيا. والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا - 00:13:46ضَ

كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. نسأل الله تعالى ان يعيننا على اه طاعته. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا وان يجعل ايامنا الخالية هذه ايام الدنيا آآ مزرعة - 00:14:11ضَ

الاخرة وان آآ يرزقنا الدرجات العالية من الجنة نسأل الله تعالى ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وصدورنا والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:31ضَ