Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة الاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد - 00:00:03ضَ
صلى الله عليه واله وسلم. حيث قالوا ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة. وذكرهم الله فيمن عنده - 00:00:24ضَ
لا نزال مع سورة الحديد هذه السورة التي من ابرز مقاصدها تحقيق الايمان المثمر الانفاق في سبيل الله. نصرة لدين الله جل وعلا ولذلك تأملوا كيف ان الايات تسير على هذين الخطين. الايمان والانفاق - 00:00:42ضَ
لانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان. الصدقة برهان على صدق ايمان العبد انه عندما يتصدق هذه الصدقة تدل على ان الدنيا لا مكان لها في قلبه. فمن السهل ان ينفقها في سبيل الله - 00:01:08ضَ
تأمل كيف الله تعالى بعد ان افتتح السورة اسمائه العظيمة وصفاته الجليلة وهذه في الحقيقة هي اساس الايمان ثم قال امنوا بالله ورسوله وانفقوا وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين وهكذا - 00:01:30ضَ
ثم وصلنا الى قول الله تعالى وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله. ولله ميراث السماوات والارض تأمل في تناسب الايات الله تعالى لما حث على الانفاق اول مرة في هذه السورة - 00:01:57ضَ
بان هذا المال ليس بمالك وانما الحقيقة انك مستخلف على هذا المال. وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه انت مستخلف على هذا المال فالله تعالى ينظر ماذا ستعمل في هذا المال - 00:02:14ضَ
ثم جاء الحث الثاني على الصدقة قال وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض ممكن واحد يقول نعم. ولو كنت مستخلفا على المال لكن المال في يدي - 00:02:34ضَ
وسيبقى عندي وافعل ما اشاء. قال لك لا ما هي الا ايام معدودة وانت ستذهب عن المال تترك هذا المال فقال ولله ميراث السماوات والارض. الله تعالى يرث كل شيء - 00:02:50ضَ
فلا يبقى عندك شيء الوارث يأخذ مال المورث الانسان اذا مات ما يكون له مال ما يأخذ معه مال الى قبره ما ينفعه شيء بعد موته الا عمله الصالح فينتقي المال الى غيره. والله تعالى يقول هنا ولله ميراث السماوات والارض. كل شيء ينتقل الى الله - 00:03:08ضَ
انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون ولهذا تم المسلم اذا تيقن بهذا ان كل شيء سيخرج من يدي كل شيء سينتقل مني الى ربي هذا يهون عليه البذل في سبيل الله. لان كل شيء سيذهب - 00:03:34ضَ
والله تعالى خير الوارثين مادام الله تعالى سيرثني فهو خير الوارثين ولذلك هذا الذي طمأن نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام عندما قال ربي لا تذرني فردا يعني اذا مت - 00:03:58ضَ
ما يرثني احد ما يذكرني احد فاستدرك انه سدرك قال وانت خير الوارثين تأدبا مع الله حتى لو ما رزقتني فانت خير الوارثين ترفع ذكري وتضاعف في اجري فانت خير الوارثين - 00:04:17ضَ
فاذا هذه الحقيقة تجعل الانسان يجود بما عنده. وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله. ولله ميراث السماوات والارض ولذلك حث على المسارعة بعد ذلك في الانفاق قال لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل - 00:04:37ضَ
الفتح ماذا فتح مكة لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل في بداية الاسلام اولئك طبعا تقدير الكلام يعني لا يستوي هؤلاء بمن انفقوا من بعد الفتح وقاتلوا - 00:05:00ضَ
ثم صرح بتعظيم اه من انفق من قبل الفتح وقاتل قال اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا لكن وكلا وعد الله الحسنى هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون - 00:05:23ضَ
السابقون في نصر الاسلام اعظم درجة من الذين جاءوا من بعدهم لكن قد يتوهم متوهم يقول الذي نجاوا من بعدهم لا اجر لهم لا يدخلون الجنة لا. قال وكلا وعد الله الحسنى وكلا - 00:05:44ضَ
الذين انفقوا من قبل والذين انفقوا من بعد وكلا وعد الله الحسنى وهي الجنة التي هي احسن الحسنات الحسنى وان كانت تتفاوت الجنة درجات ولهذا قال والله بما تعملون خبير - 00:06:02ضَ
والخبرة معرفة مواطن الامور واسرارها ولذلك الله تعالى يفاوت بين الناس كل بحسب نيته وصدقه وبذله في سبيل الله ونستفيد من هذه الاية فائدة عظيمة الاخوة. ان الاعمال تتفاوت في درجاتها - 00:06:22ضَ
بحسب الحاجة اليها الاعمال تتفاضل عند الله لاسباب كثيرة من هذه الاسباب شدة الحاجة الى العمل عندما تتفكر لماذا الله تعالى جعل الذين انفقوا من قبل الفتح وقاتلوا اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا - 00:06:48ضَ
لان الذين كانوا قبل فتح مكة قبل ظهور الاسلام كانوا في شدة انظر كيف كان المسلمون في مكة. في بداية الدعوة يعذبون ويضطهدون ويخرجون من بلادهم فالذي ينصر الاسلام في هذا الوقت - 00:07:14ضَ
لا شك ان هذا يدل على صدقه. ويقينه فيبذل روحه وماله لاجل الله تعالى لكن بعد ظهور الاسلام بعد فتح مكة اصبح الامر اسهل الذي ينفق صحيح له اجر لكن ليس مثل الاول - 00:07:34ضَ
ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه من انفقوا في وقت في شدة والحاجة الى نصر الاسلام - 00:07:59ضَ
وهذا يدل على عظم اخلاصهم وشدة يقينهم ولذلك تأمل كيف النبي صلى الله عليه وسلم قال ما لاحد آآ له يد او ما لاحد عندنا يد يعني نعمة الا وقد كافئناه بها - 00:08:18ضَ
يعني ما من احد اه انفق على النبي صلى الله عليه وسلم او اعانه على شيء الا وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم معروفه وكافأه ما لاحد عندنا يد الا وقد كافأناه بها الا الصديق. ابو بكر رضي الله عنه - 00:08:42ضَ
فان له عندنا يد يكافئه الله عليها فان له عندنا يدا يكافئه الله تعالى عليها لان ابا بكر الصديق اول ما اسلم جعل حياته كلها لله للدين اول ما اسلم راح دعا - 00:09:05ضَ
الناس الى الاسلام جاب معه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة تقريبا الزبير وطلحة عثمان كل هؤلاء اسلموا على يد ابي بكر الصديق انفق اربعين الفا في بداية الدعوة على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:29ضَ
كان يعتق العبيد اعتق بلالا وعامر بن فهيرة وهكذا يشتري العبيد يجعلهم اه احرارا لوجه الله حتى يخلصهم من العذاب وانفق ماله كله في الهجرة وفي غزوة تبوك رضي الله عنه حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:47ضَ
الا الصديق فان له عند الله يدا آآ فان له عندنا يدا يكافئه الله بها ما نستطيع ان نرد معروفه ما نستطيع ان نكافئه اذا هذه الاية تدل على ان الاعمال تتفاضل عند الله بحسب شدة الحاجة اليها. ولذلك الاخوة - 00:10:13ضَ
نحن في زمان فيه الفتن فيه البعد عن الدين فيه انتشار الشهوات ولذلك الذي يصبر في هذا الزمان على التمسك بالدين والسنة فله اجر عظيم عند الله تعالى. يضاعف الله تعالى له اجره - 00:10:37ضَ
لهذا اما الكيف قال النبي صلى الله عليه وسلم العبادة في الفتنة كالهجرة اليه عندما تكون عبدا لله لا للاهواء لا للشهوات عبدا لله في زمانه فتنة كزماننا هذا فتن الشبهات - 00:11:00ضَ
في العقيدة في التشكيك في الدين حملات على الاسلام لتشويهه عندما تتسلح بالعلم النافع وترد هذه الشهوات بل تقوم تحارب هذه الشهوات بالعلم وترد على اهلها بالعلم والحجة الدامغة تنصر - 00:11:20ضَ
الاسلام بالبينة ثم فتن الشهوات من المغريات في الدنيا وتبرج النساء والاختلاط وهكذا. والمغريات في المال والمال الحرام والربا ثم تبتعد عن هذه الفتن وتصبر على دينك فالله تعالى يرفعك درجات عظيمة عنده - 00:11:40ضَ
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان من ورائكم ايام الصبر الصبر فيهن مثل القبض على الجمر الصبر فيهن مثل القبض على الجمر الان بعض الشباب مساكين يقول الشيخ وين اذهب - 00:12:05ضَ
اريد ان اخرج مع اهلي او حتى اخرج مع اصحابي ما نخرج مكان الا وفيه محرمات ومنكرات حقا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر قال الصبر فيهن مثل القبض على الجمر - 00:12:24ضَ
للعامل فيهن اجر خمسين رجلا يعمل مثل عمله. قالوا يا رسول الله منا او منهم؟ قال بل منكم يعني هذا يدل على عظم المضاعفة هذا لا يعني اننا سنلحق في الفضيلة بالصحابة لكن هذا يدل على مضاعفة الاجر - 00:12:46ضَ
ولذلك المؤمن هنا لما يؤمن ويوقن بالاسلام ويدعو الى الاسلام يستعملك الله تعالى في طاعته والله هذا من اعظم الجهات في هذا الزمان من اعظم ما يضاعف الله تعالى به الاجور - 00:13:08ضَ
ان اليوم الاسلام في امس الحاجة الى من يتمسك به يدعو اليه هذا الدين منصور الله تعالى غني عنا. وغني عن دعوتنا وعن اه نصرتنا للدين نحن الذين نتشرف عندما - 00:13:24ضَ
ننصر دين الله تعالى لكن لا شك الان الزمن كما ترون مآسي بالمسلمين وتقتيل للمسلمين ثم شبهات وشهوات وتنازع ثم انت تصبر وتتعلم الدين وتحاول ان تنصر هذا الدين بما تستطيع - 00:13:47ضَ
بلا شك ان هذا فيه اجر عظيم عند الله تعالى ذلك تأمل كيف النبي صلى الله عليه وسلم يشتاق الينا يقول للصحابة رضي الله عنهم وددت لو اني رأيت اخواني - 00:14:15ضَ
قالوا يا رسول الله اولسنا اخوانك قال لا انتم اصحابي ولكن اخواني الذين يؤمنون بي ولم يروني الذين يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني فنسأل الله تعالى ان يجمعنا بنبينا صلى الله عليه وسلم. اذا قال - 00:14:31ضَ
اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير ثم يحث على الانفاق في سبيله سبب عظيم او باسلوب بديع يقول من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ فيضاعفه له وله اجر كريم - 00:14:57ضَ
يعني من هذا؟ هذا الانسان عظيم حتى يشار اليه من هذا؟ قال من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا وهل الله يحتاج منا الى قرض لا لكن قال لك سم الصدقة قرضا - 00:15:24ضَ
لانك عندما تتصدق الثواب يرجع اليك. والله غني عن صدقتك لان القرض انت لما تقرض غيرك سيرجع اليك المال القرض سيرجع اليك فكذلك الصدقة ما نقص مال من صدقة ان احسنتم احسنتم لانفسكم - 00:15:42ضَ
وكما قال الله تعالى في الحديث القدسي يا ابن ادم انفق انفق عليك فانت ما تخسر شي بالعكس هذا في الحقيقة كأنه قرب يمكن واحد الان يقول صحيح انا محتاج الى هذا المال ما استطيع ان اتصدق اقرظ هذا المحتاج ثم يرجع الي المال يريد المال - 00:16:06ضَ
الله تعالى قال كل الصدقة اصلا قرظ. لا تخاف. كل هذا المال الذي انفقته ستجد بركته ستجد الحسنات عند الله ستجد الخير في الدنيا والاخرة وايضا الله تعالى لما يقول من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ تخيل ملك عظيم - 00:16:26ضَ
تعرف انه غني اصلا عن الناس يقول للناس من يقرضني هذا يجعل الناس يتنافسون في اقراضه لماذا هم يعرفون انه غني وعظيم وعنده كل شي لكن يقول انا اتشرف عندما اقرظ هذا الملك - 00:16:47ضَ
هذا فيه شرف وكرامة لي انا فما ظنك برب العالمين قل من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ كيف ما تحرك هذه الاية في نفوسنا ان نتصدق وان نقبل على - 00:17:09ضَ
آآ الخير من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا اما الكيف المؤمن يسمع هذه الاية يزداد آآ انفاقا في سبيل الله والكفار يسمعون هذه الاية فتزيدهم رجسا الى رجسهم. يسمعها اليهود فيقولون الله فقير نحن اغنياء. ليش؟ الله يطلب منا ان نقرضه - 00:17:23ضَ
هذا صاحب الهوى والذي في قلبه مرظ يفهم اي كلام بما يضاده بما يوافق هواه بما يريد هو والعياذ بالله. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ القرض الحسن يكون بنية خالصة. تريد وجه الله؟ ما تريد السمعة - 00:17:51ضَ
يكون من مال طيب. ما يكون من مال حرام قرضا حسنا. ويكون بدون من ولا اذى هذا القرض الحسن قال فيضاعفه له وله اجر كريم. مع المضاعفة والكثرة ايضا له اجر كريم كريم يعني - 00:18:15ضَ
آآ يعني حسن وجميل قال وله اجر كريم ولذلك جاء في هذه الاية ان هذه الاية لما نزلت وما يشبهها جاء ابو الدحداح رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:37ضَ
قال يا رسول الله الله تعالى يطلب منا ان نقرظه قال نعم الله يقول من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فقال ابو الدحداح قال اقرضت ربي حائطي. يعني عنده بستان - 00:19:01ضَ
فيه النخل الكثير والماء العذب وقال اقرضت ربي حائطي هذا بستاني كله ارظ لله. صدقة لله فذهب الى زوجته وهي في البستان مع صبيانها قال يا ام الدحداح اخرجي فقد اقرضته ربي. خلاص هذا ليس ملك لي. هذا اقرضته ربي - 00:19:20ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم كم من عذق رداح كم من عذق رداح معلق او يتدلى في الجنة لابي الدحداح كم من عتق رداح في الجنة لابي الدحداح رضي الله عنه - 00:19:45ضَ
فنسأل الله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى نسأله تعالى ان يجعلنا من المنفقين في سبيله. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات نسأله تعالى ان يردنا ويرد المسلمين الى دينهم ردا جميلا - 00:20:04ضَ
وان يجمع كلمتهم على الحق. وان ينصر اخواننا المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم عونا ونصيرا وهاديا ومعينا. نسأل الله تعالى ان القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا نسأله تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والحمد لله رب العالمين وصلى الله - 00:20:27ضَ
على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:47ضَ