Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا. ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد صلى الله - 00:00:02ضَ
عليه واله وسلم. حيث قالوا ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. نسأل الله تعالى من فضله. توقفنا - 00:00:22ضَ
في سورة الحشر عند اية قسمة الفيء كما قال الله تعالى ما افاء الله على رسوله من اهل القرى لله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. توقفنا عند هذا الجزء من الاية - 00:00:42ضَ
ثم بين الله تعالى السبب في تقسيم الفيء على هؤلاء ان ذكر هذه الاصناف على سبيل التمثيل والتنبيه والفيء كما مر معنا الى ولي الامر يضعه حيث يرى المصلحة ولكن الله تعالى نبه على ان هؤلاء - 00:01:02ضَ
من احق الاصناف في المال. لماذا كان هؤلاء من احق الناس في المال قال الله تعالى كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. وهذه قاعدة اقتصادية قرآنية عظيمة. بها يسعد الناس في حياتهم. يقول الله تعالى يبين رحمته - 00:01:32ضَ
وحسن تدبيره وتشريعه يقول كي لا يكون يعني الفيء او المال كي لا يكون المال قال دولة بين الاغنياء منكم. دولة يعني ما يكون المال متداولا بين الاغنياء فقط. وكلمة دولة في اللغة تدل على تحول شيء - 00:02:02ضَ
من مكان الى مكان من يد الى يد تداول القوم الشيء بينهم يعني اخذه هذا ثم هذا ثم هذا ولذلك الدولة تسمى دولة لان الحاكم يموت ثم يأتي بعده الدولة ثم تذهب عنه ويأتي غيره وهكذا. فكذلك هنا الله تعالى قال كي لا يكون يعني المال دونة - 00:02:31ضَ
ان يعني يتداوله الاغنياء منكم فقط دون الفقراء. وهذه قاعدة كبرى من قواعد الاقتصاد الاسلامي وتأمل كيف نظم الله تعالى توزيع الاموال و اي حال يؤول بالمال الى ان يكون دولة بين الاغنياء فهذا حال ووضع يخالف - 00:03:01ضَ
ما عليه الاسلام. ولذلك سبحان الله انظر الى حكمة الله تعالى وحسن تدبيره. الله تعالى جعل هذه الدنيا دار ابتلاء ما دامت دار ابتلاء لابد ان يكون فيها الغني والفقير والصحيح والمريض القوي والضعيف وهكذا - 00:03:31ضَ
كذا ومن اعظم ما يبتلى به الناس المال. حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم فتنة امتي المال. والله تعالى اه جعل هذا المال اه بين الناس هذا عنده مال كثير وهذا عنده مال - 00:03:53ضَ
هذا من باب الابتلاء. لكن في الوقت نفسه انظر الى رحمة الله تعالى بالناس هذا من حيث القدر. من حيث الابتلاء. كان الوضع هكذا لابد من اه فروقات بين الناس في الاموال - 00:04:14ضَ
حتى تتم حكمة الابتلاء. لكن من الناحية الشرعية انظر الى رحمة الله تعالى. شرع من الاحكام ما يكون فيه سعادة للناس فيما يتعلق بالمال. شرع هذه الاحكام التي تمنع ان يكون المال متداولا بين الاغنياء فقط. ولذلك اذا استقام المسلمون على شريعة الله - 00:04:34ضَ
من الناحية الاقتصادية والتجارية ستجد الناس يسعدون ولن ترى فيهم فقيرا او مسكينا فانظر كيف ان قسمة الفي تكون بهذه الطريقة فيما يراه ولي الامر هو الاصلح وخاصة اه يضعه في المحتاجين ذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. الغنيمة كذلك - 00:05:04ضَ
نعم الغنيمة فيها حق للمجاهدين انهم بذلوا جهدهم فيعطون اربعة اخماس والخمس ايضا يكون لهؤلاء او لما يراه ولي الامر اه فيه المصلحة ثم تأمل مثلا باقي التشريعات في الاسلام. ومن اعظمها الزكاة الذي هو ركن من اركان الاسلام. الزكاة - 00:05:34ضَ
تأكل المال الجامد في يد الاغنياء. الغني اذا امسك ماله قال انا اجمع اجمع الملايين والمليارات في لك لا تتركه هكذا كما يشاء. تأتي وتدفع المال في مجالات الحياة. تقول المال اذهب حيث خلقك الله - 00:05:58ضَ
لابد ان يزكي. وسبحان الله انظر الى الموازنة اللطيفة الشرعية. الله تعالى فرض الزكاة اثنين ونصف في المئة من المال الذي حال عليه الحول وبلغ النصاب. يعني نسبة يسيرة فليس فيها اجحاف - 00:06:18ضَ
بمال الغني وفيها كفاية للفقير. تقول هذه نسبة قليلة اثنين ونصف بالمئة. سبحان الله هناك احصائية اه للاموال الموجودة في حسابات الاغنياء في البنوك في الدول الاسلامية عموما. وجدوا ان لو ان - 00:06:38ضَ
هذي الاموال اخرج منها الزكاة يعني اثنين ونصف بالمئة لسدت مجاعات العالم الاسلامي وحاجات الناس. فهذه حكمة من الله تعالى. حقا كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم الاسلام يحترم الملكية الفردية. بخلاف اه النظام. يعني الشيوعي يسلبون الملكية الفردية - 00:06:58ضَ
وآآ يراعون فقط مصلحة الجماعة. ممكن ينتزع آآ ملك آآ الانسان من يده بدون رضاه يقولون لمصلحة الجماعة وفي المقابل نظام الرأسمالي الذي يراعي الملكية الفردية فقط ولا بمصلحة الجماعة لكن الاسلام جمع بينهما. فتلاحظ الملكية الفردية في دين الاسلام نعم الفرد يملك ما - 00:07:28ضَ
اكتسبوا من مال لكن هذا المال ايضا للفقير حق فيه بتنظيم الزكاة اذا ادى المسلم زكاة اموالهم تجد اه ان هذا يغني الفقراء والمساكين. هذا من حكمة الله تعالى ورحمته. بدون اجحاف باموال - 00:07:58ضَ
وفيها رحمة وكفاية للفقراء والمساكين. كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. ولذلك ايضا في المقابل لما حرم الله تعالى الربا لماذا؟ كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم الربا تجعل المال فقط في جانب الاغنياء والمرابين. وهذا يستلف منهم ثم تتجمع عليه الفوائد - 00:08:18ضَ
كلما تأخر زاد في آآ الدين الذي عليه حتى تتراكم عليه الديون ويكون كل ما يكسبه في حياته يصب في في جيش في جيوب الاغنياء فهذا يخالف نظام الاسلام كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم - 00:08:44ضَ
ثم حث على الصدقات ورغب فيها فهذا يجعل المال هكذا يتداول بين الفقراء والمساكين مع الاغنياء وبهذا تقوم مصالح الناس تنتظم حياتهم في الدنيا ويستعينون بهذا على اداء عبادة الله تعالى. لذلك يعني - 00:09:02ضَ
عندما يتفكر المسلم حقا في احكام الشريعة في باب البيوع مثلا في الفقه. انظر الى العقود الاسلامية الكثيرة كلها فيها مصلحة للناس وقطع المنازعات بينهم لاجل الدنيا والمال ويعني فيها آآ هذا - 00:09:22ضَ
النظام العظيم الذي شرعه الله تعالى. اذا قال الله تعالى كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. اذا نستفيد ان من مقاصد الشريعة ان يكون المال دولة بين الامة لا بين الاغنياء منكم. كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم ثم تأملوا - 00:09:42ضَ
كيف قال الله تعالى بعد هذه القاعدة وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا يقول آآ الشيخ محمد عطية سالم الذي اكمل اضواء البيان يعني اضواء البيان للشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى - 00:10:02ضَ
ومات قبل ان يكمله. بقي له ثلاثة اجزاء. من جزء قد سمع الى الناس. فاكمله تلميذه المختص به محمد سالم رحمه الله تعالى ففسر آآ من من جزء قد سمع الى اخر القرآن - 00:10:23ضَ
اه على نهج اه الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى. في اضواء البيان. مطبوع معه. فيقول رحمه الله وانه لمن الاعجاز في القرآن ان يأتي بعد هذا التشريع قوله وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا. لماذا - 00:10:41ضَ
قال لانه تشريع في امر يمس الوتر الحساس في النفس. وهو موطن الشح حرص الا وهو كسب المال آآ الذي هو صلب النفس وكسب بدون مقابل. الفيء فالنفوس تتطلع اليه - 00:11:01ضَ
فتولاه الله تعالى. ولابد ان تتحرك نحوه فيأتي صوت الطاعة المسلت وامر التشريع المسكت وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا لان الاخوة كما هو معلوم في جبلة النفوس وانه لحب الخير لشديد. النفوس تحب المال. فلما جاء تقسيم - 00:11:24ضَ
بهذه الطريقة وان هذا المال كله المكتسب يعني في آآ المعارك التي لا يكون فيها قتال كله يكون لولي الامر هو الذي الذي يقسمه في مصالح المسلمين قد يقع في النفوس شيء - 00:11:52ضَ
والله تعالى بين الحكمة كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. ثم حتى يزيل الله تعالى ما في النفوس من حزازة اه لماذا حرمنا من هذا المال؟ اه لماذا اخذ منا المال؟ وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. هنا يأتي التسليم - 00:12:07ضَ
والطاعة لله ورسوله وما اتاكم الرسول فخذوه. فخذوه يعني هذا يدل على كمال الاستجابة. مثل ما ان الواحد يأخذ الشيء برغبة منه فيقبله اه يستجيب لله ورسوله. قال وما نهاكم عنه فانتهوا. فيدخل فيه ما يتعلق بالفيء وغيره - 00:12:27ضَ
وهذه قاعدة عظيمة من قواعد تشريع السنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع وهذا يشمل كل ما يتعلق بالدين من العقائد والعبادات والمعاملات والاخلاق وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا - 00:12:55ضَ
لان طاعة الرسول فيها الخير كله. وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. وهذه الاية تدل على ان السنة كلها مندرجة في القرآن الكريم تحت هذه الاية. لان الله تعالى هو الذي امرنا بطاعة - 00:13:23ضَ
وما اتاكم الرسول فخذوه. ولهذا ثبت في البخاري عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال عبد الله بن مسعود يقول لعن الله الواشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. فبلغ ذلك امرأة من بني اسد - 00:13:43ضَ
يقال لها ام يعقوب فجاءت فقالت انه بلغني انك لعنت كيت وكيت. فقال لها ابن مسعود ما لي لا العن ومن لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هو في كتاب الله - 00:14:09ضَ
المرأة تعجبت فقالت لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول نعم هذا قد يكون حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لعن الواشمات والمستوشمات والمتنمصات كما هو معلوم - 00:14:25ضَ
لكن ان يكون هذا الكلام موجودا في القرآن الكريم تقول هذه المرأة انا ما وجدته فقال لها عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لان كنت قرأتيه لقد وجدتيه اما قرأت وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. قالت بلى. قال فانه قد نهى عنه - 00:14:42ضَ
فاذا هذا يدل على ان السنة كلها مندرجة في القرآن الكريم. وهذا يلزم منه ان تكون كنا محفوظة كما حفظ القرآن. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. و الله تعالى في القرآن امرنا بطاعة رسوله. طيب كيف نعرف طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحاديثه وسنته - 00:15:06ضَ
لم تكن محفوظة فهذا يدلنا على ان حفظ السنة دل عليه القرآن الكريم. لان الله تعالى هو الذي امرنا بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا فيه رد واضح على من يدعي - 00:15:35ضَ
دعونا انهم يتبعون القرآن ثم ينكرون السنة ويسمون انفسهم بالقرآنيين. نحن القرآنيون نتبع القرآن ونعظم القرآن ولا داعي للسنة وهذا في الحقيقة كفر. لان هذا فيه انكار لمصدر من مصادر الشريعة المتفق عليها - 00:15:55ضَ
بل فيه تكذيب للقرآن الكريم. كما في هذه الاية وغيرها من الايات الكثيرة في طاعة الله ورسوله. من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا يا ايها الذين امنوا - 00:16:22ضَ
اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. كل هذه الايات لا تساوي شيئا عند من يطعن في السنة ويدعي انه يتبع القرآن الكريم - 00:16:42ضَ
وهو اول من يخالف القرآن الكريم. هؤلاء الذين يدعون انهم اغنياء عن السنة بالله عليكم كيف يصلون الله تعالى يقول الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة كيف يصلون؟ كيف يعرفون اوقات الصلوات وعدد ركعات الصلوات واركان الصلاة. اذا سينكر كل هذا. كيف يزكي ماله - 00:17:02ضَ
القرآن ما جاء بتحديد هذه التفاصيل. وهكذا في كثير من العبادات والمعاملات والاحكام المسكوت عنها في القرآن الكريم فهذا كما ترى فيه الغاء شرائع الاسلام والله تعالى قد قيد ائمة يحفظون سنة رسول - 00:17:34ضَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء يتكلمون يتخرصون آآ يأتون ببعض الشبه آآ الواهية الطعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. لكن كما حفظ الله تعالى القرآن وصلنا الى زماننا هذا - 00:18:01ضَ
حفظ فيه كل شيء كل حرف كل حركة كل قراءة متواترة ثابتة وهكذا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فاذا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. واتقوا الله ان الله - 00:18:25ضَ
شديد العقاب. تأمل. يعني ما يستقيم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الذي يتقي الله تعالى يخاف الله تعالى يراقب الله واتقوا الله ان الله شديد العقاب. سبحان الله هكذا الايات تطارد النفوس - 00:18:45ضَ
من كل جهة حتى تستسلم النفوس لله. طاعة الرسول ثم قال واتقوا الله ان الله شديد العقاب لعلنا نكتفي بهذا اليوم ان شاء الله نكمل ما تيسر من ايات السورة في المجلس القادم نسأل الله تعالى - 00:19:06ضَ
على ان يغفر لنا ويرحمنا وان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:19:26ضَ