Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة الاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا - 00:00:00ضَ
ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم. حيث قالوا ما اجتمع قوم في بيت من بيوت يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة - 00:00:15ضَ
وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. نسأل الله تعالى من فضله توقفنا عند سورة الرحمن وهذه السورة على اسمها اسمها الرحمن اعظم مقاصدها ذكر اثار رحمة الله جل وعلا - 00:00:33ضَ
تفتح لك هذه السورة صفحة الاء الله ورحماته اعظم رحمة الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان الشمس والقمر والنجم والشجر والعدل الذي هو الميزان والفاكهة والنخل ذات الاكمام والحب ذو العصف والريحان - 00:01:00ضَ
آآ اصل خلق الانسان من صلصال كالفخار. هذه نعمة ورحمة وخلق الجان ايضا من مارج من نار وترى فيها نعمة الله تعالى في المشرقين والمغربين والبحرين وما بينهما من برزخ - 00:01:29ضَ
اجعل احدهما يبغي على الاخر ويخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وله الجواري المنشآت في البحر كالاعلام وهكذا يعدد الله تعالى علينا اثار رحمته سبحانه جل وعلا ثم بعد ذلك تأتي ايات في التذكير اهوال الاخرة - 00:01:52ضَ
اه يختم الله تعالى اه ذكر الائه ونعمه في الدنيا بالفناء كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. فباي الاء ربكما تكذبان هذي الدنيا زائلة ثم تأتي الاخرة ويذكر الله تعالى شيئا من اهوالها - 00:02:14ضَ
العظيمة فمع رحمته سبحانه جل وعلا فهو العظيم القدير سبحانه لا يخرج احد عن قبضته كما قال تعالى يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان. وانى لهم بالسلطان والقوة - 00:02:38ضَ
يوم القيامة يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران الى اخر الايات في هذا ثم تذكر اه السورة شيئا من عذاب المجرمين في نار جهنم ثم استرسل الايات في ذكر - 00:03:01ضَ
نعيم المؤمنين في الجنة وهذا هو المناسب سورة الرحمن فيذكر الله تعالى اه رحماته اه والائه على اهل الجنة ولمن خاف مقام ربه جنتان فيذكر ما فيهما من النعيم ويختم هذه السورة بقوله تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام - 00:03:21ضَ
وكل ما فيها من اثار جلاله واكرامه لعباده فإذا هذه السورة مقصودها واضح تعدد آآ علينا اه رحمات الله جل وعلا فتحثنا على شكر نعمة الله جل وعلا مناسبتها لطيفة بي وظاهرة بسورة القمر - 00:03:49ضَ
فسورة القمر برز فيها الانذار والوعيد كما قال ربنا فكيف كان عذابي ونذور؟ فكيف كان عذابي ونذر وسورة الرحمن برز فيها الترغيب والتذكير بنعمة الله ورحمته. ولهذا تكرر فيها قول الله تعالى فبأي الاء ربكما تكذبان - 00:04:15ضَ
فباي الاء ربكما تكذبان فهنا في سورة القمر تجد الانذار والترهيب وهنا في سورة الرحمن تجد الترغيب والتذكير برحمة الله جل وعلا وهذا تجده في القرآن الكريم آآ كما قال الله تعالى في سورة الفاتحة الرحمن الرحيم - 00:04:39ضَ
هذا يفتح لك باب الرجاء ترجو ما عند الله من الجنة والرحمة ما لك يوم الدين هذا يجعل في قلبك الخوف من اليوم الاخر وماذا اعددت له ثم ايضا تأمل كيف كرر الله تعالى في سورة القمر - 00:05:03ضَ
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ثم قال في سورة الرحمن الرحمن علم القرآن الله تعالى يسر القرآن للذكر ثم زادنا من فضله فبين لنا ان اعظم رحمة على الاطلاق هي هذا القرآن علم القرآن - 00:05:22ضَ
ثم ايضا من المناسبات ان هذه ان سورة القمر آآ تنذر باقتراب الساعة اقتربت الساعة وانشق القمر وسورة الرحمن تحقق الجزاء يعني جاء فيها جزاء المجرمين وجاء فيها نعيم المؤمنين في الجنة - 00:05:48ضَ
كذلك من المناسبات تأمل كيف ختم الله سورة القمر بقوله في مقعد صدق قال ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر هذا الملك المقتدر هو الرحمن - 00:06:11ضَ
مليك مقتدر الرحمن وبهذا يكون الكمال فالله تعالى يتصف كمال الملك والقدرة مع كمال الرحمة قد تجد ملكا في الدنيا عنده ملك بطش لكنه قاسم وظالم ليس عنده رحمة هذا نقص - 00:06:27ضَ
وقد تجد من عنده رحمة لكن ليس عنده قدرة فهذا نقص وانما الكمال باجتماع الملك والقدرة مع الرحمة والله اعلم. هذه بعض المناسبات في اه هاتين بين هاتين السورتين المتأمل بينهما يجد ايضا مناسبات غيرها والله اعلم - 00:06:50ضَ
وادي السورة ورد فيها حديث عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ خرج ذات يوم على الصحابة فقرأ سورة الرحمن فسكتوا فلما انتهى من قراءتها قال لقد قرأتها على الجن ليلة الجن - 00:07:11ضَ
فكانوا احسن مردودا منكم كانوا كلما اتيت على قوله فباي الاء ربكما تكذبان قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب. فلك الحمد كلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فباي الاء ربكما تكذبان؟ قال الجن - 00:07:38ضَ
لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد يشكرون الله تعالى هكذا علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم. اذا قرأنا هذه السورة الحديث وان كان في سنده آآ يعني كلام لكن لعله يتقوى ببعض آآ الشواهد والله اعلم - 00:08:00ضَ
اه كما صححه الشيخ الالباني رحمه الله تعالى اذا يقول الله تعالى في هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن وهنا هذه الكلمة اية في القرآن الرحمن وان كانت في بعض القراءات - 00:08:26ضَ
الرحمن علم القرآن هي رقم واحد هنا الرحمن هكذا تفتتح السورة بسم الله الرحمن كلمة مفردة الرحمن هذه الكلمة وهذا الاسم يشوق القلب للتعرف على اثار رحمة الله. لما تقرأ الرحمن هكذا - 00:08:49ضَ
فتتفكر في سعة رحمة الله ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما والله اه آآ رحمته عظيمة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى امرأة تبحث عن ولدها في السبي فلما رأته اخذته والصقته - 00:09:15ضَ
صدرها وارضعته قال لا الله ارحم بعباده من هذه بولدها الله اكبر. اي رحمة اعظم من هذه لا يوجد في الدنيا رحمة مثل رحمة الام على ولدها فالله تعالى ارحم بعباده - 00:09:36ضَ
من الوالدة بولدها هنا الاخوة ونحن نعيش هذه الايام اه اخواننا بغزة يقصفون ويقتلون قد يرد على بعض القلوب شبهة بعضهم يقول اين رحمة الله حول النساء والاطفال الشيوخ والشباب يقتلون - 00:09:56ضَ
نساء اكلى واطفال يتامى ترى الام تبكي على ولدها تقطع قلبها وهي ترى ابنها يموت امامها وهكذا قل اين رحمة الله تعالى فدائما الاخوة عندما نثبت صفات الله تعالى نثبتها على الوجه الذي يليق بعظمته وجلاله - 00:10:26ضَ
لا تظن ان رحمة الله مثل رحمة الانسان لا تقص رحمة الله على رحمتك انت ورحمة الله تعالى عظيمة واسعة ومبنية على حكمته جل جلاله يفعل ما يشاء ولا شك ان كل افعاله مصلحة ورحمة - 00:10:55ضَ
والشر ليس اليك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن رحمة الله تعالى ليست كرحمة الانسان. الانسان مستحيل ان يؤذي ولده او يقتله يقول هذه رحمة مستحيل لكن الله تعالى ارحم بعباده من الوالدة بولدها - 00:11:17ضَ
من باب التقريب اذا كان في الولد مرض تذهب به الام الى الطبيب حتى يشق بطنه يقول هذه رحمة يشق بطنه ويتألم لكن تقول هذا رحمة به حتى يشفى من المرض - 00:11:42ضَ
قد يكون الايذاء رحمة حتى في حياة الناس فما بالك برحمة الله ولذلك عندما نرى اخواننا يقتلون اول ما نتذكر قول الله تعالى في سورة ال عمران عندما انزل الله تعالى ايات - 00:12:01ضَ
بسبب هزيمة احد وقتلى احد قال الله تعالى ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء هؤلاء الله تعالى احبهم - 00:12:22ضَ
اصطفاهم اتخذهم شهداء عنده اذا هذه رحمة هذا ليس عذابا هذه ليست خسارة هذه رحمة بهؤلاء الشهداء الله تعالى اصطفاهم ويتخذ منكم شهداء كما يشاء فلا تنظر الى افعال الله وصفاته - 00:12:45ضَ
كما تنظر الى افعال الانسان وصفاته ابدا ليس كمثله شيء سبحانه جل وعلا قالوا اتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين قد تكون في هذه الهزائم - 00:13:09ضَ
يكون فيها ايقاظ للمؤمنين وتمحيص للمؤمنين لعل المؤمنين يرجعون الى دينهم الى كتاب ربهم الى سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم لعلهم يتوبون الى الله يصلحون حالهم لكن للاسف تجد - 00:13:28ضَ
كثيرا من المسلمين ما يعتبرون بهذا الواقع وكم مرت من محن على المسلمين وللاسف تتكرر نفس المشاهد يخرج المسلمون في بداية المحن بالملايين. في كل بلاد المسلمين بالمظاهرات والهتافات والصيحات - 00:13:51ضَ
طيب ثم ماذا ثم ما يتغير شيء وما يغيرون شيئا نحن ما نقول اه خربوا وكسروا وفجروا ابدا هذا ليس بحل شرعي ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. تخيل لو ان هؤلاء الملايين - 00:14:16ضَ
بدل ان يعتصموا في الشوارع اعتصموا في المساجد دعوا الله وتابوا الى الله وانصلح غالب المسلمين رجعوا الى دينهم. طيب هؤلاء فيهم الحكام فيهم المحكومين وفيهم المسؤولين وفيهم كل طبقات المجتمع - 00:14:42ضَ
لو رجع الجميع الى ربه هذا الرجوع وهذه التقوى تجعل القلوب تجتمع واذا اجتمع المسلمون كونوا قوة لا مثيل لها في العالم ثم بعد ذلك يتقدمون ويرفع الله فيهم راية الجهاد - 00:15:03ضَ
قال بعض السلف الجهاد باب لا يفتحه الله الا لخاصة اوليائه اذا كان فيهم ائمة فيهم اولياء هنا يستحقون النصر ويفتح الله لهم باب الجهاد الحق وتجد انهم يرعبون اعداء الله - 00:15:19ضَ
ويتنزل عليهم نصر الله ويتحقق وعد الله تأمل كيف قال الله تعالى ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض مقال مباشر اجعلهم الوارثين لا في مرحلة لابد ان تكون - 00:15:41ضَ
قال ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين اجعلهم ائمة ائمة في الدين اولياء صالحين متقين قال موسى ماذا؟ ان الارض لله هذه الارض ليست للعباد ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين - 00:16:00ضَ
العاقبة للمتقين النهاية للمتقين لابد كتب الله لاغلبن انا ورسلي. ان الله قوي عزيز ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يعني الارض في الدنيا والارض في الجنة. ان الارض يرثها عبادي الصالحون - 00:16:26ضَ
هذه وعود الله تعالى لكن هذي الوعود تكون لمن؟ للمؤمنين المتقين الصالحين الموحدين المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم للاسف عندما تنظر الى مثل هذي الحلول التي جربها المسلمون على مر العصور - 00:16:46ضَ
جربوا المظاهرات والاغتيالات والخروج على ولاة الامر والاستعجال في الجهاد قبل اعداد العدة الايمانية وقبل اعداد العدة العسكرية وكلها ما تنجح لكن الطريق الصحيح ما يسلكونه وهو الرجوع الى دين الله رجوعا صادقا من عامة الامة - 00:17:12ضَ
يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا - 00:17:38ضَ
ايش الشرط؟ يعبدونني لا يشركون بي شيئا ايمان وعمل صالح وتوحيد وبعد عن الشرك هذي وعود من الله تعالى اذا ما وجدنا وعد الله تعالى يتحقق. والله لا يخلف الميعاد. اذا العيب فينا نحن - 00:17:59ضَ
هذه الوقائع من رحمة الله للامة حتى تستيقظ من غفلتها لكن يا ليت المسلمين يفقهون مثل هذا ويرجعون حقا رجوعا صادقا الى الدين بدل ان يستعجلوا الامر وان يخرجوا في مظاهرات وهتافات لا معنى له لا قيمة لها في النهاية - 00:18:25ضَ
هذا ما شرعه الله ابدا موسى عليه الصلاة والسلام قال لقومه كما اوحى الله اليه واقيموا الصلاة. اجعلوا بيوتكم قبلة. اجعلوا بيوتكم قبلة. واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين نحن لسنا باغير من النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يمر على ال ياسر - 00:18:49ضَ
ويقول صبرا ال ياسر ان موعدكم الجنة يعني لا شك قلب النبي صلى الله عليه وسلم يتقطع على الصحابة الذين كانوا يعذبون لكن ماذا يفعل ان قام هو واصحابه واثاروا العدو سيباد الاسلام - 00:19:12ضَ
هذا ليس من الحكمة ابدا وليس من الشرع حتى قال الله تعالى للمسلمين في مكة وهم يقتلون يعذبون الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة - 00:19:31ضَ
اولا قووا ايمانكم اعدوا العدة بعد ذلك يأتي الجهاد الحق هذا الذي يحصل اول ما ينبغي للمسلم ان يحافظ على ايمانه وعقيدته ما يسيء الظن بربه يحسن الظن بالله ويعلم ان كل قدر الله خير - 00:19:43ضَ
هذه شهادة هذه رحمة بهؤلاء ثم هذا ايقاظ تنبيه للامة هذه الامة الجريحة الامة المرحومة ولابد ان تستيقظ الامة لابد باذن الله لان العاقبة للمتقين ثم ايضا كلما افسد الأعداء من اليهود وغيرهم - 00:20:15ضَ
فهذا فيه تعجيل بهزيمتهم تعجيل لهلاكهم لان كما اخبر الله تعالى في بداية سورة الاسراء في تاريخ افساد اليهود في بيت المقدس كما قال الله تعالى كتبنا على بني اسرائيل وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين - 00:20:42ضَ
فلما افسدوا الله يسلط عليهم ثم قال في اخر الايات وان عدتم عدنا ان عدتم للافساد عدنا لاهلاككم لكن متى آآ يسلط الله عليهم هذه الامة اذا عادت هذه الامة الى رشدها الى دينها الى ربها - 00:21:08ضَ
فهذا كله من رحمة الله تعالى. تنظر بهذا المنظور تدرك ان كل ما يقدره الله رحمة رحمة بهؤلاء الشهداء ورحمة بالامة كلها فنسأل الله تعالى ان يرحم هذه الامة وان يردها الى دينها ردا جميلا - 00:21:35ضَ
وان ينصر الاسلام واهله وان يرحم اخواننا الشهداء وان يتقبلهم عنده. وان يحفظ اخواننا المستضعفين في غزة ان يحفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم - 00:21:55ضَ
نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا ونكمل ما يتيسر من ايات السورة باذن الله في المجالس القادمة نسأل الله تعالى ان يعفو عنا وان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:11ضَ
- 00:22:31ضَ