تفسير سورة الطلاق

تفسير سورة الطلاق ٧ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ايها الاخوة الاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا - 00:00:00ضَ

ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث قال وما اجتمع قوم في من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة. وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملاك - 00:00:14ضَ

وذكرهم الله فيمن عنده. نسأل الله تعالى من فضله وصلنا الى نهاية سورة الطلاق. وتأملوا كيف ختم الله تعالى سورة الطلاق بهذا الختام الجليل العظيم يقول الله تعالى وكأي من قرية عتت عن امر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبنا - 00:00:34ضَ

نهى عذابا نكرا. فذاقت وبال امرها وكان عاقبة امرها خسرا ما مناسبة هذا الختام بعد احكام الطلاق وادابه كان الله يقول لنا امر الزواج ليس في الحقيقة امر زوجين واسرة - 00:01:01ضَ

بل الامر اعظم من ذلك الامر امر قرية باكملها لان الاسرة هي حصن المجتمع المجتمع والقرية عبارة عن اسر متنوعة فاذا سقطت هذه الاسرة وتفرقت وتشتت شملها بالطلاق فتفسد هذه الاسرة وتفسد هذه الاسرة - 00:01:25ضَ

وهذا يؤذن بفساد المجتمع باكمله ولهذا جاء هذا التعقيب والله اعلم بعد هذه الاحكام في سورة الطلاق وكأين يعني كم وكثير لكن هذه تستخدم في تعظيم الامور وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير. قال وكأين من قرية كم من قرية وهذا امر عظيم. كأي من قرية عتت - 00:02:00ضَ

عن امر ربها ورسله عتت عن امر ربها عن شريعة الله واحكامه وخاصة الاوامر التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة لان هذه الاية ذكرت تعقيبا عن الاوامر المتقدمة فيما يتعلق امر الطلاق - 00:02:29ضَ

وكأين من قرية عتت عن امر ربها والعتو هو الاستكبار ومع الاعراض لهذا عدي هنا بحرف عن عتت واعرظت عن امر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فغدا حساب - 00:02:51ضَ

والحساب شديد لمن تكبر واعرظ يناقش ويسأل يختم على فمه وتنطق اعضاءه قال وعذبناها عذابا نكرا. وتأمل كيف قال نكرا يعني عذابا تستنكره النفوس من فظاعته وشدته ولهذا تأمل في سورة الكهف - 00:03:16ضَ

اه لما خرق الخظر عليه الصلاة والسلام السفينة قال له موسى ماذا؟ لقد جئت ام شيئا او امرأ ثم في المرة الثانية لما قتل الغلام طفل صغير لا ذنب له كيف يقتله؟ - 00:03:43ضَ

قال لقد جئت شيئا ايش نكرة يعني هذا امر منكرا عظيما فظيعا لا يمكن ان اسكت عنه وكذلك هنا تاما كيف قال وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال امرها يعني الوباء والعقوبة والعذاب فذاقت وبال امرها - 00:04:03ضَ

سبحان الله تأمل في اختيار الكلمات هنا في سورة الطلاق يعني عرفنا نكرة الشيء المستنكر الفظيع ولهذا يقال لي الصديد والقيح الذي يخرج من الجرح يسمى نكرة وهكذا الشيء الغريب يسمى - 00:04:25ضَ

يعني شيء نكرة غير معروف فكذلك هنا يعني عذاب يعني من فظاعته كأنه امر غريب وعجيب. ثم ايضا وبال امرها. يقال مرعى وبيل المرعى اذا كان وخيما فاسدا سرعة منه البهائم ثم تموت يقال هذا مرعى وبيل. فكذلك فذاقت وبال امرها - 00:04:49ضَ

وكان عاقبة امرها خسرا مهما تزين الامر لهذه القرى والمجتمعات انها تعيش في حضارة وانها في غنى عن الزواج واه ماذا يعني اذا كان هناك طلاق واذا لم تكن هناك اسر لكن انظر الى العاقبة وكان عاقبة امرها خسرا - 00:05:21ضَ

تأمل في هذه الايات كيف بينت ان الذي يتمرد على اوامر الله كيف تكون عاقبته يعذب عذابا نكرا يذوق وبال امره الهلاك ثم العاقبة تكون الى خسارة وسبحان الله هكذا - 00:05:46ضَ

المجتمعات اذا انتشر فيها الطلاق والتفكك الاسري والله من اعظم اسباب تخلف المسلمين اليوم عن العزة والتمكين هو هذا التفكك الاسري وكثرة نسب الطلاق امر مخيف تجد ان نسب الطلاق عندنا وفي البلاد الاسلامية والعربية - 00:06:16ضَ

تزيد على الثلث والثلث كثير وهذا امر خطير جدا ماذا ينتج اذا تفككت الاسرة اذا كانت حالات الزواج قليلة بالنسبة لعدد السكان ثم حالات الطلاق كثيرة بالنسبة لحالات الزواج فهذا ماذا يعني - 00:06:42ضَ

يعني ان الشباب والفتيات كل هكذا يعيش بدون علاقة طيبة صالحة بدون علاقة الزواج الحلال هكذا اه يحصل الطلاق يتفرق الزوجان وربما لا يرتبط هذا بزوجة اخرى وهذه ما ترتبط بزوج اخر - 00:07:08ضَ

هذا يؤدي الى انتشار الفواحش لان هذه الشهوات موجودة في النفوس ولابد من تهذيب هذه الشهوات خاصة مع قلة التقوى وضعف التقوى والايمان فينتج عن هذا الطلاق اذا انتشر في المجتمعات هذا ينتج منه العلاقات الفاسدة - 00:07:33ضَ

والزنا ثم ايضا انظر الامر كيف تكون عاقبته الى خسارة وكان عاقبة امرها خسرا الشيطان يتلاعب بهؤلاء كما نرى في واقعنا لما تركوا الزواج الحلال وسهل امر الطلاق واصبح كل واحد ممكن ان يعيش وحده زين لهم الشيطان علاقات اخرى - 00:08:01ضَ

من ان يرتبط رجل برجل او ترتبط امرأة بامرأة كما نرى اليوم تقنين هذا في المجتمعات والعياذ بالله اصبحت الفاحشة التي اهلك الله تعالى بسببها قوم لوط عليه الصلاة والسلام اصبحت - 00:08:28ضَ

امرا طبيعيا ومن الحرية للبشرية. والله المستعان انظر كيف تكون هذه المجتمعات تعيش في فساد وانحلال اخلاقي وكأنهم حيوانات والعياذ بالله وهذا يؤذن بخراب هذه البلاد هذي علاقات تخالف الفطرة السليمة التي خلق الله الانسان عليها - 00:08:50ضَ

والبشرية بهذا تهلك نفسها بيديها فبهذا ما يكون هناك زواج ولا يكون هناك اولاد وهكذا ما تكون هناك حضارة ولا قوة ولا تقدم لهذه المجتمعات مهما رأيت هذه المجتمعات في الظاهر انها مجتمعات متقدمة في علوم الدنيا. لكنها في الحقيقة خاوية - 00:09:17ضَ

في باطنها لا علاقات طيبة وصالحة وهذا يؤذن بالمشاكل الفساد ثم ايضا الاولاد يتفرقون ويظيعون. اذا ما سرنا على احكام الله تعالى حتى بعد الطلاق الله تعالى ضمن حق المرأة حق الاولاد والحضانة والرضاعة وكل شيء مضمون لكن اذا - 00:09:46ضَ

ترك الناس هذه الامور وقع بينهم الظلم. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة. هكذا تفسد المجتمعات الله المستعان فيخرج من هذه الاسرة ولد غير صالح بسبب ماذا؟ ما وجد من يربيه - 00:10:13ضَ

لان الام والاب قد انفصلا واهمل هذا الولد ولذلك ترى كثيرا من السجناء من الاحداث من الصغار يعني اه ممن عندهم مشاكل وهم في سن صغير تجدهم يعني كثير منهم من اسر مفككة - 00:10:31ضَ

كثير من المتعاطين من الصغار مخدرات وغيرها تجدهم ينتمون الى اسر مفككة فيها طلاق والله المستعان هذي مسؤولية من؟ الكل يشترك في المسؤولية فنسأل الله تعالى ان يصلح يعني احوالنا واحوال المسلمين - 00:10:54ضَ

فاذا قال فذاقت وبال امرها وكان عاقبة امرها خسرا. ثم اعاد الله الوعيد اعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا قد انزل الله اليكم ذكرا - 00:11:13ضَ

فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا. تأمل كيف اعاد الله تعالى الامر بالتقوى وهذا تكرر كثيرا في سورة الطلاق كما قال الله تعالى في بدايتها قال يا ايها النبي اذا طلقتم النساء الى ان قال واتقوا الله ربكم - 00:11:33ضَ

ثم قال بعد ان ذكر جملة من الاحكام قالوا من يتق الله يجعل له مخرجا قال ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا - 00:11:53ضَ

وهكذا هنا ايضا قال فاتقوا الله يا اولي الالباب لان الذي يتقي الله تعالى يمتثل اوامر الله من الذي يمتثل هذه الاحكام والاداب والمتقي الذي يراقب الله ويخاف الله فيمتثل هذه الاحكام. فجاء التذكير بها هي الظمان لامتثال اوامر الله - 00:12:10ضَ

فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا. وهنا تأمل كيف اقبل على خطاب اصحاب العقول المؤمنين فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا. معنى تقوى الله عامة للناس. يا ايها الناس اتقوا ربكم - 00:12:34ضَ

لكن هنا تأمل كيف خص الخطاب اولي الالباب الذين امنوا لانهم هم الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب هم الذين يسمعون عن الله ويقبلون اوامره ويتقونه جل وعلا - 00:12:50ضَ

فهذا الخطاب من باب التشريف لهم فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا. تأمل كيف قال هنا يا اولي الالباب واللب هو العقل لكن ما الفرق بين العقل واللب؟ العقل - 00:13:12ضَ

هذي المادة في اللغة تدل على اه منع اه مثل العقال عقال البعير يربط به فيمنع من اه الجري مثلا وكذلك العقل سمي عقلا لانه يمنع من القبائح والمعاصي واما اللب هو خالص الشيء. تقول لب الثمرة خالصها - 00:13:28ضَ

واصلها وهكذا يعني يا اولي الالباب يعني العقول الخالصة من الاهواء والشهوات اذا تخلص العقل من التعلق بشهوات الدنيا وملذاتها و تخلص من اه التعصب للاهواء سيكون لبا قال فاتقوا الله يا اولي الالباب. الذين امنوا - 00:13:51ضَ

الله اكبر تأمل يعني هذا يدل على ان الايمان هو عنوان رجحان العقول انسان مهما اوتي من عقل. وذكاء مفرط خارق اذا لم يكن مؤمنا فلا قيمة لعقده والله ليس بعاقل - 00:14:22ضَ

ما الفائدة من ان يكتشف هذا الانسان بعقله الفضاء او يغوص في اعماق البحار ويصور طبقات الارض ويكتشف اكتشافات بديعة في الكون ثم لا يعرف ربه لا يؤمن بالله. لا يؤمن بالخالق العظيم ولا يعبد الله تعالى. ما الفائدة؟ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا - 00:14:48ضَ

دنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ذلك الله تعالى قال ذلك مبلغهم من العلم يعني علم تافه علم دنيوي فقط. اذا كان العلم لا يوصل بالله فلا قيمة له عند الله - 00:15:11ضَ

ولذلك تأمل كيف قال هنا فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا فاصحاب العقول الصحيحة الخالصة هم في الحقيقة المؤمنون لماذا؟ لان المؤمن عرف حقيقة الدنيا. هذا الذي عرف حقيقة الدنيا - 00:15:30ضَ

عرفة اعظم حقيقة في الوجود وهو ان الله هو المعبود الحق عرف اعظم حقيقة وهي الغاية من خلق الخلق. هل يوجد حقيقة اعظم من هذه الحقيقة مهما تزين للناس تزينت للناس العلوم ونحن نعرف كذا ونعرف دقائق خلق الانسان ونعرف آآ دقائق في الفلك - 00:15:51ضَ

والفضاء جيولوجيا والبحار والاحياء المعادن والفلزات والكيميا وقوانين في الطبيعة وامور دقيقة نعم هذه علوم نافعة لكن ان لم تزدك تعظيما لله تسبيحا لله فلا قيمة لها ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون - 00:16:18ضَ

هنا في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار عندما يدرس هذه القوانين في الفيزيا او هذه المواد في الكيميا وتفاعلاتها والمعادلات في هذا وبمقادير دقيقة تؤدي الى - 00:16:51ضَ

نتائج محددة ويدرس عجائب المخلوقات خلق الانسان وخلق الحيوان وخلق النبات وو ثم يربط هذا كله بالله يقول من قلبه حقا سبحان الله. سبحان الخالق العظيم. يزداد ايمانا. هذا هو العلم النافع. هذا هو العقل السليم - 00:17:07ضَ

اما انسان يفهم كل هذه الامور ثم يسجد لغير الله ثم لا يعرف ربه ولا يوحد الله ولا يؤمن به بل يجعل هذه العلوم دليلا على الالحاد وجود الله ويقول اذا كل شيء هكذا بسببه وهكذا الامور تجري على الطبيعة - 00:17:30ضَ

وسبحان الله من جعل في هذه الخواص هذه القوانين جعلها تؤثر الى كذا وتؤدي الى كذا من ربط بين هذه الاسباب ومسبباتها فالذي لا يؤمن بالله تعالى بعد هذه العلوم لا قيمة لعلمه. فالعلم النافع في الحقيقة هو الايمان بالله - 00:17:55ضَ

هو انك تعرف الله هذا اشرف العلوم. ان تعرف الله تزداد معرفة بالله. وصلة بالله ومحبة لله وشوقا لله وخشية لله وان تتعلم دين الله تقبل على تعلم كلام الله - 00:18:21ضَ

تقبل على تعلم احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا كلما ازدت علما بالله وبدين الله ازددت يقينا بالله وتعظيما لله واقبالا عليه. هذا هو العلم النافع فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا - 00:18:38ضَ

ولذلك اهل النار من الكفار يعترفون انه لا عقول لهم وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا قد انزل الله اليكم ذكرا. كله تشريف للمؤمنين. هذا الذكر - 00:18:56ضَ

عام للعالمين ان هو الا ذكر للعالمين لكن من الذي ينتفع به الذين امنوا اصحاب العقول لذلك صاحب العقل يمتثل اوامر الله. يمتثل احكام الله خاصة في احكام الطلاق. لانها محكمة في غاية الحكمة. والله مهما - 00:19:22ضَ

اجتمعت عقول المفكرين في العالم لن تخترع مثل هذه القوانين العظيمة والشرائع الحكيمة فإذا قال قد انزل الله اليكم ذكرا هذا الذكر هذا القرآن الكريم فاذا يعني هذا ختام جليل و - 00:19:43ضَ

الوقت ادركنا فلعلنا ان شاء الله نختم ما تبقى من ايات في المجلس القادم باذن الله ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا نسأله تعالى ان يصلح احوال - 00:20:05ضَ

واحوال المسلمين في كل مكان وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:22ضَ