Transcription
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله جاء عن فاطمة بنت عبد الملك بن مروان - 00:00:00ضَ
هذه ابوها ملك وزوجها عمر بن عبد العزيز من خيرة ملوك المسلمين جاء انها بعد وفاة زوجها عمر بن عبد العزيز ضعف بصرها من كثرة بكائها فقيل لها في ذلك - 00:00:19ضَ
عتبت في ذلك وقالت ما ابكي على دنياكم ولا على فقد زوجي وانما كنت ذات ليلة مع زوجي عمر بن عبد العزيز فقام يصلي من الليل قالت فقرأ سورة القارعة - 00:00:46ضَ
القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وجعل يبكي ويبكي قالت حتى خشيت عليه من الموت هكذا كان السلف رحمهم الله يتأثرون بهذه الايات التي تهز الجبال - 00:01:09ضَ
قالت فسكن ثم رجع يبكي ويقول ويل لي في يوم يكون الناس فيه كالفراش المبثوث وهكذا جعل يبكي. طيلة ليله سورة القارعة لها وقع شديد قوي على القلوب لمن تدبرها - 00:01:35ضَ
وتأمل لما ذكر الله تعالى في سورة العاديات بعث الناس من قبورهم افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور ذكر حال الناس عند خروجهم من قبورهم بعد ذلك في سورة القارعة - 00:01:58ضَ
ولما قال وحصل ما في الصدور ذكر ايضا وزن الاعمال يوم القيامة يقول الله تعالى القارعة هكذا كلمة مفردة تتفكر في حقيقتها في عظمتها فيما يكون فيها القارعة ثم يهول الله تعالى من شأنها ما القارعة - 00:02:13ضَ
من قارعة ما شأنها من قارعة ثم يزيد في التهويل منها فيقول وما ادراك ما القارعة وما ادراك ما القارعة شأنها عظيم ثم ذكر حال الناس فيها يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. وتكون الجبال كالعهن المنفوش - 00:02:43ضَ
وهذه الاوصاف تناسب اسم القارعة لان كلمة القارعة باللغة العربية تدل على ماذا يدل على الظرب الشديد تقول دققت الباب تقول قرعت الباب القرع هو الضرب بشدة الذي يخرج صوتا مرتفعا - 00:03:08ضَ
ولهذا المصيبة الشديدة تسمى قارعة ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله القارعة تقرع المخلوقات باهوالها ولهذا سميت القارعة تقرع - 00:03:33ضَ
السماء ستنشق تقرع الجبال فتنسف تقرع النجوم فتتناثر تقرع البحار فتتفجر وتسجر نارا وتقرع الناس بهولها وشدتها فيصعقون وتقرعهم مرة اخرى فيبعثون من قبورهم ويكون حالهم كما ذكر الله تعالى في القارعة يوم يكون الناس يعني اذا خرجوا من قبورهم من شدة الاهوال يوم يكونوا - 00:03:59ضَ
الناس كالفراش المبثوث الفراش الحشرة المعروفة التي تلقي بنفسها في النار او على المصباح تعرفون الفراش اذا اوقدت نارا في الليل في البر تجد الفراش الحشرات اه يردن الضوء توقع نفسها في النار - 00:04:40ضَ
او يجتمعن على المصباح يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. تخيل هذا المشهد تجد الفراش كثير من كل جهة بسرعة واتجاهات مختلفة وهكذا حال الناس يوم القيامة اذا خرجوا من قبورهم - 00:05:12ضَ
تخيل هذا المشهد من ادم عليه الصلاة والسلام الى يوم القيامة لا يحصيهم الا الله يقومون قومة رجل واحد من قبورهم كلهم في نفس الوقت يبعثون يرون هذه الاهوال امامهم يوم القيامة اليوم الحق - 00:05:34ضَ
يهيمون على وجوههم كالفراش المبثوث يعني المنتشر المتفرق يوم يكون الناس كالفراش المبثوث في سرعتهم في اختلافهم يموج بعضهم في بعض يدخل بعضهم في بعض يوم يكون الناس كالفراش المبثوث - 00:05:57ضَ
سبحان الله الإخوة يوم القيامة تنكشف فيه الحقائق هذا حال اكثر الناس لكن المؤمن يوم القيامة وان خرج من قبره فزعا لكن ليكون حاله هكذا بل كما قال الله تعالى عن المؤمنين لا يحزنهم الفزع الاكبر. وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون - 00:06:16ضَ
تهدأ نفسه يطمئن شيئا ما. لكن اكثر الناس وغالب الناس يكون حالهم كالفراش المبثوث. لماذا يوم القيامة تنكشف فيه الحقائق. لانهم كانوا في الدنيا كالفراش المبثوث كيف كانوا في الدنيا كالفراش المبثوث - 00:06:43ضَ
من امثال العرب يقولون اطيش من فراشة يعني العرب يمثلون بالطيش وقلة العقل وخفة العقل بالفراشة لان الفراشة هكذا تلقي بنفسها في النار فتقتل نفسه وتحرق نفسها اظن ان هذا - 00:07:04ضَ
وفيه خير لها واذا بها تحرق نفسها في النار. فيقولون اطيش من فراشه بخفة عقله وهكذا اكثر الناس يوقعون انفسهم المحرمات والشهوات التي توقعهم بعد ذلك في نار جهنم وهذا يذكرنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:25ضَ
انما مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا جعلت الفراش يقعن فيها ويقتحمن فيها وجعل يحجزهن عن النار فيقول فاقول هلم عن النار هلم عن النار وتأبون وتقتحمون فيها لما يطيش الانسان وللاسف يوقع نفسه في الربا في الزنا في المخدرات في المسكرات في التبرج والسفور - 00:07:51ضَ
في القتل والفتن بلا عقل لا يفكر يقول لماذا اوقع نفسي في هذه المحرمات غدا ساحاسب غدا سيأتيني هذا اليوم الذي فيه الاهوال غدا جزاء وجنة ونار لكن هكذا يوم يكون الناس كالفراش المبثوث - 00:08:24ضَ
هذا حال الناس قال وتكون الجبال كالعجل المنفوش الجبال الصماء الشديدة في صلابتها وقوتها تكون ماذا كالعهن المنفوش. العهن يعني ماذا الصوف يقولون العهن الصوف المصبوغ وهذا يناسب حال الجبال في الدنيا لانها الوان - 00:08:50ضَ
وحمر وهكذا قال كالعهن المنفوش الذي تنفشه بيدك المنفوش يعني لما تأخذ الصوف وتفرقه خيطا خيطا هكذا تصبح الجبال انظر الى التشبيه كالصوف الذي اه هو ضعيف العهن كلمة تدل على الظعف واللين - 00:09:17ضَ
هكذا تفرقوا بسهولة تمزقه خيطا خيطا كالعهن المنفوش قال الله تعالى فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية فاما من ثقلت موازينه تثقل الموازين بالاعمال الصالحة فاذا ثقل ميزان الحسنات قال فهو في عيشة راضية - 00:09:41ضَ
تم الكيف قال في عيشة راضية يعني صاحبها يرضى هذه العيشة لان الرضا الاخوة هو سر السعادة كما نكرر هذا دائما ارجعي الى ربك راضية مرضية لان الانسان حتى لو كان غنيا عنده ما عنده من الدنيا - 00:10:11ضَ
لو لم يكن راضيا بما اتاه الله يعيش مهموما متسخطا على قدر الله ما يجد طعم السعادة وترى فلانا فقيرا او ضاقت عليه الامور في الدنيا لكن هذا الانسان قنوع وراض بما اتاه الله فتجده يعيش في سعادة وطمأنينة - 00:10:39ضَ
قال فهو في عيشة راضية فكيف اذا كان اهل الجنة في نعيم فوق ما يتمنونه ليس فقط بما يرضونه بل فوق ما يتمنون فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون - 00:11:03ضَ
وكذلك قال بعض المفسرين المعنى على حقيقته. فالجنة نفسها راضية عن اهلها وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد. يعني تقترب لاهلها واذا قلت اللهم ادخلني الجنة ثلاث مرات تقول الجنة اللهم ادخله الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:21ضَ
وقال قطوفها دانية يعني كانها راضية عن صاحبها فهي التي تقترب اليه. قطوف الاشجار تقترب الى صاحبها وذللت قطوفها تذليلا عين يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا تريد العين تخرج من هذا المكان هي راضية - 00:11:43ضَ
فتتذلل لك فتنفجر العين من المكان الذي تريد فهذا التذلل من الجنة لاصحابها هذا ايضا يدخل في معنى الرضا لانها رضيت عنهم في عيشة راضية وانما يثقل ميزان العبد بتوحيد الله بالصلاة - 00:12:09ضَ
بالعبادات بالذكر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الطهور شطر الايمان والحمد لله وسبحان الله والحمد لله والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله وبحمده او سبحان الله والحمد لله تملأ تملآن ما بين السماء والارض - 00:12:31ضَ
يقال صلى الله عليه وسلم كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. فكيف بركعتين خاشعة ركعتين خالصتين لله الله اكبر ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اثقل شيء في ميزان المؤمن حسن الخلق - 00:12:51ضَ
لما تبر والديك تحسن الى زوجتك الى اولادك الى الناس قال واما من خفت موازينه فرجحت السيئات على الحسنات بسبب المعاصي والشهوات واما من خفت موازينه فامه هاوية فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية - 00:13:15ضَ
تأمل كيف جعل امه نار جهنم والعياذ بالله؟ امك يعني التي ترجع اليها امك التي تحن عليك وتضمك وهذا في سخرية بهم فامهم التي يرجعون اليها وتضمهم هي النار. فامه هاوية - 00:13:42ضَ
هاوية يعني يهوي فيها في دركاتها والعياذ بالله كلمة هوى تدل على السقوط. يسقط في نار جهنم. النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة ذات يوم سمعتم انهم سمعوا صوتا شديدا - 00:14:04ضَ
قال تدرون ما هذا؟ ما هذا الصوت؟ قالوا الله ورسوله اعلم هذا حجر القي في نار جهنم منذ سبعين خريفا. يعني منذ سبعين سنة فلا يزال يهوي فيها حتى وصل الى قعرها والعياذ بالله - 00:14:21ضَ
كيف تخيل الكافر يهوي في نار جهنم والعياذ بالله يسمع صياح اهلها ويرى اصناف عذابها ويصيبه لهيبها وهو يهوي فيها ولا يدري متى يرتطم بقعرها والعياذ بالله. فامه هاوية وما ادراك ما هي - 00:14:40ضَ
نار حامية نار حامية حامية شديدة الحرارة كلمة حمى تدل على شدة الحرارة من الحمى حامية حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ناركم هذه التي توقدون هذه نار الدنيا - 00:15:03ضَ
جزء من سبعين جزءا من نار جهنم. والعياذ بالله من النار هذه نار الدنيا الاخوة الواحد منا ما يطيق ان يضع اصبعه في النار تضع الخبز في التنور اذا نسيتها تخرج سوداء متفحمة - 00:15:24ضَ
وهذه نار الدنيا فكيف بنار جهنم والعياذ بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اهون اهل النار عذابا رجل يوضع تحت قدميه جمرتان من نار يغلي منهما دماغه فنسأل انجيرنا من النار - 00:15:44ضَ
نسأل الله ان يثقل موازيننا وان يجيرنا من النار. نسأل الله تعالى ان يطمئننا يوم القارعة نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا والحمد لله رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:16:00ضَ