تفسير سورة القيامة

تفسير سورة القيامة ٤ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله واما بعد فنواصل ايها الاخوة الاخوات تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا. ونسأل الله تعالى - 00:00:05ضَ

بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم. حيث قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة - 00:00:23ضَ

وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. نسأل الله تعالى من فضله بعد ان ذكرنا الله تعالى بالقيامة وشيء من اهوالها وحسابها حذرنا بعد ذلك مما يوجب الغفلة عن الاستعداد للقيامة - 00:00:39ضَ

قال الله تعالى كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة كلا ارتدعوا عن الاعراض والغفلة استعدوا للقيامة. كلا بل تحبون العاجلة بل تحبون العاجلة والعاجلة هي الدنيا لان شهواتها معجلة والانسان - 00:01:05ضَ

مولع بحب العاجل الانسان كما قال الله تعالى عنه خلق الانسان من عجل فاذا لم يتفكر في عواقب الامور هكذا اقبل على شهواته بلا تفكر ولا استعداد لاخرته ضيع اخرته - 00:01:36ضَ

قال ابو كلا بل تحبون العاجلة يقول قتادة رحمه الله اختار اكثر الناس العاجلة الا من رحم الله وعصم نسأل الله تعالى لا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا - 00:02:04ضَ

قال كلا بل تحبون العاجلة. وبالفعل هذا حال كثير من الناس الا من رحم الله كلا بل تحبون العاجلة عندما تتفكر في حياتنا وحياة الناس اليوم ما هي هموم الناس في هذه الدنيا - 00:02:21ضَ

للاسف اصبحت الهموم غالبها لاجل الدنيا من اول ما يفتح الانسان عينيه على هذه الدنيا اه يشغل بالملهيات والالعاب واللهو اه اذا بدأ يكبر ويعقل اه تعلق القلوب بالدنيا. ادرس حتى تنجح وتحصل على المراكز الاولى ويكون عندك وظيفة مرموقة في المجتمع ويكون عندك راتب - 00:02:39ضَ

يكون هم الانسان في الدنيا تحصيل الشهادات والرتب الترقيات والمكانة والمال وهكذا كمان الذي يفكر في اخرته من الذي يريد ان يطور نفسه في العلم النافع يتعلم كل يوم يتعلم له اية من كتاب الله يتعلم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:10ضَ

اه يقبل على عبادة الله تعالى يحافظ على قيام الليل يحافظ على صلاته كلا بل تحبون العاجلة. ما الذي شغل الناس اليوم عن العلم النافع عن كتاب الله عن ختم القرآن الكريم يسأل الواحد نفسه منذ متى ما ختمت القرآن - 00:03:33ضَ

لماذا؟ كلا بل تحبون العاجلة لماذا لا نقوم الليل؟ كلا بل تحبون العاجل يقول انا عندي دوام اذا ما نمت كيف اقوم دوامي وعملي بل تحبون العاجلة اذا ولو جاءه ضيف - 00:03:52ضَ

ممكن ان يسهر معه ساعات طويلة الى نصف الليل ثم اذا ذهب هذا الضيف يقول اه تو الناس الوقت لا يزال ليل طويل يقول اثقلت عليك يقول لا ما اثقلت عليك بالعكس. ما اثقلت علينا - 00:04:09ضَ

سبحان الله لكن قل له قم الليل او اقرأ القرآن يضيق صدره يتثاقل عن قيام الليل كلا بل تحبون العاجلة كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة ما تجتمع الدنيا والاخرة في قلب عبد - 00:04:26ضَ

فمن اثر العاجل على الاخرة قوة الاخرة واضر باخرته ومن اقبل على الاخرة اضر بدنياه قال كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة ثم ذكر الله تعالى اعظم ما يدعو لايثار الاخرة وتقديم الاخرة على العاجلة - 00:04:45ضَ

قال وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة هذا اعظم ما في الاخرة وجوه وجوه المؤمنين. يومئذ ناضرة قال مجاهد رحمه الله مسرورا النبرة البهاء والحسن ناضرة لماذا؟ الوجه ما يكون ناظرا الا اذا كان القلب سعيدا - 00:05:11ضَ

مطمئنا ولهذا قال الى ربها ناظرة وهذا اعظم نعيم اعظم نعيم في الجنة لذة النظر الى وجه الكريم جل وعلا النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك - 00:05:41ضَ

الى ربها ناظرة وهذه الاية نص في النظر الى اه وجه الله جل وعلا يوم القيامة النظر الى الله تعالى وجهه الكريم سبحانه جل وعلا. قال الى ربها ناظرة ولا كما يقول اهل البدع - 00:06:03ضَ

يقولون معنى الاية الى ربها ناظرة يعني منتظرة ثواب الله انظر كيف حرفوا القرآن وافسدوا اعظم شيء في الاخرة يعني الله تعالى يقول وجوه تأمل يعني اظاف النظر الى الوجوه - 00:06:24ضَ

وهذا يبين ان المراد النظر الحقيقي ان آآ اذا اضيف الى الوجه اه الوجه هو محل النظر فيه العينان فاذا هذا يدل بصراحة على ان المراد بالنظر هو النظر الحقيقي ثم عدي بالى - 00:06:43ضَ

والنظر ممكن ان يراد به النظر غير الحقيقي يعني مثلا التفكر اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض مع انه نظر مع تفكر اه لكن يقولون اذا عدي بي الى هذا نصفي النظر نظر العين - 00:07:05ضَ

افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت؟ والى السماء كيف رفعت. يعني نظر العين مع طبعا التفكر اما الانتظار فيعد يعني الفعل بنفسه انظرونا نقتبس من نوركم. يعني انتظرونا فما يصلح ابدا ان يقال في هذه الاية - 00:07:24ضَ

وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة يعني الى ثواب ربها منتظرة هذا تحريف للقرآن الكريم كما قاله بعض اهل البدع الله تعالى اثبت آآ النظر الى وجهه سبحانه وتعالى او اليه في في في القرآن الكريم للذين احسنوا الحسنى وزيادة - 00:07:44ضَ

ده فسرها النبي صلى الله عليه وسلم فسر الزيادة النظر الى وجهه سبحانه جل وعلا اه الله تعالى يقول كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال الشافعي رحمه الله تعالى لما حجب اولئك في الغضب دل على ان اولياءه يرونه في الرضا. فما الفائدة؟ يذكر انهم محجوبون في الاخرة - 00:08:07ضَ

وآآ جاءت الاحاديث ايضا يعني متواترة في هذا المعنى يعني النبي صلى الله عليه وسلم آآ رأى القمر ليلة البدر فقال لاصحابه رضي الله عنهم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر يعني بكل وضوح - 00:08:33ضَ

لا تضامون في رؤيته هذا اعظم نعيم اه كما ثبت في اه مسلم حديث صهيب رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال اه اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله تعالى تريدون شيئا ازيدكم - 00:08:57ضَ

يقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال في كشف الحجاب كما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم قال وهي الزيادة ثم تلى للذين احسنوا الحسنى وزيادة - 00:09:16ضَ

فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى ربهم لهذا تأمل في الاية قدم الجار المجرور قال الى ربها ناظرة وهذا فيه حصر لا شك انهم ينظرون الى نعيم الجنة - 00:09:36ضَ

لكن تأمل هذا الحصر كأنه يشير الى انهم اذا نظروا الى ربهم لا يريدون ان يصرفوا وجوههم الى امر اخر ابدا ولا يطيقون ذلك واذا رجعوا الى بيوتهم يشتاقون مرة اخرى الى النظر اليه جل وعلا - 00:09:58ضَ

وكأنهم اذا تمتعوا بهذا الجمال والجلال كانهم لا يرون شيئا اخر الا هو. سبحانه جل وعلا سبحان الله الى ربها ناظرة وهذا النعيم يكون بحسب مرتبة المؤمن في الجنة منهم من ينظر الى الله تعالى - 00:10:24ضَ

كل جمعة هذا يحصل لعامة اهل الجنة اما المقربون ينظرون الى الله تعالى بكرة وعشيا كما ان قلوبهم في الدنيا كانت على صلة دائمة بالله وكانها تنظر الى الله تعالى الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه - 00:10:51ضَ

وكذلك يكون حالهم في الاخرة يمتعهم الله بالقرب منه والنظر الى وجهه صباح مساء بخلاف الذي خلط في الدنيا الطاعات مع المباحات شيء من المعاصي ويتوب ما كان في قلبه صلة دائمة بالله ولا نظر الى الله جل وعلا حقيقة - 00:11:13ضَ

كان عنده شيب من الحجب كذلك ينقص هذا النعيم في الجنة نسأل الله تعالى ان يجعلنا من عباده السابقين المقربين لن نل ان ننال هذا باعمالنا ابدا ولن ندخل الجنة باعمالنا ولكن المعول على رحمة الله وفضله - 00:11:39ضَ

قال الى ربها ناظرة. وفي الحقيقة هذا النعيم اه ما اجمل ان يستشعره المسلم دائما في حياته للمسلم اعظم ما يريد هو هذا النعيم لذة النظر الى وجهه جل وعلا - 00:12:03ضَ

لهذا تأمل لما ذكر الله تعالى اولياءه واصفيائه قال يريدون وجهه وقال الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. هذا الذي يريده المؤمن انت عندما تعبد الله تعبد الله لانه يستحق العبادة - 00:12:25ضَ

وتريد لقاء ربك هذه امنيتك عندما تصلي وعندما تناجي ربك بكلامه وعندما تتلو القرآن وتذكر الله. الذي في قلبك اعظم شيء في قلبك متى القى محبوبي جل وعلا النبي هذا - 00:12:41ضَ

اه تكمن المحبة والشوق ويشتعل الشوق حقا اما تخيل محب يعلم بمحبوبه وكماله واحسانه وجماله. ثم يقال له لن تلقاه ابدا قيل بينك وبينه هذا ما يستطيع ان يعيش وكذلك المؤمن المؤمن في هذه الدنيا ما يستطيع ان يعيش الا بهذا النعيم - 00:12:59ضَ

ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله لو يعلم الزاهدون العابدون انهم لا يرون ربهم في الاخرة لزهقت نفوسهم في الدنيا. ما يستطيعون ان يتحملوا لا ادري هؤلاء الذين ينفون رؤية الله تعالى. كيف - 00:13:27ضَ

يطيقون ان يعيشوا في هذه الدنيا سبحان الله الحمد لله الذي هدانا لهذه العقيدة الصحيحة. ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واه النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين اعظم نعيمين في دعائه واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق - 00:13:43ضَ

الى لقائك تأمل النظر الى وجهه سبحانه في الجنة والشوق الى لقائه في الدنيا يكون على شوق بالنظر الى وجهه سبحانه جل وعلا ثم ان هذه العقيدة تستلزم اثبات علو الله جل وعلا على خلقه - 00:14:07ضَ

لانه لا يمكن ان يكون النظر الى الله تعالى الا من جهة العلو ان الله هو الرب الاعلى المؤمنون ينظرون اليه وهو في العلو لذلك بعض النفاة للصفات الذين ينفون علو الله تعالى لما جاءوا عند الرؤيا ما استطاعوا ان يحرفوا النصوص - 00:14:29ضَ

فيها الرؤية واضحة نصوصها وكذلك يعني النصوص الاخرى لكن قالوا بالنظر الى وجه الله جل وعلا لكن في الوقت نفسه كانوا ينفون علو الله تعالى فتناقضوا. طيب كيف يرى وانتم تقولون الله تعالى ليس في العلو - 00:14:52ضَ

كيف يرى؟ تناقضوا بعضهم قال رؤية قلبية ورؤية زيادة يقين. فحرفوا الرؤيا ايضا. وبعضهم قال يرى لكن لا الى جهة يرى وهكذا فتناقضوا لكن هذه عقيدة اهل السنة سبحان الله ما فيها اضطراب ما فيها اختلاف - 00:15:14ضَ

فهذه العقيدة تستلزم ايضا اثبات علو الله جل جلاله ما شاء الله اليوم الاية هذي اخذت منا التفسير الايات ان شاء الله لعلنا نكمل ما تيسر من ايات هذه السورة في - 00:15:34ضَ

اه دروس قادمة ونسأل الله تعالى ان يكرمنا بلذة النظر الى وجهه سبحانه وشوق الى لقائه اسأله تعالى ان يكرمنا مقام الاحسان في الدنيا ان نعبد الله كأننا نراه ويكرمنا بالقرب منه في الاخرة. نسأل الله تعالى ان يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا - 00:15:51ضَ

الله تعالى ان يعفو عنا وعن والدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:11ضَ