(مكتمل)تفسير سورة المؤمنون

تفسير سورة المؤمنون ٦٣-٧٤ | يوم ١٤٤٣/١٢/٢٧ | للشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:00:00ضَ

حياكم الله في هذا اللقاء المبارك لقاء الثلاثاء مع درس تفسير القرآن العظيم وهذا اليوم هو يوم الثلاثاء الموافق للسابع والعشرين من شهر ذي الحجة من عام ثلاثة واربعين واربع مئة والف من الهجرة. السورة التي بين ايدينا هي سورة المؤمنون - 00:00:16ضَ

والاية هي الاية الثالثة والستون من السورة السورة كما هو معلوم يعني سورة مكية يعني تناقش وتحاور اهل الشرك والكفر والعناد وبيان مواقفهم من اه من الله سبحانه وتعالى والايمان بالله واسمائه وصفاته ومن الدعوة ومن الرسول والقرآن - 00:00:35ضَ

لهم لهم مواقف ظاهرة واضحة اوضحها القرآن وبينها في هذه الايات التي معنا بين ايدينا بيان يعني وجوه الاعراض عندهم اسباب الاعراض اعرضوا عن ذكر الله والله سبحانه وتعالى يعني فتح لهم باب الخير - 00:01:02ضَ

وباب الدعوة ولكنهم لم يقبلوا ذلك واسباب اعراضهم ما ذكر الله سبحانه وتعالى قال بل قلوبهم في غمرة يعني هم في غفلة عن الحق وهم في اعراب اعراض وغفلة وجهل وعدم تقبل الحق - 00:01:26ضَ

هذا السبب الاول. السبب الثاني قال حتى اذا اخذنا مترفيهم بالعذاب هو السبب الترف والنعيم الزائد والرفاهية كانت سببا في اعراضهم السبب الثالث قال قد كانت اياته يتلى عليكم وكنتم على اعقابكم تنكصون - 00:01:50ضَ

يعني اعراظ شديد والايات تعرض عليهم ويرجعون الى الوراء والى القهقرة ولا يقبلون الحق والسبب هو الاستكبار مستكبرين مستكبرين ثم عرض الله عليهم عرظ الله عليهم الخير وقال افلم افلم يتدبروا قول لماذا لا يتأملون القرآن ويتدبرون القرآن؟ ليفتح لهم الخير - 00:02:13ضَ

ويجعلهم يقبلون على الخير القرآن بين ايديهم والرسول قال الم ام لم يعرفوا رسولهم الرسول جاءهم بالخير والحق جاءهم ولكن لا يريد الحق بل يريدون الضلال والاضلال هذه الايات الان التي بين ايدينا - 00:02:39ضَ

يبين لنا يعني اسباب الاعراض الشديد منهم لا يريدون قبول الحق وان الله سبحانه وتعالى يعني قد من عليهم وانعم عليهم برسالة النبي وبنزول القرآن وفتح باب الهداية لهم. ولكنهم اغلقوا على انفسهم. طيب ناخذ هذه الايات. يعني الان اصبح عندنا - 00:03:02ضَ

تصور واضح عن مواقف هؤلاء المشركين واسباب الاعراض اسباب الاعراض اسباب الاهتداء التي لم يريدوا اسباب الاعتداء التي لم يريدوا قبولها بل اعرضوا عنها. طيب يقول الله سبحانه وتعالى في الاية الثالثة والستين - 00:03:29ضَ

بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون يقول هؤلاء الكفار في غمرة اي في وسط غمرة من الجهل والظلم والاعراض والغفلة تمنع هذي هذي الاشياء كلها - 00:03:52ضَ

سبب في انها في سبب قبول القرآن وتدبره قلوبهم يعني شف القرآن يعني ما قال ابدانهم ما قال اجسادهم قال قلوبهم وهذي مصيبة عظيمة اذا كان القلب في غمرة في غفلة - 00:04:15ضَ

في جهل في اعراض التماس هذي مصيبة والسبب سبب الغمرة هو انهم لا يريدون الخير لا يريدون ان يقبلوا ولا يريدون ان يتقبلوا خيرا ولما اعرضوا عنه اعرض الله عنهم - 00:04:36ضَ

ولما زاغت قلوبهم لما زاغوا زاغت قلوبهم وانزل الله بهم العقوبات ولذلك انت لما تقرأ في القرآن في اية اخرى يقول واذا قرأت القرآن يا محمد جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا - 00:04:55ضَ

يعني ما يمكن ان ان يستفيدوا ولا يسمعوا قال وجعلنا على قلوبهم اكنة. القلوب عليها غطاء ان يفقهوه. وفي اذانهم وكرا اي صمم وثقل هذي كلها عقوبات من الله والقلوب في غمرة - 00:05:13ضَ

كل هذه اسبابها ماذا؟ اسبابها الكفر والعناد والاعراض شوف كيف عاقبهم الله سبحانه وتعالى ويمد الله لهم يمد الله لهم بالاعمار والصحة والعافية يزداد اثما ولذلك اسمع قال ولهم اعمال - 00:05:36ضَ

من دون ذلك هم لها عاملون يعني الله يعني مكن لهم مكن لهم في في في ابدانهم وفي صحتهم وفي اعمارهم حتى يعملوا هذه الاعمال التي تنتظرهم اعمال سيئة اعمال دون ذلك هم في اعمال وتنتظرهم اعمال سيئة فتجتمع الاعمال على الاعمال السيئة - 00:05:56ضَ

تجتمع عليهم فاذا اجتمعت عليهم ومد لهم في الزمن ومد لهم في الوقت فينزل الله بهم العقوبات ينزل الله عليهم العذاب اذا امهلهم امهلهم حتى تجتمع عليهم هذه الاعمال السيئة - 00:06:23ضَ

ثم بعد ذلك يوفيهم الله اعمالهم ثم ينقلهم الى شر حالة الى غضب الله الى عقابه. ولذلك اسمع ماذا قال قال ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون لابد ان يعملوا ويفسقوا - 00:06:41ضَ

ويؤذوا ويؤذوا عباد الله ويظلموا ويعرض ويعاند شرع الله ويحاربون اولياءه. النتيجة حتى اذا اخذنا مترفيهم بالعذاب نقول حتى يعني يمتد الوقت لاعمالهم الى ان يصل الوقت الذي تنزل بهم العقوبة - 00:07:01ضَ

ويأخذ الله مترفيهم طيب هنا سؤال لماذا يأخذ المترفين العذاب قال المترفون هم المنعمون الذين اعتادوا الترف والرفاهية والنعيم ولم تصبهم مكاره يعني الجرح لا يصيبهم يعني محفوفون مكفوفون ما ما يتعرض لهم سوء ولا ولا ولا امراض ولا شيء - 00:07:23ضَ

وهم منعمين فاذا نزل به من عذاب سيستنكرون هذا الشي ولذلك قال الله سبحانه وتعالى قال حتى اذا اخذناه من العذاب اذا هم يجأرون يجأر الجؤار هو الصراخ بشدة مع الاستغاثة - 00:07:54ضَ

لانهم يعني اصابهم شيء ما خطر ببالهم ما خطر لانهم منعمون محفوف محفوفون بعيدي بعيدون كل البعد عن ان يصيبهم من الامراض والاذى يستنكرون هذا الشيء ولذلك قال هنا قال اذا هم - 00:08:13ضَ

يجأرون اي يستغيثون بصوت عالي الله يرد عليهم والملائكة ترد عليهم لا تجأروا اليوم ما ينفع الجؤار والصراخ ما ينفع لا تجروا اليوم انكم منا لا تنصرون لن ننصركم نحن ولا احد يستطيع ان ينصركم. انتم في العذاب قد احاط بكم - 00:08:37ضَ

قد احاط بكم وليس لكم مخرج والسبب ما هو ما هو السبب السبب قال الله فيه سبحانه وتعالى قد كانت اياتي يتلى عليكم وكنتم على اعقابكم تنكسون اياتي تتلى عليكم لتؤمنوا بها - 00:08:58ضَ

وتقبل عليها فلم تؤمنوا ولم تقبلوا بل رجعتم الى الوراء والى الخلف كنتم على اعقابكم تنكسون لا تقبلون الحق والحال انكم مستكبرين مستكبرين عن الحق مستكبرين به سامرا تهجرون قال اهل التفسير مستكبرين به اي انكم تتكبرون - 00:09:19ضَ

به اي بالحرم نقول نحن اهل الحرم لن يصيبنا عذاب نحن اولياء الله نحن استأذنت البيت نحن خدمت البيت نحن اهل السقاية والرفادة لن يصيبنا شيء تظنون انكم اذا كنتم في الحرم لن يصيبكم بل لن ينفعكم ذلك - 00:09:47ضَ

بسبب استكباركم واعراضكم مستكبرين به سامرا السمر هو السهر بالليل. التحدث بالليل سهرا وهم يسهرون بالليل حول البيت يجتمعون جماعات يسهر على العبث ويسهر على الفسق وعلى المجون سامرا تهجرون اي تهجرون القرآن. وتهجرون الحق - 00:10:09ضَ

وتصفون القرآن بالاوصاف التي لا تليق كما قال الله سبحانه وتعالى قال وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون. لا يريدون الحق هذا هو السبب الذي جعله الله ينزل ينزل بهم هذه العقوبات - 00:10:36ضَ

ينزل بهم هذه العقوبات. قال افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولون يقول لماذا لا يتدبرون القرآن لماذا لا يتدبرون القرآن؟ لماذا؟ اذا السبب لما اعرضوا ما استفادوا من القرآن - 00:10:54ضَ

ولو اقبلوا على القرآن لفتح الله عليهم لان الله حثهم قال افلا يتدبرون القرآن. تأملون اياته ويتدبرون اياته حتى ينتفعوا. حتى ينتفعوا بها حتى ينتفعوا بهذا القرآن حتى يستفيدوا من هذا القرآن - 00:11:18ضَ

افلم يدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولين؟ يقول هل جاءهم شيء لم يأت اباهم؟ بل ان الامم السابقة جاءتهم الرسل وانذروهم وارسل الله اليهم ولم يتركهم. فقد جاءهم ما قال قد جاء ابائهم قد جاء اباهم ما يعني قد جاءهم ما جاء اباؤهم من الرسول - 00:11:37ضَ

صلى الله عليه وسلم يعني ام جاءهم ما لم يأتي اباءهم الاولين اباءهم الاولين. ام لم يعرفوا رسولهم؟ هل هم لا يعرفون محمدا؟ بل يعرفونه بصفاته واحواله لا تخفى عليه - 00:11:59ضَ

وهم يعرفون انه الصادق الامين. ويعرفون انه هو هو اعقلهم وافهمهم واحسنهم خلقا وهم يعرفون محمد ام لم يعرفوا رسولهم فهم لهم منكرون. يعني هل هو غريب عليهم لا يعرفونه؟ بل هم يعرفون صدقه. ويعرفون دعوته - 00:12:15ضَ

هنا حالة ام يقولون به جنة؟ هل محمد مجنون يعني يقول بعض منا محمدا ان محمدا مجنون؟ هل هذا يقبل؟ وهم يعرفون كمال عقله وحصافة حديثه وكمال تصرفه كيف يقولون به جنة - 00:12:35ضَ

بل جاءهم بالحق صلى الله عليه وسلم. وجاءهم بالرسالة وجاءهم بالنجاة والسلامة والهداية ولم يقبلوا ذلك بل جاءهم بالحق واكثرهم للحق كارهون. اكثرهم لم يقبل. لم يقل كلهم. لان فيهم من امن - 00:12:55ضَ

بل اكثرهم للحق كارهون لا يريدون الحق كراهية له وكراهية لمحمد ولما ولما جاءهم به قال بل جاءهم بالحق واكثروا من الحق واكثرهم للحق كارهون. قال الله سبحانه وتعالى ولو اتبع الحق واهواهم - 00:13:13ضَ

لو سلمنا لهم واخذنا بما يريدون الذي يريدونه لو لو اتبع الحق اهواءهم وما شاء الحق مع ارائهم واهوائهم الفاسدة اذا فاسدت السماوات والارض لماذا لفساد نياتهم. وفساد اعمالهم وتصرفاتهم وتدبيرهم. كل ذلك لفزت السماوات والارض - 00:13:34ضَ

قال الله عز وجل بل اتيناهم بذكرهم اتيناهم بالقرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم وفخرهم لكنهم لم يريدوا ذلك لا لم يقبلوا ذلك بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون. لا يريدون. لشقاوتهم وعدم التوفيق. لم يقبلوا الحق ولا يريدونه - 00:13:58ضَ

وهذا سبب اعراضهم. لما نسوا نسهم نسيهم الله. نسوا الله فنسيهم بل قال فهم عن ذكرهم معرضون فهم عن ذكرهم معرضون الله عز وجل لهم ام تسألهم يا محمد خرجا؟ هل تريد منهم مالا؟ هل تريد اجرة - 00:14:21ضَ

هل طلبت منهم اجرة فرج ربك خير ما عند الله خير فانت لم تطلب منهم مالا ولم تطلب منه اجرا على دعوتك. بل طلبت من الله سبحانه وتعالى الاجر فكيف فكيف لا يقبلون؟ يعني جاءهم الخير بلا - 00:14:42ضَ

ومع ذلك قال فخراج ربك خير وهو خير الناصرين ثم بين حقيقة دعوة محمد صلى الله عليه وسلم. قال وانك يا محمد لتدعوهم الى صراط مستقيم انك يا محمد تدعوهم الى ما فيه نجاتهم. وما فيه نفعهم ومصلحتهم. وهو سلوك الصراط المستقيم الذي فيه سلامتهم - 00:14:59ضَ

وفيه نجاتهم وسعادتهم. ومع ذلك ماذا قال؟ وان الذين لا يؤمنون بالاخرة ولا يريدون الايمان بالقرآن ولا بالرسول ولا بالاخرة موقفهم ماذا؟ عن الصراط لناكبون. اي لا يريدون قبول الحق - 00:15:26ضَ

ولا يريدون الحق ولذلك عاقبهم الله فتنكبوا الصراط وظلوا وجهلوا الصراط فهلكوا واهلكوا غيرهم. فلم يستجيبوا لله وانما استجابوا لاهوائهم وشهواتهم طيب لعلنا نقف عند هذا القدر ايها الاخوة. ان شاء الله في اللقاء القادم نستكمل - 00:15:44ضَ

لكن الذي يعني يريد ان يعني نريد ان نوضحه ان هذه الايات العظيمة التي قرأناها بينت لنا اسباب هلاك هؤلاء وان الله لم يهلكهم يعني من اول وهلة ومن اول الامر بل هم السبب - 00:16:11ضَ

وبين الله سبحانه وتعالى في الايات السابقة اسباب الهلاك وانهم ظلمة وانهم فسقة وانهم معاندون لا يريدون الحق وقلوبهم غافلة وانهم في ترف وفي نعيم زائد وانهم كانت الايات تتلى عليهم فيعرظون عنها ويتكبرون ويقولون نحن اهل الحرم - 00:16:30ضَ

ويسهرون على على الفساد والفسق والمجون والقرآن يأتيهم ولا يتدبرون القرآن والرسول يأتيهم وينكرون رسالته ويتهمونه بجنون هذي كلها هي سبب هلاكهم سبب هلاكهم وسبب وسبب ما ما نزل به من العقوبات - 00:16:53ضَ

والله قد عرظ عليهم عرض عليهم القرآن فقال افلا افلم يتدبروا القول وعرض عليهم رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين لهم حقيقته ولكنهم لا يقبلون ذلك. عقوبات تنزل بهم بسبب اعراض - 00:17:14ضَ

وكفرهم وعناد مصدهم. الحقيقة الايات عظيمة تحتاج منا الى تحتاج من كل مسلم ان يتعظ وان يتذكر وان دبر هذه الايات نسأل الله ان ينفعنا بها وان يبارك لنا ولكم. وان شاء الله نلتقي واياكم في لقاء قادم باذن الله والله اعلم - 00:17:30ضَ

صلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:17:50ضَ