التفسير الميسر لجزء عم

تفسير سورة الماعون - فضيلة الشيخ خالد اسماعيل

خالد اسماعيل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله في سورة قريش حث الله تعالى - 00:00:00ضَ

كفار قريش من يشكر نعمته جل وعلا قال فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف فهل يا ترى شكروا نعمة الله هؤلاء يأتي الجواب في سورة الماعون - 00:00:18ضَ

فالله تعالى اطعمهم من جوع وهم لا يطعمون المسكين والله تعالى امنهم من خوف وهم لا يؤمنون اليتيم والله تعالى اعانهم على رحلة الشتاء والصيف وامنهم وهم يمنعون الماعون ولا يعينون - 00:00:40ضَ

الناس ايسر الامور فهذه سورة سورة الماعون يحذرنا الله تعالى فيها من صفات ذميمة ينبغي على المسلم ان يتنزه عنها حتى لا يشابه المشركين يقول الله تعالى في بدايتها في الحقيقة تفتتح بفاتحة - 00:01:09ضَ

تشد الاذهان الله يقول ارأيت الذي يكذب بالدين هل رأيت انسانا يكذب بيوم القيامة طبعا انت ترى بعينك كفارا كثيرين يكذبون بيوم الدين هذا الاستفهام ليس المراد منه حقيقته والا هذا امر واضح - 00:01:33ضَ

المقصود من هذا الاستفهام ان تتعجب من هذا الفعل استنكارا له مثل ما اذا قلت ارأيت الذي يشتم والديه هل رأيت انسانا يشتم والديه؟ اقولها من باب الاستنكار على هذا الانسان - 00:02:07ضَ

كاني ما اصدق ان هناك انسان في الدنيا يشتم والديه وكأني لم ارى انسانا بعيني يشتم والديه فمن باب الانكار عليه اقول ارأيت الذي يشتم والديه مثلا اين عقله هل في قلبه رحمة وهكذا - 00:02:27ضَ

في هذه الاية انكار على من يكذب بيوم القيامة. يقول الله تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين هذا امر عجيب كانه لا يوجد انسان في الواقع يكذب يوم الدين يتساءل عن ذلك هل رأيت انسانا يكذب يوم الدين استنكارا - 00:02:48ضَ

لهذا الفعل الذميم ارأيت الذي يكذب بالدين اين عقله اين فطرته هل يظن ان الله تعالى يخلق الناس هكذا هملا سدى يخلقهم هذا يقتل وهذا يشرك وهذا يزني وهذا يسرق وهذا في المقابل يحسن ويعطي ويكرم ثم الكل يموت - 00:03:09ضَ

لا جزاء ولا حساب ولا جنة ولا نار هذا يخالف الفطرة يخالف العقل يخالف الحكمة قال ارأيت الذي يكذب بالدين ثم يكشف الله عن حقيقة المكذب بيوم القيامة لان الدين هو الجزاء كما قال الله تعالى وما ادراك ما يوم الدين. ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. والامر يومئذ - 00:03:34ضَ

يكشف الله عن حقيقة المكذب يوم الدين فيقول تتعجب كذلك الذي ما قال الذي ينكر البعث الذي ينكر كذا قدرة الله على البلاء قال فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين - 00:04:01ضَ

تأمل في هذا الترابط الوثيق بين العقيدة والاخلاق قال فذلك الذي يدع اليتيم. هو الدفع بشدة وعنف يرحم اليتيم الذي مات والده وهو عونه في هذه الدنيا ونصيره اليتيم يستحق الرحمة والعطف واذا بهذا الانسان يدع اليتيم يدفع اليتيم بعنف - 00:04:25ضَ

كذلك الذي يدع اليتيم. ولذلك كان جزاؤه من جنس عمله يوم القيامة يوم يدعون الى نار جهنم دعا والذي ليس في قلبه لين مع اليتيم فمن باب اولى انه لا يعطي ولا يكون عنده لين - 00:04:57ضَ

بماله اذا كان هو في معاملته لا يلين مع اليتيم وكذلك سيبخل بماله ولن يعطي المسكين. فقال ولا يحض على طعام المسكين. تأمن ما قال لا يطعم المسكين لا يحض - 00:05:20ضَ

يعني لا يحرض غيره على اطعام المسكين. يعني هذا الانسان من شدة طمعه وشحه اذا رأى غيره يطعم المسكين يكره هذا الامر ولذلك لا يحث غيره على اطعام المسكين على طعام المسكين - 00:05:40ضَ

من شدة كرهه لهذا الامر الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل كما قال الله تعالى ولا يحض على طعام المسكين وتأمل ما قال ولا يحض على اطعام المسكين. قال على طعام المسكين. لان هذا الطعام الذي تعطيه للمسكين هو طعامه. هو حق له - 00:06:03ضَ

انت تعطيه حقه في الحقيقة قال ولا يحض على طعام المسكين تأملوا الاخوة كيف مزج الله تعالى هنا بين العقيدة والاخلاق الذي يكذب يوم القيامة تعريفه في القرآن هو الذي - 00:06:25ضَ

يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين لماذا؟ لان الانسان اذا لم يؤمن بحساب ولا جنة ولا نار ما الذي يدفعه الى الاحسان الى اليتيم والمسكين الى ضعفه لا يعود - 00:06:43ضَ

احسانه اليهم بشيء من النفع الى نفسه حتى الكفار الذين يحسنون الى اليتامى والمساكين. هؤلاء رق طبعهم ورجعوا الى فطرتهم وكثير منهم قد يفعل هذا عن شهرة يريد شهرة في الدنيا - 00:06:59ضَ

اما المؤمن تأمل كيف يصل الى اعلى درجات الاحسان والاكرام يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا لماذا؟ انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا لماذا ايضا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا - 00:07:21ضَ

فاذا صلحت العقيدة الانسان اذا امن باليوم الاخر ان الله سيجازيه سيدفع هذا الايمان الى الاحسان الى الاكرام الى حسن الخلق الى العطف على اليتامى والمساكين. لانه سيجد هذا عند الله تعالى كما قال - 00:07:43ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ثم توعد الله هؤلاء قال فويل فويل يعني عذاب وهلاك ما قال فويل لهم اكمل ذكر الصفات القبيحة لهم. فويل للمصلين. تتعجب - 00:08:00ضَ

كيف الله تعالى يتوعد المصلين هذا الوقف هنا لان هذي رأس اية يمكن ان تقف عليها هذا من باب التشويق حتى ينجذب قلبك تقول يا ترى كيف الله تعالى يقول فويل للمصلين؟ طبعا هنا يقبح ان يقرأ الامام فويل للمصلين ثم - 00:08:26ضَ

ما يصلح ما يجوز ان هذا يفسد المعنى لكن تقف ثم تكمل فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون يقول بعض السلف الحمد لله الذي قال الذين هم عن صلاتهم ساهون. ولم يقل ماذا - 00:08:46ضَ

في صلاتهم ساهون يقال في صلاتهم ساهون لهلكنا واينا لا يسهو في صلاته فليس هذا هو المراد الذين هم عن صلاتهم ساهون. اما السهو في الصلاة هذا لا يخلو منه انسان بشر. حتى النبي صلى الله عليه وسلم سهى في الصلاة ويجبر هذا بسجود السهو - 00:09:10ضَ

ربما الانسان في صلاته تذهب به افكاره الى الدنيا. لكن ما دام يجاهد نفسه هذا على خير ومستقل ومستكثر لكن المشكلة الاخوة في عدم المبالاة بالصلاة. كما قال الله تعالى الذين هم عن صلاتهم ساهون - 00:09:30ضَ

حرف عن يدل على المجاوزة يعني انصرفت عنه يعني بلا مبالاة تركته وراء ظهري. فكذلك الذين هم عن صلاتهم ساهون يعني لا يبالون بالصلاة وهذا له صور الذي يترك الصلاة بالكلية - 00:09:53ضَ

فهذا يدخل في هذه الاية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن ترك فقد كفر وهكذا كان المنافقون يصلون رياء مع المسلمين واذا اه كانوا في خلواتهم يتركون الصلاة بالكلية - 00:10:11ضَ

ولهذا فسر بعض السلف هذه الاب المنافقين الذين عن صلاتهم ساهون. كذلك الصورة الثانية الذي يترك الصلاة حتى يخرج وقت الصلاة. يضيع الصلاة. يضيع وقت الصلاة ولذلك مصعب بن سعد بن ابي وقاص - 00:10:32ضَ

رحمه الله ورضي الله عن ابيه قال لوالده الذين هم عن صلاتهم ساهون ويقرأ عليه القرآن طفل صغير يقرأ على ابيه يعرض عليه القرآن يسأله شوف كيف القرآن ينمي عقل الطفل ويجعله يتفكر في كتاب الله قال اهو ترك الصلاة - 00:10:51ضَ

قال لا ولكن اضاعة وقتها الذين هم عن صلاتهم ساغون لان بعض الناس ينام ويضع المنبه للدوام بعد طلوع الشمس ما يبالي بصلاة الفجر صلاها في وقتها او لا يمكن يرجع متعبا من دوامه - 00:11:10ضَ

وما يصلي صلاة العصر الا بعد المغرب هذا امر خطير النبي صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا في المنام رأى رجلا مضطجعا واخر قائم على رأسه بصخرة يضرب رأس بالصخرة حتى يكسر رأسه - 00:11:30ضَ

يتدحرج الحجر ثم يأتي ويأخذ الحجر مرة اخرى ويضربه هكذا. قال سبحان الله ما هذان؟ قال هذا الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة والعياذ بالله صورة ثالثة الذين هم عن صلاتهم ساهون الذي لا يبالي باركان الصلاة وشروطها وواجباتها - 00:11:47ضَ

لذلك دخل سعيد بن جبير المسجد ذات يوم وقد سئل عن هذه الاية فرأى رجالا ينقرون الصلاة نقرا فقال هؤلاء حين سألتني عنهم الذين هم عن صلاتهم ساهون وكذلك سورة رابعة - 00:12:09ضَ

وهي الذي لا يبالي بحضور قلبه في الصلاة يعني الانسان الاخوة بالنظر الى الخشوع في الصلاة له حالتان ما يسلم انسان من ان ترد عليه خواطر الدنيا وهو في صلاته - 00:12:25ضَ

فالواجب هنا ان تجاهد نفسك وتدفع هذي الخواطر عن نفسك بقدر المستطاع فاذا كنت تفعل هذا فانت على خير اما انسان يقف امام ربه ولا يبالي بحضور قلبه ويفكر في الدنيا وشهواتها ويسترسل معها ولا يجاهد نفسه على الخشوع فهذا له نصيب من هذه الاية الذين هم عن صلاتهم ساهون لانهم - 00:12:45ضَ

لا يبالي بصلاته وكما قال ابن عباس ليس لك من صلاتك الا ما عقلت فيها ولهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم الصفات او الصور الثلاث الاخيرة فقال في صلاة المنافقين قال تلك صلاة المنافق - 00:13:10ضَ

يجلس يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا فذكر تأخير الصلاة عن وقتها الى غروب الشمس ثم ذكر ترك الاركان نقرها كنقر الغراب ثم ذكر ترك الخشوع لا يذكرون الله فيها الا - 00:13:28ضَ

قليلا الذين هم عن صلاتهم ساهون وهذا الذي لا يبالي بصلاته لماذا يصلي اذا؟ قال الله تعالى الذين هم يراءون في الغالب يريد رياء وسمعة على العبد ان يحذر من ان يتسلل في قلبه الرياء. لان الرياء اذا تسلل - 00:13:52ضَ

في عبادتك افسدها الرياء يحبط العمل وهذا من سوء الادب مع الله بل هو من اشنع صور السهو عن الصلاة كيف تقوم امام ربك ببدنك وقلبك يلتفت الى الناس هذا من سوء الادب مع الله - 00:14:16ضَ

انت تقوم امام الله وقلبك يقوم امام الناس ويعظم الناس هذا من سوء الادب مع الله ولهذا خاف النبي صلى الله عليه وسلم على امته من الرياء الذي هو اخفى من دبيب النمل على الصخرة - 00:14:40ضَ

اه السوداء والصماء وقال اخوف ما اخاف عليكم لما خرج على الصحابة وهم يتذاكرون المسيح الدجال قال لا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قال الشرك الاصغر - 00:14:59ضَ

الرياء ان يصلي الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر فلان نسأل الله تعالى ان يخلص قلوبنا له جل جلاله والمسلم عليه دائما ان يستشعر ان الله يراه. يكفيك ان الله يراك - 00:15:19ضَ

لماذا اجعل قلبك معلقا برؤية الناس. فلان يراني وفلان يراني الله يراك الله يسمعك. كفى برؤية الله تعالى لك ثم اذا تذكرت الموت ينقبض قلبك عن الرياء كلما تذكرت الموت - 00:15:39ضَ

يقطعك الموت عن الدنيا عن ارادة الرياء والسمعة والدنيا الذين هم يراؤون ثم تأمل مع سوء ادبهم مع الله كذلك لا يحسنون الى عباد الله قالوا ويمنعون الماعون ما معنى الماعون - 00:15:58ضَ

نعم نعم يعني كلمة معنى في اللغة تدل على اليسر والسهولة. يقال رجل معن في حاجته. يعني سهل في حاجته لذلك قال الله تعالى قل ارأيت من اصبح ماؤكم غورا غائرا في الارض فمن يأتيكم بماء معين - 00:16:18ضَ

ما ان معين يعني يجري بسهولة ويسر على الارض فكلمة الماعون تدل على اليسر فالمعروف كله يدخل في الماعون لان المعروف سهل على النفوس الطيبة السخية ولذلك قال السلف في تفسيره الماعون الزكاة. لان الزكاة اثنين ونصف بالمئة من المال. فهي من الماعون. ويمنعون الماعون يمنعون الزكاة - 00:16:40ضَ

وقال ابن مسعود وهذا ايضا جاء عن الصحابة كما قال كنا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نتحدث ان الماعون هو الدلو والفأس والقدر يعني الامور اليسيرة يعني جارك يطلب منك ان تعيره دلوا او قدرا - 00:17:06ضَ

او يعني متاعا من متاع البيت حاجة يسيرة هذا ما يمنعه الا اللئيم ويمنعون الماعون كذلك يدخل في الماعون قال بعض السلف الماء يعني اي معروف بل فسر بعض السلف الماعون امر معنوي وهي الخدمة اليسيرة التي يطلبها منك المسلم شيء يسير طلبه منك يا فلان - 00:17:25ضَ

اريد منك ان تفعل لي هذه الحاجة وانت في مكانك في عملك افعل لي كذا تقول لها ما مع ان امر ما يكلفك شيئا لا ينبغي منع مثل هذه الامور اليسيرة - 00:17:53ضَ

ان ربما تدل على فساد في القلب ولذلك قال بعض العرب ربي بعيرك يعطك الماعون. يعني يعطيك الطاعة والانقياد هذا التفسير المعنوي والذي يمنع مثل هذه الامور اليسيرة في الحقيقة هذا - 00:18:08ضَ

ما يكون الا من لؤم في قلبه وفساد في طبيعته فرجع اخر السورة على اولها الذي يكذب بالدين ويدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين. فهو الذي يمنع الماعون. طبعا اخوة - 00:18:29ضَ

الماعون بمعنى الاعارة العارية مستحبة ليست واجبة عند جماهير اهل العلم. لكن المقصود من هذه الاية هذه سورة مكية فكانت الصدقة واجبة عموما في الفترة المكية بدون تحديد مقادير واحكام - 00:18:46ضَ

ثم ايضا المنع هنا قد يكون كما ذكرنا انه الذي يمنع الامر الذي لا يضره ثم يعرف ان اخاه المسلم يحتاج هذا الامر حاجة ماسة فهذا في الغالب لا يكون الا - 00:19:04ضَ

عن مرض في القلب. ولهذا يعاقب عليه الانسان من هذا الباب. ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الثلاثة الذين لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم لهم عذاب اليم. قال ورجل على فضل ماء يمنعه من ابن السبيل - 00:19:25ضَ

عندما ماء زائد ويمنعه من المحتاج فهذا يجب على المسلم ان يدفعه لمن احتاجه والله اعلم. نسأل الله تعالى ان يهدينا لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا هو ان يصرف عنا سيئها. لا يصرف عنا سيئها الا هو. نسأل الله ان - 00:19:42ضَ

جعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا نور صدورنا والحمد لله رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:20:05ضَ