التفسير - المستوى الثاني

تفسير سورة النبأ (40:38) - المحاضرة 6 - التفسير - المستوى الثاني - الشيخ محمد صالح المنجد

محمد صالح المنجد

يا راغب في كل علم نافع متطلعا لزيادة الايمان وتريد سهلا يأتيك ميسورا باي مكان كتاب الله رح قلوبنا خير الدروس تعلم القرآن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - 00:00:00ضَ

ايها النابهون من الطلاب والطالبات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ها انتم تزدادون معرفة بتفسير كلام الله وربط الايات ببعضها البعض كيف نتلقى الاية كيف نبحث عن معنى الكلمة فيها - 00:00:53ضَ

كيف نربط الاية بما قبلها وما بعدها وكيف يفسر القرآن بعضه بعضا من سور اخرى نحن الان في الدرس السادس من سلسلة محاضرات مادة التفسير في اكاديمية زاد سبق في الدرس الماضي الكلام عن تفسير قوله تعالى ان للمتقين مفازا حدائق واعنابا وكواعب اترابا وكأسا دهاقا - 00:01:24ضَ

لا يسمعون فيها لغو ولا كذابا. جزاء من ربك عطاء حسابا. رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن. لا يملكون منه خطابا قلنا ان الله تعالى رغب المتقين فيما اعد لهم في الاخرة من الكرامة والنعيم المقيم. فقوله ان للمتقين مفازا - 00:01:53ضَ

منجا وبعد عن النار المفاز الفوز والنجاة من كل مكروه والظفر بكل محبوب حدائق واعنابا البساتين الجامعة لاصناف الاشجار الزاهية من الثمار التي تتفجر بين خلالها الانهار وخص الاعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق - 00:02:11ضَ

وقول وكواعب اترابا زوجات النواهد لم تتكسر اثداؤهن من شبابهن وقوتهن ونضراتهن انهن في سن واحدة متقاربة وكأسا دهاقا مملوءة مترعة متتابعة من رحيق لذة للشاربين وقوله لا يسمعون فيها لغوا - 00:02:36ضَ

كلاما لا فائدة فيه ولا كذاب اثما. فالجنة دار السلام سالمة من هذا وقوله تعالى جزاء من ربك عطاء حسابا جازاهم به واعطاهم اياه كافيا وافيا من رحمته ولذلك قال رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن - 00:03:03ضَ

ولولا رحمته ما دخلوا الجنة ثم عاد الى شيء من التذكير بعظمته وهيبته تعالى فقال لا يملكون منه خطابا اتجاه الآيات في ختام السورة الى العودة لاحظوا معي العودة للتذكير - 00:03:25ضَ

عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون. كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون عودة مرة اخرى الى جو الايات الاولى في السورة لا يملكون منه خطابا هذا استئناف مقرر لما افادته الربوبية العامة - 00:03:56ضَ

من غاية العظمة والكبرياء اذا رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا لا يملك اهل السماوات والارض على ان يخاطبوه بشيء بغير اذنه فلا يقدر احد على ابتداء الكلام معه الا باذنه - 00:04:23ضَ

من هيبته تعالى وعظمته وجبروته وقوته وسلطانه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه لما ذكر تعالى ان احدا من الخلق لا يمكنه ان يخاطبه في شيء او يطالبه بشيء - 00:04:48ضَ

الا اذا اذن له اكد تعالى هذا المعنى فقال ولنستحضر سير الايات في خواتم السورة الى اجواء الهيبة والعظمة في اليوم الاخر يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون حتى الملائكة - 00:05:15ضَ

الا من اذن له الرحمن وقال صوابا. فاذا كانت الملائكة من اعظم المخلوقات قدرا ورتبة ومكانة لا يعصون الله ما امرهم يفعلون ما يؤمرون. لا يتكلمون في موقف القيامة اجلالا لله وخوفا منه وخضوعا له فكيف بغيرهم - 00:05:44ضَ

استحضار مشهد الهيبة لله في ذلك اليوم الوقوف بين يدي الله يوم يقوم الناس لرب العالمين لا احد يتكلم من هيبة الله هذا معنى عظيم استحضاره يجعلنا نكثر من الصالحات ونترك المحرمات - 00:06:06ضَ

لا يملك الخلق من الله مخاطبة في ذلك اليوم ولا الملائكة التي تأتي صفوفا وفي مقدمتهم الروح وهو جبريل هذا احد الاقوال وتعالوا معشر الطلاب والطالبات حتى نقف في هذه - 00:06:36ضَ

الكلمة على مثال من امثلة تنوع الاقوال في تفسير الكلمة القرآنية ما المقصود بالروح قيل هم بني ادم واحد قيل خلق من خلق الله قيل جبريل قيل القرآن وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا - 00:07:08ضَ

قيل ملك عظيم من الملائكة وتوقف ابن جرير رحمه الله امام المفسرين فلم يقطع بواحد من هذه الاقوال كلها لكن لا شك ان الروح خلق من خلق الله. يعني سواء كان جبريل او ملك اخر او البشر - 00:07:41ضَ

او او لكن هذه الروح التي ستأتي يوم القيامة مع الملائكة خلق من خلق الله ولا يضرنا ان لا نعرف ما هي روحنا ابن كثير رحمه الله رجح انهم بنو ادم - 00:08:03ضَ

غير من المفسرين كالقاسم رحمه الله رجح انه جبريل وهذا له شواهد من ايات القرآن نفسها. نزل به الروح الامين. على قلبك لتكون من المنذرين اذا تفسير القرآن بالقرآن الروح والملائكة - 00:08:33ضَ

الروح جاء مذكورا في القرآن على انه جبريل نزل به الروح الامين وكذلك وروح القدس هو جبريل عليه السلام والتنزيل يفسر بعضه بعضا والقول بانه جبريل عليه السلام قول قوي للغاية - 00:08:56ضَ

لان ايات اخرى تشهد له افراد جبريل عن بقية الملائكة لعظمته ومنزلته عند ربه وجيه فهو قائدهم واميرهم اول ما يتكلم ربنا في الاوامر مع جبريل اول ما يخبر الملائكة عن محبة فلان لجبريل - 00:09:23ضَ

ويخبر جبريل الملائكة وهكذا في ذلك اليوم العظيم يأتي جبريل عليه السلام الروح والملائكة مصطفين قال بعض المفسرين يقف جبريل وحده صفا والملائكة صفا اخر وقيل الملائكة صفوفا لقوله تعالى في الاية الاخرى - 00:09:51ضَ

وجاء ربك والملك صفا صفا الحقيقة ان اصطفاف الملائكة وقيام الملائكة يبعث الرهبة في النفس من ذلك اليوم المشهد نفسه كلهم خاضعون لا يتكلمون الا لمن اذن الله له قال تعالى - 00:10:19ضَ

الا من اذن له الرحمن وقال صوابا ان يأذن الله له في الكلام وان يكون ما يتكلم به صوابا وحقا وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر ولا يتكلم يومئذ الا الرسل - 00:10:47ضَ

رواه البخاري ومسلم وقال صواب قيل حقا ومن الحق لا اله الا الله وعن ابن عباس في قوله الا من اذن له الرحمن وقال صوابا الا من اذن له الرب بشهادة ان لا اله الا الله - 00:11:04ضَ

هذه الايات في الحقيقة عظيمة والاية الاخيرة منها فيها اثبات الشفاعة. وان لا تصح عند الله الا بشرطين اذن الله للشافع ان يشفع وقد دل على هذا الشرط قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا تشفع ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فالنبي عليه الصلاة والسلام - 00:11:20ضَ

هو اكرم الخلق على الله لا يشفع يوم القيامة حتى يستأذن ويسجد تحت العرش ويسأل ربه حتى يقول له اشفع تشفع كما في الصحيحين والثاني رضا الله عن المشفوع له ان يشفع - 00:11:42ضَ

فيه يعني الشافع رضا الله عن المشفوع له ان يشفع فيه الشافع وقد دل على هذا الشرط قوله تعالى ولا يشفعون الا لي لمن ارتضى ودلت النصوص على ان الله لا يرضى ان ان يشفع - 00:11:56ضَ

الا في اهل التوحيد ولا يشفع شافع عنده الا لموحد وقد قال عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها واريد ان اختبئ دعوتي شفاعة لامتي في الاخرة جاء في رواية - 00:12:16ضَ

فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا والله قال في الكفار فما تنفعه شفاعة الشافعين وهنا مسألة لطيفة اطلاق صفة الرحمن على مقام الجلالة في قوله الا من اذن له الرحمن وقال صوابا - 00:12:31ضَ

فيها اماء الى ان اذن الله لمن يتكلم ولمن يشفع اثر من اثار رحمته نسأل الله ان يجعلنا من اهل شفاعة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم واستراحة قصيرة ثم نعاود التفسير معكم - 00:12:52ضَ

من اعظم الاخطار التي تهدد المجتمع وتجعل بناءه هشا ضعيفا جهل المرأة بما تحتاج اليه من امور دينها ودنياها. وشؤون حياتها فهي الساعد الاخر لبناء المجتمع فالمرأة الجاهلة لا يمكنها القيام بتربية صحيحة. او اعانة لابنائها على التعلم والرقي. بل ربما - 00:13:20ضَ

فانشأتهم على افكار خاطئة او معتقدات فاسدة فبالجهل تتبرج المرأة فتفتن نفسها وغيرها. وبالجهل تضيع المرأة حق زوجها وتنفره من البيت فيتفرق شمل الاسرة وبالجهل وقعت كثير من النساء في الخرافات والسحر والشعوذة. فالواجب على المرأة ان تحرص على طلب العلم - 00:13:55ضَ

والا يمنعها الحياء من ذلك فانه لا حياء في طلب العلم. كما قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها نعم النساء نساء الانصار لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين - 00:14:24ضَ

الحمد لله ذلك اليوم الحق هذا ما ابتدأت به الاية التي تلت الايات السابقة بعدما ذكر اشياء كثيرة في ذلك اليوم انها اية ترد على الشاكين. ترد على المكذبين الذين ابتدأت السورة بذكرهم عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون - 00:14:42ضَ

يوم البعث ذلك اليوم الحق. بعد هذه الجولة في شواهد قدرته ودار عذاب اعدائه دار كرامة اوليائه ذكر ما يكون في ذلك اليوم من هيبته ومجيء ملائكته قال ذلك اليوم الحق - 00:15:26ضَ

كائن لا محالة حق لا يرج فيه الباطل ولا ينفع فيه الكذب ولا التكذيب وصف اليوم بانه حق لعدة وجوه اولها انه يحصل فيه كل الحق ويندمغ كل باطل فاذا الحق يتبين في ذلك اليوم - 00:16:04ضَ

فصل القضاء فيما كانوا فيه يختصمون في ظهر الحق ذلك اليوم الحق اي الحقيقي الذي لا بد ان يأتي ولابد ان يقع فهو حق ليس بكذب ولا وهم ذلك اليوم الحق - 00:16:29ضَ

لان ما عداه باطل ايش الدنيا؟ لا تساوي عند الله جناح بعوضة لكن هذا اليوم الحق الذي فيه جنته وناره الدنيا فيها زخرف وفيها اه متاع الغرور وفيها الباطل وفيها الشيطان المريد - 00:17:00ضَ

وتسلط اوليائه وفيها آآ غم وفيها كذب وفيها آآ متاع الغرور لكن ذلك اليوم الحق الذي ما عداه باطل كذلك اليوم الحق الثابت الكائن الباقي عندما نقول ان الله حق - 00:17:32ضَ

فلا يجوز عليه الفناء ولما نقول يوم القيامة حق هذا ممتد لا نهاية له والجنة لا فناء لها ولا النار وكذلك ذلك اليوم الحق الذي يستحق ان يقال له يوم يوم حقيقي - 00:18:01ضَ

يوم تبلى السرائر وتنكشف الضمائر النعيم المقيم والعذاب الاليم اما ايام الدنيا احوال وفيها لغط وكذب وكتمان واحوال مضطربة متداخلة لكن هذا يوم حق واضح بين طيب من علم حقيقة هذا اليوم ما عليه ان يفعل - 00:18:24ضَ

اجاب الله فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا لاحظوا معشر الطلاب والطالبات بديع النظم القرآني وكيف يسوق الحقائق ليرتبط بعضها ببعض ويؤدي بعضها الى بعض فمن شاء بعد كل اللي سبق هذا فمن شاء ومن اراد ايها البشر يا ايها الناس من شاء - 00:18:57ضَ

ان اتخذ الى ربه مهابا فلما رغب ورهب وبشر وانذر قال فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا وعمل عملا صالحا له فيه قدم صدق عند ربه يرجع اليه ومنهجا يقضوا به عليه - 00:19:26ضَ

سبحانه يعني من اراد منكم ايها العبادة النجاة في ذلك اليوم فليتخذ من الاعمال الحسنة ما يكون له سبيلا ومرجعا يرجع به الى ربه ومعتمدا يعتمد عليه لما يلقاه. يقول عملت كذا اتخذت كذا. فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا. منهجا وسبيلا - 00:19:47ضَ

ولذلك المسألة ما هي مجرد اعمال متفرقة لا وانما صراط مستقيم تقدم به عليه ومنهج توحيد وطريق اسلام تلقاه به فاذا جئت بهذا المنهج والسبيل يوم الدين وما اقتضاه وما فيه من الاعمال الصالحة فانت الفائز - 00:20:10ضَ

فان قيل ان قوله تعالى فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا اذا كان هو جزاء الشرط فاين الشرط الجواب فمن شاء النجاة من اليوم الموصوف اتخذ الى ربه مرجعا بطاعته - 00:20:38ضَ

وقيل فمن شاء ان يتخذ الى ربه مأبا فليفعل كقوله تعالى فمن شاء فليؤمن قوله فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا قيدتها الاية الاخرى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين - 00:21:06ضَ

لكن لو عزمنا فالله يعيننا ولو اردنا الله معنا انت لك الخيار فيما تذهب اليه واذا اكرهت على شيء لا تؤاخذ ما دمت مختارا مريدا انت محاسب مشيئتنا في النهاية راجعة الى الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:21:31ضَ

ولا يقع الا ما يريد الله لكن الانسان يحاسب على ارادته نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن يسلك سبيل الهدى وممن يجنبهم الرداء سنعود اليكم بعد قليل لاكمال السورة - 00:22:00ضَ

حرص الاسلام على زرع المحبة والود بين المسلمين وعلى اقتلاع اسباب التباغض والشحناء من بينهم. ومن المعاملات التي تورث التباغض بين المسلمين بيع المسلم على بيع اخيه او على شراء اخيه. لذلك نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم. فقال لا يبع بعضكم على بيع اخيه. والشراء مثل البيع - 00:22:23ضَ

فيحرم شراء المسلم على شراء اخيه. ومثال البيع على البيع اشترى زيد من عمرو سيارة بعشرة الاف فذهب رجل الى زيد وقال له انا اعطيك مثلها بتسعة او اعطيك احسن منها بعشرة او ابيعك مثلها بعشرة فهذا - 00:23:00ضَ

بيع على بيع المسلم لا يحل. مثال الشراء على الشراء باع زيد لعمرو سلعة بتسعة فجاء اخر وقال للبائع بعتها على فلان بتسعة؟ قال نعم. قال انا اعطيك فيها عشرة او بعها لي انا بتسعة - 00:23:20ضَ

ودعك منه. والراجح ان البيع على البيع حرام. سواء كان ذلك في زمن الخيار او بعد تمام البيع. لانه مما الشحناء والبغضاء بين المسلمين الحمد لله وحياكم الله وفي نهاية السورة يقول سبحانه انا انذرناكم عذابا قريبا - 00:23:37ضَ

المسألة جد ليست هزلا يوم القيامة يوم قريب فان قال قائل هذه يمكن عشرة الاف سنة ما صار شيء نقول كل ما هو ات قريب وبما انه اكيد الوقوع فهو قريب - 00:24:11ضَ

وان يوما عند ربك كالف سنة ما تعدون عند الله قريب انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا الله عز وجل من رحمته انه انذرنا نحن لا نفاجئ يوم القيامة بعذاب على اعمال وعلى شيء ما كنا ندري عنه وما كنا ندري ما اليوم الاخر ولا ندري ما فيه و آآ - 00:24:34ضَ

اه ستكون مفاجأة لا بين لنا وانذرنا انا انذرناكم ومن انذر فقد اعذر خلاص لا احد احب اليه العذر من الله من اجل ذلك انزل الكتب وارسل الرسل وبين الدين واخبرنا بما هو كائن في اليوم - 00:25:02ضَ

يوم الدين انا انذرناكم بسائر القوارع الواردة في القرآن. وخوفناكم وبينا لكم اسباب النجاة واضحة واسباب الهلاك واضحة. ما في شبهة ولا خفاء انا انذرناكم عذابا قريبا الحقيقة اننا نحتاج - 00:25:25ضَ

الى تذكر هذا اليوم الاخر ونحتاج ان نربي اولادنا على هذه المعاني من دروس التفسير العلمية توجد فوائد تربوية وايمانية وعملية ينبغي علينا ان نستفيد منها وان نأخذ لنعمل ونطبق - 00:25:57ضَ

نسأل الله ان يجعلنا يوم القيامة من الفائزين يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا اخر اية في هذه السورة يوم ينظر المرء ما قدمت - 00:26:26ضَ

يداه فكل امرئ يرى في ذلك اليوم ما قدم من العمل مثبتا في صحيفته. يعرض عليه عمله خيره وشره ووجدوا ما عملوا حاضرا ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر قال الحسن رحمه الله المرء المؤمن يحذر الصغيرة ويخاف الكبيرة - 00:26:47ضَ

والمسلم في هذه الدار يقدم لدار القرار يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ولتنظر نفس ما قدمت لغد يوم ينظر المرء ما قدمت يداه فان وجد خيرا فليحمد الله. وان وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه - 00:27:20ضَ

طيب هؤلاء الكفار الذين قدموا سيئا وعملوا باطلا ما حاله في ذلك اليوم يوم الحسرة والندامة بالنسبة لهم قال ربنا ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا يود انه كان في في دار الدنيا ترابا - 00:27:47ضَ

يود انه ما جاء الى الوجود اصلا ولا خلق عندما يعاين عذاب الله يتمنى انه كان عدما المعنى الاخر انه يود يوم القيامة عندما يرى الحيوانات البهائم بعدما يفصل الله بينها - 00:28:19ضَ

يقول لها كوني ترابا فتكون ترابا فيتمنى انه يكون مثلها لان لا يدخل النار سبحان الله ربنا من عدله يفصل حتى بين البهائم ويقتص للشاة الجماء التي لا قرن لها من القرناء - 00:28:47ضَ

النطحة بالنطحة كل اه ما فعله حيوان باخر يقتص لبعضها من بعض هذا عدا على هذا هذا افترس هذا هذا اكل بيضة هذا وولده هذا هذا شرد هذا هذا قطع عضوا من هذا هذه نطحت هذه - 00:29:13ضَ

هذه عضت هذه سبحان الله البهائم يقتص لبعضها من بعض. من كمال عدل الله ليس لان البهائم مكلفة. لا لكن من كمال عدل الله فاذا علمنا ان البهائم فيها قصاص - 00:29:39ضَ

فما بالنا نحن البشر ما سيكون بيننا وبين بعضنا البعض عندما يفرغ من الحكم بينها يقول الله لها كوني ترابا فتصير ترابا فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا. يا ليتني كنت بهيمة - 00:30:01ضَ

مصيري الى التراب وارجع الى التراب يا ليتني كنت ترابا فلم اخلق. لان الانسان خلق من تراب يا ليتني كنت قبل الخلق ترابا المعنى الثاني يا ليتني كنت ترابا فلم ابعث - 00:30:20ضَ

وبقيت ترابا بعد موتي في جوف القبر المعنى الثالث يا ليتني اكون ترابا كالبهيمة التي صارت ترابا بعد القصاص قال ابو هريرة رضي الله عنه يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء - 00:30:37ضَ

فيبلغ من عدل الله ان يأخذ للجماء من القرناء فيبلغ من عدل الله ان يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول كوني ترابا فذلك حين يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا - 00:31:04ضَ

وجاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال اذا كان يوم القيامة مد الاديم ارض المحشر وحشر الدواب والبهائم والوحش ثم يحصل القصاص بين الدواب. يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها - 00:31:28ضَ

فاذا فرغ من القصاص بين الدواب قال لها كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا طبعا تفسير الاية بهذا الاثر قد يكون اولى من الاقوال الاخرى علما ان معانيها صحيحة - 00:31:50ضَ

وانه لا يمنع ان يتمنى الكافر كل ذلك يتمنى الكفار يوم القيامة لو تخرقت الارض فساخوا فيها وعادوا اليها وغاصوا فيها واختفوا فيها ورجعوا اليها وماتوا ثم تسوى عليهم وتطبق عليهم - 00:32:10ضَ

كما قال تعالى يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض والله انها حسرة عظيمة نسأل الله السلامة والعافية وانذرهم يوم الحسرة. اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون - 00:32:32ضَ

يتحسرون على عدم ايمانهم يتحسرون لعدم ايمانهم حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها يتحسرون على تفريطهم ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله - 00:32:50ضَ

وان كنت لمن الساخرين وتبلغ الحسرة ذروتها لما يتبرأ السادة والاتباع من متبوعيهم. وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منه كما تبرأ منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم - 00:33:10ضَ

يري هذه قيل تأخذ ثلاثة مفاعيل يري هم المفعول الاول. الله لفظ فاعل يريهم مفعول اول اعمالا مفعول ثاني حسرات مفعول ثالث وقيل حسرات حال كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم - 00:33:29ضَ

وما هم بخارجين من النار طيب قال في تمني الكافر ويقول الكافر يا ليتني ليت للتمني كنت ترابا على قول من الاقوال كنت ترابا فلم اخلق اصلا وكنت ممكن يكون معناها اصبحت - 00:33:49ضَ

مثل البهائم التي صارت ترابا. يا ليتني كنت يعني صرت ذكر الكافر هنا في اخر السورة ولم يذكر المؤمن لان نهاية المؤمن نهاية فرح وحيث ان السورة بدأت بالكفار عما يتساءلون - 00:34:19ضَ

ناسب ان تختم بذكرهم والانذار يناسبه التخويف وذكر مقام الكافر اما المؤمن فانه فرح هاؤم اقرأوا كتابي اذا تأملنا هذا اليوم العظيم وما فيه فان هذا المشهد انذار عظيم وهزه للغافلين - 00:34:48ضَ

ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا انا انذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ويا ليتني كنت ترابا والان الفرصة قائمة وسانحة فمن شاء اتخذه الى ربي مأبى - 00:35:21ضَ

انذار يوقظ من الغفلة جهنم تنتظر والدنيا راحلة والعمر قصير وعذاب يجعل الكافر يتمنى ان يصبح ترابا شيء يلقي في النفس ظلال الرهبة يعني واحد كونه يتمنى العدم معناها ما الذي يراه حتى اوجب له هذا التمني - 00:35:37ضَ

بهذا ايها الاخوة والاخوات نكون قد انهينا الكلام عن تفسير هذه السورة وعشنا واياكم مجالس في مادة التفسير ذكرنا فيها عمليا استعمال قواعد التفسير في تفسير الاية وجمع الاقوال وان نعيش مع المعنى - 00:36:08ضَ

وكيف نربط بين الاشياء بين الايات والسباق والسياق والمثاني كيف نخرج من موعظة ما نقرأ نسأل الله عز وجل ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما - 00:36:37ضَ

ان يفقهنا في كتابه وان يجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا انه سميع مجيب والى مجلسنا القادم مع تفسير سورة اخرى من سور كتاب الله تعالى استودعكم الله - 00:37:00ضَ

والحمد لله رب العالمين يا راغبا في كل علم نافع متطلعا لزيادة الايمان وتريد سهلا - 00:37:26ضَ