Transcription
يا راغب في كل علم نافع متطلع لزيادة الايمان وتريد سهلا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ايها الاخوة والاخوات - 00:00:00ضَ
من الدارسين والدارسات في هذا المجتمع العلمي في زاد مرحبا بكم في الفصل الدراسي الثاني الذي نسأل الله تعالى ان يجعله مباركا علينا جميعا وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا - 00:00:58ضَ
نتناول في هذا الفصل الدراسي باذن الله تعالى تفسير بعض سور القرآن الكريم من الجزء الاخير جزء عم الجزء الثلاثون وذلك كتطبيق عملي لبعض اصول التفسير التي درسناها سويا في الفصل الاول - 00:01:20ضَ
رحلة معا في طلب العلم وتحصيله نستهلها بتفسير سورة النبأ سورة النبأ سورة مكية. اياتها اربعون تسمى سورة عم يتساءلون وكذلك سورة النبأ لقوله عن النبأ العظيم ومعظم مقصود السورة ذكر القيامة - 00:01:43ضَ
وخلق الارض والسماء وبيان نفع الغيث وكيفية النشر والبعث واقامة الحجة على امكان البعث لخلق المخلوقات التي هي اعظم من خلق الانسان واعادته بعد موته وبالخلق الاول للانسان واحواله وكذلك من مقاصد السورة صفة يوم الحشر - 00:02:13ضَ
وانذار الذين جحدوا به وعذاب العاصين وثواب المطيعين من المؤمنين وقيام الملائكة القيامة هذه السورة الكريمة من السور التي شاب لمعانيها النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال - 00:02:38ضَ
قال ابو بكر يا رسول الله قد شبت قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعما يتساءلون واذا الشمس كورت رواه الترمذي رحمه الله وفي رواية شيبتني هود واخواتها يعني اشباهها من السور التي فيها ذكر - 00:03:03ضَ
اهوال العذاب والقيامة هذه السور ومنها سورة عم فيها ذكر عذاب الله واليوم الاخر وهو يوم يجعل الولدان شيبا شيب ذلك اليوم شيء منه قد كان في شعر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:27ضَ
من خشيته لله هذه السورة فيها امور عظام والهم يغتنم الجسم مخافة ويشيب ناصية الصبي ويهرم ومشهد الكفار يوم القيامة وهم يقتادون بالسلاسل الى النار لا شك مما يدخل الخوف والخشية - 00:04:01ضَ
في القلب يقول تعالى عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون. كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون عم اصلها عن ما عن اي شيء ادغمت النون في الميم عن ما - 00:04:36ضَ
عما وحذفت الف ماء فصارت عما كقوله فيما بماء واصلها فيما بما وهذا الاستفهام عم عن اي شيء استفهام تفخيم وتهويل وتعجيب من جدال هؤلاء في حقيقة اليوم الاخر الذي ينكرونه - 00:05:00ضَ
وينكرون البعث بعد الموت عما يتساءلون ان الحق واضح عما يتساءلون ان القول صدق انه من عند الله لا يمكن ان يحدث تساؤل اي تساؤل شك وتساؤل انكار في امر اخبر الله به - 00:05:33ضَ
ولما فخم ما يتساءلون عنه وهذا معنى اخر للاستفهام عما يتساءلون عن اي شيء يتساءلون هل اتاهم ما في ذلك اليوم الذي يتساءلون عنه استفهام عظام عما يتساءلون هذا السؤال - 00:06:02ضَ
اجاب عنه عن النبأ العظيم الرسالة التي جاءت من عند الله وفيها خبر ذلك اليوم يوم الفصل ولما كان في مقام التفخيم له وصفه تأكيدا بقوله العظيم عن النبأ العظيم - 00:06:30ضَ
النبأ اصلا هو الخبر العظيم فليس كل خبر نبأ اذا كل نبأ خبر وليس كل خبر نبأ لان النبأ هو العظيم من الاخبار لو قال عن النبأ لكفى في تعظيم - 00:06:55ضَ
خبري فكيف وقد زاده بقوله العظيم ان هذا النبأ امر جلل انه نبأ الحق لا يمكن ان يكون كذبا ولا ان يشك فيه عن اي شيء يتساءل هؤلاء المشركون والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى التوحيد ويذرهم بالبعث بعد الموت ويتلو عليهم القرآن - 00:07:21ضَ
عما يتساءلون من معانيها استفهام تفخيم فانك تقول اي شيء زيد اذا عظمت امره وشأنه قال مجاهد والاكثرون عما يتساءلون المقصود القرآن وهو النبأ العظيم بقرينة اية اخرى وهي قوله تعالى قل هو نبأ عظيم - 00:08:01ضَ
والقرآن يفسر بعضه بعضا ويدل بعضه على بعض اذا عما يتساءلون عن النبأ العظيم قيل هو القرآن. وقال قتادة هو البعث وقوله عما يتساءلون سؤال وقوله عن النبأ العظيم جوابه - 00:08:40ضَ
والمجيب هو الله العليم بالغيب فان قيل ما الفائدة ان يورد السؤال ويذكر الجواب معه الجواب لان ايراد الكلام في معرض السؤال والجواب فيه لف الذهن لفت النظر فهو وسيلة - 00:09:02ضَ
لفت الانتباه وفي هذا مزيد ايضاح وتعظيم لهذا الامر كما قال سبحانه وتعالى لمن الملك اليوم ثم اجاب لله الواحد القهار عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون - 00:09:34ضَ
هم البشرية مختلفون ما بين مؤمن وكافر ومصدق ومكذب الذين نزل لاجلهم القرآن اختلفوا واختصموا فمنهم من امن ومنهم من كفر والجملة هذي الذي هم فيه مختلفون جملة اسمية. والجملة الاسمية تدل على الدوام والثبات اكثر من الجملة الفعلية. ومعنى ذلك - 00:10:02ضَ
كأن الخصومة في اليوم الاخر باقية ومستمرة في هذه الخليقة الذي هم فيه مختلفون الان وبعد الان هكذا قضى الله ان يبقى في البشر المؤمن والكافر الى ان يرث الله الارض ومن عليها - 00:10:41ضَ
ولما كان من هؤلاء من كفر وشك في ذلك اليوم او انكره وجحده. توعدهم فقال كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون تهديد شديد ووعيد اكيد فان قلت ما كلا هذه فالجواب - 00:11:07ضَ
هي حرف ردع وابطال لشيء يسبقه غالبا في الكلام كلا يقتضي ردع المنسوب اليه وابطال ما نسب اليه وهنا ردع الذين يتساءلون عن النبأ العظيم ويشكون فيه وينكرون ويجحدون فسيعلمون - 00:11:34ضَ
كيف حالهم في ذلك اليوم فسيعلمون اذا جاء ذلك اليوم انه حق وسيعلمون ما فيه من الاهوال والشدائد عندما يعاينونها بانفسهم ويرونها ديونهم ويواجهونها باشخاصهم عما يتساءلون عن النبأ العظيم - 00:12:01ضَ
الذي هم فيه مختلفون كلا الغالب في استعمال كلا انها تعقب وتتلى ويجيء بعدها كلام يبين ما اجملته فلذلك عقبت هنا بقوله سيعلمون وهذه الزيادة في ابطال كلامهم وتكذيبهم وتهديد - 00:12:35ضَ
لهم سيحصل بعد الموت علمان علم بحق وقوع البعث وعلم في العقاب عليه والمؤمن ايها الاخوة سينتقل من علم اليقين الذي عليه في الدنيا الى عين اليقين اذا بعث ورأى - 00:13:08ضَ
القيامة امامه الى حق اليقين عندما يعاين النعيم بنفسه ويتلذذ به اه نلاحظ ان مفعول سيعلمون قد حذف يعلم الفعل الواو فاعل لكن يعلمون ماذا؟ اين المفعول كلا سيعلمون ما سيصيرون اليه - 00:13:35ضَ
كلا سيعلمون ما سيأتيهم بعد الموت كلا سيعلمون بما يكذبون به ثم اكد الجملة بجملة ثانية فقال ثم كلا سيعلمون تأكيدا للاولى وهذا التأكيد فيه علاج لمسألة الشك والريب الموجود عند هؤلاء الكفرة بشأن اليوم الاخر. وبشأن البعث - 00:14:06ضَ
فليس الامر كما يقول هؤلاء في النبأ العظيم انه باطل او انه لا يكون وانما هو حق قادم وقال بعض المفسرين الاية الاولى كلا سيعلمون للكفار. والثانية ثم كلا سيعلمون للمؤمنين - 00:14:49ضَ
فسيعلم الاولون عاقبة تكذيبهم وسيعلم الاخرون اي المؤمنون عاقبة تصديقهم وقيل ايضا كلا سيعلمون ما الله فاعل بهم يوم القيامة. ثم كلا سيعلمون ان الامر ليس كما كانوا يتوهمون من انه لا بعث - 00:15:10ضَ
بل لقد قامت القيامة وحصل البعث فعلا وقيل كلا سيعلمون ما يصل اليهم من العذاب في الدنيا وكما جرى على كفار قريش يوم بدر ثم كلا سيعلمون بما ينالهم في الاخرة - 00:15:33ضَ
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الفهم في كتابه وعودة بعد قليل ان شاء الله انيق المنظر. طيب المخبر. مجالسته انفع مجالسة. ومؤانسته امتع مؤانسة. انه كتاب من خلاله نجالس العلماء والصالحين قيل لابن المبارك الا تجلس معنا؟ قال - 00:15:53ضَ
ما اجلس الا مع الصحابة والتابعين يعني قراءة سيرهم. وقد كان العلماء مشغوفين بالكتب شراء وقراءة. قال ابن الجوزي ما اشبع من مطالعة الكتب. واذا رأيت كتابا لم اره فكأني وقعت على كنز. ولو قلت اني طالعت عشرين - 00:16:36ضَ
الف مجلد كان اكثر. وطالب العلم لا تخلو مكتبته من الكتب الاساسية في شتى العلوم. ففي التفسير مثلا هلا تفسير السعدي وتفسير ابن كثير وفي العقيدة كتاب التوحيد والطحاوية والواسطية مع بعض الشروح. وفي الحديث الكتب الستة مع اهم شروحها - 00:16:59ضَ
وهكذا بقية العلوم. وقبل الشراء استشر اهل الخبرة. ليدلوك على اهم الكتب وافضل الطبعات. لا سي ما حققه العلماء الثقات كالالباني وبكر ابي زيد. احرص على التنويع في شراء الكتب. ولا تقتصر على فن - 00:17:23ضَ
واحد او فنين واعتن بكتب النوازل الفقهية والعقدية. ولا تبخل باعارة الكتاب. وحافظ عليه ان استعرت ولا تستكثر ما تنفقه في شراء الكتب وصدق من قال تلك النفائس لو تباع بوزنها - 00:17:43ضَ
ذهبا لكان البائع المغبونا فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة التاريخ مخزن العبر ومعلم الامم فيه اخبار السابقين الاول واسباب التمكين وزوال الدول من اعتبر بدروسه نجا. ومن تعامى عن حوادثه هوى. وقد عني القرآن بذكر الكثير من القصص والتنويع - 00:18:02ضَ
في احداثها لتوجيه الانظار الى الاعتبار باحوال الامم في كفرهم وايمانهم وشقاوتهم وسعادتهم. فلا شيء يهدي الانسان كالمثولات والوقائع قال تعالى ومن هنا ينجلي للعاقل اهمية العلم بالتاريخ وعلو شأنه. فاذا نظر الانسان الى احوال الامم السالفة واسباب قوتهم وضعفهم - 00:18:47ضَ
وعزهم وذلهم حمله ذلك على حسن الاسوة والاقتداء باسباب السعادة والتمكين واجتناب ما كان من اسباب الشقاوة. والهلاك والتدمير. وان التحولات في احوال الامم من رخاء الى شدة ومن شدة الى رخاء - 00:19:23ضَ
انما هو من جراء اعمال العباد. قال الله تعالى حتى يغيروا ما بانفسهم. فمن فوائد وثمرات دراسة التاريخ الاحاطة بالتطبيق العملي للاسلام وذلك من خلال السيرة النبوية العلم بان الامة مكلفة بهدف عظيم. وهو عمارة الارض بمنهج الله تعالى - 00:19:45ضَ
العلم باعداء الامة والعلم بطبيعة الصراع بين الحق والباطل. فهم الحاضر. لان الحاضر جزء من الماضي. فمن لم يعتبر بماضيه لن ينتفع بحاضره. ادراك سنن الله تعالى في هذا الكون. وانها لا تحابي احدا. قال تعالى - 00:20:19ضَ
سنة الاولين. فلا تجد لسنة امة الله تبديلا. ولن تجد لسنة الله تحويلا الحمد لله حياكم الله مرة اخرى ايها الاخوة والاخوات آآ ذكرنا اذا تفسير قوله تعالى عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم - 00:20:41ضَ
في مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ما هي الفوائد التي يمكن ان نجتنيها من هذه الايات بيان مظاهر قدرة الله وعلمه تقرير عقيدة البعث والجزاء والنبوة والتوحيد وهذا الخلاف والمعركة فيها في البشرية قديمة - 00:21:25ضَ
وستبقى وتستمر ما بين مثبت وناف ومصدق ومكذب وقد اكثر الله تعالى في كتابه من ذكر يوم القيامة وسماها باسماء عديدة ووصف باوصاف كثيرة لعظم امرها وخطر شأنها والقاعدة عند العرب ان الشيء كلما عظم شأنه تعددت اوصافه وكثرت اسماؤه - 00:21:48ضَ
وهذا ما نجده في السيف والاسد ونحوهما وقد ذكر تعالى ان هذا اليوم تبلى فيه السرائر وتشخص فيه الابصار ولا مرد له من الله ولا بيع فيه ولا خلال ولا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله - 00:22:16ضَ
يوم يدعون الى نار جهنم دعا يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم. هذا يوم لا ينطقون - 00:22:35ضَ
هذا يوم القيامة واليوم الاخر والساعة والقارعة والحاق والواقع والطامة الكبرى. والصاخة ويوم الفصل ويوم الحسرة ويوم الدين غير ذلك كثير فياله من يوم ينبغي على كل عاقل ان يعد له عدته وان يتزود بصالح الاعمال والطاعات والعبادات من اجله - 00:22:50ضَ
وقد قال ربنا واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. وهذه اخر وصية من الله للبشرية. واخر اية نزلت من القرآن ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما - 00:23:14ضَ
حذرنا الله من اليوم الاخر وما فيه من الموبقات انه يوم منجزات الاعمال ليس يوم استقالة يعني اقالة ورجوعا الذنب وليس يوم استعتاب او استرضاء وتوبة انتهى خلاص اذا جاء اليوم الاخر - 00:23:36ضَ
لا توبة تنفع ولا فدية تنفع ولا ندم ولا اعتذار لكنه يوم جزاء وثواب ومحاسبة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما جهلنا وان يفقهنا في ديننا وان يسترنا بستره الجميل - 00:24:00ضَ
وان يرزقنا الجنة وما قرب اليها من قول وعمل نعوذ بالله من النار ونسأل الله دار القرار في الفردوس الاعلى والى درسنا القادم يأتيك ميسورا باي مكان - 00:24:23ضَ