Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد روى الامام مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه - 00:00:00ضَ
قال لما كان يوم خيبر اقبل نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد اي حتى سموا رجلا فقالوا فلان - 00:00:12ضَ
شهيد فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كلا ثم بين صلى الله عليه وسلم وجه الرفض فقال اني رأيته في النار في بردة غلها او عباءة هذا الحديث الشريف - 00:00:36ضَ
اخبر فيه عمر عما جرى في يوم خيبر اي في وقعة وغزوة خيبر وقد امتدت ايام لكن كان في يوم من الايام هذا الحدث. ويطلق اليوم على الوقعة سواء كانت في يوم او - 00:00:57ضَ
اكثر او اقل ويوم خيبر كان في السنة السابعة من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. خرج فيه لقتال بقايا اليهود الذين نقضوا العهد وسعوا في النيل منه صلى الله عليه وسلم واصحابه - 00:01:17ضَ
فجرى ما جرى بينه وبينهم من حصار وقتال وقد قتل جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم فكان هؤلاء النفر الذين جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يذكرون له من قتل من اصحابه فيقولون فلان شهيد - 00:01:40ضَ
فلان شهيد اي يعدون اسماء من مات من اصحابه رضي الله تعالى عنهم واستشهد في تلك الوقعة حتى اتى حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد وقد اختلف في تعيينه - 00:02:01ضَ
فقيل هو مدعم وقيل هو كركرة او كركرة وكلاهما ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا لما ذكروا هذا الرجل قال كالاقرهم على ما تقدم من اسماء لكن هذا الرجل قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كلا - 00:02:18ضَ
وكلا كلمة نفي لكنه متظمنة النفي الشديد الردع والزجر اي ليس الامر كما تقولون او تظنون قد حكموا بظاهر حاله لكن النبي صلى الله عليه وسلم اطلعه الله على شيء من حاله فوته هذه الفظيلة العظيمة وهي - 00:02:44ضَ
عادة فقال اني رأيته في النار اي يعذب بها في بردة غلها او عباءة اي في كساء قطعة قماش البردة او عباءة غلها من الغنيمة اي اخذها من غير حق - 00:03:07ضَ
هذا الحديث فيه عدة فوائد ابرزها خطورة الغلول والغلول هو ما اخذ من المال على وجه الخيانة وقد غلب استعماله فيما يؤخذ من الغنيمة لكن يطلق على ما يؤخذ على وجه الخيانة من الغنيمة ومن غيرها - 00:03:33ضَ
ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اقر هؤلاء على وصفهم من وصفوا بانهم شهداء وهذا مبني على ظاهر الحال ومنه اخذ بعض اهل العلم جواز قول فلان شهيد. وقد ترجم البخاري لذلك في صحيحه قال باب - 00:04:01ضَ
يقال فلان شهيد اي قول فلان شهيد وان ذلك قد ورد لكن الاستدلال بهذا محل تأمل ونظر فان النبي صلى الله عليه وسلم اقرهم فلما ذكروا شخصا لم يعلموا من حاله انتفاء هذا الوصف - 00:04:23ضَ
بين لهم انتفاع هذا الوصف وهذا يوجب ان يتوقف الانسان عن الشهادة بالشهادة لمعين انما ترجى له الشهادة يؤمل ان يكون من الشهداء اما الجزم فان هذا يتطلب علما وقد يقال ان الحكم بظاهر الحال - 00:04:48ضَ
يكفي في اثبات فضل الشهادة ظاهرا والعلم عند الله واليه تصير الامور وهو اعلم بمن قتل او كلم في سبيله. جل في علاه المراد ان هذا الحديث استدل به بعض اهل العلم على جواز قول فلان شهيد واستدل به اخرون على انه لا يجوز ان يقول فلان شهيد لان - 00:05:13ضَ
اولئك الذين سموا في الحديث اقر النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بالشهادة وانكره في حق بعضهم. فدل ذلك على انه ليس كل من قتل في سبيل الله ظاهرا يثبت له هذا - 00:05:42ضَ
الوصف فالحديث تنازع الاستدلال به الفريقان والاقرب ان يتروى في ذلك. ولو قيل ان الوصف بفلان شهيد بناء على ظاهر الحال كان الامر في ذلك واسعا فيما يتصل بالفائدة الاخرى - 00:06:03ضَ
التي يفيدها الحديث يفيد انتفاء وصف الشهادة هذا الذنب فان هذا الذنب وهو الغلول ينفي عن صاحبه وصف الشهادة يبطل اجر جهاده هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم كلا - 00:06:21ضَ
لما قالوا فلان شهيد قال كلا اي لم يبلغ هذه المرتبة فذهب اجر جهاده ذهب اجر جهاده ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه في النار بل بانه رأه في النار وهذه رؤيا رؤية حق وهي رؤية الروح وليست رؤية البدن لان دخول النار بالابدان لا يكون - 00:06:44ضَ
الا يوم يقوم الاشهاد يوم القيامة فيه انه لا يدخل احد النار الا بسبب فبينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في عباءة اي لاجل بردة غلها او عباءة - 00:07:12ضَ
وهذا يبين ان الغلول من كبائر الذنوب اذ جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغلول موجبا لانتفاء وصف الشهادة وابطال اجر الجهاد ودخول النار. اعاذنا الله تعالى واياكم منها وفي الحديث - 00:07:34ضَ
ان من اهل التوحيد من يعذب بالنار من اهل التوحيد من يعذب بالنار بسبب ذنب الم به فدل هذا على ان النار التي اعدها الله من عصاه نوعان نار خلود وهي لها للكفر ونار - 00:07:53ضَ
عذاب يعقبه خروج وهو لاهل الكبائر ان لم يكن من الله عفو ومغفرة او توبة او حسنات واعمال ماحية والخلاصة ان هذا الحديث مداره على بيان خطورة الغلول وانه يبلغ - 00:08:15ضَ
الظلم في المال هذه المرتبة من ابطال العمل واذهاب الاجر فنسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم حلالا طيبا. اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفظلك عمن سواك ولا فرق في ذلك بين - 00:08:36ضَ
قليل وكثير وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:08:51ضَ