Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث عن حقيقة الدنيا - 00:00:01ضَ

الليل والنهار يقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود والمؤمن بين مخافتين اجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه واجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه وفي مراحل العمر وتقلبات الايام وقفات يحاسب فيها الحصيف نفسه - 00:00:22ضَ

فيستثقل ذنبه ويستغفر ربه ويراجع اعماله فمن الخير يزداد وعن التقصير يقلع ولا يزال العبد على هدى ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته قال الحسن البصري رحمه الله - 00:00:47ضَ

ان ايسر الناس حسابا يوم القيامة الذين حاسبوا انفسهم في هذه الدنيا فوقفوا عند اعمالهم فان كان الذي هموا به لله مضوا فيه وان كان عليهم امسكوا وانما يثقل الحساب يوم القيامة على الذين جازفوا الامور - 00:01:07ضَ

فاخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله قد احصى عليهم مثاقيل الذر وما حقيقة الاعمار الا اعوام وما الاعوام الا ايام وما الايام الا انفاس وان عمرا يقاس بالانفاس لسريع الانصرام - 00:01:30ضَ

وحوادث الدهر عدة وعبر الايام جمة مدائن تعمر واخرى تدمر يصبح ابن ادم معافا في صحته ثم يمسي في اطباق الثرى. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الاخرة - 00:01:51ضَ

الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم فلينظر بما يرجع رواه مسلم انها الدنيا العيش فيها مذموم. والسرور فيها لا يدوم تغير صفاءها الافات وتفجع فيها الرزايا ولا يعرف حقيقتها بصفوها وكدرها الا المحاسب نفسه - 00:02:09ضَ

ومن لم يحاسب نفسه فحياته هموم والام وحسرات هو تغير الاحوال وانقضاء الاجال وانقطاع الاعمال والامال وما يحدث فيها من الفواجع والاهوال كل ذلك يشعر بعجز المخلوق وضعفه وشدة افتقاره الى بارئه - 00:02:35ضَ

فالدنيا محفوفة بالانكاد والاكدار مشحونة بالمتاعب مملوءة بالمصائب قال الله عز وجل لقد خلقنا الانسان في كبد نعيمها يزول وسعيدها يشقى وعزيزها يذل مزجت افراحها باتراح وحلاوتها بمرارة وراحتها بتعب - 00:02:59ضَ

لا يدوم لها حال ولا يطمئن لها بال والانسان فيها معرض للامراض والاعراض عيشها حقير وزمانها قصير الاحوال فيها اما نعم زائلة واما بلايا نازلة واما منايا قاضية وقد ذكر الله عز وجل حقيقتها بقوله - 00:03:26ضَ

اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد والمؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها له شأن وللناس شأن قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:51ضَ

الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر رواه مسلم ومن عرف الدنيا حق المعرفة لم يفرح فيها برخاء ولم يحزن على بلاء والحياة بغير الدين تحفها المنغصات واسعد الناس بها ارغبهم عنها - 00:04:14ضَ

واشقاهم بها ارغبهم فيها الفائز من اعرض عنها والهالك من رغب فيها قال النبي صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء - 00:04:34ضَ

رواه الترمذي فاياكم والاغترار بزهرتها فقد اغتر قوم قبلكم فاوردتهم موارد العطب ابهرتهم برونقها فما افاقوا الا وهم في عداد الموتى قال النبي صلى الله عليه وسلم اخشى ان تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم - 00:04:53ضَ

يتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم متفق عليه مرور الايام تذكر بقرب الرحيل وتوشك الارض ان تدال منا كما ادل منها فتأكل اجسادنا وتشرب دمائنا كما مشينا على ظهرها واكلنا من ثمارها وشربنا من مائها - 00:05:17ضَ

وليلتان اجعلهما في خلدك الليلة التي في بيتك منعما سعيدا والليلة التي تليها في القبر وحيدا فريدا واحذر الاغترار بالسلامة والامهال ومتابعة اكاذيب المنى والامال وكل عمل كرهت الموت من اجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت - 00:05:44ضَ

واعمل لاخرتك يكفيك الله امر دنياك وبع دنياك باخرتك تربحهما جميعا والعاقل حقا من تغلب على طول الامل بتذكر الموت وزيارة القبور سنة النبي صلى الله عليه وسلم توقظ القلوب وتذكر بالمصير - 00:06:10ضَ

وامحوا بالتوبة زلتك واذا اصبحت فتأمل ما مضى من ليلتك ونصيب الانسان من الدنيا عمره فان احسن اغتنامه فيما ينفعه فقد ربحت تجارته وان اساء استغلاله واكثر من المعاصي والسيئات دارت بضاعته - 00:06:32ضَ

والرشيد من حاسب نفسه قبل ان يحاسبه الله والموفق من اغتنم وقته وعرف دواءه من داءه ودع عنك الذنوب فترك الذنب ايسر عليك من طلب التوبة ولا تدع ذنبا يخلف ذنبا - 00:06:53ضَ

فالخير كله في الجنة فادلج في السير اليها والشر كله بحذافيره في النار فاجتهد في الهرب منها نسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لعمل الطاعات وان يجنبنا واياكم الهفوات - 00:07:11ضَ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:29ضَ