خطب الجمعة

خطبة : أثر الخوف من الله على حياة العبد

خالد المصلح

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00ضَ

اله الاولين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون - 00:00:20ضَ

اتقوا الله تعالى حق التقوى كما امركم بذلك فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله خلق الله تعالى الانسان وركبه من الطبائع - 00:00:43ضَ

وجبله على خلال وخصال اذا وجهها في ما يحب الله تعالى ويرضى بلغ المعالي وفاز بالسبق واذا اهملها او صرفها في وجوه لا يرضاها كانت وبالا عليه وهلاكا كل انسان يخاف - 00:01:03ضَ

فما من انسان الا والخوف جزء من طبيعته ومن تركيبه وخصاله الا ان هذا الخوف قد يوجه فيما يفيد الانسان وينفعه وقد يوجهه فيما يضره ويهلكه فان الانسان لا يدرك نجاحا - 00:01:27ضَ

ولا يحقق امنية ولا يبلغ املا اذا لم يكن معه خوف فالخوف يحمله على توقي ما يكره كما انه يحمله على المبادرة الى اخذ ما يحب لان لا يفوته فخوف الفوات - 00:01:50ضَ

كخوف وقوع المكروه كلاهما يحمل الانسان على العمل ويهديه سبل ادراك مطالبه والامن من مخاوفه هذا ما جبل الله تعالى عليه البشر فلا بد من خوف يدركون به مصالحهم وخوف - 00:02:14ضَ

يأمنون به من مخاوفهم ارأيتم رجلا لبس نظيفا من الثياب فيبقى ثوبه نظيفا دون ما يخاف قذرا ووسخا يصيب ثوبه فانه ان لم يخف قذرا يصيب ثوبه او كدرا ينال زيه - 00:02:38ضَ

اوشك ان يخلعه لرداءته وسوءه انما يحافظ على النظافة بالخوف من القذر انما تدرك المطالب وتبلغ الاماني بالخوف من الفوات ايها المؤمنون العبد ان لم يخف الله عز وجل خاف غيره - 00:03:03ضَ

ولذلك جاءت النصوص مذكرة بوجوب خوفه وحده لا شريك له فلا تخافوهم وخافون فكلنا لابد له من خوف اما ان يخاف الله عز وجل فيحمله ذلك على كل فضيلة وبر - 00:03:29ضَ

ويردعه ويزجره عن كل سيئة وشر واما الا يخاف الله عز وجل ويخاف غيره فاذا خاف غيره اوقعه هذا في انواع من الهلاك والتلف انواع من المعاطب والفساد فان خوف غير الله عز وجل مجلبة لكل شقاء - 00:03:47ضَ

ويوقع العبد في كل هلاك وردى ايها المؤمنون عباد الله ربنا جل في علاه امر بخوفه والفرار اليه وهذا يبين ان خوف الله عز وجل امتاز عن خوف غيره انك كلما خفت شيئا - 00:04:14ضَ

فررت منه اما اذا خفت الله عز وجل فانك لا تلجأ الا اليه ولا تهربوا الا اليه. ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين. وهذا من عجائب خوف الله عز وجل - 00:04:36ضَ

ان خوفه مجلبة لكل امن كما ان الاعراض عن مخافته مجلبة لكل رعب وخوف سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا وبالله ما لم ينزل به سلطانا انه اعلى - 00:04:53ضَ

مراتب الخوف المهلك ذلك الرعب الذي تهدده الله تعالى قوما اعرضوا عنه واخلوا باعظم حقوقه وهو عبادته وحده لا شريك له الله جل في علاه ذكر في كتابه ما يوجب خوفه - 00:05:12ضَ

فاخبرنا عن صفاته وجلاله وعظمته وجبروته وقدرته وغناه وكماله كل ذلك يلقي في قلب العبد مهابة ربه يلقي في قلب العبد خشية وتعظيما وذاك يردعه عنان يقدم على شيء من معاصي الله عز وجل - 00:05:31ضَ

وان يخالف امره كما انه يحمله على طاعته والمبادرة الى شرعه. نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. خوفكم الله نفسه فقال جل في علاه ويحذركم الله نفسه والى الله المصير - 00:05:57ضَ

ومعنى الاية اي يخوفكم الله عز وجل من نفسه ان تركبوا معاصيه او توال اعداءه فان اليه مرجعكم اليه مصيركم بعد مماتكم. فان خالفتم امره نالكم من عقابه وعذابه ما لا قبل لكم به - 00:06:19ضَ

واحذروه ان ينالكم شيء من عقوبته فانه شديد العقاب ايها المؤمنون خوف الله تعالى من تمام ايمان العبد فلا ايمان لمن لا خوف له لا ايمان لمن لا خوف من الله معه - 00:06:41ضَ

يقول ربكم فاياي فارهبون ويقول جل وعلا فلا تخافوهم وخافون ويقول سبحانه وبحمده فلا تخشوهم واخشوني قد جعل الله تعالى خوفه شرطا لصحة الايمان فقال سبحانه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. لكن - 00:07:02ضَ

لا يمكن ان يخاف ما يجهل فالخوف ثمرة العلم فمن خاف شيئا علم ما يوجب الخوف فيه ولذلك كان خوف الله عز وجل ثمرة العلم به والنفس اذا عمرت بمعرفة الله عز وجل عمرت بمعرفة اسمائه وصفاته - 00:07:24ضَ

وجلاله وقدرته وقوته ونافذ امره كما عمرت بمعرفة صنعه وسننه وما اجراه الله تعالى على خلقه من الحوادث والوقائع. كان ذلك موجبا لخوفه جل في علاه فانه قد ابعد ابليس بمعصية اصر عليها كما اخرج ادم عليه السلام من الجنة بمخالفة واحدة لما حذره - 00:07:48ضَ

انه من رحمته انه لا يغلق الباب دون تائب ولا يرد ائبا بل جل في علاه يفرح بتوبة عبده. كما انه يحب التوابين ويحب المتطهرين هو جل في علاه كما قال في محكم كتابه غافر الذنب وقابل التوب. شديد شديد العقاب ذي الطول. لا اله الا هو سبحانه وبحمده - 00:08:17ضَ

ايها المؤمنون ان الله عز وجل اخبركم عن عظيم رحمته وعن شديد عقابه فلو علم العبد ما عند الله من الرحمة ما ايس من رحمته احد واذا علم العبد ما عند الله من عقوبة - 00:08:43ضَ

خشي الا ينجو احد من عقابه فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان الخوف يحملكم على كمال العبودية لله عز وجل خوف الله سعادة وخوفه وخوف غيره قلق خوف الله اتزان في مسيرتك الى الرحمن. وخوف غيره - 00:09:02ضَ

ولاية للشيطان واستعباد واستحواذ من اعداء الرحمن فاتق الله يا عبد الله وخف الله في السر والعلن تدرك الفوز والنجاة اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين يا رب العالمين اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:09:26ضَ

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه - 00:10:09ضَ

وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله في السر والعلن فانتم في قبضته وهو عليكم قدير فاياكم ومخالفة امره. اياكم والخروج عن شرعه - 00:10:26ضَ

اياكم ومحادته فيما طلب منكم او نهاكم عنه اللهم اجعلنا من عبادك المتقين ومن حزبك المفلحين ومن اوليائك الصالحين يا رب العالمين ايها الاخوة ايها المؤمنون عباد الله الله جل في علاه جعل خوفه في قلوب اوليائه - 00:10:48ضَ

فقاموا امتثالا بامره ومعرفة لحقه انها خشية الله التي وصف بها اولياءه انما يخشى الله من عباده العلماء نعم انما يخشاه من علم كماله انما يخشاه ويخافه من ادرك ما له من الكمالات في اسمائه وصفاته وافعاله فكلما زاد علمك بالله - 00:11:10ضَ

وعظمته وجلاله وكبريائه وانه لا اله الا هو وانه على كل شيء قدير وانه اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون. كان ذلك موجبا لتعظيمه وخشيته وهذا يحملك على فعل ما امرك به رغبة فيما عنده وخوفا من عقابه - 00:11:39ضَ

يدعون ربهم خوفا وطمعا وصفوا اوليائه وعباده المتقين وكذلك يدعونه رغبة ورهبة فيما عنده وخوفا من عقابه جل في علاه روى مسلم في صحيحه من حديث ابي مسعود البدري رضي الله تعالى عنه - 00:12:04ضَ

قال كنت اضرب غلاما لي بسوط لعله قصر في عمل او اخطأ في مطلوب كنت اضرب غلاما لي بسوط بصوت فسمعت صوتا من خلفي وهو مشتغل بضرب غلامه اعلم ابا مسعود - 00:12:26ضَ

هذا هو الصوت الذي سمعه اعلم ابا مسعود يقول ابو مسعود فلم افهم الصوت من الغضب الذي كان في قال فلما دنا مني دنا منه الصوت اذا هو رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:12:49ضَ

فاذا هو يقول اعلم ابا مسعود اعلم ابا مسعود يكررها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الذي يعاقب غلاما له في خطأ اعلم ابا مسعود قال فالقيت السوط من يدي وفي رواية فسقط من يدي السوط - 00:13:08ضَ

من هيبته صلى الله عليه وسلم فقال اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام. نعم تذكر قدرة الله وعظمته وجلاله وهيبته تحجز الانسان عن الاعتداء. قال ابومسعود - 00:13:29ضَ

قلت لا اظرب مملوكا بعده ابدا هكذا يحمل الخوف العبد على صيانة حقوق الخلق فلا يتجاوز حقوق الخلق في اموالهم ولا في دمائهم ولا في ولا في ابشارهم ولا في اعراضهم - 00:13:49ضَ

فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله في حقوق الخلق واعلموا ان قدرتكم على الظعيف ليست مخولة لكم ان تعتدوا وتتجاوزوا بل اذكروا قدرة الله عليكم واعلم ان دعوة لا تغيب عن الله انها دعوة المظلوم - 00:14:11ضَ

فاياكم ودعوة المظلوم كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما بعث معاذا الى اليمن فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب اللهم انا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة. اعنا على طاعتك يا ذا الجلال والاكرام. احملنا على ما تحب وترضى من الخلال والخصال - 00:14:32ضَ

واصرف عنا سيئها يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى. امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك خاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولاة الامر الى ما تحب وترضى وفق ولي امرنا الى البر والتقوى. سدده في قوله وعمله - 00:15:01ضَ

اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا اجعله سلما لاوليائك حربا على اعدائك وادفع به السوء عن اهل عن اهلنا وبلادنا والمسلمين يا رب العالمين. اللهم انا نسألك ان توفق ولاة المسلمين في كل مكان الى ما تحب - 00:15:24ضَ

تحب وترظى ان تأخذ بنواصيهم الى ما تحب وترظى. اللهم مكن لاخواننا المستضعفين من المسلمين اهل السنة في كل مكان. اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا. اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا. اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا. اللهم عظم بهم البلاء. واشتد بهم الكرب - 00:15:41ضَ

فلا حول لهم ولا قوة الا بك عز جارك وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك سبحانك وبحمدك اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:16:01ضَ