Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00ضَ
الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى في السر والعلن - 00:00:20ضَ
والغيب والشهادة والمنشط والمكره والعسر واليسر والغنى والفقر والصحة والمرض فان تقوى الله تجلب كل خير وتدفع كل سوء وشر ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب - 00:00:43ضَ
ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا تقوى الله شرط لقبول الاعمال. قال الله تعالى انما يتقبل الله من المتقين ايها المؤمنون عباد الله قبول العمل الصالح دقيق او جليل صغير او كبير - 00:01:11ضَ
فرض او نفل منية العاملين فانما يعمل العاملون ما يعملون من صالحات رجاء ان يكونوا من المقبولين عند رب الارض والسماوات فان لم يكونوا من المقبولين كانوا من الخائبين الخاسرين اجارنا الله واياكم من الخيبة والخسار - 00:01:33ضَ
ايها المؤمنون عباد الله بين الله جل في علاه شرط قبول العمل فقال انما يتقبل الله من المتقين جاء عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه طرقه سائل - 00:01:57ضَ
فاعطاه دينارا فقال ابن له تقبل الله منك يا ابتاه فقال عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما لو علمت ان الله تقبل مني سجدة واحدة ما كان غائب احب الي من الموت - 00:02:16ضَ
اتدري يا بني ممن يتقبل الله انما يتقبل الله من المتقين ولذلك كان اهم مطالب العاملين بطاعة الله ان تقع اعمالهم موقع القبول من الله جل في علاه ولهذا لما امر الله تعالى ابراهيم - 00:02:39ضَ
برفع القواعد من البيت كان من اكبر ما اهمه ان يكون ذلك في موضع القبول من رب العالمين. يقول الله تعالى واذ يرفع القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم - 00:03:04ضَ
يقول هيب بن الورد لما قرأ قوله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وانت مشفق الا يقبل منك - 00:03:25ضَ
هذه حال من صدق في عبادة الله عز وجل همه ان يكون عمله مهما كان متقنا صالحا ان ان يكون مقبولا عند الله عز وجل. فالصالحون عاملون دائبون في خصال الايمان. ومراتب الاحسان - 00:03:47ضَ
مع اشفاق تام من عدم قبول الملك الديان جل في علاه كما حكى الله تعالى في اوصافهم فقال والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون فيعطون ما اعطوا من الصدقات والنفقات - 00:04:07ضَ
وصالح الاعمال وسائر القربات وقلوبهم وجلة اي ان قلوبهم خائفة الا يكون ذلك في موضع من الرب الكريم جل في علاه سؤال القبول يا عباد الله يتضمن كمال الافتقار الى الله - 00:04:29ضَ
فلاحظوا ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل كان في اهم عمل واشرفه في بناء البيت العتيق الذي جعله الله تعالى قياما الناس كما قال تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس - 00:04:48ضَ
اي تقوم به مصالح دنياهم واخراهم بنيا هذا البيت العظيم واقاماه على نحو ما امر رب العالمين. فكان همهما ان يقبل الله تعالى ذلك منه هما في تمام الافتقار اليه وكمال الاقرار بالمن والاحسان منه جل في علاه. فهو الذي يتفضل على العبد - 00:05:10ضَ
الصالح والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فنعمة من الله ان ييسر لك صالح العمل فاذا يسر الله لك ذلك فارقب قبول ربك جل في علاه. فلو عمل العباد ما عملوا من البر وصالح الاعمال. فليس بهم عن رحمة الله - 00:05:34ضَ
بره واحسانه غناه روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يدخل احد الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله بفظل ورحمة فسددوا وقاربوا - 00:05:58ضَ
وهذا لا يعني ان العمل لا قيمة له في حصول الاجر بل المقصود ان لا يغتر الانسان بعمله. ولذلك قال ولا انا الا ان يتغمدني الله بفظل ورحمة ثم قال فسددوا وقاربوا وهذا عمل اي اجتهدوا في صالح العمل وارجوا من الله الفضل والرحمة - 00:06:23ضَ
عباد الله مهما بلغت اعمالكم الصالحة من الواجبات والفرائض فانتم الى الله فقراء ان يقبل منكم ما كان من صالح العمل اسأل الله صادقين ان يقبل منكم كل عمل دقيق او جليل. فان الله تعالى انما يتقبل من - 00:06:50ضَ
متقين ومن التقوى ان تلحظ فضل الله عليك بتيسير العمل الصالح. وان تلحظ افتقارك اليه انه ان لم يقبل ان لم يقبل عملك فانه مردود عليك. كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم - 00:07:11ضَ
يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان. فاشكروا الله على ما يسر من صالح العمل في سؤال الله القبول في قليل العمل وكثيره فان القبول موجب لعظيم العطاء وكبير البر والفضل من رب - 00:07:31ضَ
يعطي على القليل الكثير. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور - 00:07:57ضَ
غفور رحيم استغفر الله الحمد لله رب العالمين له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا - 00:08:17ضَ
عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله عباد الله. اتقوا الله تعالى واصلحوا ما بينكم وبينه. يصلح الله لكم اموركم ويتولى شأنكم - 00:08:42ضَ
فان الله تعالى يعطي العبد باستقامته وصلاحه من السعة والانشراح والطمأنينة السرور ما لا يدركه بملذات الدنيا. قال الله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. اللهم - 00:09:02ضَ
انا نسألك صالح العمل في السر والعلن. وان تجعلنا ممن حي حياة طيبة. وختم له بخير يا ذا الجلال والاكرام وان يجعل منقلبنا الى رحمته وفضله وبره وواسع احسانه انه جواد كريم. ايها المؤمنون عباد الله - 00:09:26ضَ
ان عدم قبول الاعمال له اسباب. فاحذروا اسباب عدم القبول. فالله لا يقبل من العمل الا ما كان طيبا فمن اعظم اسباب عدم قبول العمل الا يكون خالصا لله. ان يبتغى به غير وجهه. ان يقصد به - 00:09:46ضَ
امر من امور الدنيا ان يرائي الانسان بعمله الناس فان ذلك كله مما يوجب رد الاعمال. قال الله عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال النبي صلى الله عليه - 00:10:06ضَ
في سؤال رجل قال له يا رسول الله الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر يريد الثواب من الله وان يذكر الناس بالشجاعة والقوة والاقدام. ما له؟ يعني اي شيء يدرك؟ قال لا شيء له. اعاد الرجل السؤال على النبي صلى الله عليه - 00:10:26ضَ
مرة ثانية الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر. ما له؟ قال لا شيء له. ثم قال ثالثة الرجل يقاتل يبتغي اجر من الله والذكر من الناس ما له؟ قال لا شيء له - 00:10:46ضَ
انما يتقبل الله من العمل ما كان خالصا وابتغي به وجهه. هذا هو شرط القبول ان يكون العمل لله خالصة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه فاحذر - 00:11:02ضَ
عباد الله احذروا الشرك دقيقه وجليله صغيره وكبيره ابتغوا ما عند الله فان من طلب ما عند الله خير الدنيا والاخرة. واما من طلب ما عند الناس اقتصر تحصيله ان حصله - 00:11:22ضَ
فيما عند الناس واما الاخرة فليس له فيها خلاق ولا له فيها نصيب. ايها المؤمنون عباد الله ان من اسباب رد الاعمال النفاق اجارنا الله تعالى واياكم منه. قال الله تعالى في المنافقين قل انفقوا طوعا او - 00:11:41ضَ
ها اي اخرجوا من اموالكم ما تخرجونه طواعية او بالاكراه لن يتقبل منكم لماذا انكم كنتم قوما فاسقين. ثم جاء تفصيل الفسق وبيانه. قال الله تعالى وما منعهم ان تقبل منهم - 00:12:01ضَ
نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله اعوذ بالله كفروا بالله ورسوله بقلوبهم وان كانوا قد اظهروا الايمان والاسلام. كفروا بالله ورسوله هذا السبب الاول. ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى - 00:12:22ضَ
هذا السبب الثاني ولا ينفقون الا وهم كارهون هذا هو السبب الثالث. كلها اسباب تمنع قبول الاعمال فاحذروا ان في عمل او قلب احدكم شيء من ذلك فانها من موجبات رد العمل. من اسباب عدم قبول العمل عدم - 00:12:37ضَ
الاتيان به على الوجه المشروع. فان الله تعالى لا يقبل من العمل الا ما كان على وفق ما شرع. من عمل عملا ليس عليه امر فهو رد اي مردود على صاحبه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:59ضَ
لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ. فاحرصوا على توافر شروط الاعمال وكونها على وفق عمل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فان ذلك من موجبات قبول العمل. ثم احذروا - 00:13:15ضَ
بارك الله فيكم. احذروا ما يكون سببا لرد العمل. فان من المعاصي ما يكون شؤمه ان ان يرد عمل بسببه ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم تقبل له صلاة اربعين - 00:13:33ضَ
يوما من شرب الخمر قليلا او كثيرا في سر او اعلان لم تقبل له صلاة اربعين يوما. وهذا يعني انه لا يدرك ثواب العمل الصالح وهو الصلاة في مدة ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم. وليس هذا - 00:13:53ضَ
يقصد منه انه لا يصلي بل يجب عليه ان يصلي. ولو لم يصلي لزاد الاثم اثما. والوزر وزرا فانه اجمعوا وزرين انما المقصود في قول النبي صلى الله عليه وسلم لم تقبل له صلاة اربعين يوما انه لا يدرك ثواب - 00:14:16ضَ
الصلاة على عظم ثوابها وكبير اجرها. وذلك ان شؤم شرب الخمر واثم شرب الخمر يذهب حسنات صلاة اربعين يوما. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم لم تقبل له صلاة - 00:14:36ضَ
اربعين يوما ومثله ايضا من اتى كاهنا او عرافا فسأله سواء اتاه مباشرة او اتصل عليه بالهاتف او راسله عبر وسائل الاتصال كل ذلك اتيان. من اتى كاهنا او عرافا فسأله - 00:14:54ضَ
لم تقبل له صلاة اربعين ليلة. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا ان كان مجرد سؤال. اما ان سأله وصدقه فقد كفر بما انزل على محمد. هكذا قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاحذروا ايها المؤمنون. ما يكون سببا لرد الاعمال - 00:15:13ضَ
قال فان منها ما يكون من سيء العمل الذي يتورط به بعض الناس او يتصاغره بعض الناس. ايها المؤمنون عباد الله ان الله كريم من ان ان الله ذو فظل واحسان - 00:15:34ضَ
ان الله عظيم الشأن جل في علاه يعطي على القليل الكثير. جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي ذر قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وازيد ومن جاء بالسيئة - 00:15:50ضَ
ياتي فجزاء سيئة مثلها او اغفر. ثم قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا. ومن تقربت منه ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا. ومن اتاني - 00:16:09ضَ
تمشي اتيته هرولة ثم اسمعوا فضل الله وعظيم احسانه. ومن لقيني بقراب الارض خطايا لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة فمن رزق التوبة الصادقة لم يحرم القبول وهو الذي يقبل التوبة عن عباده. ومن رزق الاستغفار - 00:16:29ضَ
لم يحرم المغفرة. استغفروا ربكم انه كان غفارا. ومن رزق الدعاء لم يحرم الاجابة ادعوني استجب لكم. ومن رزق النفقة لم يحرم لم يحرم الخلف. وما انفقتم من من شيء فهو يخلفه - 00:16:53ضَ
عاملوا الله بصدق وارجوا ثوابه فهو لا يخلف الميعاد جل في علاه. امنوا منه خيرا اصلحوا فيما بينكم وبينه اكثروا من التوبة والاستغفار. توبوا اليه والحوا عليه بالقبول وسؤال المغفرة والعفو والاثابة. فانه - 00:17:14ضَ
ولا يرد السائلين وهو الكريم الجواد. هو غني عنا وعن اعمالنا. انما هي اعمالكم احصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. اللهم انا نعوذ بك من شرور - 00:17:34ضَ
قسم وسيئات اعمالنا. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. اللهم امنا في اوطاننا - 00:17:54ضَ
واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الى ما تحب وترضى سددهم في الاقوال والاعمال. اصلح لهم البطانة اعنهم واجعلهم للحق انصارا. اجمع بهم كلمة المسلمين - 00:18:14ضَ
واصرف عنا وعن المسلمين كل سوء وشر يا ذا الجلال والاكرام والاكرام يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم من سعى بخير لحجاج بيتك بخدمة او اعانة او عمل. فاجزه خير الجزاء يا ذا الجلال - 00:18:34ضَ
والاكرام واعظم له واعظم له المثوبة يا رب العالمين. اللهم ورد الحجاج الى الى ديارهم سالمين. وادفع عنهم كل شر يا رب العالمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. صلوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. فان صلاتكم معروضة - 00:18:54ضَ
عليه اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:19:14ضَ