Transcription
خطبة مباركة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح خطيب جامع العليا بمحافظة ازا وعضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. اعظم اسباب قضاء الحاجات ان تنزلها بالله عز وجل وان تقصده في قضائها - 00:00:00ضَ
الله تعالى قال لعباده عن عبادتي سيدخلون جهنم سيدخلون جهنم داخلين ادعوني بالسؤال والتضرع والحال والعمل فعل ذلك فله البشارة من الله عز وجل استجب لكم اي اجيب اعطيكم نوالكم وابلغكم مقاصدكم. اما الذين يعرضون عن الله عز وجل فسيسوق الله لهم ما قدر من العطاء. الا انهم - 00:00:20ضَ
من خير كثير. ان المؤمن اذا استشعر عظيم قدر ربه وكبير احسانه وفضله. وانه منه تقضى الحاجات وبه تبلغ لم يلتفت يمنة ولا يسرة بل كان قصده بلوغ تمام التوكل على الله عز وجل الذي به تقضى الحاجات جل وعلا فان الانسان - 00:01:00ضَ
فاذا انقطعت عنه اسباب الدنيا لم يكن له الا الله بل الاسباب لا تغني عن الله شيئا. فكم من انسان عنده من القدرة والمال والمكنة فيما عنده لكنه لا يبلغ ما يريد لذلك قالت عائشة رضي الله عنها سلوا الله كل شيء حتى شسع النعل فان الله لو لم ييسره لم - 00:01:20ضَ
تيسر هكذا يستشعر المؤمن عظيم الفقر يستشعر المؤمن عظيم غنى ربه يستشعر المؤمن انه لن يبلغ شيئا من مراداته ولن يدرك شيء من محبوباته الا باللجأ الى الله عز وجل. الان ندعوكم الى الاستماع الى هذه الخطبة المباركة. ان الحمد لله نحمده ونستعينه - 00:01:40ضَ
ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم - 00:02:00ضَ
واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون - 00:02:21ضَ
اتقوا الله تعالى حق التقوى فتقوى الله جالبة لكل خير دافعة لكل سوء يصلح الله بها الحال ويجمل بها المآل يدرك بها الانسان خير الدنيا وخير الاخرة اللهم اجعلنا من عبادك المتقين - 00:02:41ضَ
وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين يا رب العالمين ايها المؤمنون ان الانسان لا غنى به عن الله عز وجل يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وفقر الانسان - 00:03:01ضَ
ليس في حال او ظرف وليس في مرحلة او زمن بل هي بل حاجة الانسان شاملة لكل احواله وفي كل مراحله لا يخلو عن حاجة وفقر الى الله عز وجل - 00:03:21ضَ
الراشد العاقل البصير هو من يستحضر هذه الصفة صفة الفقر الى الله عز وجل في كل احواله فان بذلك يدرك خيرا عظيما يحقق لله العبودية ويدرك انه لا مانع لما اعطى - 00:03:40ضَ
ولا معطي لما منع وان الخير كله بيده فاليه يلجأ وعليه يتوكل وبه يعتصم وينزل حاجاته فهو الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم هو الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد - 00:04:02ضَ
الذي ينزل العباد كلهم حوائجه به فليس احد من الخلق في السماء والارض الا وحاجته مقضية من قبل الله ان لم يقدر قضاءها ولم يقدر بلوغها فان الانسان لا يمكن ان يصل الى مراده - 00:04:23ضَ
ولا ان يحصل مطلوبا فانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لذلك العاقل البصير يستحضر حاجته الى الله تعالى في السراء والضراء والعسر واليسر والمنشط والمكره والصحة والمرض - 00:04:44ضَ
والخطأ والاصابة فان ذلك يكون بمشيئة الله عز وجل وتقديره كما قال سبحانه وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله. هكذا تكون حال الانسان في - 00:05:05ضَ
معاملته لله عز وجل اذا استحضر فقره اليه وانه هو الغني الحميد وانه على كل شيء قدير فانه لن يتردد في ان ينزل حاجته بالله ما يمسك الله وعز وجل من الرحمة - 00:05:26ضَ
لا يمكن ان يدركها الانسان الا من قبله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يضروك في شيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك - 00:05:42ضَ
ولو اجتمعوا على ان يؤتوك شيئا لم يكتبه الله لك لم يؤتوك هكذا الناس في اعتقادهم اذا صحوا واذا سلموا كمل يقينهم بالله عز وجل وكمل معادهم اليه واستشعروا فقرهم - 00:06:03ضَ
الي فكان ذلك صلاحا لحالهم ثم ترجموا ذلك بانزال الحاجة بالله عز وجل. فان انزال الحاجة بالله تعالى اعظم اسباب قضائها اعظم اسباب قضاء الحاجات ان تنزلها بالله عز وجل وان تقصده في قضائها. فالله تعالى قد قال - 00:06:20ضَ
لعباده وقال ربكم ادعوني استجب لكم ادعوني بالسؤال والتضرع والحال والعمل طيب فعل ذلك فله البشارة من الله عز وجل. استجب لكم اي اجيب سؤالكم. واعطيكم نوالكم وابلغكم مقاصدكم اما الذين يعرضون عن الله عز وجل فسيسوق الله لهم ما قدر من العطاء. الا انهم - 00:06:43ضَ
محرومون من خير كثير محرومون من فضل واجر. فقد قال الله تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي اي عن مسألتي سيدخلون جهنم داخرين ايها المؤمنون ان المؤمن اذا استشعر عظيم قدر ربه - 00:07:12ضَ
وكبير احسانه وفضله. وانه منه تقضى الحاجات وبه تبلغ المرادات لم يلتفت يمنة ولا يسرى. بل كان قصده بلوغ تمام التوكل على الله عز وجل. الذي به تقضى الحاجات جل وعلا. فان الانسان اذا انقطعت عنه اسباب الدنيا - 00:07:31ضَ
لم يكن له الا الله بل الاسباب لا تغني عن الله شيئا. فكم من انسان عنده من القدرة والمال والمكنة ما عنده. لكنه لا يبلغ ما يريد. لذلك قالت عائشة رضي الله عنها سلوا الله كل شيء حتى شسع النعل. يعني السير الذي يربط به النعل - 00:07:54ضَ
سلوا الله كل شيء حتى شسع النعل فان الله لو لم ييسره لم يتيسر. هكذا يستشعر المؤمن عظيم فقره يستشعر المؤمن عظيم غنى ربه يستشعر المؤمن انه لن يبلغ شيئا من مراداته ولن ولن يدرك شيئا من محبوبه - 00:08:16ضَ
الا باللجأ الى الله عز وجل. والله كريم جواد يعطي من غير سؤال لكن اذا طرق العبد بابه وتوجه اليه وقصده وجد ربا يعرض على الخلق العطاء. فما من ليلة من ليالي الدنيا - 00:08:37ضَ
الا ينزل ربنا تبارك وتعالى فيها في ثلث الليل الاخر يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له هذا العرض الالهي الرباني الذي يتكرر كل ليلة - 00:08:55ضَ
ينبئ العباد انهم الى الله فقراء وانهم محتاجون اليه غاية الحاجة وانه لا بلاغ لهم في صلاح دينهم ولا بلاغ لهم في صلاح دنياهم الا بحسن الصلة به جل في علاه - 00:09:15ضَ
فاسألوا الله بصدق واملوا عطاءه كل ما تحبون وكل ما تحتاجون لا تستكثروا شيئا فانه ما من شيء الا والله اعظم منه. وما من شيء الا والله تعالى عليه قدير وهو بيده جل وعلا. الا انه يجب - 00:09:31ضَ
وعلى المؤمن الا يعتدي في الدعاء فلا يسأل شيئا منعه الله تعالى وقضى بانه لا يعطيه احدا من الناس. كمن يسأل الله الا يموت افهذا سؤال فيه اعتداء فان الله قد قضى ولا راد لقضائه كل نفس ذائقة الموت سل الله كل الممكنات واعتصم بالله وارجو منه العطاء فان ذلك - 00:09:50ضَ
فقد قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا خذ بنواصينا الى البر والتقوى يسر لنا اليسر واجعلنا من اوليائك وعبادك الصالحين اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:10:13ضَ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد - 00:10:53ضَ
وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فاتقوا الله عباد الله وايقنوا ما قاله الله في كتابكم ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها - 00:11:10ضَ
وما يمسك فلا مرسل له من بعده لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولهذا لا ملجأ لنا الا الله في كل امورنا وشؤوننا في عسرنا ويسرنا قوتنا وظعفنا صحتنا ومرضنا - 00:11:26ضَ
لا ملجأ لنا الا اليه مهما تصور الانسان انه عن الله غني فذاك من جهله وسوء رأيه فان العبد فقير الى الله. لكن الانسان اذا ملك ما ملك من ملذات الدنيا ومتعها. يظن - 00:11:45ضَ
تخيل انه قد اغتنى وانه ليس به الى الله حاجة كلا ان الانسان ليطغى. ان رآه استغنى ثم يقول الله مذكرا ان الى ربك الرجعى ليس منه مفر ولا عنهم مهرب جل في علاه بل هو محيط بكل شيء. وهو على كل شيء قدير. وهو اذا اقبل اليه - 00:12:05ضَ
العبد صادقا وجد ربا بالخيرات مرسلا فالله عز وجل لا يخيب من قصد يكفي في ذلك ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الالهي اذا تقرب الي عبدي شبرا تقربت اليه ذراعا. واذا تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا. واذا اتاني يمشي - 00:12:32ضَ
هرولة هذا يبين لنا عظيم اقبال الله على عبده وان من صدق في اقباله على الله سيجد خيرا عظيما فاحسنوا صلتكم بالله الانسان في حال السعة يبحث عن علاقات تفيده في حال الضيق ويرتب اموره على انه اذا ضاقت به المضائق ونزلت به المصائب - 00:12:57ضَ
وجد من يقف معه ويعينه تذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة تعرف على الله بطاعته في الرخاء بصدق اللجأ اليه بدعائه وسؤاله وطلبه - 00:13:19ضَ
واستنزال الخير من قبله فان ذلك سيفيدك عندما تحدق بك البلايا عندما تنزل بك المصائب عندما تضيق عليك السبل اذا قلت يا رب وجدت ربا قريبا مجيبا سريعا الى ما تحب يدفع عنك البلايا يعصمك مما تكره هكذا تكون صلتك بالله اذا احسنت - 00:13:37ضَ
صلة به. اما اذا غفلت عنه واعرظت عنه فانه كريم. امن يجيب المضطر اذا دعاه. ويكشف السوء لكن عطاء الله لاولياءه واحبابه وصنع الله تعالى لهم يفوق كل التخيلات ويتجاوز كل الممكنات - 00:14:04ضَ
فهو الله الذي له الامر كله وهو الله الذي لا راد لقظاءه وهو ملك السماوات والارض يسبح له من في السماوات المرض كل العباد جنوده فاذا قظى امرا فلا راد لقظائه. اذا شاء شيئا لا يمكن ان يرد. لذلك عباد الله - 00:14:23ضَ
احسنوا الظن بالله واسلكوا السبل التي تدركون بها المطالب. من اعظم ذلك تحقيق العبودية لله جل في علاه حققوا العبادة لله بقلوبكم اصلحوها خلوها من كل ما يسوؤها. اعمروها بمحبة الله وتعظيمه. خلوها من الكبر. من العجب من الحسد من - 00:14:46ضَ
حاقد اقبلوا على الله بقلوب نقية تجدون ربا يعطيكم فوق ما تريدون. واعظم مما تاملون. لكن العبد اذا اغفل كذلك كل حرمه ذلك خيرا عظيما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر - 00:15:08ضَ
اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب وهو في هذه الحال التي توجب الرحمة وتقتضي الاجابة من سفر وشعث وعناء وتعب وهتاف ينبئ بضرورة وفاقة يا رب - 00:15:29ضَ
يا رب يقول النبي صلى الله عليه وسلم ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام اي شبع من الحرام في المأكل والمشرب والملبس يقول صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك - 00:15:51ضَ
كيف يستجاب لمثل هذا؟ الذي احاط به الحرام من كل وجه وغشاه من كل جانب في مأكل ومشرب وملبس حتى الامتلاء حتى الى حد الشبع فانى يستجاب لذلك طهروا مكاسبكم - 00:16:11ضَ
فما تؤملونه من الكسب الحرام هو السحت هو المحق يمحق الله الربا ويربي الصدقات. ليس هذا محصورا في صورة من المعاملات المحرمة. بل هو شامل لكل كسب حرام بالغش بالتدليس بالاختلاس بالرشوة بالبخشيش الذي تعطل به معاملات الناس حتى يدفعوا لك بكل اوجه الكسب المحرم - 00:16:29ضَ
يمحق الله الربا ويربي الصدقات مهما علا الرصيد فانه منزوع البركة مهما كثرت الاموال من طريق محرم فان الله سيحرمك نفعها. كما انه سيذيقك وبالها في الدنيا والاخرة اللهم طهر مكاسبنا - 00:16:55ضَ
واصلح قلوبنا واغفر ذنوبنا واجعلنا يا ربنا على احسن ما تحب منا يا حي يا قيوم ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم اجمع كلمتنا على - 00:17:18ضَ
والهدى الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واكفنا شر المتربصين بنا يا رب العالمين. اللهم من ارادنا واراد بلاد الاسلام بسوء او كرر فاشغله بنفسه اللهم اكفنا شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته نذرأ بك في في نحور اعداء الاسلام ونعوذ بك من شرورهم - 00:17:39ضَ
اللهم كن لاخواننا المستضعفين في فلسطين اللهم كن لاخواننا المستضعفين في فلسطين. اللهم كن لاخواننا المستضعفين في فلسطين. اللهم ايدهم بعون منك وقوة على يهود الغاصب اللهم من فرح ما اصاب المسلمين من من سوء او شر فعليك به فانه لا يعجزك - 00:17:59ضَ
اللهم انا ندرأ بك في نحور المنافقين ونعوذ بك من شرورهم يا رب العالمين. اللهم اصلح حال اخواننا في سوريا وفي العراق وفي سائر البلدان اللهم اكفهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم امن روعاتهم واستر عوراتهم وولي عليهم خيارهم. واكفهم شر المفسدين - 00:18:20ضَ
يا ذا الجلال والاكرام ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:18:40ضَ
اخوة المستمعين اخواتنا المستمعات استمعتم الى خطبة مباركة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح. خطيب جامع العليا بمحافظة عنيزة وعضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم - 00:18:53ضَ
ورحمة الله وبركاته - 00:19:16ضَ