Transcription
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما اما بعد فاتقوا الله عباد الله - 00:00:00ضَ
اتقوا الله تعالى عباد الله واعمروا قلوبكم بشهود نعمه عليكم وعظيم احسانه اليكم فالله قد عود الحسنى فما برحت عندي له نعم تترى وتتصل. نعمه جل في علاه واحسانه وخيراته عليكم - 00:00:23ضَ
وما بكم من نعمة فمن الله. ايها المؤمنون روى مسلم في صحيحه من حديث العباس ابن عبد المطلب انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا - 00:00:43ضَ
وبمحمد رسولا. اللهم اذقنا حلاوة الايمان وبلغنا رضاك يا ذا الجلال والاكرام. ايها المؤمنون الرضا بالله تعالى من اجل المقامات وارفعها منزلة وهو اوثق الطرق الموصلة الى ما يحبه الله تعالى - 00:01:03ضَ
في الاعمال والاقوال والاحوال. الرضا بالله عز وجل ربا هو جنة الدنيا واعلى ما يصيبه ويدركه المؤمنون في الاخرة. يدركون به رضوان الله عز وجل والفوز العظيم. ويدركون ارفع النعيم عند ملك ذي فضل واحسان وعطاء عميم. فيحل الله تعالى عليهم رضوان - 00:01:23ضَ
فلا يسخط عليهم ابدا. ايها المؤمنون انه لا يتحقق لاحد ايمان ولا يثبت في ولا يثبت له واسلام الا اذا رضي بالله ربا فالرضا بالله تعالى ربا اكد الفروض باتفاق الامة. فمن لم يرظى به - 00:01:53ضَ
جل وعلا ربا لم يصح له اسلام ولا عمل ولا حال. ولا عجب فان الرضا بالله تعالى ربا يثمر اخلاص العبادة له وكمال الانقياد لامره جل في علاه. ايها المؤمنون ان الرضا بالله عز وجل - 00:02:13ضَ
ثمرة العلم به ثمرة المعرفة بالله عز وجل وما له من الكمالات في اسمائه وصفاته وافعاله. فكلما ازداد الانسان معرفة بالله وعلما باسمائه الحسنى وصفاته العلى وافعاله الجميلة ازداد رضا - 00:02:33ضَ
به ربا رضي به خالقا ومدبرا امرا وناهيا ملكا ومعطيا ومانعا وحكما وكيلا ووليا رضي به ناصرا ومعينا. رضي به كافيا حسيبا رقيبا. رضي به قابضا معطيا مانعا الى غير ذلك من صفات ربوبيته جل في علاه. ايها المؤمنون ان الرضا بالله تعالى ربا - 00:02:53ضَ
يستلزم الرضا بما رضيه جل في علاه. من الدين والرضا بما شرعه من الشرائع والاحكام. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ولذلك قدم النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في الحديث - 00:03:23ضَ
فقال ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. ولابد للمؤمن الذي ارضى بالله ربا ان يرضى بحكمه. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضى - 00:03:43ضَ
طيب ويسلموا تسليما. ومن كره ما شرع فلم يرتظه ربا جل في علاه. قال الله تعالى ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم. وقال جل وعلا ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. فاحبط اعمالهم - 00:04:03ضَ
ايها المؤمنون ان الرضا بالله تعالى ربا يثمن الرضا بقضاء الله تعالى وقدره فيرضى الانسان بما قدر الله من المصائب والمكروهات والمؤلمات. وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس ان يستقبل المقدور القضاء والقدر - 00:04:24ضَ
بالرضا فقال صلى الله عليه وسلم في وصيته ان ان استطعت ان تعمل بالرضا مع اليقين فان لم استطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. فالرضا بالاقدار المؤلمة ليس بحتم واجب على الصحيح - 00:04:44ضَ
من قولي العلماء وانما هو فصل وانما هو فظل مندوب. فمن لم يستطع الرظا بالقظا فليلزم الصبر فانه واجب على كل احد انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد - 00:05:04ضَ
صلى الله عليه وسلم نبيا. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:05:24ضَ
وان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاتقوا الله عباد الله. والزموا امره وشرعه. وقوموا بما امركم الله تعالى من الرضا به فان الرضا به جنة الدنيا به يدرك الانسان الفوز في الاخرة. ايها المؤمنون ان مما يعين العبد - 00:05:50ضَ
على الرضا بقضاء الله تعالى وقدره. اليقين اليقين بان الله تعالى لا يقضي لعبده قضاء الا وله فيه خير فيصبر على قضاء الله تعالى ويرضى بما قسم لعلمه بحكمته وعلمه ورحمته. قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم - 00:06:10ضَ
عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ايها المؤمنون ان مما يعين العبد على الرضا بقضاء الله تعالى ان ينظر الى ما وعد الله تعالى الراضين بقضائه من - 00:06:32ضَ
الثواب والاجر فان من اصيب بما يكره في نفسه او اهله او ولده او ماله. وقابل ذلك بالرضا بقضاء الله تعالى. فان من الله تعالى الرضا. قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الله ان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله - 00:06:52ضَ
ومن سخط فله السخط. ومن رضي الله عنه رزقه جل وعلا طمأنينة القلب وسكونه. وانقشع عنه او كل ما يخافه من خوف واضطراب وقلق فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. عباد الله ان مما يعين العبد على الرضا - 00:07:12ضَ
الله تعالى ان يعمر قلبه بمحبة ربه جل في علاه. وان يلاحظ جماله وجلاله وعظمته وحكمته وكماله وانه سبحانه وبحمده يدبر الكون على وفق علم وحكمة. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما - 00:07:32ضَ
حكيمة فاذا قويت ملاحظته لهذه المعاني رضي بقضاء الله تعالى وتدبيره وعلم ان اختيار الله له خير من اختياره لنفسه ولا يعني هذا الا يدفع الانسان المقضي المكروه بما يحب من اسباب ووسائل توصله الى - 00:07:52ضَ
ما يرضاه ويحبه فنفر من قدر الله الى قدر الله. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. وفق ولي امرنا الى ما تحب وترضى وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الى ما تحب وترضى. خذ بنواصيهم الى البر والتقوى سددهم في الاقوال والاعمال. اللهم امين - 00:08:12ضَ
ان في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم - 00:08:32ضَ