Transcription
خطبة مباركة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح خطيب جامع العليا بمحافظة عنيا ازا هو عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. ان اثار دنيا واخذارها همومها وظغوطها قلقها وسائر ما فيها - 00:00:00ضَ
من المكروهات. تحيط بالانسان في ماضيه وهي تضغط على حاضره وهي تتهدد مستقبله لا مخرج له من ذلك الا باللجأ الى الغني الحميد الكريم جل في علاه. كل متع الدنيا لا تغني عن الايمان شيئا. ليس كلاما نظريا ولا حديثا بيانيا انما هو حقيقة - 00:00:20ضَ
واقعة لا يجد الانسان سكنا ولا طمأنينة ولا انشراحا ولا هدى ولا سعة بال وراحة فؤاد الا بالاقبال على الله عز وجل بقدر ما يكون معك من الاقبال على الله ومحبته وتعظيمه بقدر ما تنال من هناء الدنيا بغظ النظر عن سائر ما فيها من - 00:00:40ضَ
من امراض من قلة ذات اليد من فقر من عوز من سائر ما يكون مساكين اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا اطيب ما فيها. ان اطيب ما لما سئل قال معرفة الله ومحبته والشوق الى لقائه وعبادته. قال الله جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا - 00:01:00ضَ
يوم القيامة اعمى. وقد قال جل وعلا ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا. الان ندعوكم الى الاستماع اهذه الخطبة المباركة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:01:20ضَ
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله - 00:01:42ضَ
اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى حق التقوى فتقوى الله جل في علاه - 00:02:00ضَ
تجلب الانشراح والسعادة وتدفع الضيق والكدر وتنزل الانسان منازل البر والخير في الدنيا والاخرة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. ومن يتق الله - 00:02:17ضَ
يجعل له من امره يسرا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب عباد الله خلق الله تعالى الانسان وقد قضى في هذه الدار انه لا قرار له - 00:02:37ضَ
فجعله في كبد لقد خلقنا الانسان في كبد لئلا يستقر فيها ويركن اليها ويظن ان هذا المنزلة وهذه الدار هي المنتهى وهي القرار فمن رحمة الله بعباده ان جعل الدنيا على هذا الوجه - 00:02:58ضَ
من حيث الكدر ومن حيث الضيق ومن حيث عدم القرار ومن حيث كثرة المشاكل والضغوط التي تشعر الناس بانهم ليسوا في دار قرار انما هم في دار يعبرونها الى ما بعدها يختبرون فيها بكل ما فيها - 00:03:22ضَ
من ملذات ومكروهات من مشتهيات ومبغظات كل ذلك يبتلي الله تعالى به العباد ليعلموا انهم وامتحنون مختبرون في كل احوالهم. هذه هي غاية الدنيا وهي مقصودها. فمن ابصرها ادرك حقيقة الحياة - 00:03:43ضَ
الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا فما منا الا وهو مختبر يبتليه الله تعالى بما هو فيه من سعة او ظيق من غنى او فقر من صحة او مرض - 00:04:07ضَ
من راحة او شقاء كلنا مبتلى والعاقل البصير الناجح هو الذي يعتبر بذلك ويستحضر هذا ليكون عونا له في كل احواله في غناه يكون طائعا لله في فقره يكون طائعا لله - 00:04:26ضَ
كل احواله عسره ويسره ومنشطه ومكرهه في صحته ومرضه يطلب رضا الله جل في علاه في كل احواله هذه الدنيا محفوفة بالاقدار ومليئة بالمنغصات واذا اسرت تلك الاكتار والمنغصات الناس انقلبت حياتهم جحيما - 00:04:47ضَ
وصارت شيئا لا يطاق ولهذا يسر الله تعالى للناس من اسباب تخفيف هذه الضغوط ما يمكنهم من المعاش ويحققون به غاية الوجود وكان ذلك فيما اوحى به جل في علاه الى الناس من الهدى والنور فهو - 00:05:16ضَ
اعظم ما يخرج به الانسان من ضيق الدنيا الى سعة الحياة من اوظار الكدر والشقاء الى بحبوحة السرور والسعادة الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. انها ليست ظلمة حسية - 00:05:39ضَ
انها ظلمة معنوية وهي ما يحيط بالقلوب من الظلمات التي لا يدرك بها الانسان الخير ولا يعرف فيها مواقع الهدى انها ظلمات لا مخرج له منها الا باللجأ الى الله تعالى - 00:06:04ضَ
والاخذ بهدى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا فرجا كانما يصعد في السماء ايها المؤمنون ان اقدار الدنيا واقذارها همومها وظغوطها قلقها وسائر ما فيها من المكروهات - 00:06:24ضَ
تحيط بالانسان في ماضيه وهي تضغط على حاضره وهي تتهدد مستقبله لا مخرج له من ذلك الا باللجأ الى الغني الحميد الكريم جل في علاه الذي من لجأ اليه عصم - 00:06:48ضَ
ومن التجأ اليه وجد السعة والانشراح قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى كل متع الدنيا لا تغني عن الايمان شيئا ليس كلاما نظريا - 00:07:05ضَ
ولا حديثا بيانيا انما هو حقيقة واقعة لا يجد الانسان سكنا ولا طمأنينة ولا انشراحا ولا هدى ولا سعة بال وراحة فؤاد الا بالاقبال على الله عز وجل. لك من ذلك كله السعادة - 00:07:25ضَ
شراع والراحة سائر ما تأمله وتصبو اليه من سكن النفس وهدوئها وطمأنينتها لك من ذلك كله بقدر صلتك بالله تعالى واقبالك عليه ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. يقول الله جل في علاه فمن - 00:07:50ضَ
يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا اي ولا يخاف ما يتعبه ولا يخاف ما يشقيه لانه بين صبر وشكر. قال صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ما يحب ما يكره ما يسره وما يحزنه كل ذلك مندرج تحت قوله صلى الله عليه وسلم عجب - 00:08:15ضَ
لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكون ذلك الا للمؤمن - 00:08:42ضَ
ان المؤمن يقابل مخاوف الماضي وضغوط الحوادث السابقة بالصبر والاحتساب فبالصبر ينجو من الم الماضي وبالصبر يجوز تحديات الحاضر وبالصبر يأمل من الله عطاء وبرا واحسانا فهو يحسن الظن بالله تعالى ويعلم - 00:08:59ضَ
ان المؤمن حاله بقدر حسن ظنه بربه. فقد قال انا عند ظن عبدي بي. فبحسب ما يقوم في قلبك من الظن بالله تعالى وحسن الثقة به جل في علاه تنال من عطائه واحسانه وبره - 00:09:25ضَ
اللهم اشرح صدورنا بطاعتك واملأها بمحبتك واعذنا من الكدر والضيق وسائر الشرور والاوبئة يا رب العالمين. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الحمد لله حمد الشاكرين احمده حق حمده - 00:09:44ضَ
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم - 00:10:18ضَ
انك حميد مجيد. ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى فان تقوى الله تجلب كل خير وتدفع كل شر وضر وتبلغ الانسان فوز الدنيا والاخرة ان للمتقين مفازا. اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين - 00:10:29ضَ
ايها المؤمنون ان من ادواء العصر العظيمة التي لا يخلو منها كثير من النفوس القلق والهم والضيق والكدر ذاك البلاء الذي اذا اصاب القلوب واستحكم واذا حل بالنفوس واحكم كان - 00:10:51ضَ
مغلقا لكل نوع من انواع الحياة السعيدة الطيبة التي وعدها الله تعالى عباده المؤمنين ان الحياة الطيبة هي حياة خالية من الكدر الذي يقعد الانسان عما يراد منه في هذه الدنيا. ليست الحياة الطيبة طيب المأكل وجمال الملبس. وهني المركب ونيل ما يريده - 00:11:12ضَ
مما يشتهيه ويحبه. ذاك جانب من طيب الحياة لكن اعظم الطيب في الحياة ان يطيب قلبك ان يطمئن صدرك ان ينشرح فؤادك هذا هو الطيب الحقيقي للحياة ليس بمنظر ولا شكل - 00:11:39ضَ
ولا بصورة ولا كثرة مال ولا بمنصب وجاه كم من اولئك الذين ملئت حياتهم بالوان المتع الظاهرة من المراكب والمشارق والمناكح والمساكن وسائر ما يأمله الناس لكنهم لا يجدون سعادة ولا طمأنينة - 00:12:00ضَ
ان الطمأنينة في عظيم الصلة بالله ان السكن والراحة في ان تقبل على الله عز وجل ان الانشراح والهدوء وطيب الحياة في عظيم حسن صلتك بالله تعالى قاعدة لا تختل بقدر ما يكون معك من الاقبال على الله ومحبته وتعظيمه بقدر ما تنال من هناء الدنيا وراحتها. بغض النظر - 00:12:22ضَ
عن سائر ما فيها من اقدار من امراض من قلة ذات يد من فقر من عوز من سائر ما يكون اذا انشرح صدرك بالله هان عليك كل شيء ولذلك جاء في كلام بعض السلف مساكين اهل الدنيا خرجوا - 00:12:49ضَ
منها وما ذاقوا اطيب ما فيها ان اطيب ما فيها لما سئل قال معرفة الله ومحبته والشوق الى لقائه وعبادته. هذا اطيب ما في الدنيا انعم ما في الدنيا ان تكون ذا قلب محب لله معظما له جل في علاه. ان تقبل عليه بصدق - 00:13:07ضَ
بذكره وشكره وحسن عبادته. هذا اطيب نعيم الدنيا ومن حرم لم يجد هنأ ولا ولا سكنا ولا طمأنينة في شيء من متع الدنيا مهما تلونت هذا لا يعني ان الانسان اذا كان مقبلا على الله عز وجل لا تصيبه الاقدار ولا تصيبه الاخذية والاقدار المؤلمة - 00:13:28ضَ
بل يصيبه من ذلك ما يصيبه. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه. وقد يكون ذا قلة يد في ماله او مصاب في نفسه او في ولده لكن ما في قلبه من الانشراح والسكن والبهجة بالله عز وجل - 00:13:51ضَ
تخفف عنه كل المتاعب وتقلب تلك المصائب والضغوط والهموم عوائق تقلبها حسنات يتذكر بها قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه ايها المؤمنون عباد الله - 00:14:11ضَ
ان اعظم ما يشرح الله تعالى به صدور اوليائه وعباده. ان يقبلوا على ذكره فبذكره تطمئن القلوب. الا بذكر الله تطمئن القلوب وبالاعراض عن الذكر تنتكس القلوب بالاعراض عن الذكر تنتكس القلوب. قال الله جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى - 00:14:32ضَ
وقد قال جل وعلا ومن يعرض عن ذكري ربه يسلكه عذابا صعد ان ذكر الله جل في علاه حياة للقلوب وانشراح لها. قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت - 00:14:55ضَ
وقد قال الله جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب. ذكر الله اتدرون ما هو؟ ذكر الله هو ان تقوم بما فرض عليك في كل اوقاتك في صلواتك وفي زكاتك وفي صومك وفي حجك وفي معاملتك لوالديك وفي معاملتك للخلق وفي - 00:15:16ضَ
بحسن خلقك كل ذلك ذكر لله. فليس ذكر الله فقط هو ان تقول سبحان الله والحمد لله والله اكبر. هذا من الذكر. لكن لا يقتصر مفهوم الذكر على هذا الم يقل الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله هل انتم تسبحون الان؟ انتم - 00:15:36ضَ
تدعون الذكر ثم تصلون ثم تدعون وتسعون وتغتسلون وتتهيؤون كل ذلك من ذكر الله الذي يجلي الله تعالى به عليكم الاجر فالذكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح وكل ذلك مما تنشرح به الصدور وتنال راحتها - 00:15:56ضَ
طمأنينتها ويقول فيها ربنا جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب. اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين. اعنا على وارزقنا يا ذا الجلال والاكرام الاقبال عليك وحسن التعبد لك يا رب العالمين - 00:16:16ضَ
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اعنا ولا تعن علينا. اللهم انصرنا على من بغى علينا. اللهم اثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين شاكرين. لك راغبين راهبين اليك اوائين منيبين. اللهم تقبل توبتنا وثبت حجتنا - 00:16:33ضَ
واغفر زلتنا يا ذا الجلال والاكرام. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام نسألك بقوتك وعزتك وانك لا حول ولا قوة الا بك. ان تنصر اخواننا المجاهدين في سوريا. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا ذا الجلال - 00:16:53ضَ
والاكرام. اللهم عليك بالظالمين الطغاة المعتدين يا قوي يا عزيز. اللهم اتهم من حيث لا يحتسبون. اللهم اقذف الرعب في قلوبهم. اللهم سلط عليهم من لا يد لهم به يا قوي يا عزيز. اللهم انجي المستضعفين من اخواننا في سوريا وفي كل مكان. اللهم انجهم بعزتك - 00:17:13ضَ
وقوتك وارحمهم برحمتك واستر عوراتهم وامن روعاتهم وسد جوعاتهم وانتقم لهم ممن ظلمهم يا قوي يا عزيز. اللهم امنا في اوطاننا اللهم من ارادنا واراد بلادنا هذه بشر او سوء فاشغله بنفسه اللهم اشغله بنفسه اللهم واكفنا شره - 00:17:33ضَ
اللهم وبين عواره اللهم ومكن منه بقوتك يا رب العالمين. اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا. اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شر اشرارنا اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ذا الجلال - 00:17:53ضَ
والاكرام اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اخوة المستمعين اخواتنا المستمعات استمعتم الى خطبة مباركة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبد الله المصلح. خطيب جامع العليا بمحافظة عنيزة - 00:18:13ضَ
وعضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:18:34ضَ