Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00ضَ
اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم له ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليل خيرته من خلقه صلى الله عليه - 00:00:19ضَ
وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله عباد الله فتقوى الله تفتح لكم بركات السماء والارض ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض - 00:00:39ضَ
فالله جل في علاه يفتح لعباده الخيرات ويرزقهم من كل ما يتمنون ويسألون وذاك من فضله وعظيم احسانه وهو جل في علاه يبتدأ خلقه بالاحسان ويضاعف احسانه بالتقوى والايمان فمن اتقى الله وامن به - 00:01:02ضَ
وقام بحقه فتح الله له من البركات والخيرات ما يصدق عليه قول الحق ومن يتق الله يجعل له اخرج ويرزقه من حيث لا يحتسب فبالتقوى يخرج الانسان من كل ضائقة - 00:01:29ضَ
وبالتقوى يدرك الانسان كل رغبة ومأمول. ايها المؤمنون عباد الله حياتكم قائمة على ما انزل الله تعالى من الرزق من السماء وفي السماء رزقكم وما توعدون. وان الله جل في علاه - 00:01:47ضَ
جعل من اياته الظاهرة ودلائل قدرته الباهرة ما انزله من السماء من الماء او لم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي - 00:02:10ضَ
افلا يؤمنون واعظم ما نزل من السماء من الارزاق الماء الذي جعله الله تعالى حياة لكل شيء فالمياه العذبة هي اهم مورد على الاطلاق بالنسبة لجميع الكائنات وللبشرية على وجه الخصوص - 00:02:29ضَ
فالمياه العذبة هي ركيزة الحياة على سطح الارض بها تقوم حياة كل شيء على هذه البسيطة كما قال جل في علاه او لم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا - 00:02:50ضَ
ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون اولم ينظر المكذبون من الكفار بربهم الذين جحدوا حقه ولم يؤمنوا به ما يدلهم دلالة صادقة على ان لهذه الارض ربا - 00:03:07ضَ
محمودا كريما معبودا يشهدون فظله ويدركون احسانه بما انزله عليهم من السماء من الماء وارضهم ميتة هامدة لا نبات فيها فانزل الله تعالى من السماء ماء فاخرج به من الثمرات ما طابت به حياتهم - 00:03:26ضَ
وما زالت به ارضهم كما قال جل في علاه بمحكم كتابه تنظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا انعاما واناسي كثيرا. ولقد - 00:03:51ضَ
بينهم ليذكروا فابى اكثر الناس الا كفورا. فالله تعالى ينزل من السماء ماء يحيي به ارضا انتظارها للغيب فهي هامدة لا نبات فيها ولا شيء. فلما جاءها الحياء عاشت بالامطار واكتست رباها انواع الازاهير - 00:04:18ضَ
والالوان كما قال جل وعلا وترى الارض هامدة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت. وانبتت من كل زوج به وذلك اننا نرى كل ارض لا ينزل فيها المطر ولا تجري فيها المياه من الاراضي الممطورة لا في - 00:04:40ضَ
ولا في باطنها خالية من النبات والحيوان الا ان الا ان يأتيها من الحيا والمطر ما تحيا به سواء بالمباشرة او بما يسوقه الله تعالى من المياه الجوفية التي تجتمع من - 00:05:00ضَ
امطار فيحيى به الناس كما قال تعالى ونسقيه مما خلقنا انعاما واناسي كثيرا في شرب منه الحيوان ويشرب منه الانسان وتسد به ضروراتهم وينتفعون به في زروعهم وثمارهم وهو الذي - 00:05:21ضَ
نزلوا الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد. فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها ان ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. والله في انزال هذا الماء الذي به حياة البشرية - 00:05:41ضَ
يجري ذلك منه على وفق حكمة بالغة وقدرة نافذة ولقد صرفناه بينهم ليذكروا امطرنا هذه الارض دون تلك وسقنا السحاب فمر على الارض وتعداها وجاوزها الى الارض الاخرى. فامطرها لم ينزل ذلك الا بحكمة وعلم نافذ فلله الحجة البالغة وله الحكمة - 00:06:01ضَ
القاطعة ايها المؤمنون عباد الله ذاك التصريف يدل على عظيم اختيار الله عز وجل وحكمته وابتلائه. وتصنيفه الاراضي والناس على وفق ما تقتضيه حكمته فالناس يتقلبون في خلقه جل في علاه وفي حكمه بين عدله وفضله. ايها المؤمنون حاجة الخلق الى المياه والامطار - 00:06:31ضَ
لا تختص بلدا دون بلد ولا ارضا دون ارض بل هي عامة لكل الناس لا يستثنى من ذلك شيء من الارض ولو كانت تلك الاراضي مروجا وانهارا فانها محتاجة الى الماء وقطر السماء فان مياه الانهار والعيون - 00:07:01ضَ
التي تنبع من الارض كلها من المطر. فانه يتخلل المطر الارض فيندفع باذن الله تعالى. فينبع انهارا وعيونا وينابيع كما قال تعالى انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض - 00:07:21ضَ
ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه فضرورة البشرية الى الماء فوق كل ضرورة حياتية. فلا حياة ولا نمو ولا تنمية ولا صناعة ولا ازدهارا ولا اعمار للارض الا بالماء فالمياه يمكن ان تكون مصدرا للرفاه ويمكن ان تكون مصدرا للبؤس - 00:07:42ضَ
وتكون سببا للتعاون والتنازع. وان من شيء الا عندنا خزائنه. فالله جل في علاه بيده ملكوت كل شيء يصرف ذلك وفق حكمة وعلم نافذ بالغ قال جل في علاه وما ننزله الا - 00:08:07ضَ
قدر معلوم وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه وما انتم له بخازنين اليس عندكم من القدرة ولا من القوة ان تختزلوا وتدخروا مياه الامطار على عظمتها وكثرتها ولو اختزنتم - 00:08:27ضَ
وحفظتموه فليس لكم قدرة على ابقائه على النحو الذي نزل من النفع وغير ذلك من اوجه نفع الماء عند نزوله والمياه العذبة مورد متجدد بما يسوقه الله تعالى من الامطار ولكنها على البسيطة - 00:08:47ضَ
متوفرة بكميات محدودة. كما قال تعالى وما ننزله الا بقدر معلوم وذاك لحكمة بالغة من الله جل في علاه وهذه المياه المحدودة تواجه اليوم ضغوطا كبيرة لاسباب كثيرة منها ارتفاع عدد السكان وازدياد الطلب على - 00:09:09ضَ
المياه وتسارع وتيرة التوسع العمراني والتلوث وتغير المناخ وغير ذلك من الاسباب. وانا اضرب لذلك مثلا في حياتنا اليومية كم يستهلك الفرد منا من الماء في يومه؟ انه قدر كبير اكثره - 00:09:31ضَ
في امور يمكن ان يستغنى عنها. ولذلك ينبغي ان يعلم ان الماء ثروة ينبغي عليها لذلك تداعى العالم باسره الى ضرورة تحقيق الامن المائي بحماية نظم الماء والتخفيف من اثار الاخطار المرتبطة بالمياه كالفياضانات وحالات الجفاف. ويمكن - 00:09:51ضَ
للجميع ان ينتفع بالماء اذا كان هناك ترشيد وادارة للموارد المائية بطريقة متكاملة منصفة وغير خاف ايها الناس اننا من اولى الناس في هذه الارض عناية بهذا الامر شرعيا وحياتيا اما - 00:10:19ضَ
ان فالله امرنا بالعدل ونهانا عن الاسراف والتبذير واضاعة المال وفي تبديد المياه والاسراف فيها ما ينافي امر الله تعالى في قوله يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين - 00:10:38ضَ
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير سرف ولا مخيلة. واما ظرورتنا الحياتية للمحافظة على الماء نحن نعيش في مفازة لا ماء فيها ولا نبات في ارض قفر سباسب - 00:10:58ضَ
دوية لا ماء الا سرابها وهذا مما يتطلب منا مزيد عناية فالبلاد التي تجري من تحتها الانهار وتسقيها الامطار تتدارس كيف تحافظ على الثروة المائية. فكيف ببلاد لا ماء في سمائها ولا ماء في ارضها هي - 00:11:18ضَ
بحاجة ماسة الى العناية بهذا الامر. وقد فتح الله عليكم من اسباب الحياة مياه البحار المحلاة لكنها مهما كثرت فانها لا تغني عن مياه الامطار وما ينتج عنها من حياة قال الله تعالى - 00:11:38ضَ
وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه وما انتم له بخازنين وان من شيء الا عندنا خزائن وما ننزله الا بقدر معلوم. فواجب على كل مؤمن ان يعتني بهذا الامر وان ينظر في ما - 00:11:55ضَ
باستعمال الماء على الوجه الذي يحقق حاجته دون سرف ولا مخيلا. وان يعتني بالمحافظة على على هذه الثروة التي يسرها الله تعالى دون اسراف ولا تقدير بل على الحال الوسط التي وصف الله - 00:12:15ضَ
الا بها الامة وكذلك جعلناكم امة وسطا. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اغننا بفضلك عمن سواك ولا الا الى فظلك واحسانك. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم - 00:12:35ضَ
الحمد لله مالك الملك لا اله الا هو الرحمن الرحيم احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:13:08ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى الدين. اما بعد فاتقوا الله عباد الله. اتقوا الله تعالى حق التقوى فبتقوى الله تجلب الخيرات. وتستدفع الشرور - 00:13:23ضَ
والمضرات على الخاص والعام. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا. ايها المؤمنون عباد الله ان رأى مما جعله الله تعالى سببا لحياة الانسان. كما قال جل وعلا وجعلنا من الماء كل شيء حي. فحفظ حياة كل شيء - 00:13:43ضَ
بالماء فاحفظوا مادة حياتكم بترشيدها والعناية بها وعدم الاسراف في استعمالها ولنخفف من من اوجه الاسراف الذي تقتضيه في كثير من الاحيان طبيعة حياة الناس المعاصرة فان الانسان يدخل الى محل الخلاء فيستعمل من الماء اضعاف ما يحتاج من - 00:14:04ضَ
خلال اوجه كثيرة في الاستعمال. واذا تفطن الانسان الى ظرورة العناية بهذا المورد. فانه سيبذل وجهده في التقليل والتخفيف من هذا الاسراف وكثير من الناس لا يفكر الا في نفسه ولا يرى ان لله تعالى عليه حقا - 00:14:29ضَ
في حفظ هذه النعمة ولو كان الماء يجري تحت بيته انهارا. فاتقوا الله عباد الله كلوا واشربوا وتصدقوا من غير ولا مخيلا ولا يغرنكم ان احدكم يفتح صنبور الماء فيتدفق عليه الماء فان هذا - 00:14:49ضَ
اذا لم يحافظ عليه يوشك ان يغلى عليكم او ان يذهب الله تعالى به عنكم. قال الله تعالى قل ارأيتم ان اصبح ما غورا فمن يأتيكم بماء معين. اي من يأتيكم بالماء الذي تسقون به انعامكم وتقضون به حوائجكم - 00:15:09ضَ
وتشربون منه تقضون به مصالحكم. الماء عماد حياة الناس فليحافظ عليه المؤمن احتسابا للاجر عند الله عز وجل وطلب للثواب منه وقياما بحق هذه النعمة. ايها المؤمنون عباد الله انه اذا قحط - 00:15:29ضَ
المطر واجدبت الارض فان المشروع لاهل الايمان ان يلجأوا الى العزيز الغفار بالتوبة والاستغفار وسائر صالح الاعمال فبالتقوى والايمان تستجلب الخيرات وتستدفع البليات. وقد استسقى رسولكم صلى الله عليه وسلم طلبا - 00:15:50ضَ
للماء من الله عز وجل في مرات عديدة. واجرى الله تعالى لهما امل من الخير فاستسقى فجاء السيل على حين انقطاع من السبل وهلاك من الناس وجفاف من الارض برحمته جل في علاه. وطلب الماء اصحابه في مرة من - 00:16:10ضَ
مرات فدعا باناء فيهما ووضع يده صلى الله عليه وسلم في ذلك الماء القليل ففار الماء من بين اصابعه صلى الله عليه وسلم انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فالجأوا الى الله عز وجل وانتم مفتقرون اليه - 00:16:31ضَ
نحن اليه فقراء وهو الغني عنا بقدر ما نستشعر الفقر في قلوبنا ونظهره في احوالنا واعمالنا وشؤوننا ننال من عطاياه وهباته. سلوا الله من فضله فرادى وجماعات ففظل الله لا حاجب له. واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي - 00:16:51ضَ
وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعل هذا البلد امنا سخاء رخاء وسائر بلاد - 00:17:17ضَ
اللهم احفظنا من كل سوء وشر. وادفع عنا كل بلاء وفتنة وضر. وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:17:37ضَ