Baheth

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى. وراقبوه في السر والنجوى. ايها المسلمون اوجد الله الخلق وفاضل بينهم. وخير الناس واحبهم الى الله انبياؤه. ثم - 00:00:20ضَ

ثم صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وخير النساء واكرمهن على الله ازواجه صلى الله الله عليه وسلم واحب ازواجه اليه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وسنة الله - 00:00:50ضَ

القائمة ابتلاء الله لعباده. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الناس اشد بلاء قال الانبياء ثم الامثل فالامثل. رواه الترمذي. وفي السنة السادسة من الهجرة ابتلي المسلمون ببلاء عظيم جعله الله امتحانا للامة كلها الى يوم القيامة - 00:01:10ضَ

وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد مرجعه من غزوة بني المصطلق كانت معه عائشة رضي الله عنها ولما دنوا من المدينة اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بالرحيل. فقام - 00:01:40ضَ

لقضاء شأنها فمشت حتى جاوزت الجيش. ثم اقبلت الى الرحل ففقدت عقدا لها فرج تلتمسه في الموضع الذي فقدته فيه. فرفعوا هودجها والهودج مركب يجعل فوق البعير للمراة. وارتحلوا ولم يشعروا بخلو الهودج منها. لخفة وزنها. قالت عائشة - 00:02:00ضَ

رضي الله عنها وكنت جارية حديثة السن. قال الذهبي رحمه الله وعمرها يومئذ اثنتا عشرة سنة ثم وجدت العقد بعدما استمر الجيش. فمكثت مكانها ظنا منها انه هم سيفقدونها فيرجعون اليها. فغلبتها عينها فنامت. وكان الصحابي صفوان بن المعطل - 00:02:30ضَ

رضي الله عنه كثير النوم فتخلف عن الجيش. فلما اصبح لحق بالجيش فرأى سواد انسان نائم فاتاه فاذا هي عائشة رضي الله عنها وكان رآها قبل نزول الحجاب رضى عنها فاعرض بوجهه عنها واسترجع اي قال انا لله وانا اليه راجعون. فاستيقظت - 00:03:00ضَ

استرجاعه قالت فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه. قال ابن الاثير رحمه الله وكان صفوان شجاعا خيرا فاضلا فاناخ بعيره حتى ركبته ثم انطلق يقود بها الراحلة حتى ادركوا الجيش في الظهيرة - 00:03:30ضَ

قال شيخ الاسلام رحمه الله وكان سفرها معه خيرا من ان تبقى ضائعة. ولما رأى رأس النفاق عبدالله بن ابي بن سلول تأخر عائشة رضي الله عنها عن الجيش طعن في بيت - 00:04:00ضَ

الطاهر. ولما قدم المدينة جعل يشيع الافك في عرض الشريفة العفيفة ويذيعه ويجمعه ويفرقه. وكانت مقالة عامة المؤمنين سبحانك هذا بهتان عظيم لان ما حدث لم يكن ريبة وانما امرأة حديثة السن فقدت رفقتها فاحسن اليها - 00:04:20ضَ

صحابي واعادها اليهم. واما عائشة رضي الله عنها لما قدمت المدينة اشتكت من مرض الم بها فمكثت في بيتها قريبا من شهر وهي لا تعلم شيئا عما يقال عنها ترى انها فقدت لطف النبي صلى الله عليه وسلم بها اذا مرضت. قالت ويريبني في وجعي - 00:04:50ضَ

اني لا ارى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت ارى منه حين امرض. انما فيسلموا ثم يقولوا اي لمن عندها كيف تيكم؟ اي كيف هذه. وبعد ان افاقت يسيرة - 00:05:20ضَ

كثيرا من مرضها اخبرتها ام مصطح رضي الله عنها بقول الافك فيها. قالت رضي الله عنها فازددت مرضا الى مرضي. ولما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له - 00:05:40ضَ

اتأذن لي ان اتي ابوي؟ قالت وانا حينئذ اريد ان اتيقن الخبر من قبلهما فاذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت ابوي فقلت لامي يا امتاه ما يتحدث الناس فاخبرتها بحديث الناس. فاشتد البلاء على عائشة بطعنها في عفافها - 00:06:00ضَ

اذ انفس ما تملكه المرأة بعد دينها عرضها. فهو شرفها وجمالها. قالت فبكيت ليلتين ويوما حتى اصبحت لا يرى لا يرقى ولا ينقطع لي دمع. ولا اكتحل بنوم اي لا انام من شدة الحزن. وابواي يظنان ان البكاء فالق كبدي اي شاقها - 00:06:30ضَ

ومن عظيم هذا الافتراء والبهتان بكت نساء مؤمنات. قالت عائشة رضي الله عنها وبينما هم اي ابواها جالسان عندي وانا ابكي استأذنت علي امرأة من الانصار فاذنت لها فجلس قد تبكي واما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:07:00ضَ

مهموم ساكت لم يكلم احدا في شأن الافك واشتد الكرب عليه بحبس الوحي عنه شهرا لا يوحى اليه في ذلك شيء فدعا علي بن ابي طالب واسامة بن زيد رضي الله عنهما وهما من اعرف الناس باهل - 00:07:28ضَ

يستشيرهما في فراق اهلهم. وسأل جاريتن عند عائشة رضي الله عنها فقال يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك؟ وسأل ام المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ماذا علمت يا - 00:07:51ضَ

رأيت فما عابها احد منهم بشيء. ثم دخل على عائشة وعندها والداها فسلم ثم مجالس وظنت انه سيبشرها بكذب اهل الافك. قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اما حين جلس ثم قال اما بعد يا عائشة فانه قد بلغني عنك كذا وكذا. فان كنت - 00:08:11ضَ

بريئة فسيبرئك الله. وان كنت الممتي بذنب فاستغفري الله وتوبي اليه. فان العبد اذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته - 00:08:41ضَ

ولهول ما سمعت قالت قلص اي جف دمعي حتى ما احس منه قطرة. فلما رأت الامر كذا لجأت لابيها لينصرها فقالت له اجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:09:01ضَ

والله ما ادري ما اقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلبت حنان امها فقالت لها اجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال قالت والله ما ادري ما اقول لرسول الله - 00:09:21ضَ

صلى الله عليه وسلم فلجاءت الى من في السماء وفوضت امرها الي. وقالت لهم اني والله لقد عرفت انكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوس ما صدقتم به. فان قلت لكم اني بريئة والله يعلم اني برية. لا تصدقوني بذلك - 00:09:41ضَ

ولئن اعترفت لكم بامر والله يعلم اني بريئة. لتصدقونني واني والله ما اجد لي ولكم مثلا الا كما قال ابو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. ثم تحول - 00:10:14ضَ

فاضطجعتها ثم تحولت فاضطجعت على فراشي. ولما كانت حافظة لدينها حادثة فيها ايقانت بمدافعة الله عنها واحسنت ظنها به. قالت وانا والله حينئذ واني بريئة وان الله مبرئي ببراءتي. فكان الله عند ظنها. قالت فوالله ما - 00:10:34ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من اهل البيت احد حتى انزل الله عز وجل فعلى نبيه صلى الله عليه وسلم فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك - 00:11:04ضَ

كان اول كلمة تكلم بها ان قال ابشري يا عائشة ان الله فقد برأك. ولطاعة لله حفظها ونصرها وخلد ذكر عفافها. واظهر منزلة رسوله واهل بيت منزلته رسوله واهل بيته عنده سبحانه وكرامتهم عليه وتولاه هو بنفسه سبحانه الدفاع - 00:11:24ضَ

والذب عنهم وظهر لامته احتفاء ربهم بهم واعتناؤه بشأنهم. قالت عائشة رضي الله عنها والله ما كنت اظن ان ان ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان احقر في نفسي من ان يتكلم الله عز وجل في بامر يتلى. واما رأس النفاق الذي اشاع الافك - 00:11:54ضَ

واذاعه فتوعده الله بالعذاب العظيم. قال جل شأنه والذي تولى كبره منهم له عذاب وبعد ايها المسلمون عظيم عند الله ان يقال في زوجة رسوله صلى الله عليه وسلم ما قيل. قال سبحانه وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. والنفاق في عهد النبوة - 00:12:24ضَ

انما هو في الرسالة. قال ابن القيم رحمه الله فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فهو المقصود بالاذى وهذه القصة امتحان وابتلاء لرسوله صلى الله عليه وسلم ولجميع - 00:12:54ضَ

امتي الى يوم القيامة ليرفع بهذه القصة اقواما ويضع بها اخرين. والشدة يعقب فرج والمؤمن ينال خيرا بالبلاء. قال تعالى لا تحسبونه لا تحسبوه شرا لكم هل هو خير لكم وكذا كانت عاقبة عائشة رضي الله عنها انزل الله فيها ايات - 00:13:14ضَ

لا الى يوم القيامة. وسامت على النساء بفضائلها. قال النبي صلى الله عليه وسلم وان فعائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. متفق عليه. ومنحها الله ذكاء تدفقا وحفظا ثاقبا وعلما واسعا. والاحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:44ضَ

اكثر مما روي عن الخلفاء الراشدين مجتمعين لانشغالهم وتقدم وفاتهم لا قلة بسماعهم بل نقلت لهذه الامة ربع احاديث الشريعة. قال ابن كثير رحمه الله لم يكن في الامم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها. فاقت نساء جنسها في - 00:14:14ضَ

العلم والحكمة رزقت في الفقه فهما وفي الشعر حفظا. وكانت لعلوم الشريعة وعاء الله محبتها على كل احد. قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها اي بنية - 00:14:44ضَ

الست تحبين ما احب؟ فقالت بلى. قال فاحبي هذه. يعني عائشة. متفق عليه وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها. وفي يومها وفي بيتها. وهي زوجة صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة. قال الذهبي رحمه الله فهل فوق ذلك مفخر - 00:15:04ضَ

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتيها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني الله واياكم بما فيه من الايات - 00:15:34ضَ

الذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه - 00:15:54ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما مزيدا. ايها المسلمون وعظ الله المؤمنين بعد حادثة الافك بمواعظ هي قواعد في صيانة الاعراظ. قال سبحانه ومن تلك المواعظ الا يظن - 00:16:30ضَ

باهل الخير والعفاف الا خيرا. قال جل شأنه لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات في انفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين. وان علق بالنفس شيء من الظنون الفاسدة من وسوسة - 00:17:00ضَ

او خيال فلا يتكلم به. قال سبحانه ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان تكلم بهذا. ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها عن عائشة رضي الله عنها - 00:17:20ضَ

عصمها الله بالورع وقالت يا رسول الله احمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها الا خيرا. ومن صان سمعه ولسانه عن اعراض المسلمين نال السعادة وسلامة الصدر ورضا رب العالمين. ثم اعلموا ان الله امركم بالصلاة والسلام على نبيه. فقال في محكم التنزيل - 00:17:40ضَ

ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم على محمد وارضى اللهم عن خلفائه الراشدين. الذين قضوا وبه كانوا يعدلون ابي بكر وعمر وعثمان وعلي - 00:18:09ضَ

وعن سائر الصحابة اجمعين وعنى معهم بجودك وكرمك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين. واجعل اللهم هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم اصلح احوال - 00:18:29ضَ

مسلمين في كل مكان. اللهم اجعل ديارهم ديار امن وامان يا قوي يا عزيز. واصرف اللهم عنهم شر الاعداء يا ذا الجلال الجلال والاكرام. اللهم وفق امامنا وولي عهده لما تحب وترضى. وخذ بناصيتهما للبر والتقوى. وانفع اللهم - 00:18:49ضَ

ما بهما الاسلام والمسلمين. اللهم انت الله لا اله الا انت انت الغني ونحن الفقراء. انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اغثنا اللهم اغثنا. اللهم اغثنا. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحم - 00:19:09ضَ

ارحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله ان الله يأمر العدل والاحسان وايتاء ذي القربى وانهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله العظيم الجليل - 00:19:29ضَ

يذكركم واشكروه على الائه ونعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون - 00:19:49ضَ