Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله شهادة تنجي قائلها من عذاب الجحيم. واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00ضَ
ختم الله به الرسالات صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد اتقوا الله عباد الله روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:00:26ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بمنكبه فقال عش في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل هكذا اوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم شابا قد بلغ الحلم او ناهزه - 00:00:45ضَ
ان يكون على هذه الحال من التهيؤ والاستعداد للارتحال فمهما كان الانسان صغيرا صحيحا غنيا قويا شابا فالرحيل قريب عش في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل فهاتان حالان لا يكون فيهما الانسان قد وطن نفسه على القرار - 00:01:07ضَ
ولا هيأ نفسه على الاستمرار على حال بل هو بجد واجتهاد لنيل لنيل مقصوده ومأربه ثم الارتحال الى جهته ومقصوده جئنا الى هذه الدنيا لا لنعمرها ونقر ونقر فيها. انما جئنا - 00:01:37ضَ
اختبار سرعان ما تنقضي ايامه وتزول ساعاته ثم يصبح الانسان كما ذكر الكريم المنان كل نفس بما كسبت رهينة فكل واحد منا مرتهن بعمله سيجزى عليه ويحاسب لن يترك شيء الا وسيسأل عنه. حتى النعيم الذي تتنعم فيه سيسألك الله تعالى عنه. ثم لتسأل - 00:02:02ضَ
يومئذ عن النعيم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ظهيرة فلقي ابا بكر فقال يا ابا بكر ما اخرجك قال الجوع يا رسول الله قال والله ما اخرجنا الا الذي اخرجك - 00:02:33ضَ
فلقي عمر فقال يا عمر ما اخرجك؟ قال الجوع يا رسول الله ثلاثة هم سادات الدنيا في ذلك الزمان هم خير من مشى على الارض في تلك الايام كلهم يخرجه من بيته - 00:02:52ضَ
الجوع قلة ذات اليد من الدنيا فاصابوا ما اصابوا عند رجل من الانصار جاءهم بعذق من تمر فيه رطب وبسر وتمر فاصابوا منه ثم اكلوا ما جاء به من طعام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ظل بارد - 00:03:10ضَ
وما وبسر ورطب وتمر لتسألن يومئذ عن النعيم وهم جوعى سد جوعهم ما كان من شأن هذا الانصاري الكريم الذي اكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه بذلك الطعام - 00:03:34ضَ
فما بالنا ونحن نتقلب في نعم كثيرة ليس منا الا ما ندر من يخرج جائعا من بيته. كلنا شبعان وانما نبحث في الكمالات وفيما تزيد به متعنا وتكمل به كمالياتنا - 00:03:58ضَ
فهلا شكرنا نعم الله علينا هلا تدبرنا واتعظنا وادكرنا واجتهدنا في استثمار تلك النعم فيما يرضي الله تعالى عنا نعم ما اسرع الرحيل بعشق في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل - 00:04:18ضَ
اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:04:39ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله حق تقواه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته - 00:05:06ضَ
ولا تموتن الا وانتم مسلمون. امركم الله بتقواه وامركم بالا تموتوا الا على هذه الحال على الاسلام الله واياكم عليه وهذا يعني ان لزوم التقوى موجب لحسن الخاتمة. وان يكون الانسان قائما بامر الله ميت ويموت على هذه الحال على الاسلام وتلك - 00:05:25ضَ
بنية عظمى ومقصد اسنى من حازه ووفق اليه فاز بسعادة الدارين. فمن كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة اتظنون ان التوفيق الى هذه الكلمة في تلك الساعة الحرجة - 00:05:52ضَ
خبطة عشواء اتظنون انها حظوظ عمياء انها نتيجة مقدمات فاستقم الان تجد من الله عونا وتثبيتا. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:06:15ضَ
ينزل الله من الملائكة على عبده المؤمن ما يكون تثبيتا له في ساعات الاحتضار. فينتهي حاله على اجمل حال وفق الى الخاتمة الجميلة لكن ذلك وفق ما تفضل به على عبده من صالح العمل المتقدم بين يدي موته - 00:06:42ضَ
فاجتهدوا في صالح العمل اعمروا اوقاتكم فيما تحبون ان يكون بين ايديكم عند لقاء ربكم. مهما كثرت اموالكم وعظم جاهكم وكثر وكثر ولدكم واصبتم من الدنيا ما اصبتم ستخرجون منها بكفن - 00:07:06ضَ
يرافقكم في كفنكم عمل قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم تبعه ثلاثة اهله وماله وعمله يرجع اثنان ويبقى واحد هذا انا وانت ثلاثة اهلك ومالك وعملك - 00:07:27ضَ
يرجع اثنان ويبقى واحد يرجع الاهل والمال ويبقى العمل العمل لا يفارقه كل نفس بما كسبت رهينة فعملك انت مرتهن به ان كان خيرا فرحت وسررت ابتهجت واصابك من الحضور والسرور - 00:07:50ضَ
ما يكون نعيما عاجلا قبل يوم البعث والنشور. وان كانت الاخرى فيا حزنك ويا ثبورك ويا خيبتك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم. فمن وجد خيرا فليحمد الله - 00:08:10ضَ
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه تنطوي الايام وتنقضي السنون ويأتي عام ويرحل اخر ونحن في غفلة متى نستيقظ متى نعود الى انفسنا لاصلاح قلوبنا والتفتيش عن مواطن الخلل في اعمالنا - 00:08:35ضَ
واصلاح علاقتنا وصلتنا بربنا ان اصلاح صلتك بالله مبدأه صلاح قلبك بطهارته من شرك او نفاق او بدعة او افات مفسدة ان صلاح ما بينك وبين الله لا يكون الا بقلب سليم ثم بعمل صالح مستقيم - 00:08:57ضَ
فتش نفسك في فرائض الله عليك ليكن عامك عاما مختلفا عن سائر الاعوام فانت كلما تقدمت بك الايام اقتربت من اجلك ودنوت من قبرك فجد في الاستعداد لذلك المكان. والتهيؤ له اياك - 00:09:20ضَ
ان تغتر بما انت فيه او ان يغرك امن وارف ونعيم حاضر وجاه وغير ذلك من متع الدنيا فما اسرع زوالها اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم استعملنا في طاعتك واصرف عنا معصيتك اعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا - 00:09:43ضَ
وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك. اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك - 00:10:12ضَ
اتقاك واتبع رضاك يا ذا الجلال والاكرام. وفق ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الى كل خير وبر. خذ بنواصيهم الى ما تحب وترظى واصرف عنهم كل سوء وشر يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا - 00:10:32ضَ
بل للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:10:52ضَ