Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00ضَ
لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:19ضَ
اما بعد فاتقوا الله عباد الله وصية الله لكم ولمن قبلكم ان تتقوه ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين يا رب العالمين - 00:00:38ضَ
لا تتم التقوى لاحد ولا تتحقق في مسلك وعمل الا بتعظيم ما عظمه الله جل وعلا فان تعظيم ما عظمه الله دليل تقوى القلب وعلامة صحة الايمان قال الله جل في علاه ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب - 00:01:01ضَ
اي هي ثمرة ما في القلوب من التقوى وتعظيم شعائر الله هو حفظ حق الله تعالى في كل شيء جعل له منزلة ومكانة فكل ما عظمه الله اذا عظمه المؤمن - 00:01:28ضَ
كان ذلك دليلا على صحة تقواه وعلى رسوخ ايمانه وعلى تعظيمه لربه جل في علاه. والله يخلق ما يشاء ويختار عظم الله تعالى اشخاصا كالانبياء واولي العزم من الرسل واهل الايمان والولاية والصلاح والاستقامة - 00:01:46ضَ
عظم الله تعالى اعمالا يتقرب بها العباد اليه جل في علاه كالصلاة والزكاة والصوم والحج عظم الله تعالى احوالا يكون فيها الانسان على حال من الاحوال كحال الافتقار الى الله والضراعة اليه - 00:02:09ضَ
والاضطرار اليه فانها حال عظيمة عند الله. لذلك يجيب فيها دعوة المضطر ولو كان كافرا. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء عظم الله تعالى ازمنة فجعلها محلا للتعظيم التقرب اليه والاجلال والاحترام - 00:02:30ضَ
كتعظيمه جل في علاه للحج لايام الحج واشهره والاشهر الحرم وغير ذلك من الايام والشهور. عظم الله تعالى عظم الله تعالى من الاماكن مواضع جعلها محلا للحرمة كحرمة الحرم والمدينة والمساجد فانها - 00:02:54ضَ
بلاد الله وهي احب البقاع الى الله كل ذلك مما عظمه الله عز وجل وغيره ايضا جاء في الكتاب والسنة بيان منزلته ومكانته وبيان عظمته عند الله عز وجل فمن عظم تلك - 00:03:21ضَ
المعظمات وحفظ تلك الحرمات كان جديرا بالخير الكثير والعطاء الجزيل من الله الذي يعطي على القليل الكثير قال الله تعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله وهي كل ما جعل الله له حرمة. ذلك ومن يعظم حرمات الله - 00:03:39ضَ
فهو خير له خير له في دنياه وخير له في معاده خير له في معاشه وخير له يوم يلقى ربه جل في في علاه فعظموا الله عباد الله وعظموا كل ما عظمه. احفظوا حرمة ما حفظه جل وعلا وجعل له مكانة ومنزلة. فانه من - 00:04:00ضَ
تهن بما عظم الله تعالى ويهدر حرمة ما جعل له مكانة وحرمة يزل عن طريق المتقين ويقع في براثن الشياطين وينسيه وينسيه الشيطان ذكر ربه فيتورط في الوان السيئات استحوذ - 00:04:24ضَ
عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله. ايها المؤمنون عباد الله مما عظمه الله تعالى في سالف الزمان وحفظه في هذا الشرع الحكيم تعظيم الاشهر الحرم. وهي اشهر ذكرها الله تعالى في كتابه بالنص على العدد. قال الله تعالى - 00:04:45ضَ
ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله اي في حكمه وقضائه وشرعه ودينه يوم خلق السماوات والارض فهذه العدة عدة سابقة قديمة وليس شيئا حادثا في زمان - 00:05:08ضَ
معاصر او شرع حادث. ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا. في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض ثم قال تعالى منها اربعة حرم. اي من هذه الاشهر الاثنى عشر - 00:05:28ضَ
من هذه الاشهر التي ذكرها الله تعالى اربعة. لها حرمة ومنزلة عند الله تعالى. قال جل في علاه منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم. لا تظلموا انفسكم في كل الاشهر والزمان - 00:05:44ضَ
ذلك على وجه الخصوص في هذه الاربعة التي جعلها الله تعالى محرمة بنص القرآن فقال منها اربعة حرم وقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانا جليا واضحا مع كونها معروفة في زمانه عند العرب - 00:06:04ضَ
لكنه قررها وبينها بيانا جليا فهي اربعة ثلاث منها متوالية وواحد منها فرد. اما الفرد فهو رجب واما المتوالي فهي شهر ذو القعدة وشهر ذي الحجة وشهر ذو الحجة وشهر المحرم. هذه - 00:06:24ضَ
هي الاربعة التي قال الله تعالى فيها منها اربعة حرم ومعنى ذلك انه جعل الله تعالى لهذه الاربعة تحريما وحرمة وتعظيما ومنزلة زائدة على سائر الزمان وبقية الشهور فحق هذه الايام وحق هذه الاشهر ان يحفظ فيها حقه جل وعلا بالتعظيم - 00:06:45ضَ
تحريم ولا يكون ذلك باقتراح الاراء ولا بما تشتهيه الانفس انما يكون ذلك وفق ما جاء به الشرع فان الله الا حرم فيها الظلم. فقال تعالى فلا تظلموا فيهن انفسكم. فحق هذه الاشهر اولا ان يعرف اختصاصها - 00:07:13ضَ
بين بقية الاشهر بانها محرمة معظمة. ثانيا ان يمتنع الانسان فيها عن الظلم عن ظلم نفسه بالمعاصي والسيئات وعن ظلم غيره بالاعتداء والتجاوز وعن ظلم نفسه بامتهانها والغفلة عن حرمتها - 00:07:33ضَ
ثالثا ان يعظمها بالمسابقة فيها الى البر والطاعة. ما استطاع الى ذلك سبيلا. فان ازمنة الحرمة والمكانة والمنزلة تكون الحسنات فيها جزيلة العطاء. تكون الحسنات فيها كبيرة الاجر فينبغي للمؤمن ان يسابق فيها الى كل خير وان يجد فيها الى كل بر - 00:07:53ضَ
لكن ذلك لا يعني ان تخص هذه الاشهر بعمل دون سائر الشهور لم ترد به السنة. فمن خص شهر رجب صلاة خاصة او صوم خاص في اوله او اوسطه او اخره او عمرة او غير ذلك من الاعمال يقال له - 00:08:23ضَ
لم يرد في ذلك عن سيد الانام بيان ولا قول ولا شرع يسار اليه انما المندوب ان يسابق الانسان فيها الى كل خير على وجه العموم ابتداء بالفرائض فانه لم يتقرب العبد الى الى الله عز وجل بشيء احب اليه مما افترظ عليه - 00:08:43ضَ
في فرائضه في صلاته بصيامه في حجه ان كان قد بقي في ذلك شيء من اعمال الحج كما في اشهر الحج في زكاته في بره لوالديه في ادائه للامانة في كل الفرائض والواجبات - 00:09:08ضَ
ثم كذلك يسابق الى النوافل والطاعات بعد الفرائض دون تقييد بما لم يرد به الشرع. فلا يصار الى صيام مسنون او عملا صالح على وجه التعيين فيقال يسن ان يصام اليوم الفلاني في هذه الاشهر الا بدليل وبرهان فينبغي - 00:09:27ضَ
فللمؤمن ان يسير على هدي خير الانام وان يلتزم سنته صلى الله عليه وسلم في كل احواله فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اللهم الزمنا سنته وتبعنا - 00:09:49ضَ
اثاره واحشرنا في زمرته واجعلنا من مرافقيه في جنتك يا ذا الجلال والاكرام. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروا انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين له الحمد في الاولى والاخرة - 00:10:09ضَ
وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين - 00:10:40ضَ
اما بعد فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى وسابقوا في هذا الزمان الى كل بر وطاعة. ايامكم ما ركم منح وفرص الفائز فيها من عمرها بما يحب الله تعالى ويرضاه. نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس. الصحة والفراغ - 00:10:55ضَ
الى اغتنامهما فيما يرضي الله جل وعلا بكل ما يقربك اليه. بكل ما تجد فيه رضا ربك فان رضا الله تعالى جنة فان رضا الله تعالى جنة الدنيا وبه يدرك الانسان فوز الاخرة. اللهم اعنا على مرضاتك - 00:11:18ضَ
خذ بنواصينا الى ما تحب وترظى اعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك. ايها المؤمنون عباد الله ان من الاحكام المتعلقة بهذه الاشهر الحرم ان الله تعالى منع فيها القتال. والمقصود بمنع القتال فيها ابتداؤه فان الله تعالى - 00:11:38ضَ
قال يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير اي اثمه وعظمته ووزره كبير كما دل عليه قوله جل في علاه. فينبغي للمؤمن ان يرعى حق الله تعالى بكف الاذى عموما - 00:11:58ضَ
والقتال على وجه الخصوص ابتداء. كما ان من احكام هذه الاشهر الحرم ان يتوقى الانسان السيئات على وجه العموم تجنب المعاصي وتذكر ان هذا الزمان حرمه الله وان وانه جعل السيئة فيه ليس كالسيئة في سائر الزمان فلا تظلموا فيهن انفسكم - 00:12:18ضَ
كذلك مما يتعلق بهذه الاشهر ان يجتهد الانسان في الطاعة والصالحات ابتغاء مرضات الله تعالى على نحو ما ذكر من عمل ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فيها دون احداث وابتداع. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك - 00:12:42ضَ
وفقنا الى ما تحب وترظى خذ بنواصينا الى البر والتقوى اجعلنا من حزبك واوليائك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. نعوذ بك من منكرات الاخوة الاهواء. ونعوذ بك من منكرات الاهواء والاخلاق. والادواء - 00:13:02ضَ
والاوبئة اعذنا منها يا ذا الجلال والاكرام. ادفع عنا كل سوء وشر. برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم امنا في اوطاننا من كل كل شر وفساد في الابدان والبلدان والاديان والاموال والاحوال يا ذا الجلال والاكرام. امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة - 00:13:22ضَ
امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك. اللهم وفق ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الى ما تحب وترظى. خذ بنواصيهم من البر والتقوى سددهم في الاقوال والاعمال يا ذا الجلال والاكرام. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:13:42ضَ
مجيد - 00:14:02ضَ