خطب الجمعة

خطبة الجمعة : وتواصوا بالمرحمة

خالد المصلح

خطبة مباركة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح خطيب جامع العليا بمحافظة ازا هو عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. ما من شيء امر الله به الا وفيه صلاح الناس. ولا شيء نهى الله تعالى عنه الا وفيه فساد - 00:00:00ضَ

ناس فاذا اقيمت الشريعة حققت المصالح ودرئت المفاسد لكن هذا لا يسوغ عنفه لا يسوغ غلظة ولا يسوغ تجاوزا للحدود وتعديا على حقوق الخلق بل الواجب على المؤمن ان يعلم انه مسؤول عن كل ما يصدر عنه. والله تعالى يقول فيمن تورط - 00:00:20ضَ

سيئة وذنب واللذان يأتيانها منه فاذوهما فان تابا واصلحا فاعرضوا عنهما والاعراض يقضي كفى الشر بالكلية عن تائب فان تائب من الذنب كمن لا ذنب له. لا يسوغ لاحد اذا علم عن احد سوءا ان ينتهك عرضه. في وقيعة في سوء او كلام بشر فان ذلك - 00:00:40ضَ

خروج عن الصراط المستقيم وتورط في سيئات عظمى وخطايا كبرى الواجب على المؤمن ان يصون لسانه وان يوفر كلامه في اعراض الناس فان اعراض الناس خطيرة وهي من حقوقهم التي لا يجوز ان تنتهك واذا انتهكت فليعد المنتهك - 00:01:00ضَ

السائل جوابا. الان ندعوكم الى الاستماع الى هذه الخطبة المباركة. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:01:20ضَ

واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى حق التقوى - 00:01:38ضَ

فتقوى الله تجلب كل خير وتدفع كل سوء وشر يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله ان الله تعالى ارسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:57ضَ

ووصف رسالته بوصف عام تراه وتجده بكل ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الشرائع والاحكام يقول الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين هكذا يصف رب العالمين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:17ضَ

لقد جاء بالرحمة بكل ما امر به وفي كل ما نهى عنه بكل تشريعات هذا الدين الحكيم وهذا الشرع القويم مهما كان في نظر الانسان انه شاق او انه مكلف الا انه في حقيقة الامر - 00:02:42ضَ

رحمة لعباده ورحمة الله تعالى الا انه في الحقيقة رحمة لاولياءه ورحمة للمؤمنين. كما قال تعالى وما ارسلناك كالا رحمة للعالمين رحمة الله تعالى من اخذ بها في الدنيا فاز بها في الاخرة - 00:03:04ضَ

فان الجنة هي رحمة الله تعالى كما قال الله سبحانه وبحمده انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي من اخذ بالشريعة المطهرة في الدنيا فاز برحمة الله تعالى يوم القيامة - 00:03:24ضَ

ايها المؤمنون ان من صفات اهل اليمين انهم بالرحمة يتواصون. قال الله تعالى ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة فذكر الله تعالى ثلاث خلال الايمان وهو صلاح القلب والباطن واستقامة الجوارح والصبر الذي به يتحقق الايمان ظاهرا وباطنا - 00:03:44ضَ

ثم ذكر صفة تنتظم كل ما يكون منهم قوله جل وعلا وتواصوا بالمرحمة. اي اوصى بعضهم بعضا راحم هكذا يتحقق بهذا الشرع رحمة رب العالمين للناس في الدنيا فانه رحمة لكل من امن به - 00:04:10ضَ

ولكل من اخذ بهذا الشرع القويم فقد اخذ بباب من ابواب الرحمة يقول الله تعالى وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. كل من اخذ بهذه الشريعة المطهرة. فانه يفوز بهذه الخصلة المباركة. التي هي - 00:04:32ضَ

لرحمة الله في الدنيا والاخرة انه من الرحماء انه من اهل الرحمة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما ايرحم الله من عباده الرحماء وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في السنن من حديث عبدالله بن عمرو - 00:04:57ضَ

الراحمون يرحمهم الله وهكذا يتحقق للمؤمن خير الدنيا والاخرة فان الرحمة لا تأتي الا بخير اذا كانت في مواضعها وفي اماكنها وعلى الوجه الذي شرعه الله تعالى وقد نهى الله تعالى - 00:05:15ضَ

عن لين في اخذ الشريعة فقال فاستمسك بالذي اوحي اليك وقال جل وعلا خذ الكتاب بقوة فان اخذ الكتاب بقوة اي ايمان ويقين ورسوخ وفهم وصدق وعمل جاد في تحقيق مراد الله تعالى ذاك هو الرحمة - 00:05:34ضَ

جاءت بها الشريعة ولهذا في مقام العقوبات نهانا الله تعالى عن ان تأخذنا رأفة فيمن استحق عقوبة على جرم او ذنب ذاك انه وظع للرحمة في غير موظعها. فالرحمة في المخطئ ان يقوم خطأه - 00:05:57ضَ

ليس رحمة بالمخطئ ان يقال له ما يلين جلده ويسهل له طريق الاستمرار في الخطأ. بل ان يعاقب بما يردعه عن ذنبه عن خطأه لكن ذلك ينبغي ان يكون بميزان قسط - 00:06:19ضَ

وبميزان عدل فلا جور ولا ظلم الله تعالى يأمر بالعدل مع كل احد حتى مع المخطئين الذين تجاوزوا واخطأوا يجب ان يراعى في معاقبتهم وفي الاخذ على ايديهم ميزان العدل الذي به قامت السماوات والارض. والنبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:38ضَ

يضرب لنا مثلا رائعا في الجمع بين الرحمة الشرعية وبين القيام بشرع الله عز وجل فكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بمن عليه الحد فيأخذ منه حق الله تعالى لكن لا يتجاوز ذلك الى اي لون من الوان الاحتساف - 00:07:01ضَ

معاقبته او الزيادة في تأنيبه فقد جاء صلى الله عليه وسلم رجل كان كثيرا ما يؤتى به في شرب الخمر فقال احد الصحابة لذلك الرجل اخزاه الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكونوا عون الشيطان على اخيكم - 00:07:21ضَ

لا تكونوا عون الشيطان على اخيكم كلمة لا يأبه بها كثير من الناس اخزاه الله رجل يشرب الخمر اقيم عليه الحد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ان فعل احد الحاضرين من ذنبه فقال اخزاه الله - 00:07:44ضَ

تعقب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الميزان القسط عقوبة على شرب الخمر تجري كما شرع الله تعالى بالجلد الذي شرعه في حق شارب الخمر. ما يتجاوز ذلك يجب ان يصان وان يكف عن عرضه فلما قال اخزاه الله ولا ندري اهذا خبر ام دعاء؟ لان اخزاه الله قد - 00:08:03ضَ

خبرا يعني اخزاه بان جلدك امام الناس واخزاه قد يكون دعاء عليه لكونه يؤتى به في هذا الجرم المتكرر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكونوا عون الشيطان على اخيكم. وقد جاء غيره في ذنوب قد تكون اعظم. كما جرى من - 00:08:28ضَ

الغامدية التي جاءت فاقرت بالزنا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فكررت الاقرار وبعد سنتين من المراجعة اقام عليها النبي صلى الله عليه وسلم الحد ثم لما اقيم عليها الحد - 00:08:49ضَ

امر بها فصلى عليها فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا نبي الله اتصلي عليها وقد زنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من اهل المدينة - 00:09:06ضَ

لوسعتهم وسبعين من الصحابة لانه تكلم عن وقته لو قزمت بين سبعين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لوسعتهم ولكفتهم فهذا يدل على انه ينبغي ان يقام الشرع على الوجه الذي يحقق المصالح فما من شيء امر الله به الا وفيه صلاح الناس - 00:09:22ضَ

ولا شيء نهى الله تعالى عنه الا وفيه فساد الناس. فاذا اقيمت الشريعة تحققت المصالح ودرئت المفاسد لكن هذا لا يسوغ عنفا ولا يسوغ غلظة ولا يسوغ تجاوزا للحدود تعديا على حقوق الخلق بل الواجب على المؤمن - 00:09:44ضَ

ان يعلم انه مسئول عن كل ما يصدر عنه والله تعالى يقول فيمن تورط في سيئة وذنب واللذان يأتيانها منكم فاذوهما اي بالعقوبة الشرعية. فان تاب واصلحا فاعرضوا عنهما. والاعراض يقتضي كف الشر بالكلية عن - 00:10:06ضَ

هذا التائب فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في من يتكرر منه الخطأ اذا زنت امة احدكم فليجلدها الحد ولا يثرب اي لا يعيبها ولا يوبخها ولا يتكلم عليها بكلام سيء بعد اقامة الحد عليها - 00:10:30ضَ

ثم انزلت فليجلدها هذي المرة الثانية ولا يثرب اي لا يسبها ويعيبها بما جرى من خطأ منها. ثم ان زنت الثالثة فليبعها هكذا. اوصى النبي صلى الله عليه وسلم في معالجة الخطأ المتكرر - 00:10:52ضَ

ان يقام الحد وان يعالج الخطأ لكن ليس على وجه الهوى والتشفي وما يختاره وفق اهوائهم بل وفق الشريعة التي تصون حق المقام عليه الحد وحق الجاني وحق المجرم فانه وان - 00:11:12ضَ

كان مخطئا لكن يجب ان يراعى فيه حد الله وشرعه اذا اقيم عليه شرع الله تعالى والله تعالى لا يظلم والناس شيئا وقد بين ما يجب من الحقوق وما يجب من الواجبات في كل شأن دقيق وجل الاستمساكنا بذلك - 00:11:32ضَ

وطمأنينتنا اعراضنا عن ذلك شقاؤنا وعناؤنا وتفلت امورنا على اوجه من الفساد اقول هذا القول استغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه - 00:11:52ضَ

وكما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد وعلى اصحابه ومن اتبع هداه واستن بسنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى حقا - 00:12:32ضَ

تقوى والزموا شرع الله تعالى واياكم والظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة ايها المؤمنون ان العقوبات الشرعية متنوعة التي يرتدع بها اصحاب اخطائي وكل ابن ادم خطاء فينبغي لنا ان نراعي شرع الله تعالى في العقوبات - 00:12:51ضَ

والا نتجاوز الحد فيها فان التجاوز فيها ظلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه فلا يسوغ لاحد اذا علم عن احد سوءا ان ينتهك عرضه - 00:13:11ضَ

بوقيعة في سوء او كلام بشر فان ذلك خروج عن الصراط المستقيم وتورط في سيئات عظمى وخطايا كبرى يجب على المؤمن ان يصون لسانه. وان وان يوفر كلامه في اعراض الناس فان اعراض الناس خطيرة. وهي من حقوق - 00:13:27ضَ

التي لا يجوز ان تنتهك واذا انتهكت فليعد المنتهك للسائل جوابا. ايها المؤمنون عباد الله ان العقوبة بالسجن هي احدى الصور التي تواطأت عليها العقوبات منذ زمن سالف وبالتأكيد ان السجن عقوبة لاصحاب الجرائم التي لم يرد فيها حدود - 00:13:47ضَ

وان الخارج من السجن خارج من عقوبة ولا شك ان من اخذ عقوبة لا يجوز لاحد ان يتعرض له بتثريب ولا بتعييب ولا بتنقص ولا فان تلك العقوبة كفارة له وتلك المعاقبة سبب لحط السيئات عنه سواء كان ذلك في العقوبات الحدية او العقوبات - 00:14:10ضَ

التعزيرية بالسجن او غير ذلك من صور العقوبات. وان من المشاهد ان كثيرا ممن يخرجون من السجن يجدون من المجتمع المحيط بهم الوانا من الدفع الى معاودة السيئة الدفع الى مواقعة الخطأ وبالتالي نكون سببا في تكرار الجريمة ونكون عونا للشيطان على اخينا - 00:14:36ضَ

الذي نال عقوبته وخرج بعد تلك العقوبة يرجو مستقبلا جديدا ويأمل واقعا افضل اخذ حقه في عقوبته ثم هو يأمل ان يعيش كسائر الناس. والواقع ان اولئك يجدون من كثير منا - 00:15:02ضَ

الوانا من الصد والوانا من الاستهزاء او الاحتقار او غير ذلك مما يكون سببا لمعاودتهم للشر ووقوعهم في الفساد. ان ذلك من السيئات التي يجب ان نتواصى بتركها فنحن مؤمنون والله تعالى قد وصف اهل اليمين بقوله وتواصوا بالمرحمة - 00:15:23ضَ

فاوصيكم واوصي نفسي بحسن استيعاب اولئك الذين نالوا عقوباتهم. والا نكون سببا لدفعهم الى الشر بل ينبغي ان نكون عونا لهم على الخير وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وان من الشر والسوء ما يطال اسر بعض هؤلاء المسجونين - 00:15:47ضَ

الاستهزاء بهم او النفرة منهم او تعيبهم بما جرى من ابنائهم او اهليهم والله تعالى يقول ولا تزر وازرة وزر اخرى. فواجب علينا ان نستوعب عقوبة السجن بانها عقوبة تعزيرية تأديبية. لا يجوز ان نستهزئ في من وقع فيها او ان ننال منه باي نيل - 00:16:07ضَ

يتعدى فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام اللهم اعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك خذ بنواصينا الى ما تحب وترضى واصرف عنا السوء والفحش واجعلنا من عبادك واوليائك يا رب العالمين - 00:16:34ضَ

اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم اصلح احوال اخواننا في كل مكان اللهم اصلح احوالهم في سوريا اللهم كن لهم معينا وظهيرا. اللهم امن روعاتهم واستر عوراتهم اللهم وسد جوعاتهم. اللهم وادفئ - 00:16:49ضَ

ودانهم يا رب العالمين وانزل عليهم سكينة ورحمة وعجل لهم بالفرج يا حي يا قيوم. اللهم اكتب مثل ذلك لاخواننا في كل مكان اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى اعذنا من شر انفسنا وشر كل ذي شر انت اخذ بناصيته اللهم اعذنا من الفتن - 00:17:09ضَ

ما ظهر منها وما بطن ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:17:29ضَ

اخوة المستمعين اخواتنا المستمعات استمعتم الى خطبة مباركة لفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبدالله المصلح. خطيب جامع العليا بمحافظة عنيزة وعضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم - 00:17:41ضَ

هو رحمة الله وبركاته - 00:18:03ضَ