Transcription
الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير بالسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالله جل في علاه يجري في احكام كونه وقضائه وقدره ما يكون خيرا لعباده - 00:00:00ضَ
فيكون ذلك عونا لهم على طاعته والقرب منه ومن ذلك ما يجريه الله تعالى من النذر والايات التي ينبه الله تعالى بها الناس من الغفلة ويردهم فيها وبها الى الهدى والصراط المستقيم - 00:00:24ضَ
فان الله جل في علاه قال في محكم كتابه سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ومن ذلك هذه الايات الكونية التي يجريها الله تعالى ويقضيها ويقدرها - 00:00:46ضَ
ليشهدها الناس فيعلم عظيم قدرة ربهم جل في علاه. وعظيم فقرهم اليه وضعفهم افتقارهم اليه سبحانه وبحمده وبالتالي كان المؤمن اذا رأى مثل هذه الايات لا يجد ملجأ ولا مفزعا الا اللجأ الى الله جل وعلا - 00:01:03ضَ
فانه اذا رأى شيئا من الايات المذكرة اتعظ واعتبر واما الغافل فانه يرى من الايات في السماء والارض ما يذكره لكنه معرض كما قال الله تعالى وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون - 00:01:27ضَ
والشمس والقمر من الايات العظيمة التي اجرى الله تعالى بها على الناس ذكرى وعبرة وقد ذكر الله تعالى في كتابه هاتين الايتين وذكر واقسم بالشمس والقمر في مواضع من كتابه الحكيم. وذلك للفت الانظار الى عظيم هذا الخلق - 00:01:47ضَ
وهذا الخلق جار بامر الرب جل في علاه. فالشمس والقمر ايتان من ايات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري فيهما وعليهما انما هو بامره فهما ملكه جاريان على تقديره - 00:02:11ضَ
قال الله جل وعلا في محكم كتابه لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار. فكل ذلك في جريانه بحسبان دقيق فما يجريه الله تعالى على الشمس والقمر من الكسوف عبرة وعظة. وقد جرى ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:30ضَ
في السنة العاشرة من الهجرة في مثل هذا اليوم في التاسع والعشرين من شوال. مات ابنه ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه فقال بعض الناس كما كان عليه عمل اهل الجاهلية كسفت الشمس لموت ابراهيم - 00:02:54ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد كسوف الشمس وصلاته صلاة طويلة قدرت باربع ساعات. قرأ فيها في القراءة الاولى نحوا من سورة البقرة. ثم هكذا في الثانية القراءة الثانية والثالثة والرابعة - 00:03:10ضَ
ثم انه خطب الناس صلى الله عليه وسلم وقال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته يخوف الله بهما عباده. فاذا رأيتموهما اي رأيتم كسوف الشمس او القمر فادعوا - 00:03:28ضَ
وصلوا حتى ينكشف اي اديموا الدعاء والتضرع الى الله بالاستغفار والتوبة والرجوع اليه اوبة والصلاة والانكسار بين يديه ومناجاته. حتى تنجلي اي حتى يزول ما بكم من كسوف او خسوف في الشمس او القمر. ولهذا كان من المشروع لاهل الايمان اذا جرى ما يجريه الله على هذين - 00:03:49ضَ
القمرين من الايات من الكسوف ان يفزعوا الى الله بالصلاة والذكر والدعاء. وان يلجأوا اليه مستغفرين فانه جل وعلا قد قال ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. ولا ريب ان هذا التغير في الشمس والقمر - 00:04:19ضَ
هو مما يجريه الله تعالى وفق مقدمات طبيعية معلومة لكن ذلك لا يخفي عند اهل الايمان ما في هذه الاية من الحكم ولا يزيل ما فيها من العبر فقد جعل الله لكل شيء سببا ولذلك علم الناس بمواعيد الكسوف ابتداء واكتمالا - 00:04:39ضَ
جناء لا يزيل عند اهل الايمان ما في هذه الاية من العبرة والعظة. فانها اية عظيمة دالة على قدرة لله عز وجل كما ان الناس لا يأمنون وان علموا ابتداء الكسوف وانتهاء لا يعلمون ما قد يجريه الله تعالى في اثناء - 00:05:03ضَ
الكسوف من الوقائع والاحداث. فقد قال جماعات من اهل العلم ان قوله صلى الله عليه وسلم يخوف الله بهما عباده يدل على ان هذا الزمن زمن كسوف الشمس او القمر - 00:05:23ضَ
جدير او هو محل لنزول ايات ومصائب تنزل بالناس يستدفعونها بالدعاء والصلاة والذكر والصدقة والعطر وغير ذلك مما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم. فعلم الناس بابتداء كسوفي وانتهائه واكتماله وانجلائه لا يزيل ما في هذه الاية من عبرة وعظة. فالمؤمن المصدق - 00:05:40ضَ
لله بقول رسوله يعتبر ويتعظ ولو لم يكن في هذه الاية الا انها نموذج لما سيشهده الناس عند قيام الساعة فان ذلك كاف في الاعتبار والاتعاظ لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة. ايحسب الانسان ان لن نجمع عظامه بلى قادرين على ان نسوي بناننا بل يريد - 00:06:11ضَ
الانسان ليفجر امامه يسأل ايانا يوم القيامة ثم ذكر الله تعالى حوادثه ووقائعه في ذلك اليوم فاذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الانسان يومئذ اين المفر ما اظعف الانسان واعجزه واطغاه عند استغنائه عن ربه او ظنه بالغنى. فجدير بالمؤمن ان - 00:06:36ضَ
ليعتبر بهذه الايات وان يتعظ وان يقبل على الله بالتوبة والاستغفار في خاصة نفسه فيما بينه وبين ربه وان يصلح وان يتفقد نفسه واهله ومن حوله ممن له عليهم ولاية بالنصح والارشاد اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان - 00:07:04ضَ
عنا وعنكم كل سوء وبلاء. وان يجعلنا من عباده المتقين وحزبه المفلحين واوليائه الصالحين واقول هذا القول استغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم - 00:07:24ضَ